عَنْ أَبِيهِ غُطَيْفِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : أَتَتِ الْأَنْصَارُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا " ، فَعَادُوا فَعَادَ ، فَأَسْلَمُوا فَوُجِدُوا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ إِسْلَامًا ، وَوُجِدَ مِنْهُمْ أَئِمَّةٌ وَقَادَةٌ . وَقَدِمَ وَفْدُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْقُبَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعْهُمْ يَا عُمَرُ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَسْتَحْيُونَ أَلَّا يُصَلُّوا " ، فَمَكَثُوا يَوْمَهُمْ لَا يُصَلُّونَ وَالْغَدَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّوْا بِلَا وُضُوءٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعْهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ " ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ غَسَلُوا وُجُوهَهُمْ وَرُءُوسَهُمْ وَأَعْنَاقَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ ، وَتَرَكُوا الْأَرْجُلَ فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُمْ فَعَلُوا كَذَا وَكَذَا فَقَالَ : " دَعْهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ " ، وَغَدَوَا الْيَوْمَ الْخَامِسَ فَغَسَلُوا الْبُطُونَ وَالظُّهُورَ ، فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : " دَعْهُمْ عَنْكَ " ، فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِمْ بَعْدُ ، حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ هَدِيَّةٌ مِنَ الطَّائِفِ : عَسَلٌ وَزَبِيبٌ وَرُمَّانٌ وَشِنَانُ فِرْسِكٍ مُرَبَّبٍ ، فَأَهْدَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ " فَقَالُوا : بَلْ هَدِيَّةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِقَاءً مِنَ الْعَسَلِ قَالَ : " مَا هَذَا ؟ " قَالُوا : ضَرِيبٌ ، فَأَكَلَ مِنْهُ ، ثُمَّ فَتَحَ الثَّانِي فَقَالَ : " مَا هَذَا ؟ " فَقَالُوا : ضَرِيبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ ، وَأَطْيَبَ طَعْمَهُ " ، وَأَكَلَ مِنْهُ ، ثُمَّ قَامُوا عَنْهُ ، وَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ شَاةً مَطْبُوخَةً بِلَبَنٍ ، فَالْتَمَسَ الْعِوَضَ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : " هَلْ رَضِيتَ ؟ " قَالَ : لَا ، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ وَقَالَ : " هَلْ رَضِيتَ ؟ " قَالَ : لَا قَالَ : " وَيْحَكَ لَا تُبَخِّلْنِي ؛ فَإِنِّي لَمْ أُخْلَقْ بَخِيلًا ، وَلَا جَبَانًا " ، فَالْتَمَسَ فَجَاءَهُ بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وَسُلْتٍ وَتَمْرٍ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ : " هَلْ رَضِيتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : " لَا أَتَّهِبُ إِلَّا مِنْ قُرَيْشِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ ؛ فَإِنَّهُمَا حَيَّانِ لَا يَتَعَجَّلَانِ الثَّائِبَةَ "
حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ غُطَيْفِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : أَتَتِ الْأَنْصَارُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا ، فَعَادُوا فَعَادَ ، فَأَسْلَمُوا فَوُجِدُوا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ إِسْلَامًا ، وَوُجِدَ مِنْهُمْ أَئِمَّةٌ وَقَادَةٌ . وَقَدِمَ وَفْدُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْقُبَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَعْهُمْ يَا عُمَرُ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَسْتَحْيُونَ أَلَّا يُصَلُّوا ، فَمَكَثُوا يَوْمَهُمْ لَا يُصَلُّونَ وَالْغَدَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّوْا بِلَا وُضُوءٍ فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَعْهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ غَسَلُوا وُجُوهَهُمْ وَرُءُوسَهُمْ وَأَعْنَاقَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ ، وَتَرَكُوا الْأَرْجُلَ فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُمْ فَعَلُوا كَذَا وَكَذَا فَقَالَ : دَعْهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ ، وَغَدَوَا الْيَوْمَ الْخَامِسَ فَغَسَلُوا الْبُطُونَ وَالظُّهُورَ ، فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : دَعْهُمْ عَنْكَ ، فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِمْ بَعْدُ ، حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ هَدِيَّةٌ مِنَ الطَّائِفِ : عَسَلٌ وَزَبِيبٌ وَرُمَّانٌ وَشِنَانُ فِرْسِكٍ مُرَبَّبٍ ، فَأَهْدَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ فَقَالُوا : بَلْ هَدِيَّةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سِقَاءً مِنَ الْعَسَلِ قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : ضَرِيبٌ ، فَأَكَلَ مِنْهُ ، ثُمَّ فَتَحَ الثَّانِي فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : ضَرِيبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ ، وَأَطْيَبَ طَعْمَهُ ، وَأَكَلَ مِنْهُ ، ثُمَّ قَامُوا عَنْهُ ، وَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ شَاةً مَطْبُوخَةً بِلَبَنٍ ، فَالْتَمَسَ الْعِوَضَ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَالَ : هَلْ رَضِيتَ ؟ قَالَ : لَا ، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ وَقَالَ : هَلْ رَضِيتَ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : وَيْحَكَ لَا تُبَخِّلْنِي ؛ فَإِنِّي لَمْ أُخْلَقْ بَخِيلًا ، وَلَا جَبَانًا ، فَالْتَمَسَ فَجَاءَهُ بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وَسُلْتٍ وَتَمْرٍ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ : هَلْ رَضِيتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : لَا أَتَّهِبُ إِلَّا مِنْ قُرَيْشِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ ؛ فَإِنَّهُمَا حَيَّانِ لَا يَتَعَجَّلَانِ الثَّائِبَةَ