بَعَثَ اللَّهُ خَالِدَ بْنَ سِنَانٍ نَبِيًّا إِلَى بَنِي عَبْسٍ ، فَدَعَاهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ : إِنْ دَعَوْتَ فَأَسَلْتَ هَذِهِ الْحَرَّةَ عَلَيْنَا نَارًا - فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُخَوِّفُنَا بِالنَّارِ - اتَّبَعْنَاكَ , وَإِنْ لَمْ تُسِلْ نَارًا كَذَّبْنَاكَ , قَالَ : فَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، قَالُوا نَعَمْ قَالَ : فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِي وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِرِسَالَتِي إِلَّا بِأَنْ تُسِيلَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْحَرَّةُ نَارًا ، فَأَسِلْهَا عَلَيْهِمْ نَارًا قَالَ : فَطَلَعَ مِثْلُ رَأْسِ الْحَرِيشِ ، ثُمَّ عَظُمَتْ حَتَّى عَرَّصَتْ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ ، فَسَالَتْ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : يَا خَالِدُ ، ارْدُدْهَا ؛ فَإِنَّا مُؤْمِنُونَ بِكَ ، فَتَنَاوَلَ عَصًا ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، فَدَخَلَ فِيهَا فَضَرَبَهَا بِالْعَصَا وَيَقُولُ : هَدَّا هَدَّا كُلُّ خَرْجٍ مُؤَدَّى ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَجَبِينِي يَنْدَى ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهَا حَتَّى رَجَعَتْ . قَالَ : فَرَأَيْتُنَا نُعَشِّي الْإِبِلَ عَلَى ضَوْءِ نَارِهَا ضِلْعَا الرَّبَذَةِ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَلَاثُ لَيَالٍ "
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ خُلَيْدٍ الْعَبْسِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ خَالِدَ بْنَ سِنَانٍ نَبِيًّا إِلَى بَنِي عَبْسٍ ، فَدَعَاهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ : إِنْ دَعَوْتَ فَأَسَلْتَ هَذِهِ الْحَرَّةَ عَلَيْنَا نَارًا - فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُخَوِّفُنَا بِالنَّارِ - اتَّبَعْنَاكَ , وَإِنْ لَمْ تُسِلْ نَارًا كَذَّبْنَاكَ , قَالَ : فَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، قَالُوا نَعَمْ قَالَ : فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِي وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِرِسَالَتِي إِلَّا بِأَنْ تُسِيلَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْحَرَّةُ نَارًا ، فَأَسِلْهَا عَلَيْهِمْ نَارًا قَالَ : فَطَلَعَ مِثْلُ رَأْسِ الْحَرِيشِ ، ثُمَّ عَظُمَتْ حَتَّى عَرَّصَتْ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ ، فَسَالَتْ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : يَا خَالِدُ ، ارْدُدْهَا ؛ فَإِنَّا مُؤْمِنُونَ بِكَ ، فَتَنَاوَلَ عَصًا ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، فَدَخَلَ فِيهَا فَضَرَبَهَا بِالْعَصَا وَيَقُولُ : هَدَّا هَدَّا كُلُّ خَرْجٍ مُؤَدَّى ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَجَبِينِي يَنْدَى ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهَا حَتَّى رَجَعَتْ . قَالَ : فَرَأَيْتُنَا نُعَشِّي الْإِبِلَ عَلَى ضَوْءِ نَارِهَا ضِلْعَا الرَّبَذَةِ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَلَاثُ لَيَالٍ