• 2311
  • أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ ، أَتَى عَلَى سَلْمَانَ ، وَصُهَيْبٍ ، وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا ، قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ ؟ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ " فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ ؟ قَالُوا : لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ ، أَتَى عَلَى سَلْمَانَ ، وَصُهَيْبٍ ، وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا ، قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ ؟ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ ؟ قَالُوا : لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي

    لا توجد بيانات
    لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ ، لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ "
    حديث رقم: 20140 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو
    حديث رقم: 8005 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْمَنَاقِبِ مَنَاقِبُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
    حديث رقم: 14866 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ مَنِ اسْمُهُ عَائِذٌ
    حديث رقم: 9352 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد السادس أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرٌ ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ فَوَلَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حَنْظَلَةَ ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا وَلَا عَقِبَ لَهُ ، وَأُمَّ حَبِيبَةَ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَبِيبَةَ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ مُرْتَدًّا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ . وَأُمَيْمَةَ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ ، تَزَوَّجَهَا حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حُوَيْطِبٍ . ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ صَفْوَانَ . وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ . وَمُعَاوِيَةَ ، وَعُتْبَةَ ، وَجُوَيْرِيَةَ ، تَزَوَّجَهَا السَّائِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ . وَأُمَّ الْحَكَمِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطٍ مِنْ بَنِي ثَقِيفٍ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الَّذِي يُدْعَى ابْنَ أُمِّ الْحَكَمِ ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ . وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خَلَفِ بْنِ قَوَالَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ . وَمُحَمَّدًا وَعَنْبَسَةَ ، وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي أُزَيْهِرِ بْنِ أُنَيْسِ بْنِ الْحَيْسَقِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِطْرِيفِ مِنَ الْأَزْدِ . وَعَمْرًا أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَعُمَرَ . وَصَخْرَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ . وَهِنْدَ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ ، الَّذِي اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ . وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ . وَمَيْمُونَةَ ، تَزَوَّجَهَا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ ، فَوَلَدَتْ لَهُ . ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ ، وَأُمُّهَا لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَرَمْلَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَقُتِلَ عَنْهَا ، وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ الْأَشْيَمِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ قَالَ : وَيَقُولُونَ : وَزِيَادًا ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ
    حديث رقم: 923 في مسند ابن أبي شيبة عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 1220 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ أَهْلِ الصُّفَّةِ

    [2504] (أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا) ضَبَطُوهُ بِوَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا بِالْقَصْرِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَالثَّانِي بِالْمَدِّ وَكَسْرِهَا وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ وَهَذَا الْإِتْيَانُ لِأَبِي سُفْيَانَ كَانَ وَهُوَ كَافِرٌ فِي الْهُدْنَةِ بَعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ وَفِي هَذَا فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِسَلْمَانَ وَرُفْقَتِهِ هَؤُلَاءِ وَفِيهِ مُرَاعَاةُ قُلُوبِ الضُّعَفَاءِ وَأَهْلِ الدِّينِ وَإِكْرَامِهِمْ وَمُلَاطَفَتِهِمْ.
    قَوْلُهُ (يَا إِخْوَتَاهُ أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك ياأخي) أما قولهم ياأخي فَضَبَطُوهُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ عَلَى التَّصْغِيرِ وَهُوَ تَصْغِيرُ تَحْبِيبٍ وَتَرْقِيقٌ وَمُلَاطَفَةٌ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بِفَتْحِهَا قَالَ الْقَاضِي قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ نَهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الصِّيغَةِ وَقَالَ قُلْ عَافَاكَ اللَّهُ رَحِمَكَ اللَّهُ لَا تَزِدْ أَيْ لَا تَقُلْ قَبْلَ الدُّعَاءِ لَا فَتَصِيرُ صُورَتُهُ صُورَةَ نَفْيِ الدُّعَاءِ قَالَ بَعْضُهُمْ قُلْ لَا وَيَغْفِرُ لَكَ اللَّهُ(باب من فضائل الانصار رضي الله عَنْهُمْ قَوْلُهُ

    [2504] مأخذها ضبط بِالْقصرِ وَفتح الْخَاء وبالمد وَكسرهَا يَا أخي ضبط بِالتَّصْغِيرِ وبالتكبير

    عن عائذ بن عمرو، أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك يا أخي.
    المعنى العام:
    سلمان الفارسي رضي الله عنه، أبو عبد الله، يقال: إنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ابن ملك من ملوك فارس، وكان من هرمز، وقيل: كان أصله من أصبهان، وكان من صغره يطلب دين الله، ويتبع من يرجو ذلك عنده، فدان بالنصرانية وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذلك على مشقات، وخرج من بلاده يطلب الدين الحق ويسأل عنه، انتقل من عابد إلى عابد، حتى وصل المدينة، وأخذ رقيقا، وانتقل من سيد إلى سيد، حتى تداوله بضعة عشر سيدا، واشتراه صلى الله عليه وسلم وأعتقه، وكان ولاؤه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء، وكان زاهدا، له عباءة، يفترش بعضها، ويلبس بعضها، وكان يعمل الخوص بيده، فيبيعه، فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا، وكان عطاؤه في زمن عمر خمسة آلاف، فكان إذا خرج عطاؤه تصدق به كله، وأكل من عمل يده، عمل الخوص الذي تعلمه عن بعض مواليه بالمدينة، وأول مشاهده الخندق، وهو الذي أشار بحفره، وقيل: إنه شهد بدرا وأحدا، إلا أنه كان عبدا يومئذ وكانوا يشبهونه بلقمان، علما وحكمة، ويعرف بسلمان الخير، وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان ابن الإسلام من بني آدم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمرني ربي بحب أربعة، وأخبرني أنه سبحانه يحبهم، علي، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان. توفي بالمدائن في خلافة عثمان. سنة خمس وثلاثين. رضي الله عنه وأرضاه. أما بلال بن رباح الحبشي، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان عبدا، فأسلم، يقال: كان أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، كان المشركون - وعلى رأسهم أمية بن خلف، يخرجونه، إذا حميت الظهيرة، فيطرحونه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمرون بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقولون: لا يزال هذا بك حتى تموت أو تكفر بمحمد، فلا يزيد على قوله: أحد. أحد. وكانوا يعطونه للولدان يطوفون به في شعاب مكة والسلسلة في رقبته، فاشتراه أبو بكر بسبع أواق، وأعتقه، ثم كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخازن بيت المال وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مؤذن أبي بكر وخازن بيت ماله، لكنه استأذنه في أن يخرج للجهاد، وروى لأبي بكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قال له: يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فقال أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله عز وجل، فذرني أذهب إلى الله عز وجل، فقال: اذهب، فذهب إلى الشام، وطلبه عمر أن يؤذن له، فاعتذر، فقال له: ما يمنعك أن تؤذن لي؟ قال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، وأذنت لأبي بكر لأنه ولي نعمتي، وأريد الجهاد في سبيل الله، فتركه، وبقي في الشام حتى مات بها في طاعون عمواس سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ودفن بحلب. وأما صهيب بن سنان: من العرب، من النمر بن قاسط، كان أبوه سنان بن مالك عاملا لكسرى على الأيلة، وكانت منازلهم بأرض الموصل، في قرية على شط الفرات، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبت صهيبا، وهو غلام صغير، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، فاشترته منهم قبيلة كلب، ثم قدمت به مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان، فأعتقه، فأقام معه بمكة، حتى هلك عبد الله بن جدعان، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم هو وعمار في يوم واحد، بعد بضعة وثلاثين رجلا، يروى عن عمار بن ياسر أنه قال: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له، ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت الدخول إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فأسمع كلامه، قال: فأنا أريد ذلك، قال: فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا، حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لحقه صهيب، فتبعه نفر من قريش: ليردوه فقال: يا معشر قريش إني من أرماكم، ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، قالوا: لا تفجعنا بنفسك ومالك. قال: إن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا، وتعاهدوا، فدلهم، فرجعوا، فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما زال بقباء، أخبره الخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى. فأصبح يكنى أبا يحيى، وأنزل الله تعالى في أمره {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} [البقرة: 207] وقال صلى الله عليه وسلم: صهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة. وروي عن صهيب أنه قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفي. وكان عمر رضي الله عنه يحبه، ويداعبه، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس، حتى يجتمع الناس على إمام بعده، ومات صهيب بالمدينة، ودفن بالبقيع، في شوال سنة ثمان وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة على المشهور. المباحث العربية (أن أبا سفيان) صخر بن حرب. (أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر) أي مر بهم، وهم جلوس في مجلس، وكان هذا المرور، وهو كافر، فقد زار المدينة، وزار ابنته أم حبيبة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية، أثناء الهدنة. (فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها) أسلوب يفيد التحسر على أن سيوف حزب الله لم تقتل هذا الكافر، ولم تنل منه في الحروب السابقة بين المسلمين والمشركين، ويحمل التمني أن تنال هذه السيوف من هذا العدو في المستقبل. (فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟) الظاهر أن أبا بكر كان جالسا معهم، وإن لم يذكر في الجالسين، والاستفهام إنكاري توبيخي، أي لا ينبغي أن تقولوا هذا، ووصفه بأوصاف السيادة استنكارا لتمنيهم القتل له، والمؤمن يسأل الله العافية والهداية أولى من أن يسأل للعدو القتل. (فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم) وزدت في الإنكار على هذا القول. آمل أن لا تكون فعلت ذلك. (لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك) لأنهم لم يقولوا نكرا ولا هجرا، بل هي منهم كلمة حق وصدق، وفيها تحمس للإسلام وعز أهله، وكبت أعدائه وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صناديد قريش. (فأتاهم أبو بكر) ليتأكد منهم أنه لم يغضبهم، وليستسمحهم إن كانوا قد غضبوا، ولا يلزم من إتيانه إياهم أن يكونوا كما كانوا في مجلسهم، فقد يأتيهم واحدا واحدا، ويسأله، ويجيب، لكن ظاهر سؤاله وجوابهم أنهم كانوا مجتمعين في جلستهم، أو في جلسة أخرى. (يا إخوتاه) لغة في: يا إخوتي، قال ابن مالك واجعل منادى صح إن يضف ليا كعبد عبدي عبد عبدا عبديا وناداهم بهذا النداء الرقيق استعطافا لهم أن يتسامحوا. (أغضبتكم؟) بقولي لكم: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟. (قالوا: لا يغفر الله لك) البلاغة لا تستحسن هذا الأسلوب، لأن صورته صورة نفي الدعاء، حيث لا فاصل بين لا وبين الدعاء، وإن كانت لا هنا نفي لجملة سابقة، أي لا. لم تغضبنا، والمستحسن عندهم عدم ذكر لا أو ذكر جملتها: لم تغضبنا، أو ذكر واو الاستئناف بينها وبين الدعاء، فيقال: لا، ويغفر الله لك، وتسمى واوات الأصداغ على خدود الملاح، أي هذه الواو في حسنها تشبه ما تعمله الجميلات من لي شعيرات على الخد تشبه الواو لإبراز جمالهن. (يا أخي) كان المناسب أن يقولوا: يا أخانا، لأنهم جمع، لكن روعي أن كل واحد منهم قال هذا القول على الاستقلال. قال النووي: يا أخي ضبطوه بضم الهمزة على التصغير، وهو تصغير تحبيب وترقيق وملاطفة، وفي بعض النسخ بفتح الهمزة. فقه الحديث

    1- في الحديث فضيلة ظاهرة لسلمان وصهيب وبلال ورفقتهم هؤلاء.

    2- وفيه مراعاة قلوب الضعفاء وأهل الدين، وإكرامهم، وملاطفتهم.

    3- وفيه رقة قلب أبي بكر، وحرصه على دوام المودة بينه وبين جميع المسلمين.
    4- وفيه التلطف في النداء، واستخدام لفظ يا أخي ويا إخوتي تمهيدا للطلب.
    5- وفيه الصفح والتسامح، والرد بالدعاء بالخير. وقد أخرج البخاري في مناقب بلال بن رباح قول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة. وكان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا - يعني بلالا. وقد قدمت في المعنى العام:
    من فضائل سلمان وصهيب وبلال ما يغني عن الإعادة. والله أعلم

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلاَلٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا ‏.‏ قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ ‏ "‏ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ ‏"‏ ‏.‏ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أُخَىَّ ‏.‏

    A'idh b. Amr reported that Abu Sufyan came to Salman, Suhaib and Bilal in the presence of a group of persons. They said:By Allah, the sword of Allah did not reach the neck of the enemy of Allah as it was required to reach. Thereupon Abu Bakr said: Do you say this to the old man of the Quraish and their chief? Then he came to Allah's Apostle (may peace be upon'him) and informed him of this. Thereupon he (the Holy Prophet) said: Abu Bakr, you have perhaps annoyed them and if you annoyed them you have in fact annoyed your Lord. So Abu Bakr came to them and said: O my brothers, I have annoyed you. They said: No, our brother, may Allah forgive you

    Telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Hatim]; Telah menceritakan kepada kami [Bahz]; Telah menceritakan kepada kami [Hammad bin Salamah] dari [Tsabit] dari [Mu'awiyah bin Qurrah] dari [A'idz bin'Amru] bahwa Abu Sufyan pernah mendatangi Salman, Shuhaib, dan Bilal dalam sekelompok orang sahabat. Setelah itu, mereka berkata kepada Abu Sufyan; "Demi Allah, pedang Allah tidak sampai menebas leher musuh Allah." Mendengar ucapan mereka, (Salman, Shuhaib dan Bilal) maka Abu Bakar berkata; 'Mengapa kalian berkata seperti itu kepada salah seorang tokoh dan pemimpin Quraisyy hai Salman, Shuhaib, dan Bilal. Kemudian Abu Bakar datang kepada Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam untuk menceritakan tentang hal itu. Tetapi, Rasulullah malah berkata: "Hai Abu Bakar, mungkin kamu sendirilah yang telah membuat mereka marah. Apabila kamu membuat mereka marah, maka berarti kamu juga telah membuat Tuhanmu marah." Lalu Abu Bakar pergi mendatangi mereka sambil bertanya; 'Hai saudara-saudaraku, apakah aku telah membuat kalian marah? ' Mereka menjawab; 'Tidak.' Semoga Allah mengampunimu hai saudaraku, Abu Bakar

    Bize Muhammed b. Hatim rivayet etti. Bize Behz rivayet etti. (Dediki): Bize Hammâd b. Seleme, Sâbit'den, o da Muâviye b. Gurre'den, o da Aiz b. Amr'dan naklen rivayet etti ki: Ebû Süfyân, Selman ile Suhayb ve Bilâl'i bir cemâat içindeyken üzerlerine gelmiş. Bunlar: — Vallahi! Allah'ın kılıçları adüvvüllahın boynundaki yerini almamıştır, demişler. Ebû Bekr : — Siz Kureyş'in şeyhi ve reisi için bunu mu söylüyorsunuz? demiş ve hemen Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'e gelerek haber vermiş. O da: «Yâ Ebâ Bekr! Ola ki, sen onları kızdırmışsındır. Eğer onları kızdırdıysan muhakkak Rabbini gazaba getirdin!» buyurmuşlar. Arkacığindan Ebû Bekr onların yanına vararak: — Ey kardeşlerim, sizi kızdırdım mı? demiş. Onlar : — Hayır! Allah seni affetsin kardeşciğim! demişler

    معاویہ بن قرہ نے عائذ بن عمرو رضی اللہ تعالیٰ عنہ سے روایت کی کہ ابوسفیان رضی اللہ تعالیٰ عنہ چند اور لوگوں کی موجودگی میں حضرت سلیمان ، حضرت صہیب اور حضرت بلال رضوان اللہ عنھم اجمعین کے پاس سے گزرے تو انھوں نے کہا : اللہ کی قسم! اللہ کی تلواریں اللہ کے دشمن کی گردن میں اپنی جگہ تک نہیں پہنچیں ۔ کہا : اس پر ابوبکر رضی اللہ تعالیٰ عنہ نے فر ما یا : تم لوگ قریش کے شیخ اور سردار کے متعلق یہ کہتے ہو ۔ پھر حضرت ابو بکر رضی اللہ تعالیٰ عنہ نبی صلی اللہ علیہ وسلم کے پاس آئے اور آپ کو یہ بات بتا ئی تو آپ نے فر ما یا : " ابو بکر رضی اللہ تعالیٰ عنہ ! شاید تم نے ان کو ناراض کر دیا ہے ۔ اگر تم نے ان کو ناراض کر دیا ہے تو اپنے رب کو ناراض کر دیا ہے ۔ حضرت ابو بکر رضی اللہ تعالیٰ عنہ ان کے پاس آئے اور کہا : میرے بھائیو! کیا میں نے تم کو ناراض کردیا؟ انھوں نے کہا : نہیں بھا ئی ! اللہ آپ کی مغفرت فر ما ئے ۔

    মুহাম্মাদ ইবনু হাতিম (রহঃ) ..... আয়িয ইবনু আম্‌র (রাযিঃ) হতে বর্ণিত আছে যে, আবূ সুফইয়ান (রাযিঃ) একদল লোকের সঙ্গে সালমান ফারসী (রাযিঃ), সুহায়ব (রাযিঃ) ও বিলাল (রাযিঃ) এর নিকট আসলেন। তখন তারা বললেন, আল্লাহর তলোয়ারসমূহ আল্লাহর শক্ৰদের ঘাড়ে ঠিকসময়ে তার লক্ষ্যস্থলে এসে পড়েনি। রাবী বলেন, আবূ বাকর (রাযিঃ) বললেন, তোমরা কি একজন বয়োবৃদ্ধ কুরায়শ নেতাকে এরূপ কথা বলছ? তারপর তিনি রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর নিকট এসে তাকে ব্যাপারটি জানালেন। তখন তিনি (সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম) বললেনঃ হে আবূ বাকর! তুমি মনে হয় তাদের অসন্তুষ্ট করেছে। তুমি যদি তাদের অসন্তুষ্ট করে থাকো তবে তুমি তোমার প্রতিপালককেই অসন্তুষ্ট করলে। তারপর আবূ বকর (রাযিঃ) তাদের নিকট এসে বললেন, হে আমার ভাইয়েরা! আমি তোমাদের অসন্তুষ্ট করেছি, তাই না? তারা বললেন, না, হে আমার ভাই। আল্লাহ আপনাকে মাফ করুন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৬১৮৬, ইসলামিক সেন্টার)