• 848
  • أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ ، كَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَبَبْتُهُ فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أُخْتِي دَعْهُ " فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ ، كَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَبَبْتُهُ فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أُخْتِي دَعْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

    ينافح: نافح : دافع ، والمنافحة والمكافحة : المدافعة والمضاربة
    دَعْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [2487] (يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ يُدَافِعُ وَيُنَاضِلُ قَوْلُهُ

    [2487] ينافح أَي يدافع ويناضل

    عن أبيه أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسببته. فقالت: يا ابن أختي! دعه فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    المعنى العام:
    حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري وأمه الفريعة بنت خالد بن حبيش خزرجية أيضا. أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت ويكنى حسان: أبا المضرب وأبا الحسام وأبا عبد الرحمن فضل على الشعراء بثلاثة كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في أيام النبوة وشاعر اليمن كلها في الإسلام. قيل: إنه لم يغز مع النبي صلى الله عليه وسلم لجبنه وقصة جبنه مع صفية بنت عبد المطلب وهي في حصنه مشهورة. قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعمر حسان ستون سنة قيل: وعاش في الإسلام ستين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة، توفي في خلافة علي رضي الله عنه، وقيل: توفي سنة خمسين أو أربع وخمسين. رضي الله عنه وأرضاه. المباحث العربية (أن عمر مر بحسان، وهو ينشد الشعر في المسجد) أي المسجد النبوي في المدينة، وعمر آنذاك أمير المؤمنين. (فلحظ إليه) أي نظر إليه بمؤخر عينه، من أحد جانبيه، يقال: لحظه بالعين، ولحظ إليه لحظا ولحظانا، وكثيرا ما تستعمل هذه النظر في مؤاخذة الملحوظ، كما فهم منها حسان، وفي رواية فقال عمر: أفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تنشد الشعر؟. (فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك) أي فقال حسان لعمر، ردا على لحظته: لم تؤاخذني؟ وقد أقرني على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. (ثم التفت إلى أبي هريرة) أي التفت حسان إلى أبي هريرة - وكان بجواره - يستشهد به. (فقال: أنشدك الله. أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: اللهم نعم) وفي رواية فسكت عمر. وأنشدك بفتح الهمزة وضم الشين، أي أسألك الله، والنشد بفتح النون وسكون الشين التذكر، يقال: نشد فلانا قصده وسأله، ونشد فلانا بكذا، أي ذكره به واستعطفه، يقال: نشدتك الله، وبالله، ونشدتك الرحم، وبالرحم، والمراد بروح القدس هنا جبريل، يدل عليه ما في الرواية الثالثة وجبريل معك. والمراد بالإجابة الرد على الكفار الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبرا في المسجد، فيقوم عليه، يهجو الكفار. (اهجهم، أو هاجهم، وجبريل معك) يقال: هجا فلانا، يهجوه، هجوا، وهجاء: ذمه، وعدد معايبه، ويقال: هاجاه مهاجاة، إذا هجا كل منهما صاحبه. وأو للشك من الراوي في أية اللفظتين قيلت. (عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير، ابن أخت عائشة. (أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة، فسببته) أي ذكر اسمه في مجلس عائشة، فسبه عروة، لأنه أكثر من نقل كلام الإفك عن عائشة، وقد صح عن عائشة أنها عدت العصبة التي جاءت وأذاعت الإفك، فعدت عبد الله بن أبي بن سلول، وحمنة بنت جحش، أخت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها، وزوجة طلحة بن عبيد الله، ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت. ومن الناس من برأ حسان، وهو خلاف ما في الصحيح، وما تشير إليه الروايتان الرابعة والخامسة، والظاهر أنه - رضي الله عنه - اعتذر عما نسب إليه في شأن عائشة في أبيات سنذكرها، فقبلت اعتذاره، وعطفت عليه بعد أن أصيب بالعمى. (فقالت: يا بن أختي، دعه) أي دع سبه وشتمه. (فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي كان يدافع بشعره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الرواية الخامسة إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ملحقها كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (يشبب بأبيات له، فقال: حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل ) يشبب يعني يتغزل، يذكر محاسن النساء، وهو هنا يذكر محاسن عائشة رضي الله عنها، ويصفها بأنها حصان بفتح الحاء والصاد المخففة، أي محصنة عفيفة، رزان بفتح الراء والزاي، أي كاملة العقل، يقال: رجل رزين، وما تزن بريبة أي ما تتهم بريبة، يقال: زننته وأزننته إذا ظننت به خيرا أو شرا، وغرثى بفتح الغين وسكون الراء وفتح الثاء، أي جائعة، ورجل غرثان، وامرأة غرثى، معناه لا تغتاب الناس، لأنها لو اغتابتهم شبعت من لحومهم. والمعنى أن عائشة رضي الله عنها محصنة عاقلة، لا تتهم بريبة، ولا تأكل لحوم الناس بالغيبة. في الرواية الخامسة أنها قالت له، بعد سماعها هذا البيت: لكنك لست كذلك. وبعد هذا البيت قال: حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى ذي المكرمات الفواضل عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي، مجدهم غير زائل مهذبة قد طيب الله خيمها وطهرها من كل سوء وباطل فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتمو فلا رفعت سوطي إلى أناملي وكيف وودي ما حييت ونصرتي لآل رسول الله زين المحافل له رتب عال على الناس كلهم تقاصر عنه سورة المتطاول فإن الذي قد قيل ليس بلائط ولكنه قول امرئ بي ماحل قد طيب الله خيمها أي قد طيب ريحها، سورة المتطاول بفتح السين وسكون الواو، أي وثبة مدعي الطول، وليس بلائط أي ليس بلاصق بي على الحقيقة، بي ماحل أي بي واش وساع بي إلى ذي السلطان. (قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان) المراد بأبي سفيان هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك الوقت، ثم أسلم وحسن إسلامه. أي ائذن لي أن أهجوه وأذمه، وفي ملحق الرواية استأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين ولم يذكر أبا سفيان. (قال: كيف بقرابتي منه؟) أي كيف لا يصيبني الذم، وهو ابن عمي؟ إذا ذممته؟ (قال: والذي أكرمك لأسلنك منهم، كما تسل الشعرة من الخمير) المراد من الخمير العجين، وصرح به في الرواية السابعة، لأنه يتخمر غالبا، ومعناه لأتلطفن في تخليص نسبك من هجوه، بحيث لا يبقى جزء من نسبك في نسبهم الذي ناله الهجو، كما أن الشعرة، إذا سلت من العجين، لا يبقى منها شيء فيه، بخلاف ما لو سلت من شيء صلب، فإنها ربما انقطعت، فبقيت منها فيه بقية. (فقال حسان: وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد ) ولم يذكر مسلم البيت الثاني، وبه تتم الفائدة، وهو المراد المقصود، وهو: ومن ولدت أبناء زهرة منهمو كرام، ولم يقرب عجائزك المجد والمراد ببنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أم عبد الله والزبير وأبي طالب، وقوله ومن ولدت أبناء زهرة منهمو مراده هالة بنت وهب بن عبد مناف، أم حمزة وصفية، وأما قوله ووالدك العبد فهو سب لأبي سفيان بن الحارث، ومعناه أن أم الحارث بن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا، هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، وكذا أم أبي سفيان بن الحارث، كانت كذلك، وهو مراده بقوله: ولم يقرب عجائزك المجد. (قصيدته هذه) بالنصب، مفعول به لفعل محذوف، أي اقرأ، أو راجع قصيدته هذه. (اهجوا قريشا، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل) الخطاب للمسلمين، أو للشعراء المسلمين، وهو رفع للحظر، وإذن بالهجاء، بعد أن اشتد هجاء المشركين للإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، فأراد محاربتهم بنفس سلاحهم، وكان الشعر مدحا أو هجاء يرفع القبيلة أو يخفضها، فكان أثره في العرب بعامة أشد من الرمي بالسهام، والرشق بفتح الراء هي الرمي، وأما الرشق بكسرها فهو اسم للنبل التي ترمى دفعة واحدة، وفي بعض النسخ رشق النبل. (فأرسل إلى ابن رواحة، فقال: اهجهم، فهجاهم، فلم يرض) أي فلم يشف ما في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وما في صدر أصحابه من الغيظ. (فأرسل إلى كعب بن مالك) فقال له: اهجهم، فهجاهم، فكان شأنه شأن ابن رواحة. (ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه) أي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بلغه ما كان من ابن رواحة وكعب. (قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه) يصف نفسه بالأسد بين الشعراء، قال العلماء: ومراد حسان من ذنبه لسانه، فشبه نفسه بالأسد في انتقامه وبطشه إذا اغتاظ، وحينئذ يضرب بذنبه جنبيه. (ثم أدلع لسانه، فجعل يحركه) أي ثم أخرج لسانه عن الشفتين، يحركه يمنة ويسرة، كما يفعل الأسد بذنبه، يقال: دلع لسانه، وأدلع لسانه، ودلع اللسان. (فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم فري الأديم) أي لأمزقن أعراضهم تمزيق الجلد. سأسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قال: أنت غير عليم بالأنساب، فيخشى من ذم نسب أتصل به، ولكن عليك أولا بأبي بكر. (فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي) ويخلصه من أنساب تتناولها بالهجاء. (قالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هجاهم حسان، فشفى، واشتفى) أي فشفى صدري وشفى صدور المؤمنين، وشفى نفسه، وأذهب غيظنا وغيظه. (قال حسان: هجوت محمدا، فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء ) يخاطب من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتوعده بأنه سيجيب ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إجابة ودفاعا لا يدافعه مدافع، لأن أجره عند أعظم مجاز، وأكرم معط. ( هجوت محمدا، برا، تقيا رسول الله شيمته الوفاء ) وفي بعض النسخ برا حنيفا والبر بفتح الباء واسع الخير، وهو مأخوذ من البر، بكسر الباء، وهو الاتساع في الإحسان، وهو اسم جامع للخير، وقيل: البر هنا بمعنى المتنزه عن المآثم، وأما الحنيف فقيل: هو المستقيم، والأصح أنه المائل إلى الخير، وقيل: الحنيف التابع ملة إبراهيم عليه السلام وقوله شيمته الوفاء أي خلقه الوفاء، وكلها منصوبة على الحال. ( فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء ) قال النووي: هذا مما احتج به ابن قتيبة لمذهبه، أن عرض الإنسان هو نفسه، لا أسلافه، لأنه ذكر عرضه وأسلافه بالعطف، وقال غيره: عرض الرجل أموره كلها، التي يحمد بها ويذم من نفسه، وأسلافه، وكل ما لحقه نقص بعيبه، وأما قوله وقاء فبكسر الواو، وبالمد، وهو ما وقيت به الشيء. ( ثكلت بنيتي إن لم تروها تثير النقع من كنفي كداء ) كنفا كداء جانبا كداء، وهي ثنية على باب مكة، وفي بعض النسخ غايتها كداء وفي بعضها موعدها كداء يهدد قريشا والمشركين بمكة بأن خيل المسلمين ستثير الغبار في جبال مكة، فتغزوهم. وتهاجمهم، ويزيد في وصف الخيل والفرسان، فيقول: ( يبارين الأعنة مصعدات على أكتافها الأسل الظماء تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء ) ويروى يبارعن الأعنة وفي رواية يبارين الأسنة ومصعدات أي مقبلات إليكم ومتوجهات، دون تراجع على أكتافها الأسل الظماء أي فوق ظهورها الرماح العطشى إلى الدماء، وفي بعض الروايات الأسد الظماء أي الرجال المشبهون للأسد العطاش إلى دمائكم تظل جيادنا متمطرات أي تظل خيولنا مسرعات، يسبق بعضها بعضا، كسيل المطر تلطمهن بالخمر النساء أي تمسحهن النساء بخمرهن، جمع خمار، أي يزلن عنهن الغبار بخمرهن، لعزتها وكرامتها عندهم، وحكى القاضي أنه روي بالخمر بفتح الميم، جمع خمرة، وهو صحيح المعنى، لكن الأول هو المعروف، وهو الأبلغ في إكرامها. ( فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاء وإلا فاصبروا لضراب يوم يعز الله فيه من يشاء وقال الله قد أرسلت عبدا يقول الحق ليس به خفاء وقال الله قد يسرت جندا هم الأنصار، عرضتها اللقاء يلاقى كل يوم من معد سباب أو قتال أو هجاء فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس له كفاء ) قد يسرت جندا أي هيأتهم، وأرصدتهم لقتال المشركين عرضتها اللقاء بضم العين، أي مقصودها ومطلوبها ليس له كفاء أي ليس له مماثل، ولا مقاوم. فقه الحديث يؤخذ من الحديث

    1- فضيلة لحسان بن ثابت رضي الله عنه في دفاعه بشعره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من موقفه من الإفك نرى عائشة رضي الله عنها تغفر له هذا الموقف، وتقدر له هجاء المشركين، ومدحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكرمه وتذكره بخير، وتدافع عنه بل كانت تأذن له بالدخول، وتدعو له بالوسادة، وتقول: لا تؤذوا حسانا، فإنه كان ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه، وتقول: ما سمعت بشيء أحسن من شعر حسان، وما تمثلت به إلا رجوت له الجنة. ولما قيل لها: تدعين مثل هذا يدخل عليك، وقد أنزل الله تعالى {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} [النور: 11] قالت: وأي عذاب أشد من العمى، وفي رواية أليس أصابه عذاب عظيم؟ أليس قد ذهب بصره، وكسع بالسيف، تعني ضربة السيف التي ضربه إياها صفوان، حين بلغه أنه يتكلم في ذلك.

    2- وفي الحديث جواز هجو الكفار، ما لم يكن أمان، ولا غيبة فيه، فقد أمر صلى الله عليه وسلم بهجائهم، وطلبه من أصحابه، واحدا بعد واحد، وكان القصد النكاية في الكفار، وقد أمر الله تعالى بالجهاد في الكفار، والإغلاظ عليهم، وكان هذا الهجو أشد عليهم من الرمي بالنبال، فكان مندوبا لذلك، مع ما فيه من كف أذاهم، وبيان نقصهم، والانتصار للمسلمين بهجائهم. قال النووي: قال العلماء: ينبغي ألا يبدأ المسلمون المشركين بالسب والهجاء، مخافة من سبهم الإسلام وأهله، قال تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله، فيسبوا الله عدوا بغير علم} [الأنعام: 108] ولتنزيه ألسنة المسلمين عن الفحش، إلا أن تدعو إلى ذلك ضرورة لابتدائهم به، ككف أذاهم، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

    3- قال النووي: وفيه جواز إنشاد الشعر في المسجد، إذا كان مباحا، واستحبابه إذا كان في مدح الإسلام وأهله، أو في هجاء الكفار، والتحريض على قتالهم، أو تحقيرهم ونحو ذلك. وأما حديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تناشد الأشعار في المساجد فهو وإن رواه الترمذي وحسنه فيجمع بينه وبين حديثنا بأن يحمل النهي على تناشد أشعار الجاهلية والمبطلين، والمأذون فيه ما سلم من ذلك، وقيل: المنهي عنه ما إذا كان التناشد غالبا على المسجد، حتى يتشاغل به من فيه. والله أعلم.
    4- وفيه استحباب الدعاء لمن قال شعرا من هذا النوع.
    5- وفيه جواز الانتصار من الكفار، ويجوز الانتصار أيضا من غير الكفار بشروطه. والله أعلم

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، كَانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَبَبْتُهُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِي دَعْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ‏.‏

    Hisham reported on the authority of his father that Hassan b. Thabit talked much about 'A'isha. I scolded him, whereupon she said:My nephew, leave him for he defended Allah's Messenger (ﷺ)

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Bakr bin Abu Syaibah] dan [Abu Kuraib] keduanya berkata; Telah menceritakan kepada kami [Abu Usamah] dari [Hisyam] dari [Bapaknya] bahwa Hassan bin Tsabit adalah termasuk orang yang sering memuji Aisyah, lalu aku mencelanya. Kemudian [Aisyah] berkata; 'Wahai kemenakanku, biarkan saja, sesungguhnya dulu dia telah membela Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam.' Telah menceritakannya kepada kami ['Utsman bin Abu Syaibah]; Telah menceritakan kepada kami ['Abdah] dari [Hisyam] melalui jalur ini

    Bize Ebû Bekr b. Ebi Şeybe ile Ebû Kureyb rivayet ettiler. (Dedilerki): Bize Ebû Usâme Hişâm'dan, o da babasından naklen rivayet ettiki, Hassan b. Sabit Âişe aleyhinde çok konuşanlardandı. Bu sebeple ben de ona sövdüm. Fakat Âişe : — Ey kızkardeşim oğlu! Onu bırak! Çünkü o Renûlullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'i müdafaa ediyordu, dedi

    ابو اسامہ نے ہشام ( بن عروہ ) سے ، انھوں نے اپنے والد سے روایت کی کہ حضرت حسان بن ثابت رضی اللہ تعالیٰ عنہ ان لوگوں میں سے تھے جنھوں نے ام المومنین حضرت عائشہ رضی اللہ تعالیٰ عنہا کے متعلق بہت کچھ کہا تھا ( تہمت لگانے والوں کے ساتھ شامل ہوگئے تھے ) ، میں نے ان کو برا بھلا کہا توحضرت عائشہ رضی اللہ تعالیٰ عنہا نے فرمایا : بھتیجے!ان کو کچھ نہ کہو ، کیونکہ وہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی طرف سے کافروں کو جواب دیتے تھے ۔

    আবূ বাকর ইবনু আবূ শাইবাহ ও আবূ কুরায়ব (রহঃ) ..... হিশাম (রহঃ) হতে তার পিতার সানাদে রিওয়ায়াত করেন যে, হাসসান ইবনু সাবিত (রাযিঃ) সেসব ব্যক্তির মাঝে শামিল ছিলেন, যারা আয়িশার বিরুদ্ধে অনেক কথা বলেছেন (দুর্নাম করেছেন)। তাই আমি তাকে ভৎসনা করেছিলাম। তখন আয়িশাহ্ (রাযিঃ) বললেন, হে আমার ভগ্নিপুত্র! তাকে ছেড়ে দাও। কারণ তিনি রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর পক্ষ হতে কাফিরদের বিরুদ্ধে বিদ্রুপ কবিতা দিয়ে উত্তর দিতেন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৬১৬৪, ইসলামিক সেন্টার)