• 229
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ "

    وحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ أَوْ قَالَ : غَيْرَهُ ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمِثْلِهِ

    يفرك: الفرك : البغض والكراهية
    " لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ

    [1469] قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ أَوْ قَالَ غَيْرَهُ) يَفْرَكُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالرَّاءِ وَإِسْكَانِ الْفَاءِ بَيْنَهُمَا قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ فَرِكَهُ بِكَسْرِ الراء يفركه بفتحها إِذَا أَبْغَضَهُ وَالْفَرْكُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ الْبُغْضُ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هَذَا لَيْسَ عَلَى النَّهْيِ قَالَ هُوَ خَبَرٌ أَيْ لَا يَقَعُ مِنْهُ بُغْضٌ تَامٌّ لَهَا قَالَ وَبُغْضُ الرِّجَالِ لِلنِّسَاءِ خِلَافُ بُغْضِهِنَّ لَهُمْ قَالَ وَلِهَذَا قَالَ إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي وَهُوَ ضَعِيفٌ أَوْ غَلَطٌ بَلِ الصَّوَابُ أَنَّهُ نَهْيٌ أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ أَوْ جَمِيلَةٌ أَوْ عَفِيفَةٌ أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ مِنْ أَنَّهُ نَهْيٌ يَتَعَيَّنُ لِوَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ الْمَعْرُوفَ فِي الرِّوَايَاتِ لَا يَفْرَكْ بِإِسْكَانِ الْكَافِ لَا بِرَفْعِهَا وَهَذَا يَتَعَيَّنُ فِيهِ النَّهْي وَلَوْ رُوِيَ مَرْفُوعًا لَكَانَ نَهْيًابِلَفْظِ الْخَبَرِ وَالثَّانِي أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ خِلَافُهُ فَبَعْضُ النَّاسِ يُبْغِضُ زَوْجَتَهُ بُغْضًا شَدِيدًا وَلَوْ كَانَ خَبَرًا لَمْ يَقَعْ خِلَافُهُ وَهَذَا وَاقِعٌ وَمَا أَدْرِي مَا حَمَلَ الْقَاضِي عَلَى هَذَا التفسير

    [1469] لَا يفرك بِفَتْح الْيَاء أَي لَا يبغض والفرك بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء البغض بَين الزَّوْجَيْنِ خَاصَّة قَالَ القَاضِي هَذَا خبر لَا نهي أَي لَا يَقع مِنْهُ بغض تَامّ وَلِهَذَا إِن كره مِنْهَا خلقا رَضِي مِنْهَا غَيره وَقَالَ النَّوَوِيّ هَذَا ضَعِيف أَو غلط بل الصَّوَاب أَنه نهي أَي يَنْبَغِي أَن لَا يبغضها لِأَنَّهُ إِن وجد فِيهَا خلقا يكره وجد فِيهَا خلقا مرضيا بِأَن تكون شرسة الْخلق لَكِنَّهَا دينة أَو غير جميلَة عفيفة أَو نَحْو ذَلِك وَقَالَ يتَعَيَّن هَذَا لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَات لَا يفرك بِسُكُون الْكَاف لَا برفعها الثَّانِي انه وَقع خِلَافه فبعض النَّاس يبغض زَوجته بغضا شَدِيدا وَلَو كَانَ خَبرا لم يَقع خِلَافه وَهَذَا وَقع قَالَ وَمَا أَدْرِي مَا حمل القَاضِي على هَذَا التَّفْسِير قلت حمله عَلَيْهِ أَن الْحبّ والبغض من الْأُمُور القلبية الضرورية الَّتِي لَيست باختيارية وَمَا كَانَ كَذَلِك لَا يَقع تَحت الْأَمر وَالنَّهْي وَلَا يتَوَجَّه إِلَيْهِ خطاب وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ هَذَا قسمي فِيمَا أملك فَلَا تلمني فِيمَا لَا أملك يَعْنِي الْحبّ وَالصَّوَاب مَا قَالَه القَاضِي أَنه خبر لَا نهي وَقَول الشَّيْخ محيي الدّين إِن الرِّوَايَات بِالسُّكُونِ اعْتِمَادًا على ضبط النّسخ وَفِيه مَا فِيهِ وَلَو صَحَّ فَلهُ وَجه فَإِن الْمُضَارع قد يسكن حَالَة الرّفْع فِي لُغَة على حد قَول الشَّاعِر فاليوم أشْرب غير مستخف وَعَلِيهِ خرج قِرَاءَة وَمَا يشعركم بِسُكُون الرَّاء وَقَوله إِنَّه وَقع وَشَرحه بِمَا ذكره جَوَابه أَنه لَيْسَ ذَلِك هُوَ المُرَاد وَإِنَّمَا المُرَاد الْإِخْبَار بِأَن المؤمنة لَا يتَصَوَّر فِيهَا اجْتِمَاع كل القبائح بِحَيْثُ إِن الزَّوْج يبغضها البغض الْكُلِّي وبحيث أَنه لَا يحمد فِيهَا شَيْئا أصلا هَذَا هُوَ معنى الفرك وَوُقُوع هَذَا مُسْتَحِيل فَإِنَّهُ إِن كره قبح وَجههَا مثلا قد يحمد سمن بدنهَا وعبالة أعضائها وَثقل أردافها وأوراكها أَو كره رقتها قد يحمد حلاوة منظرها أَو كره الْأَمريْنِ قد يحمد جِمَاعهَا أَو كره الْكل قد يحمد دينهَا أَو قناعتها أَو حفظهَا لمَاله وحرمته أَو شفقتها عَلَيْهِ أَو خدمتها لَهُ فَلَا تَخْلُو المؤمنة من خلة حَسَنَة يحمدها الزَّوْج

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقًا رضي منها آخر أو قال غيره.
    المعنى العام:
    الزوجة شريكة الحياة بالنسبة للزوج، خلقها الله ليسكن إليها، وجعل بينه وبينها مودة ورحمة، وعليهما بنيت حياة البشر على الأرض، بث الله منهما رجالاً كثيرًا ونساء، بعد معاشرة جنسية تجعل منهما جسدًا واحدًا، وتخلق بينهما سرًا كبيرًا، وكان مقتضى ذلك أن يتأقلما، وأن ينصهرا في بوتقة واحدة، وأن يتعاونا على الحياة ومشاكلها، وتربية الأطفال ومسئولياتهم الضخمة الصعبة. لكن النزعات الطبيعية التي خلقت مع كل من الجنسين عملت كعنصر مفرق بينهما، الرجل بما خلق الله فيه من قوة العضلات، وخشونة الجسم والصوت والحركة، وبما فرضه الله عليه من واجبات النفقة والرعاية والحماية والمسئولية عن الزوجة وأولادها، تربع على عرش القوامة شرعًا وعقلاً وعرفًا وواقعًا، وهذا حق لا نزاع فيه، لكن بعض الرجال يتعسف كثيرًا في استخدام هذا الحق، فيحوله إلى سلطة وسيطرة وقهر وإذلال. وفي المقابل تحس بعض الزوجات فضلاً أو ميزة ما لها على زوجها، فتتمرد على وظيفتها، وتنازع زوجها، وتنابذه، وقد تصارعه مع يقينها بأنها ستكون المغلوبة، لا الغالبة، المهزومة، لا الهازمة، فتصبح كالفراشة التي تلقي نفسها على ضوء النار لتطفئها، فتحرق نفسها. من هنا كانت وصية الرجال أن يترفقوا بنسائهم، وأن يضعوا بين أعينهم طبيعة المرأة وخلقتها، وأن يصبروا على ما يقع منهن من اعوجاج، فإن ما فيهن من شر، له فيهن ما يقابله من خير، ومنذ حواء تلك طبيعتهن، فقد غررت بآدم وهي تظن أنها تصلحه وتنفعه. فاستوصوا بالنساء خيرًا. المباحث العربية (الدنيا متاع) التنكير في متاع للتقليل، يقول تعالى: {قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى} [النساء: 77] والمعنى أن الدنيا ظرف للتمتع بلذاتها وشهواتها شهوة البطن وشهوة الفرج وشهوات النفس الأخرى من السيطرة والانتقام والأنانية إلخ. (المرأة الصالحة) التي تسر إذا نظرت، وتطيع إذا أمرت، وتحفظ نفسها وماله وأولاده. (إن المرأة كالضلع) بكسر الضاد، وفتح اللام وقد تسكن، وفي الكلام تشبيه، حذف منه وجه الشبه، أي هي كالضلع في الاعوجاج، فالمعنى المرأة معوجة الطباع والتصرفات بخلقتها وطبيعتها كما خلق الضلع معوجًا، لا يسهل تقويمهما. وفي الرواية الثالثة إن المرأة خلقت من ضلع والكلام على التشبيه أيضًا، والأصل خلقت من طبيعة معوجة كالضلع، ففي الكلام استعارة، بحذف المشبه ووجه الشبه والأداة، واستعير لفظ المشبه به للمشبه، على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية، وقيل: أراد من هذه الرواية أول النساء حواء فقد أخرج ابن إسحق في المبتدأ عن ابن عباس أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر، وهو نائم قبل أن يدخل الجنة أي فدخلاها سويًا، وقيل: في الجنة. وكذا أخرجه ابن أبي حاتم وغيره من حديث مجاهد، قال الحافظ ابن حجر: وأغرب النووي فعزاه للفقهاء أو بعضهم. اهـ والحقيقة أن هذا القول مصدره بعض الآثار عن ابن عباس ومجاهد، وليس للفقهاء به صلة. فلفظ الضلع على هذا على حقيقته، ويكون معنى خلقها من الضلع الحقيقي إخراجها منه عند أصل الخلقة كما تخرج النخلة من النواة، لكن يلزمه الإشارة إلى طبيعة النساء واعوجاجهن، وهو المقصود، فكأنه يقول: إن النساء في تصرفاتهن الاعوجاج لأن أصلهن حواء خلقت من عوج. (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) قيل: فيه إشارة إلى أن أعوج شيء في المرأة لسانها، وفيه إشارة إلى أنها خلقت من أشد أجزاء الضلع اعوجاجًا، مبالغة في إثبات هذه الصفة لها. ولفظ أعوج صفة مشبهة، وليس أفعل تفضيل، لأن أفعل التفضيل لا يأتي من ألفاظ العيوب التي صفتها على وزن أفعل وقيل: هو أفعل تفضيل شذوذًا، أو محل المنع عند الالتباس بالصفة، فإذا تميز عنها بالقرينة فلا منع. (إذا ذهبت تقيمها كسرتها) ضمير المؤنث للمرأة، بدليل قوله بعد وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج وبدليل قوله في الرواية الثالثة وكسرها طلاقها. وقيل: الضمير المؤنث في إذا ذهبت تقيمها كسرتها للضلع، وهي تذكر وتؤنث. وجملة تقيمها في موضع النصب على الحال، وفي الرواية الرابعة إن ذهبت تقيمه كسرته بتذكير الضمير، فهو عائد على الضلع. (وإن تركتها) دون تقويم وكسر استمتعت بها وبالنواحي الحسنة فيها، وفيها عوج. (من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر) فعل كان لا دلالة له في الأصل على غير الوجود في الماضي، من غير دلالة على انقطاع أو دوام، وتستعمل للأزلية، كما في صفاته تعالى، وقد تستعمل للزوم الشيء، وعدم انفكاكه، نحو قوله تعالى {وكان الإنسان عجولا} [الإسراء: 11]. والمراد بالإيمان الإيمان الكامل، فلا يفهم منه أن من لم يتكلم بخير لا يكون مؤمنًا. وذكر هذه العبارة للحض على الطاعة، وخصه بالله واليوم الآخر إشارة إلى المبدأ والمعاد، أي من آمن بالذي خلقه، وآمن بأنه سيجازيه بعمله فعل ما أمر به، وكف عما نهى عنه. (واستوصوا بالنساء) السين والتاء للقبول والمطاوعة، مثلهما في قولنا: أقمته فاستقام، أي اقبلوا وصيتي، واعملوا بها، وقيل: السين والتاء للطلب، جيء بهما للمبالغة، أي اطلبوا من أنفسكم الوصية بهن، أو ليطلب الوصية بهن بعضكم من بعض، ويلزم من ذلك أن تحافظوا، لأن من وصى غيره بشيء كان أحرص عليه. والنساء اسم جمع، لا واحد له من لفظه، وواحده من معناه امرأة، وخيرًا المذكور في آخر الرواية منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف، والتقدير: استوصوا استيصاء خيرًا، أو على أنه مفعول لفعل محذوف، والتقدير: استوصوا وافعلوا خيرًا، أو على أنه خبر يكن المحذوفة مع اسمها، والتقدير: استوصوا بالنساء يكن الاستيصاء خيرًا، ذكر ذلك النحاة في قوله تعالى: {وأنفقوا خيرًا لأنفسكم} [التغابن: 16]. والجملة معطوفة على فليتكلم بخير أو ليسكت أي تكلموا بخير، أو اسكتوا، واستوصوا، وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، لمزيد العناية بالخطاب. (فإن المرأة) الفاء للتعليل، وما بعدها بيان لسبب الوصية بهن. (لا يفرك مؤمن مؤمنة) يفرك بفتح الياء وسكون الفاء وفتح الراء، والكاف ساكنة على النهي، ومعناه لا يبغض، يقال: فركه بكسر الراء يفركه بفتحها - من باب سمع - إذا أبغضه، والفرك بفتح الفاء وإسكان الراء البغض والمراد من المؤمنة الزوجة، والكلام على النهي، وليس على الإخبار، لأن الواقع أن بعض الناس يبغض زوجته بغضًا شديدًا، قال النووي: ولو روي مرفوعًا لكان نهيًا بلفظ الخبر، والمعنى: لا ينبغي أن يبغض مؤمن مؤمنة، أي زوج زوجته بغضًا شديدًا يؤدي إلى ظلمها وتركها. (إن كره منها خلقًا رضي منها آخر) الجملة تعليلية، أي لا ينبغي أن يبغض لأنها لا تخلو من خير، فإن رأى شرًا منها فليذكر ما فيها من خير، ليحارب البغض الذي داخله، قال النووي: لأنه إن وجد فيها خلقًا يكرهه وجد فيها خلقًا يرضى عنه، فقد تكون شرسة الخلق لكنها متدينة أو جميلة أو عفيفة، أو نحو ذلك. (لولا حواء) قال ابن عباس: سميت حواء لأنها أم كل حي، ذكره النووي، وفيه نظر فهي ليست أم كل حي، بل أم للإنسان أم بني آدم فقط. قيل: إنها ولدت لآدم أربعين ولدًا في عشرين بطنًا، في كل بطن ذكر وأنثى، تزوج ذكر كل بطن أنثى من البطن الأخرى. اهـ. وليس لذلك سند يعتمد عليه. وفي الكلام مضاف محذوف، والتقدير: لولا خيانة حواء لآدم. (لم تخن أنثى زوجها الدهر) قال الحافظ ابن حجر: فيه إشارة إلى ما وقع من حواء، في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة، حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس، حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة، ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها، بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسنت ذلك لآدم، عد ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها - أي فخياناتهن مختلفة، ووجه الشبه بينهن وبين حواء مطلق الخيانة فقط - قال: وقريب من هذا حديث جحد آدم، فجحدت ذريته. ومعنى الدهر الزمان كله، والمعنى لم تخن أنثى زوجها أبدًا. (لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم) يخنز بفتح الياء وسكون الخاء وكسر النون وبفتحها أيضًا، أي ينتن. والخنز التغير والنتن، والمراد من خبث الطعام تغيره وفساده، قال الحافظ ابن حجر: في بعض الكتب: لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء. وفي سبب تحمل بني إسرائيل مسئولية هذا الفساد قيل: إن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى، وكانوا نهوا عن ذلك، فعوقبوا بذلك، ذكر ذلك عن قتادة، وقال بعضهم: معناه لولا أن بني إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى انتن لما ادخر، فلم ينتن. فقه الحديث هذه الأحاديث تحث على الوصاية بالنساء، إما بالأمر الصريح بذلك استوصوا بالنساء خيرًا. لا يفرك مؤمن مؤمنة. وإما بالترغيب في الزوجة، وأنها خلقت لسكن الزوج وراحته، وهي حين تحسن المعاشرة خير متاع الدنيا. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: من سعادة المرء المرأة الصالحة، ومن شقاء المرء المرأة السوء. ومرة بالتماس العذر لها في سوء معاملاتها، وفي كفرانها العشير، وفي خيانتها لزوجها، وخداعه، وتزيين الباطل له، فهي مخلوقة في طبع معوج، ومطلوب منها شرعًا أن تعدل وتصلح من طبعها، لتوافق شرعها، فتجازى على ذلك خيرًا، لكنها لا تكاد تفعل، إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر. ومرة بالحث على الصبر على اعوجاجها للحاجة إليها، فهي بما هي عليه لا بد منها، فلتحتمل، ولتستمتع بها بحالها، لأنك إن ذهبت تقيمها كسرتها، ولم تستقم، وكانت النتيجة طلاقها وفراقها. هي أشبه بكوب فيه قليل من الماء، إن نظرت إلى الماء فيه وإن قل رأيت خيرًا، وإن نظرت إلى الفراغ فيه وعدم الفائدة رأيت شرًا، فانظر إلى ما عندها من خير، وتغاضى عما يقابلك من شر، ولا تترك البغض يسيطر على حياتك وحياتها، فإن كان فيها شر، ففيها جانب من خير، أما ماذا تفعل في تعاملك معها؟. فضع بين عينيك أنها ضعيفة، محتاجة إليك، وكريم النفس لا يؤذي مثل هذا، بل يحسن إليه، وضع بين عينيك أنها معذورة، ما دام هذا الاعوجاج في أصل الخلقة. أمام هذا عليك بحسن الخلق معها، ليس بكف الأذى عنها فحسب، بل وبالإحسان إليها، وليس معنى ذلك تركها بدون تقويم، بل المعنى الرفق في المعاملة، باستعمال اللين في غير ضعف، والشدة من غير عنف، لا تكن لينًا فتعصر، ولا جامدًا فتكسر. ويؤخذ من الحديث

    1- مداراة سيِّئ الأخلاق، وعدم الاصطدام به.

    2- الندب إلى الملاينة، لاستمالة النفوس، وتأليف القلوب.

    3- أن عدم الإيذاء باللسان أو باليد من كمال الإيمان.
    4- الرفق بالضعيف وحسن معاملته.
    5- ملاطفة النساء والإحسان إليهن.
    6- احتمال عوج أخلاقهن، وكراهة طلاقهن.
    7- أنه لا يطمع في استقامتهن، ففيه تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى حواء.
    8- فيه حث للنساء على علاج هذا الاعوجاج، فلا يسترسلن في الأخطاء، بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن طبائعهن.
    9- الحث على الكلام بخير أو السكوت. 10- تحميل مبتدع الشر مسئولية من عمل بعمله فيما بعد من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. واللَّه أعلم

    وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى، - يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ‏"‏ ‏.‏ أَوْ قَالَ ‏"‏ غَيْرَهُ ‏"‏ ‏.‏

    Abu Huraira (Allah be pleased with him) reported Allah's Messenger (ﷺ) as saying:A believing man should not hate a believing woman; if he dislikes one of her characteristics, he will be pleased with another

    Telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Rafi'] telah menceritakan kepada kami [Abdur Razaq] telah mengabarkan kepada kami [Ma'mar] dari [Hammam bin Munabbih] dia berkata; Ini seperti apa yang diceritakan [Abu Hurairah] kepada kami dari Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, kemudian dia menyebutkan beberapa hadits, di antaranya adalah Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Kalau bukan karena (kesalahan) Bani Isra`il, niscaya makanan dan daging kita tidak akan basi, dan sekiranya bukan karena (kesalahan) Hawwa`, niscaya seorang wanita tidak akan mengkhianati suaminya selama-lamanya

    Bana İbrahim b. Musa er-Râzî rivayet etti. (Dediki): Bize îsâ yâni İbni Yunus rivayet etti. (Dediki): Bize Abdülhamid b. Ca'fer, İmrân b. Ebî Enes'den, o da, Ömer b. Hakem'den, o,da Ebu Hureyre'den naklen rivayette bulundu. Ebu Hureyre şöyle demiş; Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem): «Bîr mü'min bir mü'mine'ye buğzetmesin; (çünkü) onun bir huyunu beğenmezse başka bîr huyunu beğenir.» Yahud «Başkasını beğenir.» buyurdular

    ہمام بن منبہ سے روایت ہے ، انہوں نے کہا : یہ احادیث ہیں جو حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے ہمیں رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم سے بیان کیں ، پھر انہوں نے متعدد احادیث بیان کیں ، ان میں ایک یہ تھی : اور رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا : " اگر بنی اسرائیل نہ ہوتے تو کھانا خراب نہ ہوتا اور گوشت بدبودار نہ ہوتا اور اگر حواء علیہا السلام نہ ہوتیں تو کوئی عورت اپنے شوہر سے خیانت نہ کرتی

    ইবরাহীম ইবনু মূসা আর রাযী (রহঃ) ..... আবূ হুরায়রাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত। তিনি বলেন, রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেনঃ কোন মুমিন পুরুষ কোন মুমিন নারীর প্রতি বিদ্বেষ-ঘৃণা পোষণ করবে না; (কেননা) তার কোন চরিত্র অভ্যাসকে অপছন্দ করলে তার অন্য কোন (চরিত্র-অভ্যাস) টি সে পছন্দ করবে। ..... কিংবা (এ ধরনের) অন্য কিছু বলেছেন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৩৫১২, ইসলামীক সেন্টার)

    ஹம்மாம் பின் முனப்பிஹ் (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: இவை அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடமிருந்து அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் எமக்கு அறிவித்த ஹதீஸ்களாகும். அவற்றில் பின்வரும் ஹதீஸும் ஒன்றாகும்: அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் கூறினார்கள்: இஸ்ரவேலர்கள் இருந்திராவிட்டால் உணவு கெட்டுப்போயிருக்காது; இறைச்சி துர்நாற்றமடித்திருக்காது. ஹவ்வா இருந்திராவிட்டால் எந்தப் பெண்ணும் ஒருபோதும் தன் கணவனை ஏமாற்றியிருக்கமாட்டாள். அத்தியாயம் :