• 1676
  • عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : أَوْ قُلْتُ لَهُ : لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ ، وَفِي الرَّمْضَاءِ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ "

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : أَوْ قُلْتُ لَهُ : لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ ، وَفِي الرَّمْضَاءِ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، كِلَاهُمَا عَنِ التَّيْمِيِّ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِنَحْوِهِ

    الرمضاء: الرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته في الظهيرة
    مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ
    حديث رقم: 1101 في صحيح مسلم كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ بَابُ فَضْلِ كَثْرَةِ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ
    حديث رقم: 490 في سنن أبي داوود كِتَاب الصَّلَاةِ بَابُ مَا جَاءَ فِيفَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 780 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَالْجَمَاعَاتِ بَاب الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا
    حديث رقم: 437 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ لِلصَّلَاةِ
    حديث رقم: 1420 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ ، وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ مِنَ الْمَنَازِلِ الْمُتَبَاعِدَةِ مِنَ الْمَسَاجِدِ لِكَثْرَةِ
    حديث رقم: 20706 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
    حديث رقم: 20708 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
    حديث رقم: 20707 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
    حديث رقم: 20709 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
    حديث رقم: 20710 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
    حديث رقم: 2077 في صحيح ابن حبان بَابُ الْإِمَامَةِ وَالْجَمَاعَةِ فَصْلٌ فِي فَضْلُ الْجَمَاعَةُ
    حديث رقم: 5923 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ وَالْإِمَامَةِ وَأَبْوَابٌ مُتَفَرِّقَةٌ الْقُرْبُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَفْضَلُ أَمِ الْبُعْدُ
    حديث رقم: 2134 في سنن الدارمي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 4640 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 18728 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ النُّذُورِ بَابُ مَنْ نَذَرَ تَبَرُّرًا أَنْ يَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ
    حديث رقم: 371 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 547 في مسند الطيالسي أَحَادِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَحَادِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ
    حديث رقم: 1380 في المسند للشاشي مَا رَوَى أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا رَوَى عَنْهُ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ
    حديث رقم: 1381 في المسند للشاشي مَا رَوَى أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا رَوَى عَنْهُ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ
    حديث رقم: 163 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 895 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ أَبْوَابِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الْمَسَاجِدِ وَمَا فِيهَا
    حديث رقم: 896 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ أَبْوَابِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الْمَسَاجِدِ وَمَا فِيهَا
    حديث رقم: 1201 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ ذِكْرُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:1112 ... ورقمه عند عبد الباقي:663]
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنْ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ قَالَ فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ قَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ كِلَاهُمَا عَنْ التَّيْمِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِنَحْوِهِ


    قَوْلُهُ : ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ ) فِيهِ : إِثْبَاتُ الثَّوَابِ فِي الْخُطَا فِي الرُّجُوعِ مِنَ الصَّلَاةِ كَمَا يَثْبُتُ فِي الذَّهَابِ .



    عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له أو قلت له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد. إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد. ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله.
    المعنى العام:
    وإذا كانت صلاة الجماعة تفضل صلاة الرجل منفردًا بخمس وعشرين درجة كان على المسلمين أن يحرصوا عليها، وأن يتحملوا في سبيل تحصيلها ما يقابلهم من صعاب، الوضوء بالماء البارد في شدة البرد، والمشي طويلاً لبعيد الدار عن المسجد، وانتظار الصلاة حتى تقام، ولكل من ذلك أجر، فمن توضأ فأحسن الوضوء. ثم خرج إلى المسجد لا يشغله ولا يحركه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا كان له بها حسنة، ومحى عنه بها سيئة، فإذا ما دخل المسجد وجلس ينتظر الصلاة حسب انتظاره للصلاة صلاة في الأجر والثواب، لأن الله سخر ملائكته أن تحضر جماعات المسلمين تدعو لهم بالرحمة والتوبة والمغفرة. ولقد خفي على بعض المسلمين ما في كثرة الخطا إلى المسجد من الأجر، وكانوا يسكنون في أقصى المدينة على بعد ميل من المسجد، فدفعهم حرصهم على الجماعة أن يبيعوا بيوتهم ويشتروا بدلها بجوار المسجد، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: لا يا بني سلمة، الزموا بيوتكم لا تبيعوها، وتحملوا مشاق الوصول إلى المسجد، فإن الله يكتب لكم بعدد خطواتكم حسنات، أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم ممشى إلى المسجد، ثم أبعدهم ممشى. قالوا: سمعنا وأطعنا يا رسول الله، ونحمد الله أن قد علمنا قبل أن نبيع. لو كنا فعلنا لأسفنا وندمنا. فالحمد للَّه الذي هدانا. وخفي هذا الحكم أيضًا على أبي بن كعب، إذ رأى رجلاً من الأنصار لا يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن بيته أبعد بيوت المسلمين عن المسجد، فأشفق على الرجل وتألم من أجله، فقال له يومًا: لو أنك اشتريت حمارًا تركبه في مجيئك إلى المسجد ورجوعك إلى بيتك كان خيرًا لك، يحميك من حر الرمال، ويحفظك من حشرات الأرض، ويحفظك من التعثر في الظلماء. قال الرجل: أنا قادر على شراء الحمار، لكني أريد زيادة الأجر بكثرة الخطا إلى المسجد، وإني لمسرور ببعد داري، وما كان يسرني لو كانت ملاصقة للمسجد، إني أحتسب خطواتي عند ربي وأرجو منه الثواب، فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بمقالة الرجل قال له: إن لك ما احتسبت. إن الله أعد لك ثواب كل ذلك. المباحث العربية (تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة) قال النووي: المراد صلاته في بيته وسوقه منفردًا. وهذا هو الصواب، وقيل فيه غير ذلك - وسيأتي في فقه الحديث - والبضع بكسر الباء وفتحها، وهو من الثلاثة إلى العشرة على الصحيح، والمراد به هنا خمس وعشرون، أو سبع وعشرون درجة، كما مر قريبًا في باب فضل صلاة الجماعة. (ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة) لا ينهزه بفتح الياء، والهاء بعدها زاي، أي لا يقيمه ولا يحركه ولا يجعله ينهض إلا الصلاة، فقوله بعد: لا يريد إلا الصلاة تفسير له وبيان. ورواية البخاري ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة أي إلا قصد الصلاة في جماعة. (لم يخط خطوة) لم يخط بفتح الياء وضم الطاء، وخطوة يجوز فيها ضم الخاء وفتحها، قال الجوهري: الخطوة بالضم ما بين القدمين، وبالفتح المرة الواحدة. (فإذا دخل المسجد كان في الصلاة) أي في ثواب الصلاة، لا في حكمها إذ يحل له الكلام وغيره مما يمنع في الصلاة. (ما كانت الصلاة هي تحبسه) هي تحبسه مبتدأ وخبر، والجملة، خبر كانت وفائدة ذكر الضمير هي القصر عند بعض البلاغيين وتأكيد الإسناد وتقويته عند البعض الآخر. وما مصدرية دوامية، أي مدة كون الصلاة هي الحابسة له. (والملائكة يصلون على أحدكم) الصلاة من الملائكة الدعاء. (مادام في مجلسه الذي صلى فيه) قال الحافظ ابن حجر: كأنه خرج مخرج الغالب، وإلا فلو قام إلى بقعة أخرى من المسجد مستمرًا على نيته كان كذلك. (ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث) أمران مطلوبان، وليس الثاني بيانًا للأول، فالمطلوب عدم الإيذاء باليد واللسان وغيرهما من الجوارح في مصلاه، وكذا أن يظل على طهارته من غير حدث أو نقض وضوء في مصلاه حتى يتحقق دوام استغفار الملائكة. (أو يضرط) ضبطه النووي بكسر الراء مع فتح الياء، من باب ضرب. (أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث) توضيح هذا التركيب: أحدكم في صلاة ما قعد ينتظر الصلاة ما لم يحدث، أي يعتبر أحدكم في ثواب الصلاة مدة قعوده ينتظر الصلاة متطهرًا. (إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة) أجرًا تمييز. (أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم) أي أكثرهم بعدًا عن المسجد، ثم من هو دونه، فالفاء للترتيب التنازلي في عظم الأجر، وممشى اسم مكان، منصوب على التمييز. (والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام) أي جماعة، كما في الرواية الثانية. (أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام) قال الحافظ ابن حجر: أي سواء صلى وحده، أو في جماعة. اهـ قال الكرماني: وفائدة ذكر ثم ينام هنا الإشارة إلى الاستراحة المقابلة للمشقة التي في ضمن الانتظار. اهـ أي فليست قيدًا، بل انتظار الصلاة أفضل سواء نام من صلى أم لم ينم. (كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه) جملة لا أعلم ومفعولاها صفة لرجل، ورجل فاعل كان التامة. والمعنى كان رجل موصوف ببعد الدار عن المسجد بعدًا لا أعلم مثله لأحد. (وكان لا تخطئه صلاة) أي لا تفوته صلاة في المسجد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. (في الظلماء وفي الرمضاء) الرمضاء شدة الحر التي تحمي بها الرمال. (أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد) أي مشيى وخطواتي من منزلي إلى المسجد. (ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي) إلى أهلي تنازعه رجوعي ورجعت والتقدير: وخطوات رجوعي من المسجد إلى أهلي إذا رجعت إلى أهلي، وفائدة ذكر هذا الشرط التسليم للمشيئة، أي إذا شاء الله لي الرجوع. (قد جمع اللَّه لك ذلك كله) الإشارة إلى خطوات ذهابه إلى المسجد وخطوات عودته منه. (فتوجعنا له) أي فأشفقنا عليه، وآلمنا ما يعاني من مشقة. (ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم) بيوت أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت ملاصقة للمسجد، يفتح بعضها فيه، والأطناب الحبال، المطنب بضم الميم وفتح الطاء وتشديد النون المفتوحة المشدود بالأطناب، أي ما أحب أن يكون بيتي ملاصقًا المسجد مشدودًا لبيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهو ينفي حبه القرب من المسجد، لا حب قربه من بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجاء زيادة الأجر بتكثير الخطا إلى المسجد، كما هو واضح. (فحملت به حملاً) بكسر الحاء وسكون الميم، أي ثقلاً، وليس المراد الحمل على الظهر، بل الثقل النفسي، والمعنى عظم على هذا القول واستثقلته حتى أخبرت به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهل استعظام هذا القول لما يفيده من حكم يجهله أبي بن كعب من أن البعد عن المسجد خير من القرب منه؟ أو لبشاعة ألفاظ الرجل الموهمة لعدم حبه لجوار الرسول صلى الله عليه وسلم؟ يحتمل ويحتمل. (فقال له مثل ذلك) أي قال الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم قولاً مشبهًا ما قال لي. (وذكر له أنه يرجو في إثره الأجر) لعله رفع بهذه العبارة الإبهام غير المقصود من العبارة السابقة، وبين الهدف من حبه للبعد عن المسجد، والإثر بكسر الهمزة وسكون الثاء، وبفتح الهمزة والثاء جمعه آثار، والمراد بها الخطا والأصل فيها أنها كانت تؤثر في الأرض، ثم أطلقت على المشي، أثر وعلم في الأرض أم لم يعلم. قال تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} [يس: 12] قال المفسرون: آثارهم خطاهم. (إن لك ما احتسبت) أصل الحساب والاحتساب العد، ثم استعمل الاحتساب شرعًا في إيداع المحسوب عند اللَّه وابتغاء الأجر عليه، والمعنى إن لك عند اللَّه أجر خطواتك التي عددتها وأكثرت من عددها. (يا بني سلمة: دياركم تكتب آثاركم) دياركم منصوب على الإغراء بفعل محذوف، أي الزموا دياركم، وتكتب مضارع مجزوم في جواب فعل الأمر المحذوف. وكررت هذه الجملة لتأكيد هذا الأمر والاهتمام به، لأنه أمر غريب عند المخاطب، وبنو سلمة بكسر اللام قبيلة معروفة من الأنصار، من الخزرج. (ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا) أي بعد أن استقروا في ديارهم وعلموا أن خطاهم محسوبة لهم سروا بذلك، وندموا أن فكروا في التحول، وقالوا في أنفسهم أو للناس: لو أنا تحولنا ما كنا مسرورين بهذا التحول. (أرأيتم) أي أخبروني، ودلالة هذا اللفظ على المراد عن طريق مجازين: الأول: في الرؤية بإرادة الإخبار، لما أنها سبب الإخبار غالبًا، فالعلاقة السببية. والثاني: في الاستفهام بإرادة مطلق الطلب بدلاً من طلب الفهم، فالعلاقة الإطلاق بعد التقييد، فآل الأمر إلى طلب الإخبار المدلول عليه بلفظ أخبروني. (لو أن نهرًا) لو حرف يختص بالدخول على الأفعال، وأن يكون له جواب، لهذا قدروا فعلاً محذوفًا بعده، أي لو ثبت نهر، واعتبرت جملة الاستفهام هل يبقى من درنه شيء قائمة مقام الجواب، أي لو ثبت وجود نهر صفته كذا وكذا ما بقي من الدرن شيء، والنهر بفتح الهاء وسكونها ما بين جنبتي الوادي، سمي بذلك لسعته، وكذلك سمي النهار لسعة ضوئه. (بباب أحدكم يغتسل منه) الجار والمجرور خبر أن وجملة يغتسل خبر ثان، والغرض من التعبير بباب أحدكم إفادة القرب والسهولة واليسر. (هل يبقى من درنه شيء)؟ يبقى بفتح الياء، وشيء فاعل ومن درنه جار ومجرور حال من شيء وأصله صفة له، فلما قدم صار حالاً، والدرن الوسخ، وقد يطلق الدرن على الحب الصغير الذي يحصل في بعض الأجسام، لكن الأول هو الظاهر، لأنه هو الذي يناسبه الاغتسال والتنظف. قال ابن العربي: وجه التمثيل أن المرء كما يتدنس بالأقذار المحسوسة في بدنه وثيابه، ويطهره الماء الكثير. فكذلك الصلوات تطهر العبد عن أقذار الذنوب. اهـ. فالكلام على تشبيه التمثيل. بأن شبهت هيئة الصلوات الخمس ويسرها وتأثيرها في محو الذنوب بهيئة المستقذر في بدنه يغتسل من نهر جار أمام بيته خمس مرات في اليوم. (كمثل نهر جار غمر) بفتح الغين وسكون الميم، أي كثير المياه. (من غدا إلى المسجد أو راح) الغدو الذهاب أول النهار، والرواح الرجوع آخره، ولكن المراد بالغدو والرواح هنا الدوام، كالبكرة والعشي في قوله تعالى: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيًا} [مريم: 62]. (أعد اللَّه له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) النزل بضم النون وضم الزاي وسكونها، وهو ما يهيأ للقادم من أنواع ومظاهر التكريم والمعنى هيأ اللَّه له في الجنة نعيمًا خاصًا يستقبل بقدر غدوه إلى المسجد ورواحه منه، وبقدر وعدد ما يبذل في ذلك من خطوات ومشاق. (قال: نعم كثيرًا) كثيرًا صفة لمصدر محذوف، تقديره: نعم أجالسه جلوسًا كثيرًا. (وكانوا يتحدثون) أي في مجلسه صلى اللَّه عليه وسلم بعد صلاة الصبح. (فيأخذون في أمر الجاهلية) ويذكرون ما كانت عليه من مضحكات وعادات أبطلها الإسلام، كالطيرة والتقرب إلى الأصنام. (حتى تطلع الشمس حسنًا) بفتح الحاء والسين وبالتنوين، أي طلوعًا حسنًا، أي مرتفعة، ورواه ابن شاهين بلفظ حسناء بسكون السين والهمزة في آخره، وحسنها ارتفاعها. فقه الحديث يستفاد من الحديث الأول برواياته الخمس الأولى:

    1- فضل صلاة الجماعة وزيادتها على صلاة الفرد بخمس وعشرين أو سبع وعشرين درجة، وقد سبق تفصيل القول فيه قبل بابين.

    2- أخذ بعضهم من قوله في الرواية الأولى: تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة أن الصلاة في المسجد جماعة تزيد على الصلاة في البيت، في جماعة أو فرادى بضعًا وعشرين ولا يلزم من هذه التسوية بين الجماعة والانفراد في البيت أو السوق، ولا التسوية بين الصلاة في البيت وفي السوق، فالصلاة في البيت مطلقًا أولى منها في السوق، لما سيأتي في الرواية الثامنة عشرة: نقول: لا يلزم التسوية المذكورة، لأنه يلزم من اندراج أمرين تحت المفضولية بالنسبة لأمر ثالث أن لا يكون أحدهما أفضل من الآخر. وقد حكينا هذا القول قبل بابين عند الكلام على فضل صلاة الجماعة، ويؤيده ما جاء في الرواية الأولى، إذا حملنا قوله: وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة. لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون... إلخ إذا حملنا هذا على أنه بيان لسبب زيادة الخمس والعشرين، وأن هذه الأمور المذكورة علة للزيادة المذكورة وإذا كان كذلك فما رتب على موضوعات متعددة لا يوجد بوجود بعضها إلا إذا دل الدليل على إلغاء ما ليس معتبرًا أو ليس مقصودًا لذاته، وهذه الأسباب معقولة المعنى، والروايات المطلقة لا تنافيها بل يحمل المطلق على المقيد وهذا قول حسن، وإن اخترنا خلافه قبل بابين اعتمادًا وطمعًا في فضل الله أن يزيد على هذه الأمور أجرًا وثوابًا جديدًا. واللَّه أعلم.

    3- ويؤخذ منها كذلك فضل إحسان الوضوء، والحث عليه.
    4- والحث على الصلاة في المساجد.
    5- وإخلاص النية في الذهاب إليها، وتمحيضها للصلاة.
    6- وكثرة الأجر بكثرة الخطا في المشي إلى المسجد، واختلف فيمن كان بجوار المسجد، هل يجاوزه للصلاة في المسجد الأبعد؟ كرهه بعضهم مطلقًا، واستحسنه بعضهم مطلقًا، واستحسنه بعضهم إذا كان الأبعد المسجد الجامع للفضل في كثرة الناس، واشترط بعضهم أن لا يكون في المسجد البعيد مانع من الكمال، كأن يكون إمامه مبتدعًا أو لحانًا في القراءة، أو مكروهًا من قومه، وأن لا يكون في ذهابه إلى البعيد هجرًا للقريب، وإلا فإحياؤه بالذكر أولى. كما اختلف فيمن كانت داره قريبة من المسجد، وقارب الخطا بحيث يساوي عدد خطاه عدد من داره بعيدة، هل يساويه في الفضل أو لا؟ مال الطبري إلى المساواة، ويستأنس له بما رواه ابن أبي شيبة من طريق أنس قال: مشيت مع زيد بن ثابت إلى المسجد، فقارب بين الخطا، وقال: أردت أن تكثر خطانا إلى المسجد. والحق أن هذا وإن دل على فضل تكثير الخطا فإنه لا يدل على المساواة، لأن ثواب الخطا الشاقة ليست كثواب الخطا السهلة.
    7- ويؤخذ من الروايات الست الأولى فضل انتظار الصلاة بالمسجد. وظاهر قوله: مادامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة يفيد أنه إذا صرف نيته عن ذلك انقطع عنه الثواب المذكور، وكذا إذا شارك نية الانتظار أمر آخر. وظاهر قوله: فإذا دخل المسجد كان في الصلاة يفيد أن من كانت نيته إيقاع الصلاة في المسجد وانتظر الصلاة خارج المسجد لا يحصل له هذا الثواب، لأنه رتب الثواب المذكور على المجموع من النية وشغل البقعة بالعبادة. ذكره الحافظ ابن حجر، وهل قوله: في مصلاه يفيد أن الثواب المذكور خاص بمن صلى ثم انتظر صلاة أخرى؟ أو هو عام يشمل من جاء من الخارج فانتظر. الظاهر والصحيح الثاني، لأنه المستفاد من عموم الروايات. والله أعلم.
    8- ويؤخذ من عموم قوله في الرواية السادسة: أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام أي سواء صلى وحده أو في جماعة أن صلوات الجماعة تتفاوت في الأجر.
    9- ويؤخذ من الروايات الثلاث الأولى أفضلية الصلاة على غيرها من الأعمال، لأن فيها صلاة الملائكة على فاعلها، ودعاءهم له. 10- واستدل بها على أفضلية صالحي المؤمنين على الملائكة، لأنهم يكونون مشتغلين بتحصيل الدرجات بعبادتهم، والملائكة يشتغلون بالاستغفار والدعاء. وقال بعضهم: إن خواص بني آدم، وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أفضل من الملائكة، وعوامهم أفضل من عوام الملائكة، وخواص الملائكة أفضل من عوام بني آدم. قاله العيني. 1

    1- ومن رغبة بني سلمة في الانتقال قرب المسجد، ورد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، أخذ بعضهم استحباب السكنى بقرب المسجد إلا لمن حصلت منه منفعة أخرى، أو أراد تكثير الأجر بكثرة المشي، ما لم يكلف نفسه، قال الحافظ ابن حجر: ووجهه أنهم طلبوا السكنى بقرب المسجد للفضل الذي علموه منه، فما أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، بل رجح درء المفسدة بإخلائهم جوانب المدينة على المصلحة المذكورة، وأعلمهم بأن لهم في التردد إلى المسجد من الفضل ما يقوم مقام السكنى بقرب المسجد أو يزيد عليه. 1

    2- واستدل بأحاديثهم على أن أعمال البر إذا كانت خالصة تكتب آثارها حسنات. 1

    3- وعلى مدى استجابة الصحابة لإشارة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورضاهم بها. 1
    4- ويؤخذ من الرواية الثالثة عشرة أن الصلاة تكفر الذنوب. قال القرطبي: ظاهر الحديث أن الصلوات الخمس تستقل بتكفير جميع الذنوب، ويشكل عليه ما رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا الصلوات الخمس كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر فعلى هذا المقيد يحمل المطلق. فإن قيل: إن الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر بنص القرآن في قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} [النساء: 31] فإذا كان الأمر كذلك فما الذي تكفره الصلوات الخمس؟ أجيب بأنه لا يتم اجتناب الكبائر إلا بفعل الصلوات الخمس، فمن لم يفعلها لم يعد مجتنبًا للكبائر، لأن تركها من الكبائر فوقف التكفير على فعلها. 1
    5- ويؤخذ من الرواية السادسة عشرة فضل الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح، وقد اختلف العلماء في هذا الباب، فأكثرهم - كما نقله ابن بطال عنهم - على كراهة مكث الإمام إذا كان إمامًا راتبًا إلا أن يكون مكثة لعلة. قال: وهو قول الشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة. كل صلاة يتنفل بعدها يقوم، وما لا يتنفل بعدها كالعصر والصبح فهو مخير، وقال بعض المالكية: يتنفل في الصلوات كلها ليتحقق المأموم أنه لم يبق عليه شيء من سجود السهو ولا غيره، وقد ذكر ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وعائشة رضي الله عنهما قالا: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ولعل هذا كان في غير صلاة الصبح جمعًا بينه وبين حديث الباب. والله أعلم. 1
    6- ويؤخذ منها جواز الضحك والتبسم. 1
    7- ومن الرواية الثامنة عشرة ذم الأسواق، لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك. واللَّه أعلم

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ - قَالَ - فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ ‏.‏ قَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَاىَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏ "‏ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ ‏"‏ ‏.‏

    Ubayy b. Ka'b reported:There was a man, and I do not know of any other man, whose house was farther than his from the mosque and he never missed the prayer (in congregation). It was said to him or I said to him: It you were to buy a donkey you could ride upon it In the dark nights and in the burning sand. He said: I do not like my house to be situated by the side of the mosque, for I (eagerly) desire that my steps towards the mosque and back from it, should be recorded when I return to my family. Upon this the Messenger of Allah (ﷺ) said: Allah has gathered all (rewards) for you

    Telah menceritakan kepada kami [Yahya bin Yahya] telah mengabarkan kepada kami [Abtsar] dari [Sulaiman At Tamimi] dari [Abu Usman An Nahdi] dari [Ubay bin Ka'b] katanya; seseorang yang setahuku tak ada lagi yang lebih jauh (rumahnya) dari masjid, dan ia tak pernah ketinggalan dari shalat. Ubay berkata; maka ia diberi saran atau kusarankan; "Bagaimana sekiranya jika kamu membeli keledai untuk kamu kendarai saat gelap atau saat panas terik? laki-lakiitu menjawab; "Aku tidak ingin rumahku disamping masjid, sebab aku ingin jalanku ke masjid dan kepulanganku ke rumah semua dicatat." Maka Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Telah Allah himpun untukmu semuanya tadi." Dan telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Abdul A'la] telah menceritakan kepada kami [Al Mu'tamir] (dan diriwayatkan dari jalur lain) telah menceritakan kepada kami [Ishaq bin Ibrahim] katanya; telah mengabarkan kepada kami [Jarir], keduanya dari [At Taimi] dengan sanad seperti ini

    Bize Yahya b. Yahya rivayet etti. (Dediki): Bize Abser, Süleyman Et-Teymî'den, o da Ebu Osman En-Nehdî'den, o da Ubey b. Kâ'b'dan naklen haber verdi. Übey şöyle demiş: Bir adam vardı ki, mescid'e ondan daha uzakda bulunan hiç bir kimse bilmem. Bu zât hiç bir (cemâat) namazını kaçırmıyordu. Kendisine şöyle dediler (Yahut ben ona şöyle dedim): Bir eşek satın alsan da karanlıkda ve sıcakta ona binsene!.. O zât şu cevâbı verdi: Evimin mescidin yanıbaşında olması beni memnun etmez. Çünkü ben, mescide gidişimin ve evime döndüğüm vakit dönüşümün lehime yazılmasını isterim. Bunun üzerine Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) «Allah senin için bunların hepsini bir araya topladı.» buyurdular

    عبثر نے ہمیں خبر دی ، انھوں نے سلیمان تیمی سے ، انھوں نے ابوعثمان نہدی سے اور انھوں نے حضرت ابی بن کعب رضی اللہ عنہ سے روایت کی ، کہا : ایک آدمی تھا ، میرے علم میں کوئی اور آدمی اس کی نسبت مسجد سے زیادہ فاصلے پر نہیں رہتا تھا اور اس کی کوئی نماز نہیں چوکتی تھی ، اس سے کہا گیا-یا میں نے ( اس سے ) کہا- : اگر آپ گدھا خرید لیں کہ ( رات کی ) تاریکی اور ( دوپہر کی ) گرمی میں آپ اس پر سوار ہو جایا کریں ۔ اس نے جواب دیا : مجھے یہ بات پسند نہیں ہے کہ میرا گھر مسجد کے پڑوس میں ہو ، میں چاہتا ہوں میرا مسجد تک چل کر جانا اور جب میں گھر والوں کی طرف لوٹوں تو میرا لٹنا میرے لئے لکھا جائے ۔ تو رسول اللہ ﷺ نے فرمایا : ‘ ‘ اللہ تعالیٰ نے یہ سب کچھ تمھارے لئے اکٹھا کر دیا ہے ۔ ’’

    ইয়াহইয়া ইবনু ইয়াহইয়া (রহঃ) ..... উবাই ইবনু কা'ব (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি জনৈক লোক সম্পর্কে জানি যার বাড়ী অপেক্ষা কারো বাড়ী মসজিদ থেকে অধিক দূরে ছিল বলে আমার জানা নেই। জামা'আতের সাথে কোন ওয়াক্তের সালাত আদায় করা তিনি ছাড়তেন না। উবাই ইবনু কাব বলেনঃ তাকে বলা হলো অথবা (বর্ণনাকারী আবূ উসমান নাহদীর সন্দেহ) আমি বললামঃ যদি তুমি একটি গাধা কিনে নাও এবং তার পিঠে আরোহণ করে রাতের অন্ধকারে এবং রোদের মধ্যে সালাত আদায় করতে আসো তাহলে তো বেশ ভালই হয়। এ কথা শুনে সে বললঃ আমার বাড়ী মসজিদের পাশে হোক তা আমি পছন্দ করি না। আমি চাই মসজিদে হেঁটে আসা এবং মাসজিদ থেকে ঘরে আমার পরিবার-পরিজনের কাছে যাওয়ার প্রতিটি পদক্ষেপ আমার জন্য (আমলনামায়) লিপিবদ্ধ হোক। তার এ কথা শুনে রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেনঃ মহান আল্লাহ তা'আলা তোমার জন্য অনুরূপ সাওয়াবই একত্রিত করে রেখেছেন। (ইসলামী ফাউন্ডেশন ১৩৮৬, ইসলামীক সেন্টার)