• 1951
  • حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ ، قَالَ : " يَا مُعَاذُ " قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : " يَا مُعَاذُ " قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : " يَا مُعَاذُ " قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بِهَا فَيَسْتَبْشِرُوا ، قَالَ : " إِذًا يَتَّكِلُوا " ، فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذُ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ ، قَالَ : يَا مُعَاذُ قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : يَا مُعَاذُ قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : يَا مُعَاذُ قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بِهَا فَيَسْتَبْشِرُوا ، قَالَ : إِذًا يَتَّكِلُوا ، فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذُ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا

    رديفه: الرديف : الراكب خلف قائد الدابة
    وسعديك: سعديك : تقال في الدعاء والمراد إسعاد لك بعد إسعاد
    يتكلوا: الاتكال : الاعتماد على رحمة الله والتكاسل في العمل
    تأثما: تأثما : تحرجا وخوفا وتجنبا للوقوع في الإثم
    مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ،
    حديث رقم: 127 في صحيح البخاري كتاب العلم باب من خص بالعلم قوما دون قوم، كراهية أن لا يفهموا
    حديث رقم: 12113 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13497 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 10532 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَوَابُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَذِكْرُ
    حديث رقم: 10533 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَوَابُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَذِكْرُ
    حديث رقم: 734 في المعجم الصغير للطبراني بَابُ الْعَيْنِ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو
    حديث رقم: 16902 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 16904 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 2065 في مسند الطيالسي وَمَا أَسْنَدَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ مَا رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ
    حديث رقم: 1203 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ
    حديث رقم: 3143 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 3795 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 3835 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 4092 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 496 في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ الْفِرْدَوْسِ
    حديث رقم: 753 في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَاهِلِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي سَعِيدٍ ، تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَ يُرْمَى بِالرَّفْضِ ، كَثِيرُ الْحَدِيثِ ، يَرْوِي عَنْ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ ، وَقُطْبَةَ بْنِ الْعَلَاءِ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَحَدَّثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ وَغَيْرِهِ بِعَجَائِبَ
    حديث رقم: 180 في معجم ابن المقرئ المحمدين المحمدين
    حديث رقم: 3125 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ
    حديث رقم: 1254 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ جُمَّاعِ الْكَلَامِ فِي الْإِيمَانِ وَبِهِ قَالَ مِنَ الْفُقَهَاءِ : مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَشَرِيكٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَوَكِيعٌ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، وَأَبُو عُبَيْدٍ
    حديث رقم: 10242 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، وَالْأَعْلَامِ التَّابِعِينَ
    حديث رقم: 10243 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، وَالْأَعْلَامِ التَّابِعِينَ
    حديث رقم: 10244 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، وَالْأَعْلَامِ التَّابِعِينَ
    حديث رقم: 10245 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، وَالْأَعْلَامِ التَّابِعِينَ
    حديث رقم: 10246 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، وَالْأَعْلَامِ التَّابِعِينَ
    حديث رقم: 1533 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْعَيْنِ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو حَفْصٍ الرِّفَاعِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ : كَتَبَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ ، وَأَبِي خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ , وَأَحْمَدَ بْنِ عِصَامٍ , وَعُبَيْدِ بْنِ شَرِيكٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ .
    حديث رقم: 522 في الجامع في بيان العلم و فضله لابن عبد البر بَابٌ فِي ابْتِدَاءِ الْعَالِمِ جُلَسَاءَهُ بِالْفَائِدَةِ

    [32] تأثما بِفَتْح الْهمزَة وَضم الْمُثَلَّثَة الْمُشَدّدَة قَالَ أهل اللُّغَة تأثم الرجل إِذا فعل فعلا ليخرج بِهِ من الْإِثْم وتحرج أَزَال عَنهُ الْحَرج وتحنث أَزَال عَنهُ الْحِنْث وَمعنى تأثم معَاذ أَنه كَانَ يحفظ علما يخَاف فَوَاته وذهابه بِمَوْتِهِ فخشي أَن يكون مِمَّن كتم علما فَيكون آثِما فاحتاط وَأخْبر بِهَذِهِ السّنة مَخَافَة من الْإِثْم وَعلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَنْهَهُ عَن الْإِخْبَار بهَا نهي تَحْرِيم أَو أَنه إِنَّمَا نَهَاهُ عَن الإذاعة والتبشير الْعَام خوفًا من أَن يسمع ذَلِك من لَا خبْرَة لَهُ وَلَا علم فيغتر ويتكل بِدَلِيل أَنه أَمر أَبَا هُرَيْرَة بالتبشير فِي الحَدِيث السَّابِق فَيكون ذَلِك مَخْصُوصًا بِمن أَمن عَلَيْهِ الاغترار والاتكال من أهل الْمعرفَة فسلك معَاذ هَذَا المسلك فَأخْبر بِهِ من الْخَاصَّة من رَآهُ أَهلا

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل قال يا معاذ! قال: لبيك رسول الله وسعديك. قال يا معاذ! قال: لبيك رسول الله وسعديك. قال يا معاذ! قال لبيك رسول الله وسعديك. قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما. (ملحوظة): هذا الحديث أخره مسلم رحمه الله تعالى عن حديث أبي هريرة، الآتي في الباب التالي وقدمناه للمناسبة.
    المعنى العام:
    كثيرا ما خرج المسلمون للجهاد مشاة ليس معهم ما يكفيهم من الإبل أو الحمير وكثيرا ما كان الحمار يحمل اثنين، وكذلك البعير، وكثيرا ما كان الجمع منهم يتعاقب الركوب على دابة واحدة، لا تكاد تميز بين صاحبها ومرافقيه. اشتراكية فريدة لا نراها في أرقى الأمم على مر العصور، وتكافل إسلامي لا عهد له في أي دستور أو تشريع، و(ديمقراطية) عالية لا تكاد تميز بين القائد والجنود. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل الخلق على الإطلاق، وسيد ولد آدم ولا فخر، وقائد الأمة وراعيها، يركب حمارا في غزوة من الغزوات، ويركب غيره من جنده النوق والجمال، وليس هذا فحسب، بل ويردف خلفه على حماره أحد الصحابة الأجلاء، معاذ بن جبل. ثم يضرب المثل الأعلى في حسن المؤانسة، وإزالة الوحشة لدى رفيق السفر، فيناديه: يا معاذ بن جبل، فيجيب معاذ- وقد امتلأ سرورا بحظوة تحديث خير محدث، يجيب- وقد جمع كل مشاعره وأحاسيسه لما بعد النداء، يجيب - وكله آذان صاغية- لبيك وسعديك يا رسول الله، إجابة لندائك ثم إجابة، وسعدا بخطابك بعد سعد يا رسول الله. ويسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الوقت والراحلة تسير. يسكت لحظات تمر على معاذ كساعات، تثور فيها غريزة حب الاستطلاع وتتقد فيها نار التلهف لسماع الحديث، ويرقب الأمر، فإذا به يسمع النداء للمرة الثانية: يا معاذ بن جبل. فيسرع بالإجابة لبيك وسعديك يا رسول الله، وتمضي لحظات سكون مثل التي مضت بعد النداء الأول، والراحلة تسير، ثم يسمع النداء للمرة الثالثة: يا معاذ بن جبل. فيبادر بالإجابة أسرع وأسرع من المرتين السابقتين، لبيك وسعديك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تعلم حق الله على العباد وواجبهم نحوه؟ قال معاذ: الله ورسوله أعلم. قال صلى الله عليه وسلم: حق الله على العباد أن يوحدوه ولا يتخذوا أربابا من دونه، ولا يشركوا به شيئا. ثم سكت صلى الله عليه وسلم لحظات أخرى كالسابقة، والقافلة تسير، ثم قال: يا معاذ بن جبل. قال: لبيك وسعديك يا رسول الله. قال: هل تعلم حق العباد وما لهم عند الله إذا وحدوه ولم يشركوا به شيئا؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: أن لا يعذبهم. ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرم الله عليه النار. من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. قال معاذ فرحا بهذه البشرى: أفأخبر الناس بهذا، وأبلغهم ما يسرهم يا رسول الله؟ فأذن له صلى الله عليه وسلم أن يبشر. فحدث معاذ عمر - رضي الله عنهما - بهذا الحديث فقال له عمر: لا تعجل ولا تخبر الناس. ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله أنت أفضل رأيا. إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها. قال: فرده، فرد عمر معاذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال معاذ: ألا أبشر الناس يا رسول الله؟ قال: لا. دعهم فليتنافسوا في الأعمال فإني أخاف أن يتكلوا. وكتم معاذ الحديث فلم يحدث به حتى جاءه الموت، فخاف الإثم إن هو مات ولم يبلغ ما سمع، فحدث به. رضي الله عنه وأرضاه، ورضي عن الصحابة أجمعين، وجعلنا من أهل هذه البشرى. آمين. المباحث العربية (كنت ردف النبي) بكسر الراء وسكون الدال، والرديف هو الراكب خلف الراكب، تقول: ردفت فلانا أردفه بكسر الدال في الماضي وفتحها في المضارع إذا ركبت خلفه، وتقول: أردفت فلانا إذا أركبته خلفك وأصله من الردف وهو العجز. وأرداف الملوك في الجاهلية هم الذين كانوا يخلفونهم كالوزارء، أما في الإسلام فإنه لم تراع فيه منزلة الرديف الدنيوية بل روعي التشريف والتكريم بغض النظر عن منزلة الرديف، وقد جمع ابن مندة أرداف النبي صلى الله عليه وسلم فبلغوا نيفا وثلاثين رديفا. (ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل) كناية عن شدة القرب منه، وفائدة ذكرها التوثيق من الرواية، والإشعار بدقة السماع والضبط، والرحل بفتح الراء وسكون الحاء خشبات توضع على البعير حول السنام، مكسوة بشيء من الصوف أو الليف أو نحوهما تمهد ظهر البعير للركوب، وهو بمنزلة السرج للفرس والإكاف للحمار، ومؤخرة الرحل بضم الميم وسكون الهمزة وكسر الخاء، وحكي فتح الهمزة والخاء المشددة، على ضعف وهي الخشبة التي تكون خلف الراكب. وقد جاء في الرواية الثانية: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ومن المعلوم أن التعبير بالرحل لا يتناسب مع ركوب الحمار إذ هو من اختصاص الإبل، ولهذا قال بعضهم بتعدد القصة. مرة على بعير ومرة على حمار، وهذا بعيد، والأحرى بالقبول قول النووي: يحتمل أن يكونا قضية واحدة، وأراد بالحديث الأول قدر مؤخرة الرحل. وعفير بالتصغير هو الحمار الذي كان له صلى الله عليه وسلم. قيل إنه مات في حجة الوداع. (يا معاذ بن جبل) يجوز في معاذ النصب والبناء على الضم، أما النصب فعلى أنه مع ما بعده كاسم واحد مركب، والمنادى المضاف منصوب، والضم على أنه منادى مفرد علم، وأما لفظ ابن هنا فمنصوب قولا واحدا، واختار ابن الحاجب النصب في معاذ وبه ضبط في الأصل، وقال ابن مالك: الاختيار فيه الضم، لأنه لا يحتاج إلى اعتذار، وتكرير نداء معاذ للتأكيد وتكميل انتباهه اهتماما بالخبر. (لبيك رسول الله وسعديك) رسول الله منادى بتقدير حرف النداء وفي معنى لبيك أقوال كثيرة، أظهرها أن معناه إجابة لك بعد إجابة، والتكرير للتأكيد، وقيل: معناه قربا منك وطاعة لك، تثنية لب ومعناه الإجابة، وقال الخليل: لب بالمكان أقام به، وعليه فلبيك معناه أنا مقيم على طاعتك، وكان حقه أن يقال: لبا لك، فثني للتأكيد فصار: لبين لك فأضيف فحذفت النون، كما قالوا في حنانيك، أي رحمة بعد رحمة، وهو من المصادر المنصوبة بفعلها المحذوف وجوبا. وسعديك تثنية سعد، والمعنى سعادة بحديثك بعد سعادة. (ثم سار ساعة) أي قدرا من الزمن، وليس المراد الساعة المعروفة المقدرة بستين دقيقة. (هل تدري ما حق الله على العباد؟) الاستفهام حقيقي، وتدري معلق عن العمل وحق الله على العباد معناه ما يستحقه عليهم استحقاقا متحتما. (الله ورسوله أعلم) أفعل التفضيل على بابه، فمعاذ يعلم دون شك أن العبادة واجبة لله تعالى، ولكنه فوض العلم، وأسند الزيادة فيه لله ورسوله تأدبا، ومقصود هذه العبارة علمني يا رسول الله. (أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) وفي الرواية الثانية أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وفي رواية أن يعبد الله ولا يشرك به شيء وفي رواية أن يعبد الله ولا يشرك به شيئا بنصب شيئا. قال ابن الصلاح وهو صحيح على التردد بين وجوه ثلاثة. أحدها: يعبد الله بفتح الياء التي هي للمذكر الغائب أي يعبد العبد الله ولا يشرك به شيئا. الثاني: تعبد بفتح تاء المخاطب على التخصيص لمعاذ والتنبيه على غيره. والثالث: يعبد بضم أوله، ويكون شيئا كناية عن المصدر، لا عن المفعول به، أي لا يشرك به إشراكا، ويكون الجار والمجرور هو القائم مقام الفاعل. قال: وإذا لم تعين الرواية شيئا من هذه الوجوه، فحق على من يروي هذا الحديث منا أن ينطق بها كلها، واحدا بعد واحد، ليكون آتيا بما هو المقول منها في نفس الأمر جزما. اهـ. والمراد من عبادة الله هنا توحيده، لا ما يعم كل الطاعات: بدليل الرواية الثالثة. ويكون قوله ولا يشركوا به شيئا للتأكيد لرفع ما كان عليه المشركون من عبادة الأوثان لتقربهم إلى الله زلفى. (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك) أي ما وجب لهم شرعا بوعده الصادق، فهو متحقق لهم لا محالة إذا فعلوا، فلفظ حق على هذا مستعمل في أصل وصفه، وقيل إنه من مجاز المقابلة لحقه عليهم، كقوله تعالى {ومكروا ومكر الله} [آل عمران: 54] لأن الله لا يجب عليه شيء. (أن لا يعذبهم) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر مبتدأ محذوف تقديره حق العباد على الله - إذا فعلوا ذلك - عدم تعذيبهم. (أفلا أبشر الناس؟) التبشير الإخبار بخبر يظهر أثره على البشرة، خيرا كان الخبر أو شرا، ثم شاع في خبر الخير. والهمزة للاستفهام، والفاء مؤخرة من تقديم -على المشهور- لأن الاستفهام له الصدارة، وهي عاطفة على محذوف تقديره: أقلت ذلك أفلا أبشر الناس؟. (لا تبشرهم فيتكلوا) من الاتكال، وهو الاعتماد، وأصله فيوتكلوا لأنه من وكل الأمر إلى غيره، قلبت الواو تاء وأدغمت في تاء الافتعال. والفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بالنهي. (ومعاذ بن جبل رديفه) وردت في الرواية الثالثة، مبتدأ وخبر في محل النصب على الحال. (على الرحل) حال أيضا. (ما من عبد يشهد) ما نافية، ومن زائدة لتأكيد النفي، وعبد اسم ما وجملة يشهد صفة عبد. (إلا حرمه الله على النار) معنى التحريم المنع، أي إلا منعه الله من النار، والمستثنى منه محذوف، والاستثناء مفرغ، والتقدير: ما عبد شاهد بكذا كائنا بحكم من الأحكام إلا بحكم تحريمه على النار. (أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا) ضمير بها يعود على المقالة ما من عبد إلخ أي أفلا أخبر الناس بهذه المقالة؟ وفعل يستبشروا منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة باستفهام. (إذا يتكلوا) إذا حرف جواب وجزاء، والفعل بعدها منصوب بها، والجمهور يكتبها بالألف، وكذا رسمت في المصاحف، والمازني والمبرد يكتبونها بالنون، وعن الفراء: إن عملت تكتب بالألف، وإلا تكتب بالنون، للفرق بينها وبين إذا الشرطية، وجاء في رواية إذا ينكلوا بالنون بدل التاء، من النكول وهو النكوص والامتناع عن العمل اعتمادا على الشهادتين. (فأخبر بها معاذ عند موته تأثما) بفتح التاء والهمزة وضم الثاء المشددة مفعول لأجله، قال أهل اللغة: تأثم الرجل إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم، وتحرج أزال عنه الحرج والمعنى هنا على هذا: أخبر معاذ بالمقالة عند موته للخروج من إثم الكتمان ولإزالته. فقه الحديث من الواضح أن معاذا استأذن في تبشير الناس وتحديثهم بهذا الحديث فلم يؤذن له، ومن الواضح أنه حدث به عند موته. وأمام هذين الأمرين الواضحين يبرز إشكال مؤداه: كيف خاف معاذ إثم الكتمان ولم يخف إثم مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وفي الجواب عن ذلك يقول النووي: كان معاذ يحفظ علما يخاف فواته وذهابه بموته، فخشي أن يكون ممن كتم علما، وممن لم يمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ سنته فأخبر بالحديث مخافة الإثم، وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الإخبار بالمقالة نهي تحريم. وحاصل هذا الجواب أن معاذا كان عليه أن يختار بين كتمان الحديث، الأمر الذي يبلغ الحرمة، وبين تبليغه، المكروه كراهة تنزيه، فاحتاط وأزال ما يؤدي إلى الحرمة. وقال القاضي عياض: لعل معاذا لم يفهم من النبي صلى الله عليه وسلم النهي، لكن فهم أنه صلى الله عليه وسلم كسر عزمه عما عرض له من بشراهم. اهـ. فالقاضي عياض لا يرى نهيا أصلا، لا نهي تحريم ولا نهي تنزيه في فهم معاذ. وقال بعضهم: لعل معاذا امتثل النهي عن التبشير، فلما سمع بحديث أبي هريرة الآتي -وفيه الأمر بالتبشير- اعتبره ناسخا فحدث به خروجا من إثم الكتمان. وقال ابن الصلاح: منعه صلى الله عليه وسلم من التبشير العام خوفا من أن يسمع ذلك من لا خبرة له ولا علم، فيغتر ويتكل، وأخبر به صلى الله عليه وسلم على الخصوص من أمن عليه الاغترار والاتكال من أهل المعرفة فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر به معاذا، فسلك معاذ هذا المسلك، فأخبر به من الخاصة من رآه أهلا لذلك. اهـ. وهذا الوجه ظاهر. وأمام هذه الأجوبة يرد إشكال آخر، هو: حيث استباح معاذ وفضل التبشير فلم أخره وكتمه إلى الموت؟ وأجيب بأنه رأى أن النهي عن التبشير إنما هو خوف الاتكال، وخوف الاتكال إنما يكون في بادئ الأمر، أما بعد رسوخ الدين، وتقرر الشريعة وذوق حلاوة العمل الصالح والتنافس بين المسلمين في خصال البر فإن الاتكال بعيد، فأخر التحديث حتى زال خطره. على أن كتم الحديث خصوصا الذي لا يدعو إلى عمل، بل قد يعوقه لا يتحقق إلا بالموت. ويؤخذ من الحديث 1 - جواز ركوب الاثنين على دابة واحدة. 2 - منزلة معاذ رضي الله عنه وعزته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3 - تكرار الكلام لنكتة وقصد معني. 4 - تخصيص بعض الناس ببعض العلم لهدف ديني. 5 - جواز استفسار الطالب عما يتردد فيه. 6 - الإجابة بلبيك وسعديك. 7 - استئذان الطالب في إشاعة ما يعلم به وحده. 8 - تواضع النبي صلى الله عليه وسلم. 9 - فيه بشارة عظيمة للموحدين، وسيأتي تفصيل الحكم فيها عما قريب. والله أعلم


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:76 ... ورقمه عند عبد الباقي:32/span>]
    حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما


    قول مسلم - رحمه الله - : ( حدثني إسحاق بن منصور أخبرني معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - ) هذا الإسناد كله بصريون إلا إسحاق فإنه نيسابوري فيكون الإسناد بيني وبين معاذ بن هشام نيسابوريين وباقيه بصريون .

    قوله : ( فأخبر بها معاذ عند موته تأثما ) هو بفتح الهمزة وضم المثلثة المشددة . قال أهل اللغة : تأثم الرجل إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم . وتحرج أزال عنه الحرج . وتحنث أزال عنه الحنث . ومعنى تأثم معاذ أنه كان يحفظ علما يخاف فواته وذهابه بموته فخشي أن يكون ممن كتم علما وممن لم يمتثل أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ سنته فيكون آثما فاحتاط وأخبر بهذه السنة مخافة من الإثم وعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينهه عن الإخبار بها نهي تحريم . قال القاضي عياض - رحمه الله - : لعل معاذا لم يفهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي لكن كسر عزمه عما عرض له من بشراهم بدليل حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - " من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة قال : أو يكون معناه بلغه بعد ذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة وخاف أن يكتم علما علمه فيأثم أو يكون حمل النهي على إذاعته . وهذا الوجه ظاهر . وقد اختاره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - فقال : منعه من التبشير العام خوفا من أن يسمع ذلك من لا خبرة له ولا علم فيغتر ويتكل . وأخبر به - صلى الله عليه وسلم - على الخصوص من أمن عليه الاغترار والاتكال من أهل المعرفة . فإنه أخبر به معاذا فسلك معاذ هذا المسلك فأخبر به من الخاصة من رآه أهلا لذلك . قال : وأما أمره - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة بالتبشير فهو من تغير الاجتهاد . وقد كان الاجتهاد جائزا له وواقعا منه - صلى الله عليه وسلم - عند المحققين وله مزية على سائر المجتهدين بأنه لا يقر على الخطأ في اجتهاده . ومن نفى ذلك وقال : لا يجوز ، له - صلى الله عليه وسلم - القول في الأمور الدينية إلا عن وحي فليس يمتنع أن يكون قد نزل عليه - صلى الله عليه وسلم - عند مخاطبته عمر - رضي الله عنه - وحي - بما أجابه به - ناسخ لوحي سبق بما قاله أولا - صلى الله عليه وسلم - هذا كلام الشيخ . وهذه المسألة وهي اجتهاده - صلى الله عليه وسلم - فيها تفصيل معروف .

    فأما أمور الدنيا فاتفق العلماء - رضي الله عنهم - على جواز اجتهاده - صلى الله عليه وسلم - . فيها ووقوعه منه .

    وأما أحكام الدين فقال أكثر [ ص: 195 ] العلماء بجواز الاجتهاد له - صلى الله عليه وسلم - لأنه إذا جاز لغيره فله - صلى الله عليه وسلم - أولى . وقال جماعة : لا يجوز له لقدرته على اليقين . وقال بعضهم : كان يجوز في الحروب دون غيرها . وتوقف في كل ذلك آخرون : ثم الجمهور الذين جوزوه اختلفوا في وقوعه فقال الأكثرون منهم : وجد ذلك . وقال آخرون : لم يوجد . وتوقف آخرون . ثم الأكثرون الذين قالوا بالجواز والوقوع اختلفوا هل كان الخطأ جائزا عليه - صلى الله عليه وسلم - . فذهب المحققون إلى أنه لم يكن جائزا عليه - صلى الله عليه وسلم - . وذهب كثيرون إلى جوازه ولكن لا يقر عليه بخلاف غيره . وليس هذا موضع استقصاء هذا . والله أعلم .

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ ‏"‏ يَا مُعَاذُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ يَا مُعَاذُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ يَا مُعَاذُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهَا النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ ‏"‏ إِذًا يَتَّكِلُوا ‏"‏ فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا ‏.‏

    It is reported on the authority of Anas b. Malik that the Prophet of Allah (may peace and blessings be upon him) addressed Mu'adh b. Jabal as he was riding behind him to which he replied:At thy beck and call, and at thy pleasure, Messenger of Allah. He again called out: Mu'adh, to which he (again) replied: At thy beck and call, and at thy pleasure. He (the Holy Prophet) addressed him (again): Mu'adh, to which he replied: At thy beck and call, and at thy pleasure, Messenger of Allah. Upon this he (the Holy Prophet) observed: If anyone testifies (sincerely from his heart) that there is no god but Allah, and that Muhammad is His bondsman and His messenger, Allah immuned him from Hell. He (Mu'adh) said: Messenger of Allah, should I not then inform people of it, so that they may be of good cheer? He replied: Then they would trust in it alone. Mu'adh told about it at the time of his death, to avoid sinning

    Telah menceritakan kepada kami [Ishaq bin Manshur] telah mengabarkan kepada kami [Mu'adz bin Hisyam] dia berkata, telah menceritakan kepada kami [bapakku] dari [Qatadah] dia berkata, telah menceritakan kepada kami [Anas bin Malik] bahwa Nabi Allah (dalam satu perjalanan), sedangkan Mu'adz bin Jabal dibonceng di atas kendaraan beliau, Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam lalu memanggil: "Wahai Mu'adz!" Mu'adz menyahut, "Aku penuhi panggilanmu wahai Rasulullah". Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam memanggil lagi: "Wahai Mu'adz!" Aku menyahut lagi, "Aku penuhi panggilanmu wahai Rasulullah". Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam memanggil: "Wahai Mu'adz!" Aku menyahut lagi, "Aku penuhi panggilanmu wahai Rasulullah." Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam kemudian bersabda: "Barangsiapa yang mengucap dua Kalimah Syahadat yaitu: tidak ada tuhan (yang berhak disembah) selain Allah dan bahwa Muhammad hamba dan utusan-Nya niscaya dia selamat dari api Neraka." Kemudian Mu'adz berkata, "Bolehkah aku memberitahu perkara ini kepada manusia agar mereka sebarkan berita gembira ini?" Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Kalau (berbuat) begitu, maka mereka akan bersandar dengannya." Lalu Mu'adz menyebarkan kabar tersebut menjelang kematiannya khawatir menanggung salah (karena menyembunyikan hadits)

    Bana İshak b. Mansur tahdis etti. (Dediki): Bize Muaz b. Hişam haber verdi. Dediki: Bana babam, Katade'den rivayet ett. Demiş ki: Bize Enes b. Malik (r.a.)'ın tahdis ettiğine göre; Allah'ın Nebisi -Muaz b. Cebel onun deve üzerinde terkisinde bulunuyorken- "ey Muaz" buyurdu. Muaz: Lebbeyk ya Rasulullah ve sadeyk dedi. Allah Rasulü: "Ey Muaz" buyurdu. O: Lebbeyk ya Rasulullah ve sa'deyk dedi. Allah Rasulü: "Ey Muaz" buyurdu. O: Lebbeyk ya Rasulullah ve sadeyk dedi. Allah Rasulü: "Allah'tan başka hiçbir ilah olmadığına, Muhammed'in onun kulu ve Resulü olduğuna şahadet eden her bir kulu mutlaka Allah cehennem ateşine haram eder" buyurdu. Muaz: Ey Allah'ın Rasulü bunu insanlara haber vermeyeyim mi? Bundan dolayı seviniverirler, dedi. Allah Rasulü: "O vakit (buna) bel bağlarlar" buyurdu. Bu sebeple Muaz ölümüne yakın günahtan kurtulmak için bunu haber verdi. Diğer tahric: Buhari, 128; Tuhfetu'l-Eşraf

    قتادہ نے کہا : ہمیں حضرت انس ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے حدیث سنائی کہ رسول اللہ ﷺ نے حضرت معاذ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے ، جب وہ پالان پر آپ کے پیچھے سوار تھے ، فرمایا : ’’اے معاذ ! ‘ ‘ انہوں نےعرض کی : ’’میں بار بار حاضر ہوں اللہ کے رسول ! میرے نصیب روشن ہو گئے ۔ ‘ ‘ نبی ﷺپھر فرمایا : ’’اے معاذ! ‘ ‘ انہوں نے عرض کی : ’’میں بار بار حاضر ہوں اللہ کے رسول ! زہے نصیب ۔ ‘ ‘ پھر آپ نے فرمایا : ’’ اے معاذ! ‘ ‘ انہوں نے عرض کی ، ’’ میں ہر بار حاضر ہوں اللہ کے رسول ! میری خوش بختی ۔ ‘ ‘ ( اس پر ) آپ نے فرمایا : ’’کوئی بندہ ایسا نہیں جو ( سچے دل سے ) شہادت دے کہ اللہ کے سوا کوئی معبود نہیں اور محمد ( ﷺ ) اس کے بندے اور رسول ہیں مگر اللہ ایسے شخص کو دوزخ پر حرام کر دیتا ہے ۔ ‘ ‘ حضرت معاذ نے عرض کی : اے اللہ کے رسول ! کیا میں لوگوں کو اس کی خبر نہ کر دوں تاکہ وہ سب خوش ہو جائیں ؟ آپ نے فرمایا : ’’پھر وہ اسی پر بھروسا کر کے بیٹھ جائیں گے ۔ ‘ ‘ چنانچہ حضرت معاذ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے ( کتمان علم کے ) گناہ کے خوف سے اپنی موت کے وقت یہ بات بتائی ۔

    ইসহাক ইবনু মানসূর (রহঃ) ..... আনাস ইবনু মালিক (রাযিঃ) হতে বর্ণিত। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম ও মুআয ইবনু জাবাল (রাযিঃ) একই বাহনের পৃষ্ঠে উপবিষ্ট ছিলেন। তারপর নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেন, “হে মুআয ইবনু জাবাল! মুআয (রাযিঃ) বলেন, ইয়া রাসূলাল্লাহ! আমি উপস্থিত, আপনার আনুগত্য শিরোধার্য। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম পুনরায় বললেন, হে মুআয ইবনু জাবাল! মুআয (রাযিঃ) বলেন, ইয়া রাসূলাল্লাহ! আমি উপস্থিত, আপনার আনুগত্য শিরোধার্য। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম পুনরায় বললেন, হে মুআয ইবনু জাবাল! মুআয (রাযিঃ) বলেন, ইয়া রাসূলাল্লাহ! আমি হাযির, আপনার আনুগত্য শিরোধার্য। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেন, যদি কোন বান্দা সাক্ষ্য দেয় যে, আল্লাহ ছাড়া প্রকৃতপক্ষে কোন ইলাহ নেই এবং মুহাম্মাদ। তার বান্দা ও রাসূল- তবে আল্লাহ তার উপর জাহান্নামের আগুন হারাম করে দিবেন। মু'আয (রাযিঃ) বলেন, ইয়া রাসূলাল্লাহ! আমি কি লোকদের এ সংবাদ দিব? যাতে তারা সুসংবাদ পায়। রাসূলুল্লাহসাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেন, তাহলে লোকেরা এর উপর নির্ভরশীল হয়ে পড়বে। পরে সত্য কথা গোপন রাখার গুনাহের ভয়ে মুআয (রাযিঃ) মৃত্যুর সময় এ খবরটি শুনিয়ে গেছেন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৫৫, ইসলামিক সেন্টারঃ)