• 984
  • مَا سَمِعْتُ عُمَرَ ، لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ " بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ ، فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي ، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، أَوْ : لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ ، عَلَيَّ الرَّجُلَ ، فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي ، قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ ، فَقَالَتْ : أَلَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا ؟ وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا ، وَلُحُوقَهَا بِالقِلاَصِ ، وَأَحْلاَسِهَا ، قَالَ : عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ ، عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ : يَا جَلِيحْ ، أَمْرٌ نَجِيحْ ، رَجُلٌ فَصِيحْ ، يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَوَثَبَ القَوْمُ ، قُلْتُ : لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ، ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ ، أَمْرٌ نَجِيحْ ، رَجُلٌ فَصِيحْ ، يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقُمْتُ ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ : هَذَا نَبِيٌّ "

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ ، أَنَّ سَالِمًا ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : مَا سَمِعْتُ عُمَرَ ، لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ ، فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي ، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، أَوْ : لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ ، عَلَيَّ الرَّجُلَ ، فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي ، قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ ، فَقَالَتْ : أَلَمْ تَرَ الجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا ؟ وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا ، وَلُحُوقَهَا بِالقِلاَصِ ، وَأَحْلاَسِهَا ، قَالَ : عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ ، عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ : يَا جَلِيحْ ، أَمْرٌ نَجِيحْ ، رَجُلٌ فَصِيحْ ، يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَوَثَبَ القَوْمُ ، قُلْتُ : لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ، ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ ، أَمْرٌ نَجِيحْ ، رَجُلٌ فَصِيحْ ، يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقُمْتُ ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ : هَذَا نَبِيٌّ

    قط: قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان
    جنيتك: الجنة : الجن : ولد الجان , نوع من العالم سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار
    وإبلاسها: الإبلاس : الحيرة والدهشة واليأس
    إنكاسها: الإنكاس : الانقلاب
    بالقلاص: قلاص : جمع مفردها القلوص وهي الفتية من الإبل
    نشبنا: نشب : لبث
    بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ ،
    لا توجد بيانات

    [3866] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي عُمَرُ هُوَ بن مُحَمَّد بن زيد وَهُوَ شيخ بن وَهْبٍ فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي وَوَهَمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ كَالْكَلَابَاذِيِّ فَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَوْلُهُ مَا سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِشَيْءٍ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ أَيْ عَنْ شَيْءٍ وَاللَّامُ قَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى عَنْ كَقَوْلِهِ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سبقُونَا إِلَيْهِ قَوْلُهُ إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ هُوَ مُوَافِقٌ لِمَا تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ كَانَ مُحَدَّثًا بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ قَوْلُهُ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ هُوَ سَوَادٌ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيف الْوَاو وَآخره مُهْملَة بن قَارِبٍ بِالْقَافِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ سَدُوسِيُّ أَوْ دُوسِيُّ وَقد اخْرُج بن أَبِي خَيْثَمَةَ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ السَّدُوسِيُّ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ يَا سَوَادُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تُحْسِنُ مِنْ كِهَانَتِكَ شَيْئًا فَذَكَرَ الْقِصَّةَ وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ بَيْنَمَا عُمَرُ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ مِثْلَ سِيَاقِ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَتَمَّ مِنْهُ وَهُمَا طَرِيقَانِ مُرْسَلَانِ يُعَضِّدُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ قَالَ كُنْتُ نَائِمًا فَذَكَرَ قِصَّتَهُ الْأُولَى دُونَ قِصَّتِهِ مَعَ عُمَرَ وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ دَلَّ عَلَى تَأَخُّرِ وَفَاتِهِ لَكِنَّ عَبَّادًا ضَعِيفٌ وَلِابْنِ شَاهِينَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى ضَعِيفَةٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ دَوْسٍ يُقَالُ لَهُ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ عَلَى النَّبِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ أَيْضًا وَهَذِهِ الطُّرُقُ يَقْوَى بَعْضُهَا بِبَعْضٍ وَلَهُ طُرُقٌ أُخْرَى سَأَذْكُرُ مَا فِيهَا مِنْ فَائِدَةٍ قَوْله لقد أَخطَأ ظَنِّي فِي رِوَايَة بن عُمَرَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ لَقَدْ كُنْتُ ذَا فَرَاسَةٍ وَلَيْسَ لِي الْآنَ رَأْيٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الرَّجُلُ يَنْظُرُ فِي الْكِهَانَةِ قَوْلُهُ أَوْ بِسُكُونِ الْوَاوِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَيْ مُسْتَمِرٌّ عَلَى عِبَادَةِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ قَوْلُهُ أَوْ بِسُكُونِ الْوَاوِ أَيْضًا لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ أَيْ كَانَ كَاهِنَ قَوْمِهِ وَحَاصِلُهُ أَنَّ عُمَرَ ظَنَّ شَيْئًا مُتَرَدِّدًا بَيْنَ شَيْئَيْنِ أَحَدُهُمَا يَتَرَدَّدُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ كَأَنَّهُ قَالَ هَذَا الظَّنُّ إِمَّا خَطَأٌ أَوْ صَوَابٌ فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَهَذَا الْآنَ إِمَّا بَاقٍ عَلَى كُفْرِهِ وَإِمَّا كَانَ كَاهِنًا وَقَدْ أَظْهَرَ الْحَالُ الْقِسْمَ الْأَخِيرَ وَكَأَنَّهُ ظَهَرَتْ لَهُ مِنْ صِفَةِ مَشْيِهِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ قَرِينَةٌ أَثَّرَتْ لَهُ ذَلِكَ الظَّنَّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ عَلَيَّ بِالتَّشْدِيدِ الرَّجُلَ بِالنَّصْبِ أَيْ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ وَقَرِّبُوهُ مِنِّي قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ أَيْ مَا قَالَهُ فِي غَيْبَتِهِ مِنَ التَّرَدُّدِ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ لَهُ فَأَنْتَ عَلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ كِهَانَتِكَ فَغَضِبَ وَهَذَا مِنْ تَلَطُّفِ عُمَرَ لِأَنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى أَحْسَنِ الْأَمْرَيْنِ قَوْلُهُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَيْ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا مِثْلَ مَا رَأَيْتُ الْيَوْمَ قَوْلُهُ اسْتُقْبِلَ بِضَمِّ التَّاءِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ قَوْلُهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ رَجُلًا مُسْلِمًا وَرَأَيْتُهُ مُجَوَّدًا بِفَتْحِ تَاءِ اسْتَقْبَلَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَهُوَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَحَدٌ وَضَبَطَهُ الْكَرْمَانِيُّ اسْتُقْبِلَ بِضَمِّ التَّاءِ وَأَعْرَبَ رَجُلًا مُسْلِمًا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ رَأَيْتُ وَعَلَى هَذَا فَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ بِهِ يَعُودُ عَلَى الْكَلَامِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَبَيَّنَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي رِوَايَةٍ مُرْسَلَةٍ قَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَا لَنَا وَلِذِكْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قَوْلُهُ فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ أَيْ أُلْزِمُكَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنٍ كَعْبٍ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ مِمَّا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ كِهَانَتِكَ قَوْلُهُ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي أَيْ مَا أَطْلُبُ مِنْكَ إِلَّا الْإِخْبَارَ قَوْلُهُ كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْكَاهِنُ الَّذِي يَتَعَاطَى الْخَبَرَ مِنَ الْأُمُورِ الْمُغَيَّبَةِ وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَثِيرًا فَمُعْظَمُهُمْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى تَابِعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَبَعْضُهُمْ كَانَ يَدَّعِي مَعْرِفَةَ ذَلِكَ بِمُقَدِّمَاتِ أَسْبَابٍ يَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَىمَوَاقِعِهَا مِنْ كَلَامِ مَنْ يَسْأَلُهُ وَهَذَا الْأَخِيرُ يُسَمَّى الْعَرَّافُ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ وَسَيَأْتِي حُكْمُ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي كِتَابِ الطِّبِّ وَتَقَدَّمَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي آخِرِ الْبُيُوعِ وَلَقَدْ تَلَطَّفَ سَوَادٌ فِي الْجَوَابِ إِذْ كَانَ سُؤَالُ عُمَرَ عَنْ حَالِهِ فِي كِهَانَتِهِ إِذْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الشِّرْكِ فَلَمَّا أَلْزَمَهُ أَخْبَرَهُ بِآخِرِ شَيْءٍ وَقَعَ لَهُ لِمَا تَضَمَّنَ مِنَ الْإِعْلَامِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ سَبَبًا لِإِسْلَامِهِ قَوْلُهُ مَا أعجب بِالضَّمِّ وَمَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ قَوْلُهُ جِنِّيَّتُكَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالنُّونِ الثَّقِيلَةِ أَيِ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْجِنِّ كَأَنَّهُ أَنَّثَ تَحْقِيرًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَرَفَ أَنَّ تَابِعَ سَوَادٍ مِنْهُمْ كَانَ أُنْثَى أَوْ هُوَ كَمَا يُقَالُ تَابِعُ الذَّكَرِ يَكُونُ أُنْثَى وَبِالْعَكْسِ قَوْلُهُ أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالزَّايِ أَيِ الْخَوْفُ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنٍ كَعْبٍ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ وَهُوَ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ قَوْلُهُ أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْيَأْسُ ضِدَّ الرَّجَاءِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي جَعْفَرٍ عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَإِبْلَاسِهَا وَهُوَ أَشْبَهُ بِإِعْرَابِ بَقِيَّةِ الشِّعْرِ وَمِثْلُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ لَكِنْ قَالَ وَتَحْسَاسُهَا بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَبِمُهْمَلَاتٍ أَيْ أَنَّهَا فَقَدَتْ أَمْرًا فَشَرَعَتْ تُفَتِّشُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ وَيَأْسُهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا الْيَأْسُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ ضِدُّ الرَّجَاءِ وَالْإِنْكَاسُ الانقلاب قَالَ بن فَارِسٍ مَعْنَاهُ أَنَّهَا يَئِسَتْ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ قَدْ أَلِفَتْهُ فَانْقَلَبَتْ عَنِ الِاسْتِرَاقِ قَدْ يَئِسَتْ مِنَ السَّمْعِ وَوَقَعَ فِي شَرْحِ الدَّاوُدِيِّ بِتَقْدِيمِ السِّينِ عَلَى الْكَافِ وَفَسَّرَهُ بِأَنَّهُ الْمَكَانُ الَّذِي أَلِفَتْهُ قَالَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَعْدِ إِينَاسِهَا أَيْ أَنَّهَا كَانَتْ أَنِسَتْ بِالِاسْتِرَاقِ وَلَمْ أَرَ مَا قَالَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَقَدْ شَرَحَ الْكَرْمَانِيُّ عَلَى اللَّفْظِ الْأَوَّلِ الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّاوُدِيُّ وَقَالَ الْإِنْسَاكُ جَمْعُ نُسُكٍ وَالْمُرَادُ بِهِ الْعِبَادَةُ وَلَمْ أَرَ هَذَا القسيم فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ الْبَاقِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَكَذَا عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ مَوْصُولًا مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ بَعْدَ قَوْلِهِ وَأَحْلَاسِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تبغي الْهدى مامؤمنوها مِثْلَ أَرْجَاسِهَا فَاسْمُ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمِ وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى رَاسِهَا وَفِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ الْجِنِّيَّ عَاوَدَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَنْشُدُهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ مَعَ تَغْيِيرِ قَوَافِيهَا فَجَعَلَ بَدَلَ قَوْلِهِ إِبْلَاسِهَا تَطْلَابُهَا أَوَّلُهُ مُثَنَّاةٌ وَتَارَةً تَجْآرُهَا بِجِيمٍ وَهَمْزَةٍ وَبَدَلَ قَوْلِهِ أَحْلَاسُهَا أَقْتَابُهَا بِقَافٍ وَمُثَنَّاةٍ جَمْعُ قتب وَتارَة اكوارها وَبدل قَوْله مامؤمنوها مِثْلَ أَرْجَاسِهَا لَيْسَ قُدَّامَاهَا كَأَذْنَابِهَا وَتَارَةً لَيْسَ ذَوُو الشَّرِّ كَأَخْيَارِهَا وَبَدَلَ قَوْلِهِ رَأْسُهَا نَابُهَا وَتَارَةً قَالَ مَا مُؤْمِنُو الْجِنِّ كَكُفَّارِهَا وَعِنْدَهُمْ مِنَ الزِّيَادَةِ أَيْضًا أَنَّهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَقُولُ لَهُ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ فَانْهَضْ إِلَيْهِ تَرْشُدُ وَفِي الرِّوَايَةِ الْمُرْسَلَةِ قَالَ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي حَتَّى وَقَعْتُ وَعِنْدَهُمْ جَمِيعًا أَنَّهُ لَمَّا أَصْبَحَ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَاجَرَ فَأَتَاهُ فَأَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا يَقُولُ فِيهَا أَتَانِي رُئًى بَعْدَ لَيْلٍ وَهَجْعَةٍ وَلَمْ يَكُ فِيمَا قَدْ بَلَوْتُ بِكَاذِبِ ثَلَاثُ لَيَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ أَتَاكَ نَبِيٌّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ يَقُولُ فِي آخِرِهَا فَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لَا ذُو شَفَاعَةٍ سِوَاكَ بِمُغْنٍ عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ وَفِي آخِرِ الرِّوَايَةِ الْمُرْسَلَةِ فَالْتَزَمَهُ عُمَرُ وَقَالَ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ قَوْلُهُ وَلُحُوقُهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا الْقِلَاصُ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ قُلُصٍ بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ جَمْعُ قُلُوصٍ وَهِيَ الْفَتِيَّةُ مِنَ النِّيَاقِ وَالْأَحْلَاسُ جَمْعُ حِلْسٍ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ وَبِالْمُهْمَلَتَيْنِ وَهُوَ مَا يُوضَعُ عَلَى ظُهُورِ الْإِبِلِ تَحْتَ الرَّحْلِ وَوَقَعَ هَذَا الْقَسِيمُغَيْرَ مَوْزُونٍ وَفِي رِوَايَةِ الْبَاقِرِ وَرَحْلُهَا الْعِيسُ بِأَحْلَاسِهَا وَهَذَا مَوْزُونٌ وَالْعِيسُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ وَبِالْمُهْمَلَتَيْنِ الْإِبِلُ قَوْلُهُ قَالَ عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ الَّذِي قَصَّ الْقِصَّةَ الثَّانِيَةَ هُوَ عُمَرُ وَفِي رِوَايَة بن عُمَرَ وَغَيْرِهِ أَنَّ الَّذِي قَصَّهَا هُوَ سَوَادُ بن قَارب وَلَفظ بن عُمَرَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ قَالَ لَقَدْ رَأَى عُمَرُ رَجُلًا فَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ بَعْضِ مَا رَأَيْتَ قَالَ إِنِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ بِوَادٍ إِذْ سَمِعْتُ صَائِحًا يَقُولُ يَا جَلِيحْ خَبَرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَإِبْلَاسِهَا فَذَكَرَ الْقِصَّةَ ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مُرْسَلَةٍ قَالَ مَرَّ عُمَرُ بِرَجُلٍ فَقَالَ لَقَدْ كَانَ هَذَا كَاهِنًا الْحَدِيثُ وَفِيهِ فَقَالَ عُمَرُ أَخْبِرْنِي فَقَالَ نَعَمْ بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ قَالَتْ لِي أَلَمْ تَرَ إِلَى الشَّيَاطِينِ وَإِبْلَاسِهَا الْحَدِيثُ قَالَ عُمَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَتَيْتُ مَكَّةَ فَإِذَا بِرَجُلٍ عِنْدَ تِلْكَ الْأَنْصَابِ فَذَكَرَ قِصَّةَ الْعِجْلِ وَهَذَا يُحْتَمَلُ فِيهِ مَا احْتُمِلَ فِي حَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنْ يَكُونَ الْقَائِلُ أَتَيْتُ مَكَّةَ هُوَ عُمَرُ أَوْ صَاحِبُ الْقِصَّةِ قَوْلُهُ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ أَيْ أَصْنَامُهُمْ قَوْلُهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ لَكِنْ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ وَجْهٍ اخر انه بن عَبْسٍ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنْ شَيْخٍ أدْرك الْجَاهِلِيَّة يُقَال لَهُ بن عَبْسٍ قَالَ كُنْتُ أَسُوقُ بَقَرَةً لَنَا فَسَمِعْتُ مِنْ جَوْفِهَا فَذَكَرَ الرَّجَزَ قَالَ فَقَدِمْنَا فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُعِثَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ شَاهِدٌ قَوِيٌّ لِمَا فِي رِوَايَة بن عُمَرَ وَأَنَّ الَّذِي حَدَّثَ بِذَلِكَ هُوَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ وَسَأَذْكُرُ بَعْدَ هَذَا مَا يُقَوِّي أَنَّ الَّذِي سَمِعَ ذَلِكَ هُوَ عُمَرُ فَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا بِتَعَدُّدِ ذَلِكَ لَهُمَا قَوْلُهُ يَا جَلِيحْ بِالْجِيمِ وَالْمُهْمَلَةِ بِوَزْنِ عَظِيمٍ وَمَعْنَاهُ الوقح المكافح بالعداوة قَالَ بن التِّينِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَادَى رَجُلًا بِعَيْنِهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مَنْ كَانَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ قُلْتُ وَوَقَعَ فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا يَا آلَ ذَرِيحْ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ وَهُمْ بَطْنٌ مَشْهُورٌ فِي الْعَرَبِ قَوْلُهُ رَجُلٌ فَصِيحٌ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِتَحْتَانِيَّةٍ أَوَّلَهُ بَدَلَ الْفَاءِ مِنَ الصياح وَوَقع فِي حَدِيث بن عَبْسٍ قَوْلٌ فَصِيحْ رَجُلٌ يَصِيحْ قَوْلُهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُوَ الَّذِي فِي بَقِيَّةِ الرِّوَايَاتِ قَوْلُهُ فَمَا نَشِبْنَا بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ لَمْ نَتَعَلَّقْ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ حَتَّى سَمِعْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ خَرَجَ يُرِيدُ أَنْ ذَلِكَ كَانَ بِقُرْبِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم تَنْبِيهَانِ أَحدهمَا ذكر بن التِّينِ أَنَّ الَّذِي سَمِعَهُ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ مِنَ الْجِنِّيِّ كَانَ مِنْ أَثَرِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ وَفِي جَزْمِهِ بِذَلِكَ نَظَرٌ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَثَرِ مَنْعِ الْجِنِّ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الصَّلَاةِ وَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْجِنِّ عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بُعِثَ مُنِعَ الْجِنُّ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ فَضَرَبُوا الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ يَبْحَثُونَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ حَتَّى رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ الْحَدِيثَ التَّنْبِيهُ الثَّانِي لَمَّحَ الْمُصَنِّفُ بِإِيرَادِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي بَابِ إِسْلَامِ عُمَرَ بِمَا جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ وَطَلْحَةَ عَنْ عُمَرَ مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ كَانَتْ سَبَبَ إِسْلَامِهِ فَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ جَعَلَ لِمَنْ يَقْتُلُ مُحَمَّدًا مِائَةَ نَاقَةٍ قَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا الْحَكَمِ آلضَّمَانُ صَحِيحٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فتقلدت سَيْفِي أُرِيدُهُ فَمَرَرْتُ عَلَى عِجْلٍ وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَذْبَحُوهُ فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ جَوْفِ الْعِجْلِ يَا آلَ ذَرِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ يَصِيحْ بِلِسَانٍ فَصِيحْ قَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ مَا يُرَادُ بِهِ إِلَّا أَنَا قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى أُخْتِي فَإِذَا عِنْدَهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ فِي سَبَبِ إِسْلَامِهِ بِطُولِهَا وَتَأَمَّلْ مَا فِي إِيرَادِهِ حَدِيثَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الَّذِي بَعْدَ هَذَا وَهُوَ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ مِنَ الْمُنَاسَبَةِ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَوْلُهُ انْقَضَّ بِنُونٍ وَقَافٍ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِفَاءٍ بَدَلَ الْقَافِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ بِالْفَاءِ وَالرَّاءِالْخَاءِ وَفَتْحِ الضَّادِ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهُ يمْلَأُ نِعَمًا غَضَّةً نَاعِمَةً وَأصْلُهُ مِنْ خَضِرَةِ الشَّجَرِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ قَالَ الْقَاضِي يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْفَسْحُ لَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ يُرْفَعُ عن بصره ما يجاوره من الحجب الكثيفة بحيث لاتناله ظلمة القبر ولاضيقة إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ رُوحُهُ قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ضَرْبِ الْمَثَلِ وَالِاسْتِعَارَةِ لِلرَّحْمَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا يُقَالُ سَقَى اللَّهُ قَبْرَهُ وَالِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُالْخَاءِ وَفَتْحِ الضَّادِ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهُ يمْلَأُ نِعَمًا غَضَّةً نَاعِمَةً وَأصْلُهُ مِنْ خَضِرَةِ الشَّجَرِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ قَالَ الْقَاضِي يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْفَسْحُ لَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ يُرْفَعُ عن بصره ما يجاوره من الحجب الكثيفة بحيث لاتناله ظلمة القبر ولاضيقة إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ رُوحُهُ قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ضَرْبِ الْمَثَلِ وَالِاسْتِعَارَةِ لِلرَّحْمَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا يُقَالُ سَقَى اللَّهُ قَبْرَهُ وَالِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُالْخَاءِ وَفَتْحِ الضَّادِ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهُ يمْلَأُ نِعَمًا غَضَّةً نَاعِمَةً وَأصْلُهُ مِنْ خَضِرَةِ الشَّجَرِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ قَالَ الْقَاضِي يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْفَسْحُ لَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ يُرْفَعُ عن بصره ما يجاوره من الحجب الكثيفة بحيث لاتناله ظلمة القبر ولاضيقة إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ رُوحُهُ قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ضَرْبِ الْمَثَلِ وَالِاسْتِعَارَةِ لِلرَّحْمَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا يُقَالُ سَقَى اللَّهُ قَبْرَهُ وَالِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُومعانيها مُتَقَارِبَة وَالله اعْلَم تَنْبِيه جعل بن إِسْحَاقَ إِسْلَامَ عُمَرَ بَعْدَ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ وَلَمْ يَذْكُرِ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ فَاقْتَضَى صَنِيعُ الْمُصَنِّفِ أَنَّهُ وَقع فِي تِلْكَ الْأَيَّام وَقد ذكر بن إِسْحَاقَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ إِسْلَامَ عُمَرَ كَانَ عقب هِجْرَة الْحَبَشَة الأولى (قَوْلُهُ بَابُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ) أَيْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَبِيلِ الْمُعْجِزَةِ لَهُ وَقَدْ تَرْجَمَ بِمَعْنَى ذَلِكَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ قَوْلُهُ عَنْ أَنَسٍ زَادَ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3687 ... ورقمه عند البغا: 3866 ]
    - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: "مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَىْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا إِلاَّ كَانَ كَمَا يَظُنُّ. بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَىَّ الرَّجُلَ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ. قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا أَخْبَرْتَنِي. قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ فَقَالَت: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا، وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا، وَلُحُوقَهَا بِالْقِلاَصِ وَأَحْلاَسِهَا. قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ، بَيْنَمَا أَنَا نائمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. فَوَثَبَ الْقَوْمُ. قُلْتُ: لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا. ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ".وبه قال: (حدّثنا يحيى بن سليمان) الجعفي (قال: حدّثني) بالتوحيد (ابن وهب) عبد الله قال: (حدّثني) بالإفراد أيضًا (عمر) بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- (أن سالمًا حدّثه عن) أبيه (عبد الله بن عمر) أنه (قال: ما سمعت عمر لشيء قط) بفتح القاف وتشديد الطاء لأجل شيء أو عن شيء قط (يقول: أني أظنه كذا إلاّ كان كما يظن) لأنه كان من المحدثين بفتح الدال (بينما) بالميم (عمر) -رضي الله عنه- (جالس) وجواب بينما قوله (إذ مرّ به رجل جميل) قال البيهقي: يشبه أن يكون هو سواد بن قارب بفتح السين وتخفيف الواو وقارب بالقاف والراء المكسورة بعدها موحدة (فقال عمر: لقد أخطأ ظني) في كونه في الجاهلية بأن صار مسلمًا (أو) قال: (إن هذا) سواد بن قارب مستمر (على دينه في الجاهلية) على عبادة الأوثان (أو لقد) بالهمزة والواو الساكنة في اليونينية وغيرها وفي الفرع ولقد (كان كاهنهم) بكسر الهاء أي كاهن قومه (عليّ) بتشديد الياء أي أحضروا (الرجل) أو قربوه مني (فدعي) بضم الدال مبنيًّا للمفعول (له) أي لأجل عمر (فقال): ولأبي ذر قال: (له) عمر (ذلك) الذي قاله في غيبته من التردّد وقال أبو عمر كان يتكهن في الجاهلية فأسلم وداعبه عمر يومًا وقال: ما فعلت كهانتك يا سواد؟ فغضب وقال: ما كنا عليه نحن وأنت يا عمر من جاهليتنا وكفرنا من الكهانة فما لك تعيرني بشيء تبت منه وأرجو من الله العفو عنه (فقال) سواد (ما رأيت) شيئًا (كاليوم) أي مثل ما رأيت اليوم أي حيث (استقبل) بضم الفوقية مبنيًا للمفعول (به) أي فيه (رجل) نائب عن الفاعل (مسلم) صفة له، وللأربعة استقبل بفتح الفوقية مبنيًّا للفاعل به أي بالكلام رجلاً مفعول لرأيت ومسلمًا صفته كذا أعرّبه الكرماني وتبعه البرماوي.وقال: العيني: فيه شيء إن كان مراده رأيت المصرح به في الحديث، فإن قدر لفظ رأيت آخر يكون موجهًا تقديره ما رأيت يومًا مثل هذا اليوم رأيت استقبل به أي بالكلام المذكور رجلاً مسلمًا، فقوله: استقبل به جملة معترضة بين الفاعل والمفعول وحاصل المعنى ما رأيت كاليوم رأيت فيه رجلاً استقبل فيه أي في اليوم اهـ. وعند البيهقي في رواية مرسلة: قد جاء الله بالإسلام فما لنا وذكر الجاهلية.(قال) عمر -رضي الله عنه- له: (فإني أعزم عليك) أي ألزمك (إلا ما أخبرتني) أي ما أطلب منك إلا الإخبار (قال) سواد: (كنت كاهنهم) أي أخبرهم بالمغيبات في الجاهلية (قال) له عمر: (فما أعجب) بالضم وما استفهامية (ما جاءتك به جنيتك) من أخبار الغيب (قال: بينما) بالميم (أنا يومًا في السوق جاءتني) الجنية (أعرف فيها الفزع) بفتح الفاء والزاي والمهملة أي الخوف (فقالت) لي ولأبي ذر وقالت: (ألم تر الجن وإبلاسها) بكسر الهمزة وسكون الموحدة والنصب عطفًا على سابقه أي وخوفها (وبأسها) من اليأس ضد الرجاء (من بعد إنكاسها) بكسر الهمزة وسكون النون أي من بعد انقلابها على رأسها. قال ابن فارس: معناه يئست من استراق السمع بعد أن كانت ألفته فانقلبت عن الاستراق وقد أيست من السمع (ولحوقها) بالنصب عطفًا على إبلاسها أو بالجر عطفًا على إنكاسها أي ولحوق الجن (بالقلاص) بالقاف المكسورة آخره صاد مهملة جمع قلوص الناقة الشابة (وأحلاسها) بفتح الهمزة وسكون الحاء
    المهملة بعدها لام ألف فسين مهملة جمع حلس بكسر أوّله، وهو كساء يجعل تحت رحل الإبل على ظهورها تلازمه، ومنه قيل فلان حلس بيته أي ملازمه. قال في الكواكب: والمراد بيان ظهور النبي العربي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومتابعة الجن للعرب ولحوقهم بهم في الدين إذ هو رسول الثقلين، وهذا الشعر من الرجز، لكن وقع الأخير غير موزون. نعم روي ورحلها العيس بأحلاسها وهذا موزون والعيس بكسر العين الإبل، وعند البيهقي موصولاً من حديث البراء بن عازب في دلائل النبوة له بعد قوله وأحلاسها:تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أرجاسهافانهض إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى راسهاقال: ثم نبهني فأفزعني وقال: يا سواد إن الله عز وجل بعث نبيًّا فانهض إليه تسعد وترشد، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فنبهني ثم قال:عجبت للجن وتطلابها ... وشدّها العيس بأقتابهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ... وليس قدماها كأذنابهافانهض إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى قابهافلما كان في الليلة الثالثة أتاني فنبهني فقال:عجبت للجن وتنفارها ... وشدّها العيس بأكوارهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ليس ذوو الشر كأخيارهافانهض إلى الصفوة من هاشم ... ما مؤمنو الجن ككفارهاقال: فوقع في قلبي الإسلام وأتيت المدينة، فلما رآني رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "مرحبًا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك" قال: قد قلت شعرًا فاسمعه مني فقلت:أتاني رئيي بعد ليل وهجعة ... ولم أك فيما قد بليت بكاذبثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك نبيّ من لؤي بن غالبفشمرت عن ساقي الإزار ووسطت ... بي الذعلب الوجناء عند السباسبفأشهد أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائبوأنك أدنى المرسلين شفاعة ... إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايبفمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائبفكن لي شفيعًا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قاربقال: فضحك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى بدت نواجذه (قال عمر) -رضي الله عنه-: (صدق) سواد (بينما) بالميم (أنا عند آلهتهم) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر: بينما أنا نائم عند آلهتهم أي أصنامهم (إذ جاء رجل) لم يعرف الحافظ ابن حجر اسمه وعند أحمد من وجه آخر أنه ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية (بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح) بفتح الجيم وبعد اللام المكسورة تحتية ساكنة فحاء مهملة أي يا وقح ومعناه المكافح والمكاشف بالعداوة، ويحتمل أن يكون نادى رجلاً بعينه أو من كان متصفًا بذلك (أمر نجيح) بنون مفتوحة فجيم مكسورة آخره حاء مهملة من النجاح وهو الظفر بالبغية (رجل فصيح) بالفاء من الفصاحة ولأبي ذر عن الكشميهني يصيح بتحتية مفتوحة بدل الفاء من الصياح (يقول: لا إله إلا أنت) ولأبي ذر عن الكشميهني: لا إله إلا الله (فوثب القوم) بالثاء المثلثة أي قاموا قال عمر: فلما رأيت ذلك (قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح) ولأبي ذر عن الكشميهني يصيح (يقول:
    لا إله إلا الله لإقمت فما نشبنا)
    بفتح النون وكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة أي ما مكثنا وتعلقنا بشيء (أن قيل هذا نبي) قد ظهر.وعند أبي نعيم في دلائله أن أبا جهل جعل لمن يقتل محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مائة ناقة. قال عمر -رضي الله عنه-: فقلت له يا أبا الحكم الضمان صحيح؟ قال: نعم. قال: فتقلدت سيفي أريده فمررت على عجل وعم يريدون أن يذبحوه فقمت أنظر إليهم فإذا صائح يصيح من جوف العجل يا آلذريح أمر بجيح رجل يصيح بلسان فصيح. قال عمر -رضي الله عنه-: فقلت في نفسي إن هذا الأمر ما يراد به إلا أنا. قال: فدخلت على أختي فإذا عندها سعيد بن زيد فذكر القصة في سبب إسلامه بطولها.وفي حديث أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسلم قال: قال لنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: تحبون أن أعلمكم كيف كان بدء إسلامي؟ قلنا: نعم. قال: كنت من أشد الناس على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبينا أنا في: يوم حار بالهاجرة لقيني رجل من قريش اسمه نعيم بن عبد الله النحام وكان مخفيًّا إسلامه -رضي الله عنه- فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب إنك تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأمر في بيتك أختك قد صبت فرجعت مغضبًا فدخلت عليها فقلت: يا عدوة نفسها بلغني أنك قد صبأت وأرفع شيئًا في يدي فأضربها به فسال الدم فبكت ثم قالت: يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل فقد أسلمت، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت فقلت لها أعطينه فقالت: لا أعطيكه لست من أهله إنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر، وهذا لا يمسه إلا المطهرون فلم أزل بها حتى أعطتنيه فإذا فيه: {{بسم الله الرحمن الرحيم}} فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت ورميت بالكتاب من يدي ثم رجعت إلى نفسي فأخذته فإذا فيه: {{سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}} [الحديد: 1] فكلما مررت بالاسم من أسماء الله تعالى ذعرت ثم رجعت إلى نفسي حتى بلغت: (آمنوا بالله ورسوله} [الحديد: 7] إلى قوله: {{إن كنتم مؤمنين}} [الحديد: 8] فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشارًا بما سمعوه مني، فلما دخلت على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخذ بمجامع قميصي فجذبني إليه ثم قال: أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده. فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فكبّر المسلمون تكبيرة سمعت بطرفي مكة ثم قال: ثم خرجت فقرعت باب خالي فقلت له: أشعرت أني صبوت فأجاف الباب دوني وتركني، فلما اجتمع الناس جئت إلى رجل لا يكتم السر فذكرت له فيما بيني وبينه أني قد صبوت ليشيع ذلك ليصيبني ما أصاب المسلمين من أذى قريش قال: فرفع الرجل صوته بأعلاه ألا أن ابن الخطاب قد صبأ. قال: فما زال الناس يضربوني وأضربهم قال فقال خالي: ما هذا؟ فقيل له ابن الخطاب فقام على الحجر فأشار بكمه فقال: ألا أني قد أجرت ابن أختي. قال: فانكشف الناس عني قال: وكنت لا أشأ أن أرى أحدًا من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب فقلت: ما هذا بشيء حتى يصيبني ما يصيب المسلمين. قال: فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت له جوارك رد عليك فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام. وهذا الخبر رواه ابن إسحاق وأن الذي كان في الصحيفة سورة طه.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3687 ... ورقمه عند البغا:3866 ]
    - حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ قَالَ حدَّثني ابنُ وَهْبٍ قَالَ حدَّثني عُمَرُ أنَّ سالِمَاً حدَّثَهُ عنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ قَال مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيءٍ قَطُّ يَقُولُ إنِّي لأَظُنُّهُ كذَا إلاَّ كانَ كَما يَظُنُّ بَيْنَمَا عُمَرُ جالِسٌ إذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ عُمَرُ لَقدْ أخْطأ ظَنِّي أوْ إنَّ هذَا علَى دِينِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ أوْ لَقَدْ كانَ كاهِنَهُمْ علَيَّ الرَّجُلَ فدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ مَا رأيْتُ كالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَالَ فإنِّي أعْزِمُ علَيْكَ إلاَّ مَا أخْبَرْتَنِي قَالَ كُنْتُ كاهِنَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ قَالَ فَمَا أعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ قَالَ بَيْنَمَا أنَا يَوْمَاً فِي السُّوقُ جاءَتْنِي أعْرِفُ فِيهَا الفَزَعَ فقَالَتْ ألَمْ تَرَ الجِنَّ وإبْلاَسَهَا ويأسَهَا مِنْ بَعْدِ إنْكَاسِهَا ولُحوقَها بالْقِلاصِ وأحْلاَسَهَا قَالَ عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إذْ جاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فذَبَحَهُ فصرَخَ بِهِ صارِخٌ لَمْ أسْمَعْ صارِخَاً قَطُّ أشَدَّ صَوْتَاً مِنْهُ يَقُولُ يَا جَلِيحْ أمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إلاه إلاَّ الله فوَثَبَ القَوْمُ قُلْتُ لاَ أبْرَحُ حَتَّى أعْلَمَ مَا ورَاءَ هذَا ثُمَّ نَادَى يَا جَليحْ أمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إلاه إلاَّ الله فَقُمْتُ فَما نَشِبْنَا أنْ قِيلَ هاذَا نَبِيٌّ.وَجه ذكر هَذَا الحَدِيث فِي الْبابُُ مَا قبل أَن الْقِصَّة الَّتِي فِي هَذَا الحَدِيث هِيَ الَّتِي كَانَت سَببا لإسلام عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَيحيى شيخ البُخَارِيّ، وَابْن وهب قد مر ذكرهمَا عَن قريب، وَعمر هُوَ مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب، وَقَالَ الكلاباذي، أَي هُوَ عَمْرو بِالْوَاو ابْن الْحَارِث. قيل: هُوَ وهم. وَهُوَ من أَفْرَاده.قَوْله: (لشَيْء) ، قَالَ بَعضهم: أَي: عَن شَيْء وَاللَّام قد تَأتي بِمَعْنى: عَن، كَقَوْلِه تَعَالَى: {{وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا}} (العنكبوت: 12، الْأَحْقَاف: 11) . قلت: لَا حَاجَة إِلَى الْعُدُول عَن مَعْنَاهُ الَّذِي هُوَ للتَّعْلِيل، أَي: لأجل شَيْء. قَوْله: (إلاَّ كَانَ كَمَا يظنّ) لِأَنَّهُ كَانَ من الْمُحدثين، وَقد تقدم فِي مناقبه أَنه كَانَ مُحدثا بِفَتْح الدَّال وَقد ذكرنَا أَن معنى الْمُحدثين الملهمون، والملهم هُوَ الَّذِي يلقِي فِي نَفسه الشي فيخبر بِهِ حدساً وفراسة. قَوْله: (بَيْنَمَا عمر) قد ذكرنَا غير مرّة أَن أَصله: بَين، فزيدت فِيهِ: مَا، ويضاف إِلَى جملَة إسمية وَهِي قَوْله: (عمر جَالس) وَقَوله: (إِذْ مر بِهِ) جَوَاب: بَيْنَمَا. وَهُوَ سَواد، بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو: ابْن قَارب، بِالْقَافِ وَالرَّاء الْمَكْسُورَة وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة: الدوسي، كَذَا قَالَ الْكَلْبِيّ، وَقَالَ ابْن أبي خَيْثَم: سَواد بن قَارب الدورسي من بني دوس، قَالَ أَبُو حَاتِم: لَهُ صُحْبَة، وَقَالَ عمر: كَانَ يتكهن فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ شَاعِرًا ثمَّ أسلم، وداعبه عمر بن الْخطاب يَوْمًا، وَقَالَ: مَا فعلت كهانتك يَا سَواد؟ فَغَضب وَقَالَ: مَا كُنَّا عَلَيْهِ نَحن وَأَنت يَا عمر من جاهليتنا وكفرنا شَرّ من الكهانة، فَمَا لَك تعيرني بِشَيْء تبت مِنْهُ وَأَرْجُو من الله الْعَفو عَنهُ؟ قَوْله: (لقد أَخطَأ ظَنِّي) أَي: فِي
    كَونه فِي الْجَاهِلِيَّة بِأَن صَار مُسلما. قَوْله: (أَو) ، بِسُكُون الْوَاو أَي: (أَو إِن هَذَا) يَعْنِي: سَواد بن قَارب مُسْتَمر على دينه فِي الْجَاهِلِيَّة يَعْنِي: على عبَادَة مَا كَانُوا يعْبدُونَ. قَوْله: (لقد كَانَ كاهنهم) ، أَي: كَاهِن قومه. قَوْله: (عليَّ) بتَشْديد الْيَاء. قَوْله: (الرجل بِالنّصب) أَي: أحضروه إِلَيّ وقربوه مني. قَوْله: (فدعي بِهِ) ، على صِيغَة الْمَجْهُول. أَي: دعِي بِالرجلِ وَهُوَ سَواد بن قَارب، ويروى: فدعي لَهُ، فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة يكون الضَّمِير فِي قَوْله: لَهُ، رَاجعا إِلَى عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَي: دعِي الرجل لأَجله. قَوْله: (فَقَالَ لَهُ ذَلِك) ، أَي: قَالَ لَهُ عمر، وَذَلِكَ إِشَارَة إِلَى مَا قَالَه فِي غيبته قبل أَن يحضر بَين يَدَيْهِ من التَّرَدُّد بقوله أَو، فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن كَعْب: فَقَالَ: فَأَنت على مَا كنت عَلَيْهِ من كهانتك؟ فَغَضب سَواد. وَاقْتصر عمر هُنَا على أخف الْأَمريْنِ وهما: الكهانة والشرك، تلطفاً بِهِ. قَوْله: (مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ) ، أَي: مَا رَأَيْت يَوْمًا مثل هَذَا الْيَوْم حَيْثُ (استقبلَ بِهِ) أَي: فِيهِ (رجل مُسلم) ، وارتفاع رجل بقوله: اسْتقْبل، الَّذِي هُوَ على صِيغَة الْبناء للْفَاعِل، وَقَالَ الْكرْمَانِي: اسْتقْبل، على صِيغَة الْمَجْهُول، فعلى هَذَا قَوْله: الرجل، مَرْفُوع أَيْضا، لِأَن الْفِعْل مُسْتَند إِلَيْهِ، وَالْبَاء فِي: بِهِ، بِمَعْنى: فِي، أَيْضا. وَالضَّمِير يرجع إِلَى الْيَوْم، وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَأبي ذَر: رجلا مُسلما، بِالنّصب، وَقَالَ الْكرْمَانِي: رجلا، مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول: رَأَيْت، وَفِي الْقلب من هَذَا دغدغة على مَا لَا يخفى إِن كَانَ مُرَاده: رَأَيْت، الْمُصَرّح بِهِ فِي الحَدِيث، فَإِن قدر لفظ: رَأَيْت، آخر، يكون موجهاً تَقْدِيره حِينَئِذٍ: مَا رَأَيْت يَوْمًا مثل هَذَا الْيَوْم رَأَيْت اسْتقْبل بِهِ أَي: بالْكلَام الْمَذْكُور رجلا مُسلما. قَوْله: (اسْتقْبل بِهِ) ، جملَة مُعْتَرضَة بَين الْفَاعِل وَالْمَفْعُول، وَحَاصِل الْمَعْنى: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ رَأَيْت فِيهِ رجلا اسْتقْبل بِهِ أَي: فِي الْيَوْم، وَرَأَيْت الشُّرَّاح فِيهِ عاجزين، فَمنهمْ من لم يتَعَرَّض إِلَى شَيْء مَا كَأَنَّهُ مَا اطلع على الْمَتْن، وَمِنْهُم من تصرف فِيهِ بالتعسف. قَوْله: (فَإِنِّي أعزم) أَي: قَالَ سَواد بن قَارب، كنت كَاهِن الْقَوْم، والكاهن هُوَ الَّذِي يتعاطى الْأَخْبَار المغيبة ويخبر بهَا، وَكَانَ فِي الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كهان كثير، وَأَكْثَرهم كَانَ يعْتَمد على تَابعه من الْجِنّ، وَأما الَّذِي كَانَ يَدعِي معرفَة ذَلِك بمقدمات أَسبابُُ يسْتَدلّ بهَا على مواقعها من كَلَام من يسْأَله فَهُوَ الَّذِي يُسمى: عرافاً. قَوْله: (فَمَا أعجب) كلمة: مَا، استفهامية، وأعجب، بِالرَّفْع أَي: أَي شَيْء أعجب. قَوْله: (مَا جَاءَت بِهِ) ، كلمة: مَا، يجوز أَن تكون مَوْصُولَة بَدَلا من كلمة: مَا، فِي: مَا أعجب، وَيجوز أَن تكون مَصْدَرِيَّة، وَالتَّقْدِير: أَي شَيْء أعجب من مَجِيء جنيتك بالأخبار، والجنية تَأْنِيث الجني، وأنثه تحقيراً لَهُ، وَقيل: يحْتَمل أَن يكون قد عرف أَن تَابع سَواد من الْجِنّ أُنْثَى، أَو هُوَ كَمَا يُقَال: تَابع الذّكر أُنْثَى وتابع الْأُنْثَى الذّكر. قَوْله: (جَاءَتْنِي) أَي: الجنية. قَوْله: (الْفَزع) ، بِفَتْح الْفَاء وَالزَّاي: الْخَوْف، وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن كَعْب: أَن ذَلِك كَانَ وَهُوَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان. قَوْله: (فَقَالَت) أَي: الجنية. قَوْله: (ألم تَرَ الْجِنّ. .) إِلَى آخِره، من الرجز، و: الْجِنّ، مَنْصُوب بقوله: ألم تَرَ، قَوْله: (وإبلاسها) بِالنّصب عطفا على مَا قبله، وإبلاس، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: الإبلاس الْحيرَة وَمِنْه الحَدِيث: ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها، أَي: تحيرها. وَقَالَ الْكرْمَانِي: إبلاسها، أَي: انكسارها، وَقَالَ غَيره: صيرورتها مثل إِبْلِيس حائراً بائراً. قَوْله: (ويأسها) ، بِالنّصب أَيْضا عطفا على مَا قبله، والياس بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف ضد الرَّجَاء. قَوْله: (من بعد إنكاسها) ، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون النُّون، أَي: من بعد انتكاسها، والانتكاس الانقلاب على الرَّأْس، ويروى: من بعد أنساكها، بِفَتْح الْهمزَة، قَالَ ابْن الْأَثِير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة، أَي: متعبداتها، وَقَالَ ابْن فَارس الأنساك جمع نسك، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يألفه، أَرَادَ أَنَّهَا يئست من السّمع بعد أَن كَانَت ألفته، وروى الدَّاودِيّ: من بعد إيناسها، وَقَالَ: يَعْنِي كَانَت تأنس إِلَى مَا تسمع. قَوْله: (ولحوقها) ، بِالنّصب عطفا على: إبلاسها، وَيجوز بِالْجَرِّ عطفا على، أنكاسها، قَوْله: (بالقلاص) ، بِكَسْر الْقَاف: وَهُوَ جمع قلُوص وَهِي النَّاقة الشَّابَّة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَأُرِيد بالقلاص أهل القلاص وهم الْعَرَب على طَرِيق الْكِنَايَة وَقَالَ غَيره أَرَادَ تفرقهم ونفارهم كَرَاهِيَة الْإِسْلَام قَوْله (وإحلاسها) بِفَتْح الْهمزَة جمع حلْس بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام، وَهُوَ كسَاء رَقِيق يوضع تَحت البردعة رِعَايَة لظهر الدَّوَابّ، وَفِي رِوَايَة: أَن الجني عاوده ثَلَاث مَرَّات. قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي (دَلَائِل النُّبُوَّة) من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عازم: كَانَ لَهُ، أَي لسواد بن قَارب رائي من الْجِنّ، قَالَ: بَينا أَنا نَائِم إِذْ جَاءَنِي، فَقَالَ: قُم فَافْهَم واعقل إِن كنت تفعل، قد بعث رَسُول من لؤَي بن غَالب، ثمَّ أنشأ يَقُول:(عجبت للجن وأجناسهاوشدها العيس بأحلاسها)
    (تهوي إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى مَا مؤمنوها مثل أرجاسها)(فانهض إِلَى الصفوة من هاشمواسْمُ بِعَيْنَيْك إِلَى رَأسهَا)قَالَ: ثمَّ نبهني، وَقَالَ: يَا سَواد! إِن الله قد بعث نَبيا فانهض إِلَيْهِ تسعد وترشد، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة أَتَانِي فنبهني ثمَّ قَالَ:(عجبت للجن وتطلابهاوشدها العيس بأقتابها)(تهوي إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى لَيْسَ قدامها كأذنابها)(فانهض إِلَى الصفوة من هاشمواسم بِعَيْنَيْك إِلَى نابها)فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة أَتَانِي فنبهني، فَقَالَ:(عجبت للجن وتجارهاوشدها العيس بأكوارها)(تهوي إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى لَيْسَ ذَوُو الشَّرّ كأخيارها)(فانهض إِلَى الصفوة من هاشمما مؤمنو الْجِنّ ككفارها)قَالَ: فَوَقع فِي قلبِي الْإِسْلَام وأتيت الْمَدِينَة، فَلَمَّا رَآنِي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: مرْحَبًا بك يَا سَواد بن قَارب، قد علمنَا مَا جَاءَ بك. قَالَ: قلت شعرًا فاسمعه مني، فَقلت:(أَتَانِي رئبي بعد ليل وهجعة فَلم أكُ فِيمَا قد بليت بكاذبِ)(ثلاثُ لَيال قَوْله كل لَيْلَة: أَتَاك نَبِي من لؤَي بن غَالب)(فشمرت عَن ساقي الْإِزَار ووسطتبي الذعلب الوجناء عِنْد السباسب)(فَأشْهد أَن الله لَا رب غيرهوأنك مَأْمُون على كل غَائِب)(وَأَنَّك أدنى الْمُرْسلين شَفَاعَة إِلَى الله يَا ابْن الأكرمين الأطايب)(فمرنا بِمَا يَأْتِيك يَا خير مرسلوإن كَانَ فِيمَا جَاءَ شَيْبُ الذوائب)(فَكُن لي شَفِيعًا لَا ذُو شَفَاعَة سواك بمغنٍ عَن سَواد بن قَارب)قَالَ: فَضَحِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه. قَوْله: إِلَى أرجاسها، جمع رِجْس وَهُوَ النَّجس، وَأَرَادَ بهم الْمُشْركين. قَوْله: (واسمُ) من سما يسمو. أَي أعلُ وَانْظُر بِعَيْنَيْك. قَوْله: (تطلبانها) التَّاء فِيهِ زَائِدَة وَهُوَ من المصادر الشاذة و (العيس) بِكَسْر الْعين وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره سين مُهْملَة: جمع عيساء، قَالَ ابْن الْأَثِير: العيس الْإِبِل الْبيض مَعَ شقرة يسيرَة وَاحِدهَا أعيس وعيسا، والأقتاب جمع قتَب بِفتْحَتَيْنِ، وَهُوَ للجمل كالإكاف لغيره. قَوْله: (لَيْسَ قداماها) من: قوادم الطير، وَهِي: مقاديم ريشه وَهِي عشرَة فِي كل جنَاح، الْوَاحِدَة قادمة وَهِي القدامى أَيْضا، وَيُقَال: القدامى تكون وَاحِدَة وَتَكون جمعا والأذناب جمع ذَنْب. قَوْله: (إِلَى نابها) الناب بالنُّون وبالباء الْمُوَحدَة وَمَعْنَاهُ: سيد الْقَوْم، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: نَاب الْقَوْم سيدهم والناب المسنة من الْإِبِل النوق. قَوْله: (وتجآرها) التَّاء فِيهِ زَائِدَة، وَأَصله من جأر إِذا تضرع وَهُوَ من المصادر الشاذة والأكوار جمع كور بِالضَّمِّ، وَهُوَ رَحل النَّاقة بأداته وَهُوَ كالسرج وآلته للْفرس، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: وَكثير من النَّاس يفتح الْكَاف وَهُوَ خطأ. قَوْله: (رئي) ، بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ التَّابِع من الْجِنّ، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: رئي بِوَزْن كمي وَهُوَ فعيل أَو فعول، سمي بِهِ لِأَنَّهُ يتَرَاءَى لمتبوعه أَو هُوَ: من الرَّأْي من قَوْلهم فلَان رأى قومه إِذا كَانَ صَاحب رَأْيهمْ، وَقد تكسر راؤه لاتباعها مَا بعْدهَا. قَوْله: (فِيمَا قد بليت) بِالْبَاء الْمُوَحدَة أَي: فِيمَا قد جربت. قَوْله: (الذعلب) بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَكسر اللَّام وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة، وَهِي النَّاقة السريعة (والوجناء) بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْجِيم بالنُّون الممدودة والهمزة فِي آخِره: وَهِي الغليظة الصلبة، وَقيل: الْعَظِيمَة الوجنتين (والسباسب) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر السِّين الثَّانِيَة وَفِي آخِره بَاء أُخْرَى، وَهُوَ جمع سبسب وَهِي القفر والمفازة. قَوْله: (أدنى الْمُرْسلين) أَي: أقربهم وأولاهم. قَوْله: (بَيْنَمَا أَنا عِنْد
    آلِهَتهم)
    أَي: أصنامهم. قَوْله: (بعجل) هُوَ ولد الْبَقَرَة. قَوْله: (يَا جليح) ، بِفَتْح الْجِيم وَكسر اللَّام وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة: مَعْنَاهُ الواقح الكاشف بالعداوة. قَوْله: (نجيح) بِفَتْح النُّون وَكسر الْجِيم من النجاح، وَهُوَ الظفر بالحوائج. قَوْله: (رجل فصيح) من الفصاحة، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: رجل يَصِيح، بِالْيَاءِ آخر الْحَرْف من الصياحة وَوَقع فِي رِوَايَة فصيح رجل يَصِيح. قَوْله: (يَقُول: لَا إلاه إلاَّ الله) هَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره: لَا إلاه إلاَّ أَنْت، وَفِي بَقِيَّة الرِّوَايَات مثل الأول. قَوْله: (نشبنا) ، بِفَتْح النُّون وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة، أَي: مَا مكثنا وتعلقنا بِشَيْء إِذْ ظهر القَوْل بَين النَّاس بِخُرُوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ، أَنَّ سَالِمًا، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ مَا سَمِعْتُ عُمَرَ، لِشَىْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا‏.‏ إِلاَّ كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَىَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، قَالَ فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا أَخْبَرْتَنِي‏.‏ قَالَ كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏.‏ قَالَ فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلاَسَهَا وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا وَلُحُوقَهَا بِالْقِلاَصِ وَأَحْلاَسِهَا قَالَ عُمَرُ صَدَقَ، بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ‏.‏ فَوَثَبَ الْقَوْمُ قُلْتُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ثُمَّ نَادَى يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏ فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِيٌّ‏.‏

    Narrated `Abdullah bin `Umar:I never heard `Umar saying about something that he thought it would be so-and-so, but he was quite right. Once, while `Umar was sitting, a handsome man passed by him, `Umar said, "If I am not wrong, this person is still on his religion of the pre-lslamic period of ignorance or he was their foreteller. Call the man to me." When the man was called to him, he told him of his thought. The man said, "I have never seen such a day on which a Muslim is faced with such an accusation." `Umar said, "I am determined that you should tell me the truth." He said, "I was a foreteller in the pre-lslamic period of ignorance." Then `Umar said, "Tell me the most astonishing thing your female Jinn has told you of." He said, "One-day while I was in the market, she came to me scared and said, 'Haven't you seen the Jinns and their despair and they were overthrown after their defeat (and prevented from listening to the news of the heaven) so that they (stopped going to the sky and) kept following camel-riders (i.e. 'Arabs)?" `Umar said, "He is right." and added, "One day while I was near their idols, there came a man with a calf and slaughtered it as a sacrifice (for the idols). An (unseen) creature shouted at him, and I have never heard harsher than his voice. He was crying, 'O you bold evil-doer! A matter of success! An eloquent man is saying: None has the right to be worshipped except you (O Allah).' On that the people fled, but I said, 'I shall not go away till I know what is behind this.' Then the cry came again: 'O you bold evil-doer! A matter of success! An eloquent man is saying: None has the right to be worshipped except Allah.' I then went away and a few days later it was said, "A prophet has appeared

    Telah menceritakan kepada kami [Yahya bin Sulaiman] berkata, telah menceritakan kepadaku [Ibnu Wahb] berkata, telah menceritakan kepadaku ['Umar] bahwa [Salim] bercerita kepadanya dari [Abdullah bin 'Umar] radliallahu 'anhuma berkata; Aku tidak pernah mendengar ['Umar] karena sesuatu hal berkata; "Aku menduganya demikian, " melainkan kenyataannya akan seperti yang diduganya. Pada suatu saat 'Umar sedang duduk, tiba-tiba lewat seorang laki-laki tampan. 'Umar berkata; "Dugaanku salah" atau "Orang ini masih berpegang pada agamannya di masa jahiliyyah" atau "Ia adalah dukun mereka. Bawa kemarilah laki-laki itu". Maka laki-laki itu dipanggil menghadap 'Umar lalu dia menyampaikan dugaannya dan berkata; "Aku belum pernah melihat sesuatu seperti hari ini, yaitu seorang muslim dihadapkan pada suatu pembicaraan". 'Umar berkata lagi; "Sungguh aku yakin (tentang dugaanku) kepadamu kecuali bila kamu memberitahukan sesuatu yang lain kepadaku". Laki-laki itu berkata; "Dahulu aku memang dukun mereka di masa jahiliyyah". 'Umar bertanya; "Apa yang paling menakjubkan yang pernah didatangkan jinmu kepadamu?". Laki-laki itu menjawab; "Pada suatu hari ketika aku berada di pasar, jin itu datang kepadaku. Aku tahu dia dalam keadaan sedang ketakutan. Jin itu berkata; "Tidakkah engkau mengetahui jika jin sedang berada dalam kebingungan dan keputus asaannya setelah dia berpaling dari menjumpai unta-unta muda dengan alas pelananya". 'Umar berkata; "Jin itu benar. Pada waktu aku sedang tidur di dekat berhala-berhala mereka, (dalam mimpi) tiba-tiba datang seorang laki-laki membawa seekor anak sapi lalu dia menyembelihnya. Kemudian seseorang berseru dengan seruan yang belum pernah aku dengar selantang suara orang itu. Katanya; 'Wahai jalih (orang yang sungguh-sungguh dalam melawan musuh), sesungguhnya urusan najih (keberhasilan) ada pada seseorang yang fasih, yang berkata; "Laa ilaaha illallah".' Maka orang-orang melompat kaget. Aku berkata; 'Aku tidak akan meninggalkannya hingga aku mengetahui apa yang terjadi di balik semua ini.' Kemudian orang itu berteriak kembali; 'Wahai jalih, sesungguhnya urusan najih, ada pada seseorang yang fasih, yang berkata; "Laa ilaaha illallah.' Maka aku berdiri dan tidak lama kemudian dikatakan; "Orang ini adalah Nabi

    Abdullah b. Ömer dedi ki: "Ömer'in bir şey için, ben onun böyle olduğunu zannediyorum, dediğini ne kadar işittimse mutlaka o şeyin onun zannettiği gibi olduğunu gördüm. Ömer oturuyorken yanından güzel bir adam geçti. Bunun üzerine Ömer, andolsun bunun hakkındaki zannım doğru çıkmadı, yahut bu cahiliye dönemindeki dini üzere devam etmektedir ya da cahiliye döneminde onların kahini idi, o adamı yanıma getirin, dedi. Adam yanına çağrılınca ona bunları söyledi. O adam dedi ki: Ben bugün gördüğüm şekilde bir Müslüman adamın bir şeyle karşılanmış olduğunu görmedim. Ömer dedi ki: Sana ant vererek söylüyorum ki, mutlaka bana haber vermelisin. Adam: Evet, ben cahiliye döneminde onların kahinleri idim, dedi. Ömer, Peki, sana haber getiren kadın cinnin sana getirdiği en şaşırtıcı neydi, diye sordu. Adam dedi ki: Bir gün ben çarşıda iken halinden korkuya kapılmış olduğunu anladığım bir vaziyette bana geldi ve cinlerin ne kadar ümitsiz olduğunu ve artık baş aşağı geri çevrildikten sonra ne kadar ümitlerini kestiklerini, develerinin yanına ve onların eğerleri altında konulanıara var(ıp sığın)dıklarını görmüyor musun, dedi. Ömer dedi ki: Doğru söylüyor. Ben bir gün onların putlarının yakınlarında bir yerde uyurken bir adam bir buzağı ile geldi ve onu boğazlayıverdi. Ona birisi yüksek sesle bağırdı. .Asla ondan daha yüksek sesle bağıran bir kimseyi işitmiş değilim. Şöyle diyordu: Ey açıkça düşmanlık eden kişi! Başarılı bir iş ortaya çıktı. Fasih bir adam senden başka hiçbir ilah yok, diyor. Bunun üzerine herkes ileri atıldı. Ben de, bunun ötesinde ne olduğunu öğrenmeden durmayacağım dedim. Sonra bir daha seslendi: Ey düşmanlığı açıkça olan bir kimse! Başarılı bir iş ortağı çıktı, fasih bir adam lajlahe illailah diyor. Ben de kalktım, aradan fazla zaman geçmemişti ki bize, bu bir nebidir denildi

    ہم سے یحییٰ بن سلیمان نے بیان کیا، کہا کہ مجھ سے عبداللہ بن وہب نے بیان کیا، کہا کہ مجھ سے عمرو بن محمد بن زید نے بیان کیا، ان سے سالم نے بیان کیا اور ان سے عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہ جب بھی عمر رضی اللہ عنہ نے کسی چیز کے متعلق کہا کہ میرا خیال ہے کہ یہ اس طرح ہے تو وہ اسی طرح ہوئی جیسا وہ اس کے متعلق اپنا خیال ظاہر کرتے تھے۔ ایک دن وہ بیٹھے ہوئے تھے کہ ایک خوبصورت شخص وہاں سے گزرا۔ انہوں نے کہا یا تو میرا گمان غلط ہے یا یہ شخص اپنے جاہلیت کے دین پر اب بھی قائم ہے یا یہ زمانہ جاہلیت میں اپنی قوم کا کاہن رہا ہے۔ اس شخص کو میرے پاس بلاؤ۔ وہ شخص بلایا گیا تو عمر رضی اللہ عنہ نے اس کے سامنے بھی یہی بات دہرائی۔ اس پر اس نے کہا میں نے تو آج کے دن کا سا معاملہ کبھی نہیں دیکھا جو کسی مسلمان کو پیش آیا ہو۔ عمر رضی اللہ عنہ نے کہا لیکن میں تمہارے لیے ضروری قرار دیتا ہوں کہ تم مجھے اس سلسلے میں بتاؤ۔ اس نے اقرار کیا کہ زمانہ جاہلیت میں، میں اپنی قوم کا کاہن تھا۔ عمر رضی اللہ عنہ نے کہا غیب کی جو خبریں تمہاری جنیہ تمہارے پاس لاتی تھی، اس کی سب سے حیرت انگیز کوئی بات سناؤ؟ شخص مذکور نے کہا کہ ایک دن میں بازار میں تھا کہ جنیہ میرے پاس آئی۔ میں نے دیکھا کہ وہ گھبرائی ہوئی ہے، پھر اس نے کہا جنوں کے متعلق تمہیں معلوم نہیں۔ جب سے انہیں آسمانی خبروں سے روک دیا گیا ہے وہ کس درجہ ڈرے ہوئے ہیں، مایوس ہو رہے ہیں اور اونٹنیوں کے پالان کی کملیوں سے مل گئے ہیں۔ عمر رضی اللہ عنہ نے کہا کہ تم نے سچ کہا۔ ایک مرتبہ میں بھی ان دنوں بتوں کے قریب سویا ہوا تھا۔ ایک شخص ایک بچھڑا لایا اور اس نے بت پر اسے ذبح کر دیا اس کے اندر سے اس قدر زور کی آواز نکلی کہ میں نے ایسی شدید چیخ کبھی نہیں سنی تھی۔ اس نے کہا: اے دشمن! ایک بات بتلاتا ہوں جس سے مراد مل جائے ایک فصیح خوش بیان شخص یوں کہتا ہے لا الہٰ الا اللہ یہ سنتے ہی تمام لوگ ( جو وہاں موجود تھے ) چونک پڑے ( چل دئیے ) میں نے کہا میں تو نہیں جانے کا، دیکھو اس کے بعد کیا ہوتا ہے۔ پھر یہی آواز آئی ارے دشمن تجھ کو ایک بات بتلاتا ہوں جس سے مراد بر آئے ایک فصیح شخص یوں کہہ رہا ہے لا الہٰ الا اللہ۔ اس وقت میں کھڑا ہوا اور ابھی کچھ دیر نہیں گزری تھی کہ لوگ کہنے لگے یہ ( محمد صلی اللہ علیہ وسلم ) اللہ کے سچے رسول ہیں۔

    ‘আবদুল্লাহ ইবনু ‘উমার (রাঃ) হতে বর্ণিত, তিনি বলেন, আমি যখনই ‘উমার (রাঃ)-কে কোন ব্যাপারে এ কথা বলতে শুনেছি যে, আমার মনে হয় ব্যাপারটি এমন হবে, তবে তার ধারণা মত ব্যাপারটি সংঘটিত হয়েছে। একবার ‘উমার (রাঃ) উপবিষ্ট ছিলেন, এমন সময় এক সুদর্শন লোক তার পাশ দিয়ে যাচ্ছিল। ‘উমার (রাঃ) বললেন, আমার ধারণা ভুলও হতে পারে তবে আমার মনে হয় লোকটি জাহেলী ধর্মাবলম্বী কিংবা ভবিষ্যৎ গণনাকারীও হতে পারে। লোকটিকে আমার কাছে নিয়ে এস। তাকে তাঁর কাছে ডেকে আনা হল। ‘উমার (রাঃ) তার ধারণার কথা তাকে শুনালেন। তখন সে বলল, ইতিপূর্বে আমি কোন মুসলিম ব্যক্তিকে এরূপ কথা বলতে দেখিনি। ‘উমার (রাঃ) বললেন, আমি তোমাকে কসম দিয়ে জিজ্ঞেস করছি, তুমি আমাকে তোমার বিষয়টি খুলে বল। সে বলল, জাহিলী যুগে আমি তাদের ভবিষ্যৎ গণনাকারী ছিলাম। ‘উমার (রাঃ) বললেন, জ্বিনেরা তোমাকে যে সব কথাবার্তা বলেছে, তন্মধ্যে কোন কথাটি তোমার কাছে সবচেয়ে বিস্ময়কর ছিল। সে বলল, আমি একদিন বাজারে ছিলাম। তখন একটি মহিলা জ্বিন আমার নিকট আসল। আমি তাকে ভীত-সন্ত্রস্ত দেখতে পেলাম। তখন সে বলল, তুমি কি জ্বিন জাতির অবস্থা দেখছনা, তারা কেমন দুর্বল হয়ে পড়ছে? তাদের মধ্যে হতাশার চিহ্ন দেখা যাচ্ছে। তারা ক্রমশঃ উটওয়ালাদের এবং চাদর জুববা পরিধানকারীদের অনুগত হয়ে পড়ছে। ‘উমার (রাঃ) বললেন, সে সত্য কথা বলেছে। আমি একদিন তাদের দেবতাদের কাছে ঘুমিয়ে ছিলাম। তখন এক লোক একটি গরুর বাছুর নিয়ে হাযির হল এবং সেটা যবহ করে দিল। ঐ সময় এক লোক এমন বিকট চীৎকার করে উঠল, যা আমি আর কখনও শুনিনি। সে চীৎকার করে বলছিল, হে জলীহ্! একটি সাধারণ কল্যাণময় ব্যাপার শীঘ্রই প্রকাশ লাভ করবে। তা হল- একজন শুদ্ধভাষী লোক বলবেন; لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (শুনে) লোকজন ছুটাছুটি করে পলায়ন করল। আমি বললাম, এ ঘোষণার রহস্য অবশ্যই বের করব। তারপর আবার ঘোষণা দেয়া হল। হে জলীহ্! একটি সাধারণ ও কল্যাণময় ব্যাপার অতি শীঘ্র প্রকাশ পাবে। তাহল একজন বাগ্মী ব্যক্তি لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ এর প্রকাশ্যে ঘোষণা দিবে। তারপর আমি উঠে দাঁড়ালাম। এর কিছুদিন পরেই বলা হল যে, ইনিই নবী। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৫৭৯, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அப்துல்லாஹ் பின் உமர் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: உமர் (ரலி) அவர்கள் (ஒரு விஷயத் தைப் பற்றி), “நான் இதைக் குறித்து இப்படிக் கருதுகிறேன்” என்று சொல்ல நான் கேட்பேனாயின், அந்த விஷயம் அவர்கள் கூறியதைப் போலத்தான் இருக்கும். ஒருமுறை உமர் (ரலி) அவர்கள் (தம் இடத்தில்) அமர்ந்திருந்தபொழுது அழகான ஒரு மனிதர் அவர்களைக் கடந்து சென்றார். அப்போது உமர் (ரலி) அவர்கள், “ஒன்று நான் (இவர் அஞ்ஞானக் கலாசாரத்தில் இருப்பவர் என்று) நினைத்தது தவறாயிருக்க வேண்டும்; அல்லது (நான் நினைத்தது சரியாக இருக்குமானால்) இந்த மனிதர் தமது (பழைய) அறியாமைக் கால மார்க்கத்திலேயே இருக்க வேண்டும்; அல்லது (அறியாமைக் கால) அம்மக்களுக்குக் குறிசொல்பவராக (சோதிடராக) இருந்திருக்க வேண்டும். அந்த மனிதரை என்னிடம் அழைத்து வாருங்கள்” என்று சொன்னார்கள். அவ்வாறே அவர், உமர் (ரலி) அவர்களிடம் அழைத்துவரப்பட்டார். உமர் (ரலி) அவர்கள், தாம் (முன்பு சந்தேகத்துடன்) கூறியதையே அந்த மனிதரிடமும் கேட்டார்கள். அந்த மனிதர் (தம்மைப் பற்றி உமர் முன்வைத்த சந்தேகத்தால் வெறுப்படைந்தவராய்), “இன்று ஒரு முஸ்லிமான மனிதருக்குக் கொடுக்கப்பட்ட வரவேற்பு போன்று நான் (எப்போதும்) பார்த்ததில்லை” என்று சொன்னார். உமர் (ரலி) அவர்கள், “நீ எனக்கு (அறியாமைக் காலத்தில் நடந்த) செய்தியைச் சொல்லத்தான் வேண்டும் என்று விரும்பு கிறேன்” என்று சொன்னார்கள். அதற்கு அவர், “நான் அறியாமைக் காலத்தில் அம்மக்களின் சோதிடனாக (குறிகாரனாக) இருந்தேன்” என்று சொன்னார். உமர் (ரலி) அவர்கள், “உனது பெண் ஜின் உன்னிடம் கொண்டுவந்த செய்திகளிலேயே மிகவும் வியப்புக்குரியது எது?” என்று கேட்டார்கள். அம்மனிதர், “நான் ஒரு நாள் கடைவீதியில் இருந்தபோது, பெண் ஜின் என்னிடம் வந்தது. அதனிடம் பீதியைக் கண்டேன். அப்போது “ஜின்கள் அடைந்துள்ள அச்சத்தை நீங்கள் பார்க்கவில்லையா? அவை (மேலுலகச் செய்திகளை ஒட்டுக் கேட்க முடியாமல்) தோல்வியுற்றுத் திரும்புவதால் அடைந்துள்ள நிராசையை யும் நீங்கள் பார்க்கவில்லையா? அவை இளம் ஒட்டகங்களையும் அவற்றின் (சேண இருக்கையின் கீழே விரிக்கப்படும்) துணியையும் பின்பற்றிச் செல்வதைக் காணவில்லையா?'108 என்று கேட்டது” என்று சொன்னார். உமர் (ரலி) அவர்கள், “இவர் உண்மை சொன்னார். நான் (கஅபாவில்) இணைவைப்பாளர்களின் கடவுள் (சிலை)களுக்கு அருகே தூங்கிக்கொண்டிருந்தபோது, ஒரு மனிதர் காளைக் கன்று ஒன்றைக் கொண்டுவந்து (பலி கொடுத்து) அதை அறுத்தார். அப்போது அசரீரிக் குரல் ஒன்று வந்தது. அதைவிடக் கடுமையான குரலில் குரல் கொடுப்பவர் எவரையும் நான் செவியுற்றதேயில்லை. அது, “பகிரங்கமாகப் பகைத்துக்கொண்டவரே! வெற்றிகரமான ஒரு விஷயம். பேச்சுத் திறனுள்ள ஒரு மனிதர், “(அல்லாஹ்வே!) உன்னைத் தவிர வேறு இறைவனில்லை' என்று சொல்வார்” என்று குரல் கொடுத்தது. உடனே (இணைவைக்கும்) மக்கள் குதித்தெழுந்தார்கள். நான், “இந்த மர்மக் குரலுக்குப் பின்னால் என்ன உள்ளது என்பதை அறிந்துகொள்ளாமல் விடமாட்டேன்” என்று சொன்னேன். பிறகு (மீண்டும்) அந்த அசரீரி, “பகிரங்கமாகப் பகைத்துக் கொண்டவரே! வெற்றிகரமான ஒரு விஷயம். பேச்சுத் திறனுள்ள ஒரு மனிதர், “அல்லாஹ்வைத் தவிர வேறு இறைவ னில்லை' என்று சொல்வார்” என்று குரல் கொடுத்தது. நான் எழுந்து சென்றுவிட்டேன். சிறிது காலத்திற்குள்ளாகவே, “இதோ ஒரு நபி (வந்துவிட்டார்)” என்று சொல்லப் பட்டது. அத்தியாயம் :