• 2177
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِأَخِيهِ : ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي ، فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ ، وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ : رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ ، وَكَلاَمًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ ، فَقَالَ : مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ ، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ يَعْرِفُهُ ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ ، فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى المَسْجِدِ ، وَظَلَّ ذَلِكَ اليَوْمَ وَلاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَمْسَى ، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ : أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ ؟ فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ ، لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ ، فَعَادَ عَلِيٌّ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ : إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ ، فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ حَقٌّ ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ المَاءَ ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَخَلَ مَعَهُ ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي " قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى المَسْجِدَ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَامَ القَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ ، وَأَتَى العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّأْمِ ، فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الغَدِ لِمِثْلِهَا ، فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ ، فَأَكَبَّ العَبَّاسُ عَلَيْهِ

    حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا المُثَنَّى ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِأَخِيهِ : ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي ، فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ ، وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ : رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ ، وَكَلاَمًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ ، فَقَالَ : مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ ، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلاَ يَعْرِفُهُ ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ ، فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى المَسْجِدِ ، وَظَلَّ ذَلِكَ اليَوْمَ وَلاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى أَمْسَى ، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ : أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ ؟ فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ ، لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ ، فَعَادَ عَلِيٌّ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ : إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ ، فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ حَقٌّ ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ المَاءَ ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَدَخَلَ مَعَهُ ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى المَسْجِدَ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَامَ القَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ ، وَأَتَى العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّأْمِ ، فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الغَدِ لِمِثْلِهَا ، فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ ، فَأَكَبَّ العَبَّاسُ عَلَيْهِ

    شنة: الشنة : القربة الصغيرة البالية من جلد أو غيره ، يكون الماء فيها أبرد من غيرها
    قربته: القربة : هي وعاء مصنوع من الجلد لحفظ الماء واللبن
    أريق: أراق : صب وسكب
    يقفوه: يقفوه : يسير خلفه
    ظهرانيهم: بين ظهرانيهم : بينهم أو وسطهم
    أضجعوه: أضجعه : أماله على جانبه
    ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي قَالَ :
    حديث رقم: 3363 في صحيح البخاري كتاب المناقب باب قصة زمزم
    حديث رقم: 4626 في صحيح مسلم كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 2684 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 12741 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 5056 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الرابع أَبُو ذَرٍّ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ كُعَيْبِ بْنِ صُعَيْرِ بْنِ الْوَقْعَةِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنَ مُضَرَ
    حديث رقم: 1477 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء وَمِمَّا أَسْنَدَ

    [3861] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْمثنى هُوَ بن سَعِيدٍ الضُّبَعِيُّ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ حَدِيثَانِ هَذَا وَآخَرُ تَقَدَّمَ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَبُو جَمْرَةَ هُوَ بِالْجِيمِ نَصْرُ بْنُعِمْرَانَ قَوْلُهُ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لِأَخِيهِ هُوَ أُنَيْسٌ قَوْلُهُ ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي أَيْ وَادِي مَكَّةَ وَفِي أَوَّلِ رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ الْمَاضِيَةِ فِي مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ قَالَ لَنَا بن عَبَّاسٍ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْنَا بَلَى قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ وَهَذَا السِّيَاقُ يَقْتَضِي أَنَّ بن عَبَّاسٍ تَلَقَّاهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ قِصَّةَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْهُ وَفِيهَا مُغَايَرَةٌ كَثِيرَة لسياق بن عَبَّاسٍ وَلَكِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا مُمْكِنٌ وَأَوَّلُ حَدِيثِهِ خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ فَذَكَرَ لَنَا ذَلِكَ فَقُلْنَا لَهُ أَمَّا مَا مَضَى لَنَا مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ فَتَحَمَّلْنَا عَلَيْهِ وَجَلَسَ يَبْكِي فَانْطَلَقْنَا نَحْوَ مَكَّةَ فَنَافَرَ أَخِي أُنَيْسٌ رَجُلًا إِلَى الْكَاهِنِ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا قَالَ وَقَدْ صليت يَا بن أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ قُلْتُ لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ قُلْتُ فَأَيْنَ تُوَجَّهُ قَالَ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي قَالَ فَقَالَ لِي أُنَيْسٌ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَانْطَلَقَ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ ماصنعت قَالَ لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ قُلْتُ فَمَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ وَكَانَ أُنَيْسٌ شَاعِرًا فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ قلت وَهَذَا الْفَصْل فِي الظَّاهِرُ مُغَايِرٌ لِقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لِأَخِيهِ مَا شَفَيْتَنِي وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّهُ كَانَ أَرَادَ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِتَفَاصِيلَ مِنْ كَلَامِهِ وَأَخْبَارِهِ فَلَمْ يَأْتِهِ إِلَّا بِمُجْمَلٍ قَوْلُهُ فَانْطَلَقَ الْأَخُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَانْطَلَقَ الْآخَرُ أَيْ أُنَيْسٌ قَالَ عِيَاضٌ وَقَعَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ فَانْطَلَقَ الْأَخُ الْآخَرُ وَالصَّوَابُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لِأَبِي ذَرٍّ إِلَّا أَخٌ وَاحِدٌ وَهُوَ أُنَيْسٌ قُلْتُ وَعِنْدَ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَيْ عَنِ الْمُثَنَّى فَانْطَلَقَ الْآخَرُ حَسْبُ قَوْلُهُ حَتَّى قَدِمَهُ أَيِ الْوَادِي وَادِي مَكَّةَ وَفِي رِوَايَة بن مَهْدِيٍّ فَانْطَلَقَ الْآخَرُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ قَوْلُهُ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَوَافَقَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَقَوْلُهُ وَكَلَامًا مَنْصُوبٌ بِالْعَطْفِ عَلَى الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ وَفِيهِ إِشْكَالٌ لِأَنَّ الْكَلَامَ لَا يُرَى وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا وَفِيهِ الْوَجْهَانِ الْإِضْمَارُ أَيْ وَسَقَيْتُهَا أَوْ ضَمَّنَ الْعَلَفَ مَعْنَى الْإِعْطَاءِ وَهُنَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ التَّقْدِيرُ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ أَوْ ضَمَّنَ الرُّؤْيَةَ مَعْنَى الْأَخْذِ عَنْهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ وَلَا إِشْكَالَ فِيهَا قَوْلُهُ وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ قَوْمَهُ يُؤْذُونَ مَنْ يَقْصِدُهُ أَوْ يُؤْذُونَهُ بِسَبَبِ قَصْدِ مَنْ يَقْصِدُهُ أَوْ لِكَرَاهَتِهِمْ فِي ظُهُورِ أَمْرِهِ لَا يَدُلُّونَ مَنْ يَسْأَلُ عَنْهُ عَلَيْهِ أَوْ يَمْنَعُونَهُ مِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ أَوْ يَخْدَعُونَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهُ قَوْلُهُ فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قِصَّةَ أَبِي ذَرٍّ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِأَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ بِحَيْثُ يَتَهَيَّأُ لِعَلِيٍّ أَنْ يَسْتَقِلَّ بِمُخَاطَبَةِ الْغَرِيبِ وَيُضَيِّفُهُ فَإِنَّ الْأَصَحَّ فِي سِنِّ عَلِيٍّ حِينَ الْمَبْعَثِ كَانَ عَشْرَ سِنِين وَقيل أقل من ذَلِك وَهَذَا الْخَبَرُ يُقَوِّي الْقَوْلَ الصَّحِيحِ فِي سِنِّهِ قَوْلُهُ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ فَقَالَ كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ قُلْتُ نَعَمْ قَوْلُهُ فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ قَالَ فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ قَوْلُهُ أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَيْ أَمَا حَانَ يُقَالُ نَالَ لَهُ بِمَعْنَى آنَ لَهُ وَيُرْوَى أَمَا آن بِمد الْهمزَة وانى بِالْقَصْرِ وَبِفَتْحِ النُّونِ وَكُلُّهَا بِمَعْنًى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ الْهِجْرَةِ فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَمَا آنَ لِلرَّحِيلِ مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ أَيْ مَقْصِدَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَلِيٌّ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى دَعَوْتِهِ إِلَى بَيْتِهِ لِضِيَافَتِهِ ثَانِيًا وَتَكُونُإِضَافَةُ الْمَنْزِلِ إِلَيْهِ مَجَازِيَّةً لِكَوْنِهِ قَدْ نَزَلَ بِهِ مَرَّةً وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ قَوْلُ أَبِي ذَرٍّ فِي جَوَابِهِ قُلْتُ لَا كَمَا فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ قَوْلُهُ يَوْمَ الثَّالِثِ كَذَا فِيهِ وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ مَسْجِدُ الْجَامِعِ وَلَيْسَ مِنْ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ عِنْدَ التَّحْقِيقِ قَوْلُهُ فَعَادَ عَلِيٌّ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَغَدَا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ فَقَالَ فَانْطَلِقْ مَعِي قَوْلُهُ لَتُرْشِدَنَّنِي كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِنُونَيْنِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِوَاحِدَةٍ مُدْغَمَةٍ قَوْلُهُ فَأَخْبَرْتُهُ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِيهِ الْتِفَاتٌ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَأَخْبَرَهُ عَلَى نَسَقِ مَا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي وَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ قَالَهُمَا جَمِيعًا قَوْلُهُ فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ أَيْ يَتْبَعُهُ قَوْلُهُ وَدَخَلَ مَعَهُ قَالَ الدَّاوُدِيُّ فِيهِ الدُّخُولُ بِدُخُولِ الْمُتَقَدِّمِ وَكَأَنَّ هَذَا قَبْلَ آيَةِ الاسْتِئْذَان وَتعقبه بن التِّين فَقَالَ لاتؤخذ الْأَحْكَامُ مِنْ مِثْلِ هَذَا قُلْتُ وَفِي كَلَامِ كُلٍّ مِنْهُمَا مِنَ النَّظَرِ مَا لَا يَخْفَى قَوْلُهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ كَأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ عَلَامَاتِ النَّبِيِّ فَلَمَّا تَحَقَّقَهَا لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي الْإِسْلَامِ هَكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَمُقْتَضَاهَا أَنَّ الْتِقَاءَ أَبِي ذَرٍّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِدَلَالَةِ عَلِيٍّ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ فِي الطَّوَافِ بِاللَّيْلِ قَالَ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قُلْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِالسَّلَامِ قَالَ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ قُلْتُ مِنَ بَنِي غِفَارٍ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي شَأْنِ زَمْزَمَ وَأَنَّهُ اسْتَغْنَى بِهَا عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَفِيهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ وَأَنَّهُ أَطْعَمَهُ مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ الْحَدِيثُ واكثره مُغَاير لما فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ هَذَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَيُمْكِنُ التَّوْفِيقُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهُ لَقِيَهُ أَوَّلًا مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ لَقِيَهُ فِي الطَّوَافِ أَوْ بِالْعَكْسِ وَحَفِظَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَنْهُ مَا لَمْ يَحْفَظِ الْآخَرُ كَمَا فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ مِنَ الزِّيَادَة مَا ذَكرْنَاهُ فَفِي رِوَايَة بن عَبَّاسٍ أَيْضًا مِنَ الزِّيَادَةِ قِصَّتُهُ مَعَ عَلِيٍّ وَقِصَّتُهُ مَعَ الْعَبَّاسِ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي التَّوْفِيقِ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ تَكَلُّفٌ شَدِيدٌ وَلَا سِيَّمَا أَنَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَقَامَ ثَلَاثِينَ لَا زَاد لَهُ وَفِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ زَادٌ وَقِرْبَةُ مَاءٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ قُلْتُ وَيَحْتَمِلُ الْجَمْعُ بِأَنَّ المُرَاد بالزاد فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ مَا تَزَوَّدَهُ لَمَّا خَرَجَ مِنْ قَوْمِهِ فَفَرَغَ لَمَّا أَقَامَ بِمَكَّةَ وَالْقِرْبَةُ الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ كَانَ فِيهَا الْمَاءُ حَالَ السَّفَرِ فَلَمَّا أَقَامَ بِمَكَّةَ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى مَلْئِهَا وَلَمْ يَطْرَحْهَا وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ الْمَذْكُورَةِ فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَدِيثُ قَوْلُهُ ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ اكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ وَارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِيَ أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ فَذَكَرَ قِصَّةَ إِسْلَامِ أَخِيهِ أُنَيْسٍ وَأُمِّهِ وَأَنَّهُمْ تَوَجَّهُوا إِلَى قَوْمِهِمْ غِفَارٍ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ الْحَدِيثُ قَوْلُهُ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا أَيْ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ جِهَارًا بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَكَأَنَّهُ فَهِمَ أَنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِالْكِتْمَانِ لَيْسَ عَلَى الْإِيجَابِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ الشَّفَقَةِ عَلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ وَلِهَذَا أَقَرَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ وَيُؤْخَذ مِنْهُ جَوَازُ قَوْلِ الْحَقِّ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى مِنْهُ الْأَذِيَّةُ لِمَنْ قَالَهُ وَإِنْ كَانَ السُّكُوتُ جَائِزًا وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ ذَلِكَ مُخْتَلِفٌ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْمَقَاصِدِ وَبِحَسَبِ ذَلِكَ يَتَرَتِّبُ وُجُودُ الْأَجْرِ وَعَدَمِهِ قَوْلُهُ ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَة فَقَالُوا قومُوا إِلَى هَذَا الصابىء بِالْيَاءِ اللَّيِّنَةِ فَقَامُواوَكَانُوا يُسَمُّونَ مَنْ أَسْلَمَ صَابِيًا لِأَنَّهُ مِنْ صَبَا يَصْبُو إِذَا انْتَقَلَ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ قَوْلُهُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَوْجَعُوهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ أَيْ ضُرِبْتُ ضَرْبًا لايبالي مَنْ ضَرَبَنِي أَنْ لَوْ أَمُوتُ مِنْهُ قَوْلُهُ فأقلعوا عني أَيْ كَفُّوا قَوْلُهُ فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ وَفِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ تَأَتِّي الْعَبَّاسِ وَجَوْدَةِ فِطْنَتِهِ حَيْثُ تَوَصَّلَ إِلَى تَخْلِيصِهِ مِنْهُمْ بِتَخْوِيفِهِمْ مِنْ قَوْمِهِ أَنْ يُقَاصُّوهُمْ بِأَنْ يَقْطَعُوا طُرُقَ مَتْجَرِهِمْ وَكَانَ عَيْشُهُمْ مِنَ التِّجَارَةِ فَلِذَلِكَ بَادَرُوا إِلَى الْكَفِّ عَنْهُ وَفِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى تَقَدُّمِ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ لَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ لِمَا فِيهِ مِنَ الْحِكَايَةِ عَنْ عَلِيٍّ كَمَا قَدَّمْنَاهُ وَمِنْ قَوْلِهِ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ إِنِّي وُجِّهَتْ لِيَ أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُشْعِرُ بِأَنَّ وُقُوعَ ذَلِكَ كَانَ قُرْبَ الْهِجْرَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (قَوْلُهُ بَابُ إِسْلَامِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ) أَيِ بن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَأَبُوهُ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَأَنَّهُ بن بن عَمِّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ بن عُيَيْنَة وَإِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد وَقيس هُوَ بن أَبِي حَازِمٍ

    باب إِسْلاَمُ أَبِي ذَرٍّ الغِفارِيُّ -رضي الله عنه-(باب إسلام أبي ذر) جندب بن جنادة (الغفاري -رضي الله عنه-) وسقط الباب لأبي ذر.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3682 ... ورقمه عند البغا: 3861 ]
    - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: «لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي. فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ، وَكَلاَمًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ. فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ. فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ، حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ، فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ، فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَىْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَمْسَى فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟ فَأَقَامَهُ، فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَىْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمَ الثَّالِثِ فَعَادَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنَّنِي فَعَلْتُ. فَفَعَلَ، فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَدَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَوْجَعُوهُ. وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ قَالَ: وَيْلَكُمْ، أَلَسْتُمْتَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّامِ؟ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ. ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِهَا فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ».وبه قال: (حدّثني) بالتوحيد (عمرو بن عباس) بفتح العين أبو عثمان البصري قال: (حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي) الحافظ أبو سعيد البصري اللؤلؤي قال: (حدّثنا المثنى) بضم الميم وفتح المثلثة والنون المشدّدة ابن عمران الضبعي (عن أبي جمرة) بالجيم والراء نصر بن عمران (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال):(لما بلغ أبا ذر مبعث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأخيه) أنيس بضم الهمزة مصغرًا (اركب) وسر (إلى هذا الوادي) وادي مكة (فاعلم) بهمزة وصل (لي علم) بكسر العين وسكون اللام (هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ) أنيس المذكور ولأبي ذر عن الكشميهني فانطلق الآخر بفتح الخاء المعجمة بدل قوله الأخ (حتى قدمه) أي وادي مكة (وسمع من قوله) الذي يسلب الأرواح -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (ثم رجع إلى) أخيه (أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلامًا) نصب بتقدير وسمعته يقول: كلامًا أو عطفًا على ضمير رأيته من باب قوله.علفتها تبنًا وماءً باردًاأو ضمن الرؤية معنى الأخذ أي أخذت منه كلامًا (ما هو بالشعر) زاد مسلم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم عليها والله أنه لصادق (فقال) له أبو ذر: (ما شفيتني) بالشين المعجمة والفاء (مما أردت فتزوّد وحمل شنة) بفتح المعجمة والنون المشددة قربة خلقة (له فيها ماء) وسار (حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي طلبه (ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه) قريشًا فيؤذونه (حتى أدركه بعض الليل فرآه) ولأبي ذر اضطجع وللأصيلي وابن
    عساكر وأبي الوقت فاضطجع فرآه (علي) -رضي الله عنه- (فعرف أنه غريب) وفي رواية أبي قتيبة السابقة في قصة زمزم فقال: كأن الرجل غريب قلت نعم (فلما رآه تبعه) ولأبي قتيبة قال علي له: انطلق إلى المنزل قال: فانطلقت معه (فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل) أبو ذر (قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم) فيه (ولا يراه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى أمسى فعاد إلى مضجعه) بكسر الجيم ولأبي ذر مضجعه بفتحها (فمر به علي فقال: أما نال) بالنون أي ما آن (للرجل أن يعلم منزله) أي أن يكون له منزل معين يسكنه أو أراد دعوته إلى منزله وأضاف المنزل إليه بملابسة إضافته له فيه (فأقامه) من مضجعه (فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد) ولأبي ذر عن الكشميهني: فغدا، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: قعد (عليّ على مثل ذلك) الفعل من أخذه إلى منزله (فأقام معه) وسقط من اليونينية وغيرها قوله على التي بعد عليّ (ثم قال) له عليّ (ألا تحدثني) بالرفع (ما الذي أقدمك) هنا (قال) أبو ذر: (إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنني) إلى مقصودي ولأبي ذر عن الكشميهني لترشدني بنون واحدة مشددة (فعلتففعل) عليّ ما ذكره له من العهد والميثاق (فأخبره) أبو ذر عن مقصده ولأبي ذر فأخبرته بتاء المتكلم قبل الضمير وفيه التفات (قال) له عليّ (فإنه حق وهو رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقطت التصلية لأبي ذر (فإذا أصبحت فاتبعني) بتشديد الفوقية لأبي ذر وبتخفيفها ساكنة لغيره (فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء) ولأبي قتيبة: قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي ولعله قالهما جميعًا (فإن مضيت فاتبعني) بتشديد الفوقية لأبي ذر وبتخفيفها لغيره (حتى تدخل مدخلي ففعل) أبو ذر ذلك (فانطلق يقفوه) أي يتبعه (حتى دخل على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودخل) أبو ذر (معه فسمع من قوله) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وأسلم مكانه فقال له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(ارجع إلى قومك) غفار (فأخبرهم) بشأني لعل الله أن ينفعهم بك (حتى يأتيك أمري) ولأبي قتيبة قال لي: يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل وإنما أمره بالكتمان خوفًا عليه من قريش (قال) أبو ذر (والذي نفسي بيده لأصرخن بها) لأرفعن بكلمة التوحيد صوتي (بين ظهرانيهم) بفتح النون أي في جمعهم (فخرج حتى أتى المسجد) الحرام (فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم قام القوم) قريش (فضربوه حتى أضجعوه) على الأرض (وأتى العباس) بن عبد المطلب -رضي الله عنه- (فأكب عليه قال) ولأبي ذر: ثم قال: (ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام) عليهم (فأنقذه منهم) بالقاف والذال المعجمة أي خلصه من المشركين (ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه) بالمثلثة (فأكبّ العباس عليه) فأنقذه منهم ورجع إلى قومه فأسلم أخوه أنيس وأمه وكثير من قومه.وهذا الحديث قد مرّ في قصة زمزم في مناقب قريش.

    (بابُُ إسْلاَمِ أبِي ذَرٍّ الغَفَارِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان إسلاك أبي ذَر، واسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة بن سُفْيَان بن عبيد بن حزَام بن غفار بن مليل بن ضَمرَة بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر، وَقيل غير ذَلِك، وَفِي (التَّهْذِيب) : اخْتلف فِي اسْمه وَاسم أَبِيه اخْتِلَافا كثيرا، فَقيل: اسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة، وَقيل: بربر بن جُنْدُب، وَقيل: بربر بن عشرقة، وَقيل: جُنْدُب بن السكن وَالْمَشْهُور مَا ذَكرْنَاهُ أَولا. وَأمه رَملَة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل، وَكَانَ أَخا عَمْرو بن عبسة لأمه، قَالَ خَليفَة بن خياط، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالربذة، قَرْيَة من قرى الْمَدِينَة فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان، وَصلى عَلَيْهِ عبد الله بن مَسْعُود، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3682 ... ورقمه عند البغا:3861 ]
    - حدَّثني عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ حدَّثنا عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ مَهْدِي حدَّثنا الْمُثَنَّى عَن أبِي جَمْرَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي لله تَعَالَى عنهُما قَالَ لَمَّا بَلَغَ أبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ لأِخِيهِ ارْكَبْ إلَى هاذَا الْوَادِي فاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعَمُ أنَّهُ نَبِيٌّ يأتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ واسْمَعْ منْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي فانْطَلَقَ الأخُ حَتَّى قَدِمَهُ وسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أبِي ذَرٍّ فَقالَ لَهُ رَأيْتُهُ يأمُرُ بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ وكَلاَماً مَا هُوَ بالشِّعْرِ فَقَالَ مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أرَدْتُ فتَزَوَّدَ وحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا ماءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فأتَى المَسْجِدَ فالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولاَ يَعْرِفُهُ وكَرِهَ أنْ يَسْألَ عنهُ حتَّى أدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ فرَآهُ عَلِيٌّ فعَرَفَ أنَّهُ غَرِيبٌ فلَمَّا رآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْألْ واحِدٌ مِنْهُمَا صاحِبَهُ عنْ شَيْءٍ حتَّى أصْبَحَ ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وزَادَهُ إِلَى المَسْجِدِ وظَلَّ ذَلِكَ اليَوْمَ ولاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حتَّى أمْسَى فَعادَ إِلَى مَضْجَعِهِ فمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ أما نالَ لِلرَّجُلِ أنْ يَعلَمَ مَنْزِلَهُ فأقامَهُ فذَهَبَ بِهِ معَهُ لَا يَسْألُ واحِدٌ مِنْهُمَا صاحِبَهُ عنْ شَيءٍ حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فعادَ عَلِيٌّ على مِثْلِ ذَلِكَ فأقامَ معَهُ ثُمَّ قالَ ألاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أقْدَمَكَ قَالَ إنْ أعْطَيْتَنِي عَهْدَاً ومِيثاقاً لَتُرْشِدَنَّنَيفَعَلْتُ ففَعَلَ فأخْبَرَهُ قَالَ فإنَّهُ حَقٌّ وهْوَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإذَا أصْبَحْتَ فاتْبَعْنِي فإنِّي إنْ رأيْتُ
    شَيْئَاً أخافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كأنِّي أُرِيقُ الماءَ فإنْ مَضَيْتُ فاتْبَعْنِي حتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي ففَعَلَ فانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حتَّى دَخَلَ علَى النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودَخَل معَهُ فسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وأسْلَمَ مَكانَهُ فَقَالَ لهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فأخْبِرْهُمْ حتَّى يأتِيكَ أمْرِي قَالَ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فخَرَجَ حتَّى أَتَى المَسْجِدَ فَنادَى بأعْلَى صَوْتِهِ أشْهَدُ أنْ لَا إلاه إلاَّ الله وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ثُمَّ قامَ القَوْمُ فضَرَبُوهُ حتَّى أضْجَعُوهُ وأتى العَبَّاسُ فأكَبَّ عَلَيْهِ قَالَ ويْلَكُمْ ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ مِنْ غِفَار وأنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إلَى الشَّأمِ فأنْقَذَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ عادَ مِنَ الغَدِ لِمِثْلِها فَضَرَبُوهُ وثارُوا إليْهِ فأكَبَّ العَبَّاسُ عَلَيْهِ. (انْظُر الحَدِيث 3522) .مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَأسلم مَكَانَهُ) . وَعَمْرو بن عَبَّاس أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو دَاوُد: مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من أَفْرَاده، وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي بن حسان الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ، مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة، والمثنى ضد الْمُفْرد هُوَ ابْن سعيد الضبعِي، لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان: هَذَا وَآخر تقدم فِي ذكر بني إِسْرَائِيل، وَأَبُو جَمْرَة، بِالْجِيم وَالرَّاء: هُوَ نصر بن عمرَان.والْحَدِيث قد مضى فِي مَنَاقِب قُرَيْش فِي: بابُُ قصَّة زَمْزَم، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن زيد بن حزم وَعَن أبي قُتَيْبَة عَن مثنى ابْن سعيد عَن أبي جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس مطولا، وَبَين ألفاظهما بعض زِيَادَة ونقصان، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ، ولنتكلم فِيهِ هُنَا أَيْضا زِيَادَة للْبَيَان.قَوْله: (لِأَخِيهِ) هُوَ أنيس. قَوْله: (إِلَى هَذَا الْوَادي) أَي: وَادي مَكَّة الَّذِي بِهِ الْمَسْجِد. قَوْله: (فَاعْلَم) من الْإِعْلَام. (لي) أَي: لأجلي. قَوْله: (علم هَذَا) مَنْصُوب بقوله: إعلم. قَوْله: (فَانْطَلق الْأَخ) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فَانْطَلق الآخر، يَعْنِي: أنيس. قَوْله: (حَتَّى قدمه) أَي: حَتَّى قدم الْوَادي أَي: وَادي مَكَّة، وَفِي رِوَايَة ابْن مهْدي: فَانْطَلق الآخر حَتَّى قدم مَكَّة. قَوْله: (وكلاماً) بِالنّصب عطف على الضَّمِير الْمَنْصُوب فِي رِوَايَته. فَإِن قلت: الْكَلَام لَا يرى. قلت: فِيهِ وَجْهَان: الْإِضْمَار وَالْمجَاز من قبيل قَوْله:(علفتها تبناً وَمَاء بَارِدًا)أما الْإِضْمَار فَهُوَ: سقيته مَاء، وَأما الْمجَاز فَهُوَ أَن علفته بِمَعْنى أَعْطيته، وَأما هَهُنَا فالإضمار هُوَ أَن يقدر، وسمعته يَقُول كلَاما، وَأما الْمجَاز فَهُوَ أَن يضمن الرُّؤْيَة معنى الْأَخْذ عَنهُ، فالتقدير: وَأخذت عَنهُ كلَاما مَا هُوَ بالشعر. قَوْله: (وَكره أَن يسْأَل عَنهُ) لِأَنَّهُ عرف أَن قومه يُؤْذونَ من يَقْصِدهُ أَو يؤذونه بِسَبَب قصد من يَقْصِدهُ أَو لكراهتهم فِي ظُهُور أمره لَا يدلون من يسْأَل عَنهُ عَلَيْهِ أَو يمنعونه من الِاجْتِمَاع بِهِ أَو يخدعونه حَتَّى يرجع عَنهُ. (فَرَآهُ عَليّ) هُوَ ابْن أبي طَالب، كرم الله وَجهه، وَهَذَا يدل على أَن قصَّة أبي ذَر وَقعت بعد المبعث بِأَكْثَرَ من سنتَيْن بِحَيْثُ يتهيأ لعَلي أَن يسْتَقلّ بمخاطبة الْغَرِيب ويضيفه، فَإِن الْأَصَح فِي سنّ عَليّ حِين الْبَعْث كَانَ عشر سِنِين، وَقيل: أقل من ذَلِك. قَوْله: (فَعرف أَنه غَرِيب) ، وَفِي رِوَايَة أبي قُتَيْبَة: فَقَالَ: كَانَ الرجل غَرِيب. قلت: نعم. قَوْله: (أما نَالَ للرجل) ، أَي: أما حَان، يُقَال: نَالَ لَهُ، بِمَعْنى: آن لَهُ، ويروى: أما آن، بِمد الْهمزَة، وأنَّى بِفَتْح الْهمزَة وَالْقصر وَفتح النُّون وَكلهَا بِمَعْنى. قَوْله: (أَن يعلم منزله) أَي: مقْصده. قَوْله: (يَوْم الثَّالِث) ، بِالْإِضَافَة كَمَا فِي: مَسْجِد الْجَامِع، فَإِن التَّقْدِير فِيهِ: مَسْجِد الْوَقْت الْجَامِع فالجامع صفة للْوَقْت لَا لِلْمَسْجِدِ، وَكَذَلِكَ التَّقْدِير فِي: يَوْم الثَّالِث. قَوْله: (فَعَاد عليَّ على مثل ذَلِك) ، وَفِي رِوَايَة: فعل عَليّ مثل ذَلِك، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فغدا على ذَلِك. قَوْله: (لترشدنني) كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين بنونين وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: لترشدني، بنُون وَاحِدَة وَاللَّام فِيهِ للتَّأْكِيد. قَوْله: (فَأخْبرهُ) ، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة: فَأَخْبَرته، بتاء الْمُتَكَلّم قبل الضَّمِير وَفِيه الْتِفَات. قَوْله: (كَأَنِّي أريق المَاء) ، وَفِي رِوَايَة أبي قُتَيْبَة: كَأَنِّي أصلح نَعْلي، وَيحمل على أَنه قالهما جَمِيعًا. قَوْله: (يقفوه) ، أَي: يتبعهُ. قَوْله: (وَدخل مَعَه) أَي: دخل أَبُو ذَر مَعَ عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَسمع من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي حَدِيث عبد الله بن الصَّامِت: أَن أَبَا ذَر لَقِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَبا بكر فِي الطّواف بِاللَّيْلِ، وَالْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ، بِأَنَّهُ لقِيه أَولا مَعَ عَليّ ثمَّ لقِيه فِي الطّواف مَعَ أبي بكر
    أَو بِالْعَكْسِ. قَوْله: (إرجع إِلَى قَوْمك فَأخْبرهُم حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي) ، وَفِي رِوَايَة أبي قُتَيْبَة: أكتم هَذَا الْأَمر وارجع إِلَى قَوْمك، فَإِذا بلغك ظُهُورنَا فَأقبل. قَوْله: (لأصرخن بهَا) أَي: بِكَلِمَة التَّوْحِيد، أَرَادَ أَنه يرفع صَوته جهاراً بَين الْمُشْركين، وَضبط فِي بعض النّسخ: لأصرحن، بِالْحَاء الْمُهْملَة من التَّصْرِيح. قَوْله: (بَين ظهرانيهم) أَي: فِي جمعهم، قَالَ ابْن فَارس: يُقَال: هُوَ نَازل بَين ظهرانيهم وأظهرهم، وَلَا تقل: بَين ظهرانيهم، بِكَسْر النُّون. قلت: مَعْنَاهُ لأصرحن بهَا على سَبِيل الِاسْتِظْهَار، وزيدت النُّون الْمَفْتُوحَة وَالْألف تَأْكِيدًا، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ غير مرّة. قَوْله: (حَتَّى أضجعوه) أَي: أرموه على الأَرْض. قَوْله: (فأنقذه) أَي: خلصه مِنْهُم أَي: من الْمُشْركين.

    حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لأَخِيهِ ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي، فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ ائْتِنِي‏.‏ فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَقَالَ لَهُ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ، وَكَلاَمًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ‏.‏ فَقَالَ مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ ﷺ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ، فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ‏.‏ فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ، فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَىْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ فَأَقَامَهُ، فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَىْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمَ الثَّالِثِ، فَعَادَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ أَلاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ قَالَ إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنَّنِي فَعَلْتُ فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ‏.‏ قَالَ فَإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي‏.‏ فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَدَخَلَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ ‏ "‏ ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي ‏"‏‏.‏ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‏.‏ ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ قَالَ وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِهَا، فَضَرَبُوهُ وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:When Abu Dhar received the news of the Advent of the Prophet (ﷺ) he said to his brother, "Ride to this valley (of Mecca) and try to find out the truth of the person who claims to be a prophet who is informed of the news of Heaven. Listen to what he says and come back to me." So his brother set out and came to the Prophet (ﷺ) and listened to some of his talks, and returned to Abu Dhar and said to him. "I have seen him enjoining virtuous behavior and saying something that is not poetry." Abu Dhar said, "You have not satisfied me as to what I wanted." He then took his journey-food and carried a waterskin of his, containing some water till be reached Mecca. He went to the Mosque and searched for the Prophet and though he did not know him, he hated to ask anybody about him. When a part of the night had passed away, `Ali saw him and knew that he was a stranger. So when Abu Dhar saw `Ali, he followed him, and none of them asked his companion about anything, and when it was dawn, Abu Dhar took his journey food and his water-skin to the Mosque and stayed there all the day long without being perceived by the Prophet, and when it was evening, he came back to his retiring place. `Ali passed by him and said, "Has the man not known his dwelling place yet?" So `Ali awakened him and took him with him and none of them spoke to the other about anything. When it was the third day. `Ali did the same and Abu Dhar stayed with him. Then `Ali said "Will you tell me what has brought you here?" Abu Dhar said, "If you give me a firm promise that you will guide me, then I will tell you." `Ali promised him, and he informed `Ali about the matter. `Ali said, "It is true, and he is the Messenger of Allah. Next morning when you get up, accompany me, and if I see any danger for you, I will stop as if to pass water, but if I go on, follow me and enter the place which I will enter." Abu Dhar did so, and followed `Ali till he entered the place of the Prophet, and Abu Dhar went in with him, Abu Dhar listened to some of the Prophet's talks and embraced Islam on the spot. The Prophet (ﷺ) said to him, "Go back to your people and inform them (about it) till you receive my order." Abu Dhar said, "By Him in Whose Hand my life is, I will proclaim my conversion loudly amongst them (i.e. the pagans)." So he went out, and when he reached the Mosque, he said as loudly as possible, "I bear witness that None has the right to be worshipped except Allah, and Muhammad is the Messenger of Allah." The People got up and beat him painfully. Then Al-Abbas came and knelt over him ((to protect him) and said (to the people), "Woe to you! Don't you know that this man belongs to the tribe of Ghifar and your trade to Sha'm is through their way?" So he rescued him from them. Abu Dhar again did the same the next day. They beat him and took vengeance on him and again Al-Abbas knelt over him (to protect him)

    Telah menceritakan kepadaku ['Amru bin 'Abbas] telah menceritakan kepada kami ['Abdurrahman bin Mahdi] telah menceritakan kepada kami [Al Mutsanna] dari [Abu Hamzah] dari [Ibnu 'Abbas] radliallahu 'anhuma berkata; Ketika berita pengangkatan Nabi shallallahu 'alaihi wasallam sebagai Nabi sampai kepada Abu Dzar, dia berkata kepada saudaranya; "Berangkatlah kamu menuju lembah (Makkah) itu, dan kabarkan kepadaku tentang laki-laki yang mengaku sebagai Nabi ini dan mengaku berita dari langit datang kepadanya, dengarkanlah ucapannya kemudian kembalilah kepadaku". Maka saudaranya berangkat hingga sampai di Makkah dan mendengarkan apa yang diucapkan laki-laki yang dimaksud (Nabi), lalu dia kembali kepada Abu Dzar, dan berkata; "Aku melihatnya mengajak kepada keluhuran perilaku dan ucapan yang bukan sya'ir". Abu Dzar berkata; "Kamu belum bisa memuaskan apa yang aku cari". Maka Abu Dzar berkemas menyiapkan bekal perjalanan dan membawa kantong (terbuat dari kulit) berisi air hingga dia sampai di Makkah. Dia memasuki Masjidil Haram lalu mencari Nabi shallallahu 'alaihi wasallam padahal dia tidak mengenalnya, dan dia juga tidak suka bertanya tentang beliau hingga masuk tengah malam. Akhirnya dia berbaring, dan 'Ali radliallahu 'anhu melihatnya dan dia mengetahui bahwa dia orang asing. Tatkala melihat 'Ali, dia mengikutinya namun satu sama lain tidak saling bertanya tentang sesuatu hinga pagi. Kemudian dia membawa kantong air dan bekalnya ke masjid dan berada di sana sepanjang hari itu namun dia belum juga melihat Nabi shallallahu 'alaihi wasallam hingga sore hari. Kemudian dia kembali ke tempat pembaringannya, dan 'Ali lewat di hadapannya dan berkata; "apa yang akan diperoleh seorang lelaki jika mengetahui tempat tinggalnya?" Maka 'Ali mengajak tinggal bersamanya kemudian mereka berdua pergi namun satu sama lain tidak saling bertanya tentang sesuatupun. Hingga ketika hari ketiga, 'Ali mengulangi seperti sebelumnya dan mengajak tinggal bersamanya kemudian berkata; "Maukah kamu menceritakan maksud kedatanganmu?". Abu Dzar berkata; "Jika kamu berjanji dan membuat kesepakatan untuk memberikan petunjuk kepadaku maka aku akan menceritakan maksud kedatanganku". Maka 'Ali menyanggupinya dan memberitahukan kepada Abu Dzar, 'Ali berkata; "sungguh itu merupakan kebenaran, dia memang seorang Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam. Besok pagi ikutlah denganku, maka jika aku melihat sesuatu yang mengkhawatir dirimu, aku akan bangun seolah aku menuangkan air, dan jika aku bergegas maka ikutilah aku hingga kamu masuk ke dalam tempat dimana aku masuk." Maka Abu Dzar pun melakukannya. Dia berangkat mengikuti 'Ali hingga 'Ali masuk menemui Nabi shallallahu 'alaihi wasallam dan Abu Dzar ikut masuk. Maka dia mendengar ucapan beliau dan menyerahkan kedudukannya. Nabi shallallahu 'alaihi wasallam berkata kepadanya: "Kembalilah kepada kaummu dan sampaikan kabar kepada mereka hingga datang perintahku kepadamu". Maka Abu Dzar berkata; "Demi Dzat yang jiwaku berada di tangan-Nya, sungguh aku akan umumkan kalimat tauhid ini kepada mereka (Musyrikin) secara terang-terangan". Maka dia keluar lalu datang ke Masjidil Haram dan berseru dengan suara yang keras; "Asyhadu an laa ilaaha illallah wa anna Muhammdar rasululah". Seketika itu juga kaum Musyrikin terperangah lalu mereka memukuli Abu Dzar hingga terjatuh. Kemudian Al 'Abbas datang mengangkatnya dan berkata; "Celaka kalian. Bukankah kalian tahu bahwa orang ini berasal dari suku Ghifar dan bukankah jalan perdagangan kalian menuju Syam melewatinya?". Maka 'Abbas menolong Abu Dzar dari perlakuan mereka. Esok harinya Abu Dzar kembali mengulangi keberaniannya seperti itu dan merekapun kembali menyiksa Abu Dzar hingga membuatnya tersungkur dan 'Abbas kembali menolongnya

    İbn Abbas r.a., dedi ki: "Ebu Zer', Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e Nebilik verildiği haberini alınca kardeşine: (Devene) bin de şu vadiye git. Kendisinin bir Nebi olduğunu, semadan kendisine haber geldiğini iddia eden bu adam ile ilgili bana dair bilgi topla ve onun sözünü bizzat işit, sonra yanıma gel, dedi. Kardeşi gitti, onun yanına vardı, onun sözlerini dinledi. Sonra da Ebu Zerr'in yanına dönerek ona dedi ki: Ben onun ahlakın üstün değerlerini enirettiğini, şiir olmayan bir söz söylediğini gördüm. Ebu Zerr, bana istediğim bilgiyi beni rahatlatacak şekilde getiremedin, dedi. Bunun üzerine kendisi azığını hazırladı, içinde su bulunan kırbasını yüklendi. Nihayet Mekke'ye geldi. Mescide gitti. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'i aradı ama onu tanımıyordu. Ona dair kimseye bir şey sormaktan da hoşlanmadı. Sonunda gece oldu. Ali onu görünce bir yabancı olduğunu anladı. (Ebu Zerr) onu görünce onun (Ali'nin) arkasından gitti. Onlardan biri arkadaşına sabah oluncaya kadar . hiçbir şey sormadı. Daha sonra kırbasını ve azığını taşıyarak mescide gitti. O gün geçip gitti ve akşam oluncaya kadar Nebi onu görmedi. Nihayet akşam olunca yatacağı yere geri döndü. Yine Ali yanından geçerek, bu adamın kalacağı yeri bilme zamanı gelmedi mi, dedi. Sonra onu kaldırdı ve onunla birlikte gitti, ama biri arkadaşına bir şey sormuyordu. Nihayet üçüncü gün oldu, Ali tekrar aynı şeyi yaptı. Yine onunla birlikte kalktı, gitti. Sonra, bana senin buraya neden geldiğini anlatmayacak mısın, dedi. Ebu Zerr, eğer bana mutlaka doğruyu göstereceğine dair bir söz ve bir ant verecek olursan anlatırım, dedi. O da istediğini verdi. Ebu Zerr de ona durumu bildirdi. (Ali) dedi ki: O haktır, o Resuluilah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'dir. Sabahı edince benim arkamdan gel. Ben senin için korkulacak bir şey görürsem su döker gibi duracağım. Yoluma devam ettiğim takdirde benim gireceğim yere sen de girene kadar arkamdan gel. O da bunu yaptı. Arkasından onu takip etmeye koyuldu. Nihayet (Ali) Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in huzuruna girdi. O da onunla birlikte girdi, bazı sözlerini dinledi ve hemen o yerde Müslüman oldu. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem ona dedi ki: Sen kavminin yanına geri dön ve onlara bildir. Benim emrim (durumum) sana gelinceye kadar (öylece kal.) (Ebu Zer') dedi ki: Nefsim elinde olana yemin ederim ki onların (Kureyş'in) arasında bunu yüksek sesle bağırıp söyleyeceğim. Dışarı çıktı ve mescide gitti. En yüksek sesiyle bağırdı: Şahadet ederim ki Allah'tan başka hiçbir ilah yoktur ve şüphesiz Muhammed Allah'ın Resulüdür. Hemen akabinde orada bulunanlar ayağa kalkıp canını acıtacak şekilde onu dövdüler. Abbas geldi, üzerine abanarak: Yazık size! Siz bunun Gıfar kabilesinden olduğunu bilmiyor musunuz? Sizin Şam'a giden ticaret yolunuzun üzerinde olduklarını bilmiyor musunuz, diyerek onu ellerinden kurtardı. Ertesi gün aynı şeyi yaptı, yine onu dövdüler, üzerine yürüdüler. el-Abbas da üzerine abandı (onu korudu)." Fethu'l-Bari Açıklaması: "Ebu Zerr el-Gıfari" Cundub b. Cunade b. Süfyan b. Ubeyde b. Haram b. Gıfar (el-Gıfari) "nin Müslüman olması" Gıfar Kinane oğullarındandır. "Ona dair soru sormaktan hoşlanmadı." Çünkü Nebiin kavminin onun yanına gitmek isteyenlere işkence ettiklerini yahut bizzat yanına gelmek isteyenler dolayısıyla Nebie işkence ettiklerini ya da onun işinin açığa çıkmasından hoşlanmadıkları için hakkında soru soranlara yol göstermediklerini veya onunla bir araya gelmeyi engellediklerini ya da onu bırakıp geri dönsün diye o soranı aldatmak istediklerini anlamıştı. "Ali b. Ebi Talib onu gördü." Bu, Ebu Zerr'in başından geçen bu olayın Nebi sallallahu aleyhi ve sellem'e Nebiliğin verilmesinden iki seneden daha fazla bir süre geçtikten sonra cereyan etmiş olduğunu göstermektedir. Öyle ki Ali bu zaman zarfında tek başına yabancılarla konuşabilecek ve onları misafir olarak ağarlayabilecek bir konuma gelmişti. Çünkü sahih kabul edilen görüşe göre nubuwet verildiği sırada Ali 10 yaşında idi. Bundan daha küçük olduğu da söylenmiştir. Bu haber ise yaşı ile ilgili sahih kabul edilen görüşü daha da pekiştirmektedir. "Kavminin yanına geri dön, onlara haber ver. Benim emrim sana gelinceye kadar..." Ebu Kuteybe'nin rivayetinde şöyle denilmektedir: "Bu durumu gizle ve kavminin yanına geri dönerek onlara haber ver. Bizim üstün geldiğimize (ya da durumumuzun açığa çıktığına) dair haber sana ulaşınca sen de geL" Abdullah b. es-Samit'in rivayetinde şöyle denilmektedir: "Benim önümde hurmalıkları olan bir yer bana gösterildi. Sen benden kavmine tebliği götürebilir misin? Belki Allah senin vasıtanla onlara fayda verir." Bundan sonra da kardeşi Uneys'in annesinin İslam'a giriş olayını zikretti, onların kavimleri Gıfar'a gittiklerini ve onların yarısının Müslüman olduklarını zikrettiği hadisi aktardı. "Andalsun bunu yüksek sesle" yani tevhid kelimesini bağırarak "söyleyeceğim." Maksat onun yüksek sesle bunu müşrikler arasında açıkça söyleyeceğidir. O Nebi sallallahu aleyhi ve sellem'in kendisine gizleme emrini vermesinin vücub ifade etmek üzere değil, kendisine şefkati sebebiyle söylediğini anlamış gibidir. Böylelikle ona kendisinin bu işe gücünün yettiğini anlatmış oldu. Bundan dolayı da Nebi sallallahu aleyhi ve sellem onun bu işi yapmasına itiraz etmemiştir. Bundan hakkı söyleyen kimseye eziyet (ve işkence) yapacağından korkulan kimselerin yanında hakkı söylemenin -susmak caiz olsa bile- caiz olduğu anlaşılmaktadır. Meselenin tahkiki sonucu, bu hususun hükmü durumun ve maksatların farklılığına göre farklı olacağıdır, buna göre ecrin kazanılıp kazanılmayacağıdır. "Sonra oradakiler kalktl." İbn Kuteybe rivayetinde: "Bu Sabiı (dininden dönen)in üzerine kalkınız (hücum ediniz), dediler." "Onlar da kalktılar." Müslüman olan kimseye SaM derlerdi. Çünkü bu kelime bir şeyden bir şeye intikal etmeyi anlatmak üzere kullanılan "saba, yesbu" fiilinden gelmektedir. "Canını acıtacak kadar onu dövdüler." Ebu Kuteybe rivayetinde: "Öleyim diye beni dövdüler." Yani beni öyle bir dövdüler ki, dövenler ondan dolayı ölseydim dahi buna aldırmazlardl. "Bunun üzerine beni bıraktılar" dövmekten vazgeçtiler. * * * Bu cümle Buhari'deki bu başlıkta bulunmamaktadır. Daha önce 3522 numara ile geçmiş bulunan Ebu Kuteybe rivayetinde yer almaktadır. (Fethu'l-Bari, VII, 214'deki dipnot). * * * "el-Abbas onun üzerine abandı." Ebu Kuteybe yoluyla gelen rivayette: "Bir önceki gün söylediği sözün aynışını tekrarladı" şeklindedir. Hadiste el-Abbas'ın güzel tutum sergilediği ne ve onun güzel kavrayışlı olduğuna delil olacak ifadeler bulunmaktadır. Çünkü o, kavminden onları korkutarak Ebu Zerr'i kurtarmak sonucuna ulaşmıştır. Zira onun kavmi ticaret yollarını keserek onları uzaklaştırabilirdi. Mekkelilerin ise geçimleri ticarete bağlı idi. Bundan dolayı hemen onu dövmekten vazgeçtiler. Yine hadiste Ebu Zerr'in erken dönemde Müslüman olduğuna delil bulunmaktadır. Fakat açıkça görüldüğü ,izere bu, Nebilikten uzun bir süre sonra olmuştur. Zira az önce kaydettiğimiz gibi Ali radıyall€ıhu anh'dan da söz edilmektedir

    مجھ سے عمرو بن عباس نے بیان کیا، کہا ہم سے عبدالرحمٰن بن مہدی نے، کہا ہم سے مثنیٰ نے، ان سے ابوجمرہ نے اور ان سے ابن عباس رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہ جب ابوذر رضی اللہ عنہ کو رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی نبوت کے بارے میں معلوم ہوا تو انہوں نے اپنے بھائی انیس سے کہا مکہ جانے کے لیے سواری تیار کر اور اس شخص کے متعلق جو نبی ہونے کا مدعی ہے اور کہتا ہے کہ اس کے پاس آسمان سے خبر آتی ہے۔ میرے لیے خبریں حاصل کر کے لا۔ اس کی باتوں کو خود غور سے سننا اور پھر میرے پاس آنا۔ ان کے بھائی وہاں سے چلے اور مکہ حاضر ہو کر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی باتیں خود سنیں پھر واپس ہو کر انہوں نے ابوذر رضی اللہ عنہ کو بتایا کہ میں نے انہیں خود دیکھا ہے، وہ اچھے اخلاق کا لوگوں کو حکم کرتے ہیں اور میں نے ان سے جو کلام سنا وہ شعر نہیں ہے۔ اس پر ابوذر رضی اللہ عنہ نے کہا جس مقصد کے لیے میں نے تمہیں بھیجا تھا مجھے اس پر پوری طرح تشفی نہیں ہوئی، آخر انہوں نے خود توشہ باندھا، پانی سے بھرا ہوا ایک پرانا مشکیزہ ساتھ لیا اور مکہ آئے، مسجد الحرام میں حاضری دی اور یہاں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو تلاش کیا۔ ابوذر رضی اللہ عنہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو پہچانتے نہیں تھے اور کسی سے آپ صلی اللہ علیہ وسلم کے متعلق پوچھنا بھی مناسب نہیں سمجھا، کچھ رات گزر گئی کہ وہ لیٹے ہوئے تھے۔ علی رضی اللہ عنہ نے ان کو اس حالت میں دیکھا اور سمجھ گئے کہ کوئی مسافر ہے۔ علی رضی اللہ عنہ نے ان سے کہا کہ آپ میرے گھر پر چل کر آرام کیجئے۔ ابوذر رضی اللہ عنہ ان کے پیچھے پیچھے چلے گئے لیکن کسی نے ایک دوسرے کے بارے میں بات نہیں کی۔ جب صبح ہوئی تو ابوذر رضی اللہ عنہ نے اپنا مشکیزہ اور توشہ اٹھایا اور مسجد الحرام میں آ گئے۔ یہ دن بھی یونہی گزر گیا اور وہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو نہ دیکھ سکے۔ شام ہوئی تو سونے کی تیاری کرنے لگے۔ علی رضی اللہ عنہ پھر وہاں سے گزرے اور سمجھ گئے کہ ابھی اپنے ٹھکانے جانے کا وقت اس شخص پر نہیں آیا، وہ انہیں وہاں سے پھر اپنے ساتھ لے آئے اور آج بھی کسی نے ایک دوسرے سے بات چیت نہیں کی، تیسرا دن جب ہوا اور علی رضی اللہ عنہ نے ان کے ساتھ یہی کام کیا اور اپنے ساتھ لے گئے تو ان سے پوچھا کیا تم مجھے بتا سکتے ہو کہ یہاں آنے کا باعث کیا ہے؟ ابوذر رضی اللہ عنہ نے کہا کہ اگر تم مجھ سے پختہ وعدہ کر لو کہ میری راہ نمائی کرو گے تو میں تم کو سب کچھ بتا دوں گا۔ علی رضی اللہ عنہ نے وعدہ کر لیا تو انہوں نے اپنے خیالات کی خبر دی۔ علی رضی اللہ عنہ نے فرمایا کہ بلاشبہ وہ حق پر ہیں اور اللہ کے سچے رسول ہیں۔ اچھا صبح کو تم میرے پیچھے پیچھے میرے ساتھ چلنا۔ اگر میں ( راستے میں ) کوئی ایسی بات دیکھوں گا جس سے مجھے تمہارے بارے میں خطرہ ہو تو میں کھڑا ہو جاؤں گا۔ ( کسی دیوار کے قریب ) گویا مجھے پیشاب کرنا ہے، اس وقت تم میرا انتظار نہ کرنا اور جب میں پھر چلنے لگوں تو میرے پیچھے آ جانا تاکہ کوئی سمجھ نہ سکے کہ یہ دونوں ساتھ ہیں اور اس طرح جس گھر میں، میں داخل ہوں تم بھی داخل ہو جانا۔ انہوں نے ایسا ہی کیا اور پیچھے پیچھے چلے تاآنکہ علی رضی اللہ عنہ کے ساتھ وہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں پہنچ گئے۔ آپ کی باتیں سنیں اور وہیں اسلام لے آئے۔ پھر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے ان سے فرمایا کہ اب اپنی قوم غفار میں واپس جاؤ اور انہیں میرا حال بتاؤ تاآنکہ جب ہمارے غلبہ کا علم تم کو ہو جائے ( تو پھر ہمارے پاس آ جانا ) ابوذر رضی اللہ عنہ نے عرض کیا اس ذات کی قسم جس کے ہاتھ میں میری جان ہے میں ان قریشیوں کے مجمع میں پکار کر کلمہ توحید کا اعلان کروں گا۔ چنانچہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے یہاں سے واپس وہ مسجد الحرام میں آئے اور بلند آواز سے کہا کہ ”میں گواہی دیتا ہوں کہ اللہ کے سوا کوئی معبود نہیں اور یہ کہ محمد صلی اللہ علیہ وسلم اللہ کے رسول ہیں۔“ یہ سنتے ہی سارا مجمع ان پر ٹوٹ پڑا اور انہیں اتنا مارا کہ زمین پر لٹا دیا اتنے میں عباس رضی اللہ عنہ آ گئے اور ابوذر رضی اللہ عنہ کے اوپر اپنے آپ کو ڈال کر قریش سے کہا افسوس کیا تمہیں معلوم نہیں کہ یہ شخص قبیلہ غفار سے ہے اور شام جانے والے تمہارے تاجروں کا راستہ ادھر ہی سے پڑتا ہے اس طرح سے ان سے ان کو بچایا۔ پھر ابوذر رضی اللہ عنہ دوسرے دن مسجد الحرام میں آئے اور اپنے اسلام کا اظہار کیا۔ قوم پھر بری طرح ان پر ٹوٹ پڑی اور مارنے لگی اس دن بھی عباس رضی اللہ عنہ ان پر اوندھے پڑ گئے۔

    ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত, তিনি বলেন, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর আবির্ভাবের খবর যখন আবূ যার (রাঃ) এর কাছে পৌঁছল, তখন তিনি তাঁর ভাইকে বললেন, তুমি এই উপত্যকায় গিয়ে ঐ লোক সম্পর্কে জেনে আস যে লোক নিজেকে নবী বলে দাবী করছেন ও তাঁর কাছে আসমান হতে সংবাদ আসে। তাঁর কথাবার্তা মনোযোগ দিয়ে শুন এবং ফিরে এসে আমাকে শুনাও। তাঁর ভাই রওয়ানা হয়ে ঐ লোকের কাছে পৌঁছে তাঁর কথাবার্তা শুনলেন। এরপর তিনি আবূ যারের নিকট ফিরে গিয়ে বললেন, আমি তাঁকে দেখেছি যে, তিনি উত্তম আখলাক গ্রহণ করার জন্য নির্দেশ দান করছেন এবং এমন কালাম যা পদ্য নয়। এতে আবূ যার (রাঃ) বললেন, আমি যে জন্য তোমাকে পাঠিয়েছিলাম সে বিষয়ে তুমি আমাকে সন্তোষজনক উত্তর দিতে পারলে না। আবূ যার (রাঃ) সফরের জন্য সামান্য পাথেয় সংগ্রহ করলেন এবং একটি ছোট্ট পানির মশকসহ মক্কা্য় উপস্থিত হলেন। মসজিদে হারামে প্রবেশ করে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে খোঁজ করতে লাগলেন। তিনি তাঁকে চিনতেন না। আবার কাউকে তাঁর ব্যাপারে জিজ্ঞেস করাও পছন্দ করলেন না। এ অবস্থায় রাত হয়ে গেল। তিনি শুয়ে পড়লেন। ‘আলী (রাঃ) তাঁকে দেখে বুঝলেন যে, লোকটি বিদেশী। যখন আবূ যার ‘আলী (রাঃ)-কে দেখলেন, তখন তিনি তাঁর পিছনে পিছনে গেলেন। কিন্তু সকাল পর্যন্ত একে অন্যকে কোন কিছু জিজ্ঞাসাবাদ করলেন না। আবূ যার (রাঃ) পুনরায় তাঁর পাথেয় ও মশক নিয়ে মসজিদে হারামের দিকে চলে গেলেন। এ দিনটি এমনিভাবে কেটে গেল, কিন্তু নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাকে দেখতে পেলেন না। সন্ধ্যা ঘনিয়ে এল। তিনি শোয়ার জায়গায় ফিরে গেলেন। তখন ‘আলী (রাঃ) তাঁর পাশ দিয়ে যাচ্ছিলেন। তিনি বললেন, এখনও কি মুসাফিরের গন্তব্য স্থানের সন্ধান হয়নি? সে এখনও এ জায়গায় অবস্থান করছে। তিনি তাঁকে সঙ্গে নিয়ে গেলেন। কেউ কাউকে কোন কিছু জিজ্ঞেস করলেন না। এ অবস্থায় তৃতীয় দিন হয়ে গেল। ‘আলী (রাঃ) পূর্বের ন্যায় তাঁর পাশ দিয়ে যেতে লাগলেন। তিনি তাঁকে সঙ্গে নিয়ে গেলেন। এরপর তিনি তাঁকে জিজ্ঞেস করলেন- তুমি কি আমাকে বলবে না কোন জিনিস এখানে আসতে তোমাকে অনুপ্রেরিত করেছে? আবূ যার (রাঃ) বললেন, তুমি যদি আমাকে সঠিক রাস্তা দেখানোর পাকা অঙ্গীকার কর তবেই আমি তোমাকে বলতে পারি। ‘আলী (রাঃ) অঙ্গীকার করলেন এবং আবূ যার (রাঃ)ও তাঁর আগমনের উদ্দেশ্য বললেন। ‘আলী (রাঃ) বললেন, তিনি সত্য, তিনি আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম। যখন ভোর হয়ে যাবে তখন তুমি আমার অনুসরণ করবে। তোমার জন্য ভয়ের কারণ আছে এমন যদি কোন ব্যাপার আমি দেখতে পাই তবে আমি রাস্তার পাশে চলে যাব যেন আমি পেশাব করতে চাই। আর যদি আমি সোজা চলতে থাকি তবে তুমিও আমার অনুসরণ করতে থাকবে এবং যে ঘরে আমি প্রবেশ করি সে ঘরে তুমিও প্রবেশ করবে। আবূ যার (রাঃ) তাই করলেন। ‘আলী (রাঃ) নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে প্রবেশ করলেন এবং তিনিও তাঁর [‘আলী (রাঃ)] সাথে প্রবেশ করলেন। তিনি (নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কথাবার্তা শুনলেন এবং ঐখানেই তিনি ইসলাম গ্রহণ করলেন। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, তুমি তোমার স্বগোত্রে ফিরে যাও এবং আমার নির্দেশ না পৌঁছা পর্যন্ত আমার ব্যাপারে তাদেরকে অবহিত করবে। আবূ যার (রাঃ) বললেন, ঐ সত্তার কসম যাঁর হাতে আমার প্রাণ, আমি আমার ইসলাম গ্রহণকে মুশরিকদের সম্মুখে উচ্চস্বরে ঘোষণা করব। এই বলে তিনি বেরিয়ে পড়লেন ও মসজিদে হারামে গিয়ে হাজির হলেন এবং উচ্চকন্ঠে ঘোষণা করলেন, أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ (তৎক্ষণাৎ) লোকেরা তাঁর উপর ঝাঁপিয়ে পড়ল এবং মারতে মারতে তাঁকে মাটিতে ফেলে দিল। এমন সময় ‘আব্বাস (রাঃ) এসে তাঁকে রক্ষা করলেন এবং বললেন, তোমাদের বিপদ অবধারিত। তোমরা কি জান না, এ লোকটি গিফার গোত্রের? আর তোমাদের ব্যবসায়ী কাফেলাগুলিকে গিফার গোত্রের নিকট দিয়েই সিরিয়া যাতায়াত করতে হয়। এ কথা বলে তিনি তাদের হাত হতে আবূ যারকে রক্ষা করলেন। পরদিন সকালে তিনি ঐরূপই বলতে লাগলেন। লোকেরা তাঁর উপর ঝাঁপিয়ে পড়ে তাঁকে ভীষণভাবে মারতে লাগল। ‘আব্বাস (রাঃ) এসে তাঁকে সামলে নিলেন। (৩৫২২) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৫৭৪, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அபூதர் (அல்கிஃபாரீ) அவர்களுக்கு நபி (ஸல்) அவர்கள் இறைத்தூதராக நியமிக்கப்பட்ட செய்தி எட்டியபோது தம் சகோதரரிடம், “இந்த (மக்கா) பள்ளத்தாக்கை நோக்கிப் பயணம் செய்து, “வானத்திலிருந்து (இறைச்)செய்தி தம்மிடம் வருகின்ற ஓர் இறைத்தூதர்' என்று தம்மை வாதிடுகின்ற இந்த மனிதரைக் குறித்த விவரத்தை (திரட்டி) என்னிடம் சொல்! அவரது சொல்லைக் கேட்டுத் தெரிந்துகொண்ட பிறகு என்னிடம் வா!” என்று சொன்னார்கள். உடனே அச்சகோதரர் புறப்பட்டுச் சென்று நபி (ஸல்) அவர்களை அடைந்து அவர்களின் சொல்லைக் கேட்டார். பிறகு அபூதர்ரிடம் திரும்பிச் சென்று, “அவர் நற்குணங்களைக் கடைபிடிக்கும்படி (மக்களுக்குக்) கட்டளையிடுவதை நான் பார்த்தேன். ஒரு வாக்கையும் (செவியுற் றேன்). அது கவிதையாக இல்லை” என்று சொன்னார். அபூதர், “நான் விரும்பியதை நீ திருப்திகரமாகச் செய்யவில்லை” என்று கூறிவிட்டு, பயண உணவை எடுத்துக் கொண்டு, நீர் நிரம்பிய தனது தோல்பை ஒன்றைச் சுமந்துகொண்டு புறப்பட்டார். மக்காவை வந்தடைந்து (கஅபா) பள்ளிவாசலுக்குச் சென்றார். நபி (ஸல்) அவர்களை அவர் அறியாதவராயிருந்த காரணத்தால் அவர்களைத் தேடினார். (அங்கிருந்த குறைஷியர் தமக்குத் தொல்லை தரக்கூடும் என்பதால் அவர்களிடம்) நபியவர்களைப் பற்றிக் கேட்க அவர் விரும்பவில்லை. இரவில் சிறிது நேரம் கழிந்துவிட்டது. அப்போது அலீ (ரலி) அவர்கள் அவரைக் கண்டு, அவர் அந்நியர் என்று புரிந்து கொண்டார்கள். அலீயைக் கண்டவுடன் (அலீ (ரலி) அவர்கள் அபூதர்ரிடம், “வீட்டுக்கு வாருங்கள்” என்று சொல்ல) அவர்களைப் பின்தொடர்ந்து அபூதர் சென்றார். விடியும்வரை அவர்களில் ஒருவரும் (தம்முடனிருந்த) மற்றவரிடம் எதைப் பற்றியும் கேட்டுக்கொள்ளவில்லை. பிறகு அபூதர் தம் தோல்பையையும் தம் பயண உணவையும் சுமந்துகொண்டு பள்ளிவாசலுக்குச் சென்றார். அன்று மாலையாகும்வரை நபி (ஸல்) அவர்கள் தம்மைப் பார்க்காத நிலையிலேயே அன்றைய பகலைக் கழித்தார். பிறகு (மாலையானதும்) தம் படுக்கைக்குத் திரும்பினார். அப்போது அலீ (ரலி) அவர்கள் அவரைக் கடந்து சென்றார்கள். “தம் தங்குமிடத்தை அறிந்துகொள்ள இந்த மனிதருக்கு இன்னும் வேளை வரவில்லையா?” என்று கேட்டுவிட்டு அவரை(ப் படுக்கையிலிருந்து) எழுப்பித் தம்முடன் அழைத்துச் சென்றார்கள். அவ்விருவரும் ஒருவர் மற்றவரிடம் எதைப் பற்றியும் கேட்டுக்கொள்ளவில்லை. இறுதியில் மூன்றாம் நாள் வந்தபோது அலீ (ரலி) அவர்கள் அதே போன்று திரும்பச் செய்தார்கள். தம்முடன் அவரைத் தங்கவைத்துக்கொண்டு பிறகு, (அபூதர்ரிடம்), “நீங்கள் எதற்காக (இங்கே) வந்தீர்கள் என்று எனக்குச் சொல்லக் கூடாதா?” என்று கேட்டார்கள். அவர், “(நான் விரும்பி வந்ததை அடைய) எனக்குச் சரியான வழிகாட்டுவதற்கு நீங்கள் உறுதிமொழியளித்தால் நான் (எதற்காக வந்தேன் என்று சொல்லச்) செய்கிறேன்” என்று பதிலளித்தார். அலீ (ரலி) அவர்களும் அவ்வாறே உறுதிமொழி யளிக்க, அபூதர் (தாம் வந்த காரணத்தை) அவர்களுக்குத் தெரிவித்தார். அலீ (ரலி) அவர்கள், “அவர்கள் உண்மையானவர்களே! அவர்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர்தான். காலையானதும் நீங்கள் என்னைப் பின்தொடர்ந்து வாருங் கள். நான் உங்களுக்குத் தீங்கு நேரும் என்று அஞ்சுகின்ற எதையாவது கண்டால் தண்ணீர் ஊற்றுவதைப் போன்று நின்றுகொள்வேன்.103 நான் போய்க் கொண்டேயிருந்தால் நான் நுழைய வேண்டிய இடத்தில் நுழையும்வரை என்னைப் பின்தொடருங்கள்” என்று சொன்னார்கள். அபூதர்ரும் அவ்வாறே செய்தார். அலீ அவர்களைப் பின்தொடர்ந்து நடந்தார். இறுதியில், அலீ (ரலி) அவர்கள், நபி (ஸல்) அவர்கள் தங்கியிருந்த வீட்டில் நுழைந்தபோது அவர்களுடன் அவரும் நுழைந்தார். நபி (ஸல்) அவர்களின் சொல்லைக் கேட்டு அதே இடத்தில் இஸ்லாத்தை ஏற்றார். அப்போது நபி (ஸல்) அவர்கள் அவரிடம், “நீங்கள் உங்கள் (ஃகிஃபார்) சமுதாயத்தாரிடம் திரும்பிச் சென்று என் கட்டளை உங்களிடம் வந்து சேரும்வரை (இஸ்லாத்தின் செய்தியை) அவர்களுக்குத் தெரிவியுங்கள்” என்று சொன்னார்கள். அபூதர், “என் உயிரைத் தன் கையில் வைத்திருப்பவன் மீதாணையாக! நான் இந்தச் செய்தியை (இறைமறுப்பாளர்களான) அவர்களிடையே உரக்கக் கூவிச் சொல்வேன்” என்று சொல்லிவிட்டு வெளியேறி, பள்ளி வாசலுக்கு வந்து, உரத்த குரலில், “அல்லாஹ்வைத் தவிர வேறு இறைவன் இல்லை என்றும், முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர் என்றும் உறுதி கூறுகிறேன்” என்று சொன்னார். உடனே, அங்கிருந்த (இறைமறுப்பாளர்களின்) கூட்டத்தார் எழுந்து அவருக்கு வலி ஏற்படும் அளவுக்கு அவரை அடித் தார்கள். அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் வந்து, அவர்மீது கவிழ்ந்து படுத்து (அடி விழாமல் தடுத்து)க்கொண்டார்கள். “உங்களுக்குக் கேடு உண்டாகட்டும். இவர் கிஃபார் குலத்தைச் சேர்ந்தவர் என்பதும், உங்கள் வணிகர்கள் செல்லும் வழி (ஃகிஃபார் குலத்தாரின் ஆதிக்கத்திற்குட் பட்ட) ஷாம் நாட்டுப் பாதையில்தான் உள்ளது என்பதும், உங்களுக்குத் தெரியாதா?” என்று சொல்லி அவர்களிடமிருந்து அபூதர்ரைக் காப்பாற்றினார்கள். அடுத்த நாள் மீண்டும் (பள்ளிவாசலுக்குச் சென்று) அபூதர் அதேபோன்று செய்ய குறைஷியரும் அடித்தபடி அவர்மீது பாய்ந்தார்கள். உடனே (முன்பு போலவே) அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் அபூதர்ரின் மீது கவிழ்ந்து படுத்துக் கொண்டார்கள்.104 அத்தியாயம் :