• 1920
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ ، فَقَالَ : أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي ، لاَ تَنْفِرُ الإِبِلُ ، فَأَعْطَاهُ عِقَالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ ، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا ، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ : مَا شَأْنُ هَذَا البَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإِبِلِ ؟ قَالَ : لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ ، قَالَ : فَأَيْنَ عِقَالُهُ ؟ قَالَ : فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ المَوْسِمَ ؟ قَالَ : مَا أَشْهَدُ ، وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ ، قَالَ : هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَتَبَ إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ المَوْسِمَ فَنَادِ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ : يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ ، فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ : أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ ، وَمَاتَ المُسْتَأْجَرُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ ، أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ : مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا ؟ ، قَالَ : مَرِضَ ، فَأَحْسَنْتُ القِيَامَ عَلَيْهِ ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ ، قَالَ : قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ ، فَمَكُثَ حِينًا ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى المَوْسِمَ ، فَقَالَ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، قَالُوا : هَذِهِ قُرَيْشٌ ، قَالَ : يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ؟ قَالُوا : هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ ، قَالَ : أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ ؟ قَالُوا : هَذَا أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي فُلاَنٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً ، أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ . فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ : اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاَثٍ : إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا ، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا : نَحْلِفُ ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، قَدْ وَلَدَتْ لَهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا طَالِبٍ ، أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الخَمْسِينَ ، وَلاَ تُصْبِرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ ، فَفَعَلَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلاَ تُصْبِرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ ، فَقَبِلَهُمَا ، وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا حَالَ الحَوْلُ ، وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ "

    حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ ، حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ المَدَنِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ ، فَقَالَ : أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي ، لاَ تَنْفِرُ الإِبِلُ ، فَأَعْطَاهُ عِقَالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ ، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا ، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ : مَا شَأْنُ هَذَا البَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإِبِلِ ؟ قَالَ : لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ ، قَالَ : فَأَيْنَ عِقَالُهُ ؟ قَالَ : فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ المَوْسِمَ ؟ قَالَ : مَا أَشْهَدُ ، وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ ، قَالَ : هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَتَبَ إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ المَوْسِمَ فَنَادِ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ : يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ ، فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ : أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ ، وَمَاتَ المُسْتَأْجَرُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ ، أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ : مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا ؟ ، قَالَ : مَرِضَ ، فَأَحْسَنْتُ القِيَامَ عَلَيْهِ ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ ، قَالَ : قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ ، فَمَكُثَ حِينًا ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى المَوْسِمَ ، فَقَالَ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، قَالُوا : هَذِهِ قُرَيْشٌ ، قَالَ : يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ؟ قَالُوا : هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ ، قَالَ : أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ ؟ قَالُوا : هَذَا أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي فُلاَنٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً ، أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ . فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ : اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاَثٍ : إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا ، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا : نَحْلِفُ ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، قَدْ وَلَدَتْ لَهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا طَالِبٍ ، أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الخَمْسِينَ ، وَلاَ تُصْبِرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ ، فَفَعَلَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلاَ تُصْبِرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ ، فَقَبِلَهُمَا ، وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا حَالَ الحَوْلُ ، وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ

    قسامة: القَسامة بالفتح: اليمين، كالقَسَم. وحقيقتُها أن يُقْسِم من أولياء الدَّم خمسون نَفَراً على اسْتِحْقاقِهم دّمّ صاحِبهم، إذا وجَدُوه قَتِيلاً بين قَوْم ولم يُعْرَف قاتِلُه، فإن لم يكونوا خمسين أقْسَم الموجُودون خمسين يَميناً، ولا يكون فيهم صَبِيٌّ ولا امرأة
    عروة: العروة : ما يُستمسك به ويُعتصم من الدين
    جوالقه: الجوالق : أوعية من صوف أو جلد أو شعر
    بعقال: العقال : الحبل
    جوالقي: الجوالق : أوعية من صوف أو جلد أو شعر
    تنفر: تنفر : تخرج من مكان إلى مكان
    عقالا: العقال : الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها
    عقلت: عقلت : ربطت بالعقال وهو الحبل
    بعيرا: البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    البعير: البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    يعقل: عقل الدابة : ربطها بالعقال ، وهو الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها
    الإبل: الإبل : الجمال والنوق ، ليس له مفرد من لفظه
    عقال: العقال : الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها
    عقاله: العقال : الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها
    الموسم: الموسم : المراد موسم الحج
    وافى: وافى : أتى وأدرك ولَحِق
    أبيت: أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره
    الحول: الحول : العام أو السنة
    تطرف: عين تطرف : تتحرك ، وهو كناية عن الحياة ، أي لم يبق أحد منهم وماتوا جميعا
    أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَ

    [3845] الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ حَدِيثُ الْقَسَامَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِطُولِهِ وَثَبت عِنْد أَكثر الروَاة عَن الفريري هُنَا تَرْجَمَةُ الْقَسَامَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يَقَعْ عِنْدَ النَّسَفِيِّ وَهُوَ أَوْجَهُ لِأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ تَرْجَمَةِ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَيَظْهَرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي أَوْرَدَهَا تِلْوَ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا قَطَنٌ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْمُهْمَلَةِ ثُمَّ نُونٍ هُوَ بن كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ بِضَمِّ الْقَافِ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ عِنْدَهُمْ وَشَيْخُهُ أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ بَصْرِيٌّ أَيْضًا وَيُقَالُ لَهُ الْمَدِينِيُّ بِزِيَادَةِ تَحْتَانِيَّةٍ وَلَعَلَّ أَصْلَهُ كَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَكِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسُئِلَ عَنْهُ مَالِكٌ فَلَمْ يعرفهُ وَلَا يعرف اسْمه وَقد وَثَّقَهُ بن مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَلَا لَهُ وَلَا لِلرَّاوِي عَنْهُ فِي الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْمَوْضِعُ قَوْلُهُ إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَخْفِيفِ الْمُهْمَلَةِ الْيَمِينُ وَهِيَ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ حَلِفٌ مُعَيَّنٌ عِنْدَ التُّهْمَةِ بِالْقَتْلِ عَلَى الْإِثْبَاتِ أَوِ النَّفْيِ وَقِيلَ هِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ قِسْمَةِ الْأَيْمَانِ عَلَى الْحَالِفِينَوَسَيَأْتِي بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي حُكْمِهَا فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَوْلُهُ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ اللَّامُ لِلتَّأْكِيدِ وَبَنِي هَاشِمٍ مَجْرُورٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى التَّمْيِيزِ أَوْ عَلَى النِّدَاءِ بِحَذْفِ الْأَدَاةِ قَوْلُهُ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ جَزَمَ بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فَكَأَنَّهُ نَسَبَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ مَجَازًا لِمَا كَانَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ مِنَ الْمَوَدَّةِ والمؤاخاة والمناصرة وَسَماهُ بن الْكَلْبِيِّ عَامِرًا قَوْلُهُ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى كَذَا فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْفَاكِهِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَغَيْرِهَا اسْتَأْجَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ مَقْلُوبٌ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّوَابُ وَالْفَخِذُ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَقَدْ تُسَكَّنُ وَجَزَمَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بِأَنَّ الْمُسْتَأْجَرَ الْمَذْكُورَ هُوَ خِدَاشٌ بِمُعْجَمَتَيْنِ ودال مُهْملَة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الْعَامِرِيُّ قَوْلُهُ فَمَرَّ بِهِ أَيْ بِالْأَجِيرِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَقَوْلُهُ عُرْوَةُ جُوَالَقِهِ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ الْوِعَاءُ مِنْ جُلُودٍ وَثِيَابٍ وَغَيْرِهَا فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ كَوَالِهِ وَجَمْعُهُ جَوَالِيقُ وَحُكِيَ جُوَالِقُ بِحَذْفِ التَّحْتَانِيَّةِ وَالْعِقَالُ الْحَبْلُ قَوْلُهُ فَأَيْنَ عِقَالُهُ قَالَ فَحَذَفَهُ كَذَا فِي النُّسَخِ وَفِيهِ حَذْفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ وَقَدْ بَيَّنَتْهُ رِوَايَةُ الْفَاكِهِيِّ فَقَالَ مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَ عُرْوَةُ جُوَالَقِهِ وَاسْتَغَاثَ بِي فَأَعْطَيْتُهُ فَحَذَفَهُ أَيْ رَمَاهُ قَوْلُهُ كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ أَيْ أَصَابَ مَقْتَلَهُ وَقَوْلُهُ فَمَاتَ أَيْ أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيمن قبل ان يقْضِي وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ هَذَا الْمَارِّ أَيْضًا قَوْلُهُ أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ أَيْ مَوْسِمَ الْحَجِّ قَوْلُهُ فَكَتَبَ بِالْمُثَنَّاةِ ثُمَّ الْمُوَحَّدَةِ وَلِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالْأَصِيلِيِّ بِضَمِّ الْكَافِ وَسُكُونِ النُّونِ ثُمَّ الْمُثَنَّاةِ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ وَفِي رِوَايَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي طَالِبٍ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ وَمَاتَ مِنْهَا وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ أَفِي فضل حَبل لَا ابالك ضَرَبَهُ بِمِنْسَأَةٍ قَدْ جَاءَ حَبْلٌ وَأَحْبُلُ قَوْلُهُ يَا آلَ قُرَيْشٍ بِإِثْبَاتِ الْهَمْزَةِ وَبِحَذْفِهَا عَلَى الِاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ أَيْ بِسَبَبِ عِقَالٍ قَوْلُهُ وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ بِفَتْحِ الْجِيمِ أَيْ بَعْدَ أَنْ أَوْصَى الْيَمَانِيَّ بِمَا أَوْصَاهُ بِهِ قَوْله فوليت بِكَسْر اللَّام وَفِي رِوَايَة بن الْكَلْبِيِّ فَقَالَ أَصَابَهُ قَدَرُهُ فَصَدَّقُوهُ وَلَمْ يَظُنُّوا بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ وَافَى الْمَوْسِمَ أَيْ أَتَاهُ قَوْلُهُ يَا بَنِي هَاشِمٍ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ قَوْلُهُ مَنْ أَبُو طَالِبٍ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ أَيْنَ أَبُو طَالب زَاد بن الْكَلْبِيِّ فَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ وَخِدَاشٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَا يَعْلَمُ بِمَا كَانَ فَقَامَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى خِدَاشٍ فَضَرَبُوهُ وَقَالُوا قَتَلْتَ صَاحِبَنَا فَجَحَدَ قَوْلُهُ اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الثَّلَاثُ كَانَتْ مَعْرُوفَةً بَيْنَهُمْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ شَيْئًا اخْتَرَعَهُ أَبُو طَالِبٍ وَقَالَ بن التِّينِ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُمْ تَشَاوَرُوا فِي ذَلِكَ وَلَا تَدَافَعُوا فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْرِفُونَ الْقَسَامَةَ قَبْلَ ذَلِكَ كَذَا قَالَ وَفِيهِ نَظَرٌ لقَوْل بن عَبَّاسٍ رَاوِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا أَوَّلُ قَسَامَةٍ وَيُمْكِنُ ان يكون مُرَاد بن عَبَّاسٍ الْوُقُوعُ وَإِنْ كَانُوا يَعْرِفُونَ الْحُكْمَ قَبْلَ ذَلِكَ وَحَكَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّهُمْ تَحَاكَمُوا فِي ذَلِكَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَضَى أَنْ يَحْلِفَ خَمْسُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ عِنْدَ الْبَيْتِ مَا قَتَلَهُ خِدَاشٌ وَهَذَايُشْعِرُ بِالْأَوَّلِيَّةِ مُطْلَقًا قَوْلُهُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ أُخْتُ الْمَقْتُولِ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ هُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ أَبِي قَيْسٍ الْعَامِرِيُّ وَاسْمُ وَلَدِهَا مِنْهُ حويطب بمهملتين مصغر ذكر ذَلِكَ الزُّبَيْرُ وَقَدْ عَاشَ حُوَيْطِبٌ بَعْدَ هَذَا دَهْرًا طَوِيلًا وَلَهُ صُحْبَةٌ وَسَيَأْتِي حَدِيثُهُ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ وَنِسْبَتُهَا إِلَى بَنِي هَاشِمٍ مَجَازِيَّةٌ وَالتَّقْدِيرُ كَانَتْ زَوْجًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَيَحْتَمِلُ قَوْلُهَا فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدًا أَيْ غَيْرَ حُوَيْطِبٍ قَوْلُهُ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي بِالْجِيمِ وَالزَّايِ أَي تهبه مايلزمه مِنَ الْيَمِينِ وَقَوْلُهَا وَلَا تُصْبِرْ يَمِينَهُ بِالْمُهْمَلَةِ ثُمَّ الْمُوَحَّدَةِ أَصْلُ الصَّبْرِ الْحَبْسُ وَالْمَنْعُ وَمَعْنَاهُ فِي الْأَيْمَانِ الْإِلْزَامُ تَقُولُ صَبَّرْتُهُ أَيْ أَلْزَمْتُهُ أَنْ يَحْلِفَ بِأَعْظَمِ الْأَيْمَانِ حَتَّى لَا يَسْعَهُ ان لايحلف قَوْلُهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ أَيْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمقَام قَالَه بن التِّينِ قَالَ وَمِنْ هُنَا اسْتَدَلَّ الشَّافِعِيُّ عَلَى انه لايحلف بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ عَلَى أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ دِينَارًا نِصَابِ الزَّكَاةِ كَذَا قَالَ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ يَسْتَقِيمُ هَذَا الِاسْتِدْلَالُ وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الشَّافِعِيَّ اسْتَدَلَّ لِذَلِكَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَوْلُهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَلَا عَلَى اسْمِ أَحَدٍ مِنْ سَائِرِ الْخَمْسِينَ إِلَّا مَنْ تَقَدَّمَ وَزَادَ بن الْكَلْبِيِّ ثُمَّ حَلَفُوا عِنْدَ الرُّكْنِ أَنَّ خِدَاشًا بَرِيء من دم للمقتول قَوْله فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ قَالَ بن التِّين كَأَن الَّذِي أخبر بن عَبَّاسٍ بِذَلِكَ جَمَاعَةٌ اطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ إِلَى صِدْقِهِمْ حَتَّى وَسِعَهُ أَنْ يَحْلِفَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ حِينَ الْقَسَامَةِ لَمْ يُولَدْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَمْكَنُ فِي دُخُولِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحِ قَوْلُهُ فَمَا حَالَ الْحَوْلُ أَيْ مِنْ يَوْمِ حَلَفُوا قَوْلُهُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَر وَفِي الثَّمَانِية وَعند الْأصيلِيّ وَالْأَرْبَعِينَ وَقَوله عَيْنٌ تَطْرِفُ بِكَسْرِ الرَّاءِ أَيْ تَتَحَرَّكُ زَادَ بن الْكَلْبِيِّ وَصَارَتْ رِبَاعُ الْجَمِيعِ لِحُوَيْطِبٍ فَبِذَلِكَ كَانَ أَكْثَرُ مَنْ بِمَكَّةَ رِبَاعًا وَرَوَى الْفَاكِهِيُّ مِنْ طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَلَفَ نَاسٌ عِنْدَ الْبَيْتِ قَسَامَةً عَلَى بَاطِلٍ ثُمَّ خَرَجُوا فَنَزَلُوا تَحْتَ صَخْرَةٍ فَانْهَدَمَتْ عَلَيْهِمْ وَمِنْ طَرِيقِ طَاوُسٍ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُصِيبُونَ فِي الْحَرَمِ شَيْئًا إِلَّا عُجِّلَتْ لَهُمْ عُقُوبَتُهُ وَمِنْ طَرِيقِ حُوَيْطِبٍ أَنَّ أَمَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَاذَتْ بِالْبَيْتِ فَجَاءَتْهَا سَيِّدَتُهَا فَجَبَذَتْهَا فَشَلَّتْ يَدُهَا وَرُوِّينَا فِي كِتَابِ مُجَابِي الدَّعْوَةِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ فِي مَعْنَى سُرْعَةِ الْإِجَابَةِ بِالْحَرَمِ لِلْمَظْلُومِ فِيمَنْ ظَلَمَهُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ كَانَ يُفْعَلُ بِهِمْ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِيَتَنَاهَوْا عَنِ الظُّلْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ الْبَعْثَ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ أَخَّرَ الْقِصَاصَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَرَوَى الْفَاكِهِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ يُوشِكُ أَنْ لَا يُصِيبَ أَحَدٌ فِي الْحَرَمِ شَيْئًا إِلَّا عُجِّلَتْ لَهُ الْعُقُوبَةُ فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ قَبْضِ الْعِلْمِ وَتَنَاسِي أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ أُمُورَ الشَّرِيعَةِ فَيَعُودُ الْأَمْرُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عشر

    باب الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ(القسامة في الجاهلية) بفتح القاف وتخفيف السين المهملة مأخوذة من القسم وهي اليمين وهي في عرف الشرع حلف معين عند التهمة بالقتل على الإثبات أو النفي أو هي مأخوذة من قسمة الإيمان على الحالفين، وثبتت هذه الترجمة عند الأكثرين عن الفربري هنا وسقطت للنسفي قال ابن حجر: وهو أوجه لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3667 ... ورقمه عند البغا: 3845 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي لاَ تَنْفِرُ الإِبِلُ، فَأَعْطَاهُ عِقَالاً فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ. فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإِبِلُ إِلاَّ بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإِبِلِ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ. قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ؟ قَالَ: فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ. فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ؟ قَالَ: مَا أَشْهَدُ وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ. قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَكُنْتَ: إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاسألْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ. وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ. فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ. قَالَ: قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ. فَمَكُثَ حِينًا ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ. قَالَ: يَا بَنِي هَاشِمٍ، قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ. قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو طَالِبٍ. قَالَ: أَمَرَنِي فُلاَنٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ. فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، وَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ. فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا نَحْلِفُ. فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ وَلاَ تَصْبُرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ، فَفَعَلَ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلاً أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا مِنِّي وَلاَ تَصْبُرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبِرُ الأَيْمَانُ، فَقَبِلَهُمَا. وَجَاءَ ثَمَانِيةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِينَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَالَ الْحَوْلُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ".وبه قال: (حدّثنا أبو معمر) بسكون العين المهملة بين فتحتين عبد الله بن عمرو المقعد المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف قال: (حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد أبو عبيدة البصري التنوري قال: (حدّثنا قطن) بفتح القاف والطاء المهملة بعدها نون ابن كعب البصري القطعي بضم القاف وفتح المهملة الأولى (أبو الهيثم) بالمثلثة قال: (حدّثنا أبو يزيد) من الزيادة (المدني) ولأبي ذر المديني البصري قال في الفتح: ويقال له المديني بزيادة تحتية، ولعل أصله كان من المدينة ولكن لم يرو عنه أحد من أهلها، وسئل عنه مالك فلم يعرفه ولم يعرف اسمه، وقد وثقه ابن معين وغيره وليس له ولا للراوي عنه في البخاري إلا هذا الموضع (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال: إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا) بلام التأكيد (بني هاشم) كان الحكم بها وبني مجرور بدل من الضمير المجرور وذلك أنه (كان رجل من بني هاشم) هو عمرو بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف كما قال الزبير بن بكار، وكأنه نسبه إلى بني هاشم مجازًا لما كان بين بني هاشم وبني المطلب من المودة والمؤاخاة وسماه ابن الكلبي عامرًا (استأجره رجل من قريش) اسمه خداش بخاء معجمة مكسورة فدال مهملة وبعد الألف شين معجمة ابن عبد الله بن أبي قيس العامري كما عند الزبير بن بكار، وللأصيلي وأبي ذر فيما ذكره في الفتح استأجر رجلاً من قريش قال: وهو مقلوب والصواب الأول (من فخذ أخرى) بكسر الخاء المعجمة وتسكن آخره معجمة (فانطلق) الأجير (معه) مع المستأجر (في إبله) إلى الشام (فمر رجل به) أي بالأجير ولأبي ذر وابن عساكر فأمر به رجل (من بني هاشم) لم يسم (قد انقطعت عروة جوالقه) بضم الجيم وكسر اللام مصححًا عليها في الفرع كالأصل من غير همز أي وعائه ويكون من جلود وغيرها فارسي معرب (فقال) للأجير: (أغثني) بمثلثة من الإغاثة (بعقال) بكسر
    العين المهملة بحبل (أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل) بكسر الفاء وضم الراء مصححًا عليها في الفرع وأصله (فأعطاه عقالا فشدّ به عروة جوالقه فلما نزلوا) منزلاً (عقلت الإبل) بضم العين مبنيًّا للمفعول (إلا بعيرًا واحدًا) لم يعقل لعدم وجدان عقاله الذي شد به الجوالق (فقال الذي استأجره: ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل. قال) له الأجير: (ليس له عقال. قال) المستأجر له: (فأين عقالها؟) زاد الفاكهي من وجه آخر عن أبي معمر شيخ المؤلّف فقال: مر بي رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه واستغاث في فأعطيته (قال: فحذفه) بالمهملة والذال المعجمة أي رماه (بعصا) أصابت مقتله (كان فيها أجله) وقول العيني تبعًا للحافظ ابن حجر -رحمه الله- قوله فمات أي أشرف على الموت ظاهره أنه من الحديث عند البخاري، ولم أجده في أصل من أصوله بعد الكشف عنه فالله أعلم. نعم قوله فكان فيها أجله معناه مات لكنه لا يلزم منه الفورية بدليل قوله: (فمرّ به رجل من أهل اليمن) لم يسم أي قبل أن يقضي (فقال) له: (أتشهد الموسم) أي موسم الحج (قال) الرجل المار: (ما أشهد) بحذف ضمير المفعول (وربما شهدته قال) له: (هل أنت مبلغ) بضم الميم وسكون الموحدة وكسر اللام (عني رسالة مرة من الدهر؟) بسكون الهاء وفياليونينية بفتحها أي وقتًا من الأوقات (قال: نعم) أفعل ذلك (قال: فكنت) بضم الكاف وسكون النون وضم الفوقية مصححًا عليها في الفرع كأصله وفي غيره بفتحها على الخطاب من الكون فيهما ولأبي ذر فكتب بالفوقية والموحدة من الكتابة قال ابن حجر رحمه الله: وهذه أوجه من الأولى. وقال عياض: إنها بالنون عند الحموي والمستملي وإنها التي في أصل سماعه (إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش) بإثبات الهمزة في الفرع وبحذفها في غيره على الاستغاثة (فإذا أجابوك فناد يا آل بني هاشم) بالهمزة وحذفها كسابقه (فإن أجابوك فاسأل) بسكون السين بعدها همزة في الفرع وفي اليونينية فسل بفتح السين من غير همز (عن أبي طالب فأخبره أن فلانًا) الذي استأجرني (قتلني في) أي بسبب (عقال ومات المستأجر) بفتح الجيم بسبب تلك الحذفة بعد أن أوصى اليماني بما أوصاه.(فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال) له: (ما فعل صاحبنا؟ قال: مرض فأحسنت القيام عليه) وتوفي (فوليت دفنه) بفتح الواو وكسر اللام (قال) أبو طالب (قد كان أهل ذاك) بغير لام ولأبي ذر ذلك (منك فمكث حينًا) بضم الكاف (ثم إن الرجل) اليماني (الذي أوصى إليه أن يبلغ) بضم التحتية وسكون الموحدة وكسر اللام (عنه) ما ذكر (وافى الموسم) أي أتاه (فقال: يا آل قريش. قالوا) له: (هذه قريش. قال: يا آل بني هاشم) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي يا بني هاشم (قالوا: هذه بنو هاشم قال: أين) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي من (أبو طالب؟ قالوا: هذا أبو طالب. قال) له: (أمرني فلان أن أبلغك) بضم الهمزة وسكون الموحدة (رسالة أن) بفتح الهمزة (فلانًا قتله في) أي بسبب (عقال) وزاد ابن الكلبي فأخبره بالقصة وخداش يطوف بالبيت لا يعلم بما كان فقام رجال من بني هاشم إلى خداش فضربوه وقالوا: قتلت صاحبنا فجحد (فأتاه أبو طالب فقال) له: (اختر منا إحدى ثلاث) كانت معروفة عندهم (إن شئت أن تؤدي) بهمزة مفتوحة (مائة من الإبل فإنك) أي بسبب أنك (قتلت صاحبنا، وإن شئت حلف) بلفظ الماضي (خمسون من قومك أنك) بفتح الهمزة وكسرها في اليونينية (لم تقتله، فإن أبيت) أي امتنعت من ذلك (قتلناك به) والظاهر أن هذه هي الثالثة. وعند الزبير بن بكار أنهم تحاكموا في ذلك إلى الوليد بن المغيرة فقضى أن يحلف خمسون رجلاً من بني عامر عند البيت ما قتله خداش.(فأتى قومه) فذكر لهم ذلك (فقالوا: نحلف فأتته) أي أبا طالب (امرأة من بني هاشم) اسمها زينب بنت علقمة أخت المقتول (كانت تحت رجل منهم) اسمه عبد العزى بن قيس العامري (قد ولدت له) ولدا اسمه حويطب بمهملتين مصغرًا وله صحبة (فقالت:
    يا أبا طالب أحب أن تجيز)
    بجيم وزاي تسقط (ابني) حويطبًا (هذا) من اليمين وتعفو عنه (برجل) أي بدل رجل (من الخمسين ولا تصبر يمينه) بفتح الفوقية وسكون الصاد المهملة وضم الموحدة وتكسر مجزوم على النهي، ولأبي ذر: ولا تصبر بضم أوّله وكسر ثالثه أي ولا تلزمه باليمين (حيث تصبر الإيمان) بضم الفوقية وفتح الموحدة بين الركن والمقام (ففعل) أبو طالب ما سألته (فأتاه رجل منهم) لم يسم (فقال: يا أبا طالب أردت خمسين رجلاً أن يحلفوا مكان مائة من الإبليصيب) فعل مضارع (كل رجل) بنصب كل على المفعولية (بعيران هذان بعيران فأقبلهما عني) بفتح الموحدة (ولا تصبر) بفتح أوله وضم ثالثه وقد تكسر، ولأبي ذر: ولا تصبر بضم أوّله وكسر ثالثه (يميني حيث تصبر الأيمان) بضم أوّله وفتح ثالثه مبنيًا للمفعول وبكسر الموحدة مبنيًّا للفاعل (فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون) رجلاً (فحلفوا) زاد ابن الكلبي عند الركن أن خداشًا بريء من دم المقتول.(قال ابن عباس) -رضي الله عنهما- بالسند المذكور: (فوالذي نفسي بيده ما حال) ولأبى ذر عن الكشميهني: ما جاء (الحول) من يوم حلفهم (ومن الثمانية وأربعين) الذين حلفوا وللأصيلي وابن عساكر: والأربعين (عين تطرف) بكسر الراء أي تتحرك زاد ابن الكلبي وصارت رباع الجميع لحويطب، فلذا كان أكثر من بمكة رباعًا.استشكل قول ابن عباس -رضي الله عنهما- فوالذي نفسي بيده إلى آخره مع كونه حين ذاك لم يولد. وأجيب: باحتمال أن الذي أخبره بذلك جماعة اطمأنت نفسه إلى صدقهم حتى وسعه أن يحلف على ذلك قاله السفاقسي. وقال في الفتح: ويحتمل أن يكون الذي أخبره بذلك هو النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: وهو أمكن في دخول هذا الحديث في الصحيح. وقال في الكواكب: فيه ردع للظالمين وسلوة للمظلومين، ووجه الحكمة في هلاكهم كلهم أن يتمانعوا من الظلم إذ لم يكن فيهم إذ ذاك نبي ولا كتاب ولا كانوا يؤمنون بالبعث، فلو تركوا مع ذلك هملاً لأكل القوي الضعيف ولاقتضم الظالم المظلوم. وروى الفاكهي كما ذكره في الفتح من طريق ابن أبي نجيح عن أبيه قال: حلف ناس عند البيت قسامة على باطل ثم خرجوا فنزلوا تحت صخرة فانهدمت عليهم.وهذا الحديث أخرجه النسائي في القسامة، ومباحث القسامة تأتي إن شاء الله تعالى في محلها بعون الله وقوّته.

    (بابُ الْقَسَامَةُ فِي الجَاهِلِيَّةِ)أَي: هَذَا بَيَان الْقسَامَة الَّتِي كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة وأقرت فِي الْإِسْلَام، والقسامة أَقسَام المتهمين بِالْقَتْلِ على نفي الْقَتْل عَنْهُم، وَقيل: هِيَ قسْمَة الْيَمين عَلَيْهِم، وَعند الشَّافِعِي: قسْمَة أَوْلِيَاء الدَّم الْأَيْمَان على أنفسهم بِحَسب استحقاقهم الدَّم، أَو أقسامهم وَلَا يلْزم عَلَيْهِم، تَحْلِيف أهل الْجَاهِلِيَّة الْمُدعى عَلَيْهِم إِذْ لَا حجَّة فِي فعلهم، وَفِي بعض النّسخ: بابُُ الْقسَامَة فِي الْجَاهِلِيَّة، وَهَذِه التَّرْجَمَة ثبتَتْ عِنْد أَكثر الروَاة عَن الْفربرِي، وَلم تقع عِنْد النَّسَفِيّ.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3667 ... ورقمه عند البغا:3845 ]
    - حدَّثنا أبُو مَعْمَرٍ حدَّثنا عبْدُ الوَارِثِ حدَّثنا قَطَنٌ أبُو الهَيْثَمِ حدَّثَنَا أبُو يَزِيدَ المَدَنِيُّ عنْ عِكْرَمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُمَا قَالَ إنَّ أوَّلَ قَسامَةٍ كانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ لَفِينا بَنِي هاشِمٍ كانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ اسْتَأجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخْذٍ أخْرَى فانْطَلَقَ معَهُ فِي إبِلِهِ فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ فَقالَ أغِثْنِي بِعِقَالٍ أشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقي لاَ تَنْفِرُ الإبِلُ فأعْطَاهُ عقَالًا فشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ فلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الأبِلُ إلاَّ بَعِيرَاً وَاحِداً فَقالَ الَّذِي اسْتَأجَرَهُ مَا شأنُ هَذَا البَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإبِلِ قَالَ لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ قَالَ لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ قَالَ فأيْنَ عِقَالُهُ قَالَ فَحَذَفَهُ بِعَصَاً كانَ فِيهَا أجَلُهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الْيَمَنِ فَقالَ أتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ قَالَ مَا أشْهَدُ ورُبَّمَا شَهِدْتُهُ قَالَ هَلْ أنْتُ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ قَالَ نَعمْ قَالَ فَكُنْتُ إذَا أنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ فإذَا أجَابُوكَ فَنادِ يَا آلَ بَنِي هاشِمٍ فإنْ أجابُوكَ فَسَلْ عنْ أبي طالِبٍ فأخْبِرْهُ أنَّ فُلاناً قتَلَنِي فِي عِقَالٍ وماتَ المُسْتَأجَرُ فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأجَرَهُ أتاهُ أبُو طَالِبٍ فَقالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا قَالَ مرِضَ فأحْسَنْتُ الْقِيَامَ علَيْهِ فوَلِيتُ دَفْنَهُ قَالَ قَدْ كانَ أهْلَ ذَاكَ مِنْكَ فَمَكُثَ حِينَاً ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أوْصَى إلَيْهِ أنْ يُبْلِغَ عنْهُ وَافى المَوْسِمَ فَقَالَ يَا آلَ قُرَيْشٍ قالُوا هاذِهِ قُرَيْشٌ قَالَ يَا آلَ بَنِي هاشِمٍ قالُوا هاذِهِ بَنُو هاشِمٍ قَالَ أيْنَ أبُو طَالِبٍ قالُوا هاذَا أبُو طَالِبٍ قَالَ أمَرَنِي فُلانٌ أنْ أُبْلِغَكَ رِسالَةً أنَّ فُلاَناً فِي عِقَالٍ فأتاهُ أبُو طَالِبٍ فَقالَ لَهُ اخْتَرْ مِنَّا إحْدَى ثَلاثٍ إنْ شِئْتَ أنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ فإنَّكَ قتَلْتَ صاحِبَنَا وإنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ فإنْ أبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ فأتَى قَوْمَهُ فقالُوا نَحْلِفُ فأتَتْهُ امْرَأةٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ كانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قدْ ولَدَتْ لَهُ فقالَتْ يَا أبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الخَمْسِينَ ولاَ تَصْبُرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأيْمَانُ فَفَعَلَ فأتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقال يَا أبَا طالِبٍ أرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلاً أنْ يَحلِفُوا مَكانَ مِائَةٍ مِنَ الإبِلِ يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ هَذَانِ بَعِيرَانِ فاقْبَلْهُمَا عَنِّي ولاَ تَصْبُرْ يَمِيني حَيْثُ تُصْبَرُ الأيْمَانُ فَقَبِلَهُمَا وجاءَ ثَمانِيَةٌ وأرْبَعُونَ فحَلَفُوا قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حالَ الحَوْلُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وأرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ.
    مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَأَبُو معمر عبد الله بن عَمْرو المقعد وَقد تكَرر ذكره، وَعبد الْوَارِث هُوَ بن سعيد أَبُو عُبَيْدَة، وقطن، بِالْقَافِ والطاء الْمُهْملَة ثمَّ النُّون: هُوَ ابْن كَعْب أَبُو الْهَيْثَم الْقطعِي بِضَم الْقَاف الْبَصْرِيّ وَأَبُو يزِيد من الزِّيَادَة الْمدنِي الْبَصْرِيّ وَيُقَال لَهُ: الْمَدِينِيّ بِزِيَادَة الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَلَعَلَّ أَصله كَانَ من الْمَدِينَة، وَلَكِن لم يرو عَنهُ أحد من أهل الْمَدِينَة، وَسُئِلَ عَنهُ مَالك فَلم يعرفهُ، وَلَا عرف إسمه وَقد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره، وَلَيْسَ لَهُ وَلَا للراوي عَنهُ فِي البُخَارِيّ إلاَّ هَذَا الحَدِيث.وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْقسَامَة عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن معمر نَحوه.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (إِن أول قسَامَة) أَي: فِي حكم أبي طَالب، وَاخْتلفُوا فِي أول من سنّ الدِّيَة مائَة من الْإِبِل، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: عبد الْمطلب، وَقيل: القلمس، وَقيل: النَّضر بن كنَانَة بن خُزَيْمَة قتل أَخَاهُ لأمه فوداه مائَة من الْإِبِل من مَاله، وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: وثب ابْن كنَانَة على عَليّ بن مَسْعُود فَقتله، فوداه خُزَيْمَة بِمِائَة من الْإِبِل، فَهِيَ أول دِيَة كَانَت فِي الْعَرَب، وَقيل: قتل مُعَاوِيَة بن بكر بن هوَازن أَخَاهُ زيدا فوداه عَامر بن الضَّرْب مائَة من الْإِبِل، فَهِيَ أول دِيَة كَانَت فِي الْعَرَب. قَوْله: (لفينا) فِي مَحل الرّفْع لِأَنَّهُ خبر لقَوْله: (أول قسَامَة) وَاللَّام فِيهِ لتأكيد معنى الحكم بهَا. قَوْله: (بني هَاشم) ، مجرور لِأَنَّهُ بدل من الضَّمِير الْمَجْرُور، وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِنَّه مَنْصُوب على الإختصاص، وَقَالَ بَعضهم: يحْتَمل أَن يكون نصبا على التَّمْيِيز، أَو على النداء بِحَذْف حرف النداء. قلت: لَا وَجه لِأَن يكون مَنْصُوبًا على التَّمْيِيز لِأَن التَّمْيِيز مَا يرفع الْإِبْهَام المستقر عَن ذَات مَذْكُورَة أَو مقدرَة وَالْمرَاد بالإبهام المستقر مَا كَانَ بِالْوَضْعِ أَي: مَا وَضعه الْوَاضِع مُبْهما، وَلَيْسَ فِي قَوْله: لفينا، إِبْهَام بِوَضْع الْوَاضِع وَلَا وَجه أَيْضا لِأَن يكون مَنْصُوبًا على النداء، لِأَن الْمُنَادِي غير المنادى، وَهنا قَوْله: (بني هَاشم) هُوَ معنى قَوْله: (لفينا) ، وَالْوَجْه مَا ذَكرْنَاهُ. قَوْله: (كَانَ رجل من بني هَاشم) ، هُوَ عَمْرو بن عَلْقَمَة بن الْمطلب بن عبد منَاف نَص عَلَيْهِ الزبير بن بكار فِي هَذِه الْقِصَّة، وَسَماهُ ابْن الْكَلْبِيّ عَامِرًا. قَوْله: (اسْتَأْجرهُ رجل) ، قَالَ الْكرْمَانِي: وَفِي بَعْضهَا حذف الْمَفْعُول مِنْهُ، وَجَاء على الْوَجْهَيْنِ هَكَذَا: اسْتَأْجر رجل فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ، وَأبي ذَر، وَفِي رِوَايَة كَرِيمَة وَغَيرهَا: اسْتَأْجر رجلا من قُرَيْش، وَهُوَ مقلوب، وَالْأول هُوَ الصَّوَاب. قَوْله: (من فَخذ أُخْرَى) ، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَقد تسكن، الْفَخْذ أقل من الْبَطن الْأَقَل من الْعِمَارَة الْأَقَل من الفصيلة الْأَقَل من الْقَبِيلَة. وَنَصّ الزبير بن بكار على أَن الْمُسْتَأْجر الْمَذْكُور: هُوَ خِدَاش بن عبد الله بن أبي قيس العامري، وخداش، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وبدال مُهْملَة وشين مُعْجمَة. قَوْله: (فَمر بِهِ) ، أَي: بالأجير. قَوْله: (عُرْوَة جوالقه) ، بِضَم الْجِيم وَكسر اللَّام: الْوِعَاء من جلدو وَثيَاب وَغَيرهَا، وَهُوَ فَارسي مُعرب، وَأَصله: كواله، وَالْجمع: الجوالق، بِفَتْح الْجِيم والجواليق بِزِيَادَة الْيَاء آخر الْحُرُوف. قَوْله: (أَغِثْنِي) ، من الإغاثة بالغين الْمُعْجَمَة والثاء الْمُثَلَّثَة، وَمَعْنَاهُ: أَعنِي، بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالنُّون. قَوْله: (بعقال) ، بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَهُوَ: الْحَبل، قَوْله: (فَحَذفهُ) ، فِيهِ حذف تَقْدِيره: فأعطيته فَحَذفهُ، بِالْحَاء الْمُهْملَة ويروى بِالْمُعْجَمَةِ، أَي: رَمَاه، والحذف الرَّمْي بالأصابع. قَوْله: (كَانَ فِيهَا أَجله) أَي: فَأصَاب مَقْتَله وأشرف على الْمَوْت بِدَلِيل. قَوْله: (فَمر بِهِ رجل من أهل الْيمن) قبل أَن يقْضِي. قَوْله: (أَتَشهد الْمَوْسِم؟) ، أَي: موسم الْحَج ومجتمعهم. قَوْله: (مرّة من الدَّهْر) أَي: وقتا من الْأَوْقَات. قَوْله: (قَالَ: فَكنت) بِضَم الْكَاف وَسُكُون النُّون من الْكَوْن، هَكَذَا رِوَايَة أبي ذَر، والأصيلي، وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، فَكتب، من الْكِتَابَة وَهُوَ الْأَوْجه، وَفِي رِوَايَة الزبير بن بكار: فَكتب إِلَى أبي طَالب يُخبرهُ بذلك. قَوْله: (يَا آل قُرَيْش) الْهمزَة للاستغاثة. قَوْله: (يَا آل بني هَاشم) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يَا بني هَاشم. قَوْله: (قتلني فِي عقال) أَي: بِسَبَب عقال. قَوْله: (وَمَات الْمُسْتَأْجر) بِفَتْح الْجِيم. قَوْله: (أهل ذَاك) بِالنّصب ويروى. ذَلِك. قَوْله: (وافى الْمَوْسِم) أَي: أَتَاهُ. قَوْله: (أَيْن أَبُو طَالب؟) هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: من أَبُو طَالب؟ هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: من أَبُو طَالب؟ قَوْله: (أَن فلَانا قَتله) ويروى: فتكه، بِالْفَاءِ وَالْكَاف. قَوْله: (إِحْدَى ثَلَاث) يحْتَمل أَن تكون هَذِه الثَّلَاث كَانَت مَعْرُوفَة بَينهم، وَيحْتَمل أَن تكون هَذِه الثَّلَاث كَانَت مَعْرُوفَة بَينهم، وَيحْتَمل أَن يكون شَيْء اخترعه أَبُو طَالب، وَقَالَ ابْن التِّين: لم ينْقل أَنهم تشاوروا فِي ذَلِك وَلَا تدافعوا، فَدلَّ على أَنهم كَانُوا يعْرفُونَ الْقسَامَة قبل ذَلِك، قيل: فِيهِ نظر لقَوْل ابْن عَبَّاس رَاوِي الحَدِيث: إِنَّهَا أول قسَامَة، ورد بِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون مُرَاد ابْن عَبَّاس الْوُقُوع، وَإِن كَانُوا يعْرفُونَ الحكم قبل ذَلِك، وَقد ذكرنَا الِاخْتِلَاف فِيهِ عَن قريب. قَوْله: (إِن شِئْت أَن تُؤدِّي) ويروى: تُؤدِّي، بِدُونِ لَفْظَة: أَن، قَوْله: (فَإنَّك) الْفَاء فِيهِ للسَّبَبِيَّة. قَوْله: (حلف) فعل مَاض. و: (خَمْسُونَ) بِالرَّفْع فَاعله، قَوْله: (فَأَتَتْهُ امْرَأَة من بني هَاشم) هِيَ: زَيْنَب بنت
    عَلْقَمَة أُخْت الْمَقْتُول: (وَكَانَت تَحت رجل مِنْهُم) وَهُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي قيس العامري، وَاسم وَلَدهَا مِنْهُ: حويطب مُصَغرًا بمهملتين وَقد عَاشَ حويطب بعد هَذَا دهراً طَويلا وَله صُحْبَة، وَسَيَأْتِي حَدِيثه فِي كتاب الْأَحْكَام. قَوْله: (أَن تجيزا بني هَذَا) ، بِالْجِيم وَالزَّاي، أَي: تهبه مَا يلْزمه من الْيَمين، وَقَالَ صَاحب (جَامع الْأُصُول) : إِن كَانَ: تجير، بالراء فَمَعْنَاه: تؤمنه من الْيَمين، وَإِن كَانَ بالزاي فَمَعْنَاه: تَأذن لَهُ فِي ترك الْيَمين. قَوْله: (وَلَا تصبر يَمِينه) ، بالصَّاد الْمُهْملَة وبالباء الْمُوَحدَة المضمومة، قَالَ الْجَوْهَرِي: صَبر الرجل إِذا حلف صبرا إِذا حبس على الْيَمين حَتَّى يحلف، والمصبورة هِيَ الْيَمين، وَقَالَ الْخطابِيّ: معنى الصَّبْر فِي الْإِيمَان الْإِلْزَام حَتَّى لَا يَسعهُ أَن لَا يحلف، وَحَاصِل معنى: صَبر الْيَمين، هُوَ أَن يلْزم الْمَأْمُور بهَا وَيكرهُ عَلَيْهَا. قَوْله: (حَيْثُ تصبر الْأَيْمَان) أَي: بَين الرُّكْن وَالْمقَام، وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : وَمن هَذَا اسْتدلَّ الشَّافِعِي على أَنه لَا يحلف بَين الرُّكْن وَالْمقَام على أقل من عشْرين دِينَارا، وَهُوَ مَا يجب فِيهِ الزَّكَاة، قيل: لَا يدرى كَيفَ يَسْتَقِيم هَذَا الِاسْتِدْلَال، وَلم يذكر أحد من أَصْحَاب الشَّافِعِي أَن الشَّافِعِي اسْتدلَّ لذَلِك بِهَذِهِ الْقَضِيَّة. قَوْله: (فَحَلَفُوا) ، زَاد ابْن الْكَلْبِيّ: حلفوا عِنْد الرُّكْن أَن خداشاً بَرِيء من دم الْمَقْتُول. قَوْله: (قَالَ ابْن عَبَّاس: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) قَالَ ابْن التِّين: كَانَ الَّذِي أخبر ابْن عَبَّاس بذلك جمَاعَة اطمأنت نَفسه إِلَى صدقهم حَتَّى وَسعه أَن يحلف على ذَلِك، قيل: يَعْنِي أَنه كَانَ حِين الْقسَامَة لم يُولد، وَيحْتَمل أَن يكون الَّذِي أخبرهُ بذلك هُوَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهَذَا وَجه دُخُول هَذَا الحَدِيث فِي (الصَّحِيح) . قَوْله: (فَمَا حَال الْحول) أَي: من يَوْم حلفوا. قَوْله: (وَمن ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين) ، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: وَمن الثَّمَانِية، وَعند الْأصيلِيّ: وَالْأَرْبَعِينَ. قَوْله: (عين تطرف) ، بِكَسْر الرَّاء، أَي: تتحرك. وَزَاد ابْن الْكَلْبِيّ: وَصَارَت رباع الْجَمِيع لحويطب، فَلذَلِك كَانَ أَكثر من بِمَكَّة رباعاً، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة أَن من ظلم أحدا يعجل لَهُ عُقُوبَته، وروى الفاكهي من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن أَبِيه، قَالَ: حلف نَاس عَن الْبَيْت قسَامَة على بَاطِل، ثمَّ خَرجُوا فنزلوا تَحت صَخْرَة فانهدمت عَلَيْهِم، قَالَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: كَانَ يفعل بهم ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة ليتناهوا عَن الظُّلم، لأَنهم كَانُوا لَا يعْرفُونَ الْبَعْث، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أخر الْقصاص إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.

    حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ فَقَالَ أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي، لاَ تَنْفِرُ الإِبِلُ‏.‏ فَأَعْطَاهُ عِقَالاً، فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإِبِلُ إِلاَّ بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإِبِلِ قَالَ لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ‏.‏ قَالَ فَأَيْنَ عِقَالُهُ قَالَ فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ قَالَ مَا أَشْهَدُ، وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ‏.‏ قَالَ هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ قَالَ نَعَمْ‏.‏ قَالَ فَكُنْتَ إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ‏.‏ فَإِذَا أَجَابُوكَ، فَنَادِ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ‏.‏ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ، وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا قَالَ مَرِضَ، فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ‏.‏ قَالَ قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ‏.‏ فَمَكُثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ فَقَالَ يَا آلَ قُرَيْشٍ‏.‏ قَالُوا هَذِهِ قُرَيْشٌ‏.‏ قَالَ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ‏.‏ قَالُوا هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ‏.‏ قَالَ أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ قَالُوا هَذَا أَبُو طَالِبٍ‏.‏ قَالَ أَمَرَنِي فُلاَنٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً أَنَّ فُلاَنًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ‏.‏ فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاَثٍ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالُوا نَحْلِفُ‏.‏ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ‏.‏ فَقَالَتْ يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ وَلاَ تَصْبُرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ‏.‏ فَفَعَلَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا طَالِبٍ، أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلاً أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي وَلاَ تَصْبُرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبِرُ الأَيْمَانُ‏.‏ فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا‏.‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَالَ الْحَوْلُ وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:The first event of Qasama in the pre-lslamic period of ignorance was practiced by us (i.e. Banu Hashim). A man from Banu Hashim was employed by a Quraishi man from another branch-family. The (Hashimi) laborer set out with the Quraishi driving his camels. There passed by him another man from Banu Hashim. The leather rope of the latter's bag had broken so he said to the laborer, "Will you help me by giving me a rope in order to tie the handle of my bag lest the camels should run away from me?" The laborer gave him a rope and the latter tied his bag with it. When the caravan halted, all the camels' legs were tied with their fetters except one camel. The employer asked the laborer, "Why, from among all the camels has this camel not been fettered?" He replied, "There is no fetter for it." The Quraishi asked, "Where is its fetter?" and hit the laborer with a stick that caused his death (later on Just before his death) a man from Yemen passed by him. The laborer asked (him), "Will you go for the pilgrimage?" He replied, "I do not think I will attend it, but perhaps I will attend it." The (Hashimi) laborer said, "Will you please convey a message for me once in your life?" The other man said, "yes." The laborer wrote: 'When you attend the pilgrimage, call the family of Quraish, and if they respond to you, call the family of Banu Hashim, and if they respond to you, ask about Abu Talib and tell him that so-and-so has killed me for a fetter." Then the laborer expired. When the employer reached (Mecca), Abu Talib visited him and asked, "What has happened to our companion?" He said, "He became ill and I looked after him nicely (but he died) and I buried him." Then Abu Talib said, "The deceased deserved this from you." After some time, the messenger whom the laborer has asked to convey the message, reached during the pilgrimage season. He called, "O the family of Quraish!" The people replied, "This is Quraish." Then he called, "O the family of Banu Hashim!" Again the people replied, "This is Banu Hashim." He asked, "Who is Abu Talib?" The people replied, "This is Abu Talib." He said, "'So-and-so has asked me to convey a message to you that so-and-so has killed him for a fetter (of a camel)." Then Abu Talib went to the (Quraishi) killer and said to him, "Choose one of three alternatives: (i) If you wish, give us one-hundred camels because you have murdered our companion, (ii) or if you wish, fifty of your men should take an oath that you have not murdered our companion, and if you do not accept this, (iii) we will kill you in Qisas." The killer went to his people and they said, "We will take an oath." Then a woman from Banu Hashim who was married to one of them (i.e.the Quraishis) and had given birth to a child from him, came to Abu Talib and said, "O Abu Talib! I wish that my son from among the fifty men, should be excused from this oath, and that he should not take the oath where the oathtaking is carried on." Abu Talib excused him. Then another man from them came (to Abu Talib) and said, "O Abu Talib! You want fifty persons to take an oath instead of giving a hundred camels, and that means each man has to give two camels (in case he does not take an oath). So there are two camels I would like you to accept from me and excuse me from taking an oath where the oaths are taken. Abu Talib accepted them from him. Then 48 men came and took the oath. Ibn `Abbas further said:) By Him in Whose Hand my life is, before the end of that year, none of those 48 persons remained alive

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Ma'mar] telah menceritakan kepada kami ['Abdul Warits] telah menceritakan kepada kami [Qathan Abu Al Haitsam] telah menceritakan kepada kami [Abu Yazid Al Madani] dari ['Ikrimah] dari [Ibnu 'Abbas] radliallahu 'anhuma berkata; Sesungguhnya sumpah yang pertama kali terjadi pada masa jahiliyyah adalah apa yang dilakukan oleh kami, Bani Hasyim. Dahulu ada seorang dari Bani Hasyim disewa oleh seseorang dari Quraisy dari kabilah lain. Dia pergi bersamanya dengan untanya lalu lewatlah seorang laki-laki dari Bani Hasyim yang tali pegangan kantung airnya terputus. Dia berkata; "Tolonglah aku dengan seutas tali yang aku akan gunakan untuk mengikat pegangan kantung airku agar tidak ditumpahkan oleh unta". Maka diapun memberikan kepadanya seutas tali dan mengikat pegangan kantung airnya. Setelah mereka singgah, unta-unta itu didudukkan atau ditambatkan kecuali satu ekor. Lalu orang yang mengupahnya bertanya; "Mengapa unta yang satu ini tidak ditambatkan sebagaimana unta-unta lainnya?". 'pembantu tersebut menjawab; "Ia tidak memiliki tali". Orang yang mengupahnya bertanya lagi; "Kemana talinya?". Ibnu Abbas melanjutkan; Lalu penyewa tersebut melemparinya dengan tongkat sehingga menemui ajalnya. Kemudian seorang laki-laki dari Yaman melewati pembantu tersebut, maka pembantu tersebut berkata; "Apakah engkau akan menghadiri musim haji?". Orang itu menjawab; "Aku tidak hendak menghadirinya namun barangkali bisa saja aku menghadirinya". Dia bertanya lagi; "Apakah kamu mau menjadi orang yang menyampaikan suratku sekali saja sepanjang masa?". Orang itu menjawab; "Ya baiklah". Dia berkata; "Jika kamu menghadiri musim haji, maka berserulah; "Wahai keluarga Quraisy". Jika mereka menjawabnya, maka serulah; "Wahai keluarga Bani Hasyim". Dan bila mereka menjawab lagi, maka tanyalah tentang Abu Thalib lalu kabarkanlah kepadanya bahwa si fulan telah membunuhku karena tali." Kemudian orang yang disewa tersebut meningal. Ketika orang yang mengupahnya tiba, Abu Thalib menemuinya dan bertanya; "Apa yang diperbuat saudara kami?". Maka dia menjawab; "Dia sakit lalu aku mengurusnya dengan baik dan aku telah menguburkannya". Abu Thalib berkata; "Sungguh perbuatanmu sangat baik." Berlalulah beberapa waktu, kemudian laki-laki yang mendapat pesan untuk menyampaikan surat dari orang yang di sewa datang untuk menghadiri musim haji, dan dia berseru; "Wahai keluarga Quraisy". Mereka menjawab; "Inilah suku Quraisy". Dia berkata lagi; "Wahai keluarga Bani Hasyim" Mereka menjawab; "Inilah keluarga Bani Hasyim". Laki-laki itu berseru kembali; "Mana Abu Thalib?". Mereka menjawab; "Ini Abu Thalib". Laki-laki itu melanjutkan; "Si fulan memerintahkan kepadaku untuk menyampaikan surat, bahwa si fulan telah membunuhnya karena sebab tali". Maka Abu Thalib menemuinya seraya berkata kepadanya; "Pilihlah salah satu dari tiga hal yang kami tawarkan. Jika mau, kamu dapat membayar dengan tebusan dengan seratus unta karena kamu telah membunuh keluarga kami atau jika tidak, lima puluh orang dari kaummu harus bersumpah bahwa kamu tidak membunuhnya. Jika kamu menolak, kami akan membunuhmu sebagai balasan karena telah membunuh shahabat kami". Maka laki-laki itu menemui kaummnya, lalu mereka berkata; "Kami siap bersumpah". lalu ada seorang wanita Bani Hasyim yang suaminya termasuk diantara orang-orang yang bersumpah dan telah melahirkan anak untuknya datang menemui Abu Thalib dan berkata; "Wahai Abu Thalib, aku senang bila engkau membolehkan anakku ini (sebagai pengganti) seseorang dari lima puluh laki-laki yang bersumpah dan janganlah engkau wajibkan sumpah kepadanya saat sumpah diwajibkan". Maka Abu Thalib menerimanya. Kemudian datang seorang laki-laki dari mereka dan berkata; "Wahai Abu Thalib, apakah kamu menghendaki sumpah lima puluh orang sebagai penggamti seratus unta yang berarti setiap satu orang menanggung dua ekor unta? Inilah dua unta dan terimalah dariku dan jangan engkau mewajibkan sumpah atasku saat sumpah itu diwajibkan". Lalu Abu Thalib menerima dua unta itu. Kemudian datanglah empat puluh delapan orang lalu mereka bersumpah. Ibnu 'Abbas berkata; "Demi Dzat yang jiwaku berada di tangan-Nya, belum berlalu masa satu tahun melainkan keempat puluh delapan orang yang bersumpah itu meninggal dunia

    İbn Abbas r.a. dedi ki: "Şüphesiz cahiliye dönemindeki ilk kasame şüphesiz bizim aramızda, yani Haşim oğulları arasında görülmüştür. Haşim oğullarından bir adamı, Kureyş'in bir başka boyundan, bir başkası ücretle tutmuştu. Onunla birlikte develeriyle beraber yola koyuldu. Ücretli tuttuğu o işçinin yanından, heybelerinin bağları kopmuş Haşimoğullarından bir başka adam geçti. Heybelerini bağlayabileceğim bir ip getirerek yardıma koş ki develer ürküp kaçmasın, dedi. Ona bir ip verdi, o da heybelerini onunla bağladı. Bir yere inip konakladıklarında bir deve dışında bütyn develer kazığa bağlandı. Onu ücretle tutan kişi, bütün develer arasında şu kazığa bağlanmayan devenin durumu neden böyle, diye sordu. İşçi, onun yuları yok, dedi. Adam, yuları nerde diye sorunca, işçi, onu attı, diye cevap verdi. O (ücretle onu tutan kişi) da ecelinin gelmesine sebep teşkil eden bir sopa ile ona vurdu. Yemenlilerden bir adam yanından geçti. Hac mevsiminde bulunacak mısın, diye sordu. Yemenli, her zaman bulunmam ama bulunduğum da olur, dedi. Adam, peki herhangi bir zamanda benden bir mesaj ulaştırabilir misin, diye sordu. Yemenli, olur dedi. (İbn Abbas) dedi ki: Sen hac mevsiminde bulunduğun takdirde, ey KureyşIiler diye seslen. Sana cevap verdikleri vakit sen de, Ey Haşim oğulları hanedanı diye seslen. Sana karşılık verirlerse, Ebu Talib'i sor ve ona şunu haber ver: Filan kişi beni bir deve yuları dolayısıyla öldürdü. Daha sonra ücretle kiralanan kişi öldü. Onu ücretle tutan kişi (Mekke'ye) gelince Ebu Talib onun yanına giderek, bizim arkadaşımız ne yaptı, diye sordu. O kişi, Sizin adamınız hastalandı, ben de ona güzel bir şekilde baktım. Sonra da kendim onu defnettim, dedi. (Ebu Talib): Sana da böyle yapmak yakışırdı, dedi. Bir süre böylece geçti. Daha sonra kendisine bu vasiyeti kendi adına bildirmesini söylediği kişi hacca geldi. Ey Kureyşliler, diye seslendi. Kureyşliler bizleriz, dediler. Ey Haşim oğulları dedi. Haşim oğulları bizleriz, dediler. Ebu Talib nerede diye sordu. İşte bu Ebu Talib'tir, dediler. Ona dedi ki: Filan kişi bana sana şu haberi bildirmemi emretti, Filan kişi onu bir deve yuları dolayısıyla öldürdü. Ebu Talib o adamın yanına giderek ona, bizden şu üç şeyden birisini seçerek kabul et, dedi. Dilersen yüz deve ödersin. Çünkü bizim arkadaşımızı öldürdün. Dilersen senin kavminden elli kişi onu öldürmediğine dair yemin etsinler. Eğer bunları kabul etmeyecek olursan biz de adamımıza karşılık olarak seni öldürürüz. O kişi kavminin yanına gitti, kavmi yemin ederiz dediler. Onun (Ebu Talib'in) yanına o kavimden bir adamın nikahı altında olup, ondan da çocuğu doğmuş bulunan Haşim oğullarından bir kadın gelerek, ey Ebu Talib dedi. Benim bu oğlumu yemin etmesini istediğin elli adamın dışında tutmanı ve kat'i olarak yemin edilen yerde onu yemin etmekle yükümlü tutmamanı diliyorum. Ebu TaIib onun istediğini yaptı. Onlardan bir adam gelerek: Ey Ebu Talib, yüz deveye karşılık elli adamın yemin etmesini istedin. Buna göre her bir adama iki deve isabet eder. İşte sana iki deve. Benden bunları kabul et ve kesin olarak yeminlerin yapıldığı yerde yemin etmekten beni muaf tut, dedi. Ebu Talib bu iki deveyi de kabul etti. Diğer kırk sekiz kişi gelip yemin ettiler." İbn Abbas dedi ki: "Nefsim elinde olan (Allah)'a yemin ederim ki bir sene bu olayın üzerinden geçmeden o kırk sekiz kişiden gözünü kırpan tek kişi kalmamıştı

    ہم سے ابومعمر نے بیان کیا، کہا ہم سے عبدالوارث نے بیان کیا، کہا ہم سے قطن ابوالہیثم نے کہا، ہم سے ابویزید مدنی نے، ان سے عکرمہ نے اور ان سے ابن عباس رضی اللہ عنہما نے بیان کیا جاہلیت میں سب سے پہلا قسامہ ہمارے ہی قبیلہ بنو ہاشم میں ہوا تھا، بنو ہاشم کے ایک شخص عمرو بن علقمہ کو قریش کے کسی دوسرے خاندان کے ایک شخص ( خداش بن عبداللہ عامری ) نے نوکری پر رکھا، اب یہ ہاشمی نوکر اپنے صاحب کے ساتھ اس کے اونٹ لے کر شام کی طرف چلا وہاں کہیں اس نوکر کے پاس سے ایک دوسرا ہاشمی شخص گزرا، اس کی بوری کا بندھن ٹوٹ گیا تھا۔ اس نے اپنے نوکر بھائی سے التجا کی میری مدد کر اونٹ باندھنے کی مجھے ایک رسی دیدے، میں اس سے اپنا تھیلا باندھوں اگر رسی نہ ہو گی تو وہ بھاگ تھوڑے جائے گا۔ اس نے ایک رسی اسے دے دی اور اس نے اپنی بوری کا منہ اس سے باندھ لیا ( اور چلا گیا ) ۔ پھر جب اس نوکر اور صاحب نے ایک منزل پر پڑاؤ کیا تو تمام اونٹ باندھے گئے لیکن ایک اونٹ کھلا رہا۔ جس صاحب نے ہاشمی کو نوکری پر اپنے ساتھ رکھا تھا اس نے پوچھا سب اونٹ تو باندھے، یہ اونٹ کیوں نہیں باندھا گیا کیا بات ہے؟ نوکر نے کہا اس کی رسی موجود نہیں ہے۔ صاحب نے پوچھا کیا ہوا اس کی رسی؟ اور غصہ میں آ کر ایک لکڑی اس پر پھینک ماری اس کی موت آن پہنچی۔ اس کے ( مرنے سے پہلے ) وہاں سے ایک یمنی شخص گزر رہا تھا۔ ہاشمی نوکر نے پوچھا کیا حج کے لیے ہر سال تم مکہ جاتے ہو؟ اس نے کہا ابھی تو ارادہ نہیں ہے لیکن میں کبھی جاتا رہتا ہوں۔ اس نوکر نے کہا جب بھی تم مکہ پہنچو کیا میرا ایک پیغام پہنچا دو گے؟ اس نے کہا ہاں پہنچا دوں گا۔ اس نوکر نے کہا کہ جب بھی تم حج کے لیے جاؤ تو پکارنا: اے قریش کے لوگو! جب وہ تمہارے پاس جمع ہو جائیں تو پکارنا: اے بنی ہاشم! جب وہ تمہارے پاس آ جائیں تو ان سے ابوطالب پوچھنا اور انہیں بتلانا کہ فلاں شخص نے مجھے ایک رسی کے لیے قتل کر دیا۔ اس وصیت کے بعد وہ نوکر مر گیا، پھر جب اس کا صاحب مکہ آیا تو ابوطالب کے یہاں بھی گیا۔ جناب ابوطالب نے دریافت کیا ہمارے قبیلہ کے جس شخص کو تم اپنے ساتھ نوکری کے لیے لے گئے تھے اس کا کیا ہوا؟ اس نے کہا کہ وہ بیمار ہو گیا تھا میں نے خدمت کرنے میں کوئی کسر نہیں اٹھا رکھی ( لیکن وہ مر گیا تو ) میں نے اسے دفن کر دیا۔ ابوطالب نے کہا کہ اس کے لیے تمہاری طرف سے یہی ہونا چاہئے تھا۔ ایک مدت کے بعد وہی یمنی شخص جسے ہاشمی نوکر نے پیغام پہنچانے کی وصیت کی تھی، موسم حج میں آیا اور آواز دی: اے قریش کے لوگو! لوگوں نے بتا دیا کہ یہاں ہیں قریش اس نے آواز دی، اے بنو ہاشم! لوگوں نے بتایا کہ بنو ہاشم یہ ہیں اس نے پوچھا ابوطالب کہاں ہیں؟ لوگوں نے بتایا تو اس نے کہا کہ فلاں شخص نے مجھے ایک پیغام پہنچانے کے لیے کہا تھا کہ فلاں شخص نے اسے ایک رسی کی وجہ سے قتل کر دیا ہے۔ اب جناب ابوطالب اس صاحب کے یہاں آئے اور کہا کہ ان تین چیزوں میں سے کوئی چیز پسند کر لو اگر تم چاہو تو سو اونٹ دیت میں دے دو کیونکہ تم نے ہمارے قبیلہ کے آدمی کو قتل کیا ہے اور اگر چاہو تو تمہاری قوم کے پچاس آدمی اس کی قسم کھا لیں کہ تم نے اسے قتل نہیں کیا۔ اگر تم اس پر تیار نہیں تو ہم تمہیں اس کے بدلے میں قتل کر دیں گے۔ وہ شخص اپنی قوم کے پاس آیا تو وہ اس کے لیے تیار ہو گئے کہ ہم قسم کھا لیں گے۔ پھر بنو ہاشم کی ایک عورت ابوطالب کے پاس آئی جو اسی قبیلہ کے ایک شخص سے بیاہی ہوئی تھی اور اپنے اس شوہر سے اس کا بچہ بھی تھا۔ اس نے کہا: اے ابوطالب! آپ مہربانی کریں اور میرے اس لڑکے کو ان پچاس آدمیوں میں معاف کر دیں اور جہاں قسمیں لی جاتی ہیں ( یعنی رکن اور مقام ابراہیم کے درمیان ) اس سے وہاں قسم نہ لیں۔ ابوطالب نے اسے معاف کر دیا۔ اس کے بعد ان میں کا ایک اور شخص آیا اور کہا: اے ابوطالب! آپ نے سو اونٹوں کی جگہ پچاس آدمیوں سے قسم طلب کی ہے، اس طرح ہر شخص پر دو دو اونٹ پڑتے ہیں۔ یہ دو اونٹ میری طرف سے آپ قبول کر لیں اور مجھے اس مقام پر قسم کھانے کے لیے مجبور نہ کریں جہاں قسم لی جاتی ہے۔ ابوطالب نے اسے بھی منظور کر لیا۔ اس کے بعد بقیہ جو اڑتالیس آدمی آئے اور انہوں نے قسم کھائی۔ ابن عباس رضی اللہ عنہما نے کہا: اس ذات کی قسم! جس کے ہاتھ میں میری جان ہے ابھی اس واقعہ کو پورا سال بھی نہیں گزرا تھا کہ ان اڑتالیس آدمیوں میں سے ایک بھی ایسا نہیں رہا جو آنکھ ہلاتا۔

    ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত, তিনি বলেন, সর্বপ্রথম কাসামাহ হত্যাকারী গোত্রের লোকের (শপথ গ্রহণ) জাহিলী যুগে অনুষ্ঠিত হয় আমাদের হাশেম গোত্রে। কুরাইশের কোন একটি শাখা গোত্রের একজন লোক বনু হাশিমের একজন মানুষকে মজুর হিসাবে নিয়োগ করল। ঐ মজুর তার সাথে উটগুলির নিকট গমন করল। ঘটনাক্রমে বনু হাশিমের অপর এক ব্যক্তি তাদের নিকট দিয়ে যাচ্ছিল। তাদের নিকটবর্তী হওয়ার পর খাদ্যপূর্ণ বস্তার বাঁধন ছিড়ে গেল। তখন সে মজুর ব্যক্তিটিকে বলল, আমাকে একটি রশি দিয়ে সাহায্য কর, যেন আমার বস্তার মুখ বাঁধতে পারি এবং উটটিও যেন পালিয়ে যেতে না পারে। মজুর তাকে একটি রশি দিল। ঐ ব্যক্তি তার বস্তার মুখ বেঁধে নিল। যখন তারা অবতরণ করল তখন একটি ছাড়া সকল উট বেঁধে রাখা হল। মজুর নিয়োগকারী মজুরকে জিজ্ঞেস করল, সকল উট বাঁধা হল কিন্তু এ উটটি বাঁধা হল না কেন? মজুর উত্তরে বলল, এ উটটি বাঁধার কোন রশি নেই। তখন সে বলল, এই উটটির রশি কোথায়? রাবী বলেন, এ কথা শুনে মালিক মজুরকে লাঠি দিয়ে এমনভাবে আঘাত করল যে শেষ পর্যন্ত এ আঘাতেই তার মৃত্যু হল। আহত মজুরটি যখন মুমূর্ষু অবস্থায় মৃত্যুর প্রহর গুণছিল, তখন ইয়ামানের একজন লোক তার নিকট দিয়ে যাচ্ছিল। আহত মজুর তাকে জিজ্ঞেস করল, আপনি কি এবার হাজ্জে যাবেন? সে বলল, না, তবে অনেকবার গিয়েছি। আহত মজুরটি বলল, আপনি কি আমার সংবাদটি আপনার জীবনে যে কোন সময় পৌঁছে দিতে পারেন? ইয়ামানী লোকটি উত্তরে বলল, হাঁ তা পারব। তারপর মজুরটি বলল, আপনি যখন হজ্জ উপলক্ষে মক্কা্য় উপস্থিত হবেন তখন হে কুরাইশের লোকজন বলে ঘোষণা দিবেন। যখন তারা আপনার ডাকে সাড়া দিবে, তখন আপনি বনু হাশিম গোত্রকে ডাক দিবেন, যদি তারা আপনার ডাকে সাড়া দেয়, তবে আপনি তাদেরকে আবূ তালিব সম্পর্কে জিজ্ঞেস করবেন এবং তাকে পেলে জানিয়ে দিবেন যে, অমুক ব্যক্তি একটি রশির কারণে আমাকে হত্যা করেছে। কিছুক্ষণ পর আহত মজুরটির মৃত্যু হল। মজুর নিয়োগকারী যখন মক্কা্য় ফিরে এল তখন আবূ তালিব তার নিকট গিয়ে জিজ্ঞেস করলেন আমাদের ভাইটি কোথায়? তার কী হয়েছে? এখনও ফিরছে না কেন? সে বলল, আপনার ভাই হঠাৎ ভীষণ রোগে আক্রান্ত হয়ে শেষ পর্যন্ত মারা গেছে। আমি যথাসাধ্য সেবা শুশ্রূষা করেছি। মারা যাওয়ার পর আমি তাকে যথারীতি সমাহিত করেছি। আবূ তালিব বললেন, তুমি এরূপ করবে আমরা এ আশাই পোষণ করি। এভাবে কিছুদিন কেটে গেল। তারপর ঐ ইয়ামানী ব্যক্তি যাকে সংবাদ পৌঁছে দেয়ার জন্য মজুর ব্যক্তিটি অসিয়াত করেছিল, হজ্জব্রত পালনে মক্কায় উপস্থিত হল এবং ‘হে কুরাইশগণ’ বলে ডাক দিল। তখন তাকে বলা হল, এই যে, কুরাইশ। সে আবার বলল, হে বনু হাশিম, বলা হল; এই যে, বনু হাশিম। সে জিজ্ঞেস করল, আবূ তালিব কোথায়? লোকজন আবূ তালিবকে দেখিয়ে দিল। তখন ইয়ামানী লোকটি বলল, আপনাদের অমুক ব্যক্তি আপনার নিকট এ সংবাদটি পৌঁছে দেয়ার জন্য আমাকে অসিয়াত করেছিল যে অমুক ব্যক্তি মাত্র একটি রশির কারণে তাকে হত্যা করেছে। এ কথা শুনে আবূ তালিব মজুর নিয়োগকারী ব্যক্তির নিকট গমন করে বলল; (তুমি আমাদের ভাইকে হত্যা করেছ) কাজেই আমাদের তিনটি প্রস্তাবের যে কোন একটি তোমাকে মেনে নিতে হবে। তুমি হয়ত হত্যার বিনিময়ে একশ’ উট দিবে অথবা তোমার গোত্রের বিশ্বাসযোগ্য পঞ্চাশ জন লোক হলফ করে বলবে যে তুমি তাকে হত্যা করনি। যদি তুমি এও করতে অস্বীকার কর তবে আমরা তোমাকে হত্যার বিনিময়ে হত্যা করব। তখন হত্যাকারী ব্যক্তিটি নিজ গোত্রীয় লোকদের নিকট গমন করে ঘটনা বর্ণনা করল। ঘটনা শুনে তারা বলল, আমরা হলফ করে বলব। তখন বনু হাশিম গোত্রের এক মহিলা যার বিবাহ হত্যাকারীর গোত্রে হয়েছিল এবং তার একটি সন্তানও হয়েছিল, আবূ তালিবের নিকট এসে বলল, হে আবূ তালিব, আমি এ আশা নিয়ে এসেছি যে, আপনি পঞ্চাশ জন হলফকারী হতে আমার এ সন্তানটিকে রেহাই দিবেন এবং ঐ স্থানে তার হলফ নিবেন না যে স্থানে হলফ নেয়া হয়। আবূ তালিব তার আবদারটি মনজুর করলেন। তারপর হত্যাকারীর গোত্রের এক পুরুষ আবূ তালিবের নিকট এসে বলল, হে আবূ তালিব, আপনি একশ’ উটের পরিবর্তে পঞ্চাশ জনের হলফ নিতে চাচ্ছেন, এ হিসাব অনুযায়ী প্রতিটি হলফকারীর উপর দু’টি উট পড়ে। আমার দু’টি উট গ্রহণ করুন এবং যেখানে হলফ করার জন্য দাঁড় করানো হয় সেখানে দাঁড় করানো হতে আমাকে অব্যাহতি দেন। অপর আট চল্লিশজন এসে যথাস্থানে হলফ করল। ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন, আল্লাহর কসম, হলফ করার পর একটি বছর অতিবাহিত হওয়ার পূর্বেই ঐ আটচল্লিশ জনের একজনও বেঁচে ছিল না। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৫৫৯, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அறியாமைக் காலத்தில் நடைபெற்ற முதல் “கசாமா' (எனும் சத்தியம் தொடர்பான சட்டத்தின் அடிப்படையில் தீர்ப்பு வழங்கப்பட்ட சம்பவம்) எங்கள் பனூ ஹாஷிம் குலத்தாரிடையேதான் நிகழ்ந்தது. (அதன் விவரம் வருமாறு:) பனூ ஹாஷிம் குலத்தில் (அம்ர் பின் அல்கமா என்று) ஒருவர் இருந்தார். அவரைக் குறைஷியரில் மற்றொரு கிளையைச் சேர்ந்த (கிதாஷ் பின் அப்தில்லாஹ் என்ற) ஒருவர் கூலிக்கு அமர்த்திக்கொண்டார். அந்தக் கூலிக்காரர் தம் முதலாளியுடன் அவ ருடைய ஒட்டகத்தில் (வாணிபக் குழுவின ருடன் ஷாம் நோக்கிச்) சென்றார். அப்போது பனூ ஹாஷிம் குலத்தைச் சேர்ந்த இன்னொருவர் அந்தக் கூலிக் காரரின் அருகே சென்றுகொண்டிருந்தார். அந்த பனூ ஹாஷிம் குலத்தாருடைய (ஒட்டகத்தின் இரு பக்கங்களிலும் தொங்கவிடப்படும்) பையின் பிடி அறுந்துவிட்டிருந்தது. அவர் அந்தக் கூலிக்காரரைப் பார்த்து, “எனது ஒட்டகம் தப்பியோடாமல் இருக்க, (அறுந்துபோன) எனது பையின் பிடியை (இணைத்து)க் கட்டுவதற்கு ஒரு கயிறு தந்து எனக்கு உதவி செய்யுங்கள்” என்று கூறினார். அந்தக் கூலியாள் அவருக்கு ஒரு கயிறு கொடுத்தார். உடனே அவர், அதன் மூலம் தனது பையின் பிடியை (இணைத்து)க் கட்டிக்கொண்டார். அவர்கள் அனைவரும் (ஓய்வெடுப்பதற்காக ஓரிடத்தில்) தங்கியபோது எல்லா ஒட்டகங்களும் (அவற்றுக்குரிய கயிறுகளால்) கட்டிப்போடப்பட்டன. ஒரேயோர் ஒட்டகம் மட்டும் (அதன் கயிற்றை பனூ ஹாஷிம் குலத்தாருக்கு அந்தக் கூலிக்காரர் கொடுத்துவிட்டிருந்ததால்) கட்டிப்போடப்படாமல் இருந்தது. அப்போது (கூலிக்காரரை நோக்கி) அந்தக் குறைஷி (முதலாளி), “இந்த ஒட்டகத்திற்கென்ன? பிற ஒட்டகங்களுக்கிடையே இது மட்டும் ஏன் கட்டிப்போடப்படவில்லை?” என்று கேட்டார். அதற்கு அந்தக் கூலிக்காரர், “அதற்குக் கயிறு இல்லை” என்று கூறினார். முதலாளி, “(ஏன்?) அதன் கயிறு எங்கே (போனது)?” என்று கேட்டார். பிறகு அந்தக் கூலிக்காரரின் மீது (கோபம் கொண்டு) ஒரு தடியை (எடுத்து) எறிந்தார். அந்த அடியே அந்தக் கூலிக்காரரின் மரணத்திற்குக் காரணமாக அமைந்தது. அப்போது (அடிபட்டுக் குற்றுயிராய்க் கிடந்த) அந்தக் கூலிக்காரரை யமன் நாட்டைச் சேர்ந்த ஒரு மனிதர் கடந்து சென்றார். அவரை நோக்கி (அந்தக் கூலிக்காரர்), “ஹஜ் பருவத்தில் நீங்கள் (ஹஜ்ஜில்) கலந்துகொள்வீர்களா?” என்று கேட்டார். அந்த வழிப்போக்கர், “நான் கலந்துகொள்ளமாட்டேன். ஒருகால் நான் கலந்துகொள்ளவும் செய்யலாம்” என்று கூறினார். அந்தக் கூலிக்காரர், “என் சார்பாக ஒரு செய்தியை எப்போதாவது (நான் சொல்லும் குலத்தாரிடம்) தெரிவித்து விடுவாயா?” என்று கேட்டார். அதற்கு அவர், “ஆம் (செய்கிறேன்)” என்று கூறினார். உடனே அந்தக் கூலிக்காரர், “நீ ஹஜ் பருவத்தில் கலந்து கொண்டால் “குறைஷிக் குலத்தாரே!' என்று கூப்பிடு! அவர்கள் பதிலளித்தால் உடனே (குறைஷிக் கிளையான) “பனூ ஹாஷிம் குலத்தாரே!' என்று கூப்பிடு! அவர்கள் உனக்குப் பதிலளித்தால் (பனூ ஹாஷிம் குடும்பத் தலைவரான) “அபூதாலிப்' பற்றி விசாரி! (அவரைச் சந்தித்து) அவரிடம், “இன்னான் ஒரு கயிற்றுக்காக என்னைக் கொன்றுவிட்டான்' என்று தெரிவித்துவிடு” என்று கூறினார். பிறகு அந்தக் கூலிக்காரர் இறந்தும்விட்டார். அவரைக் கூலிக்கு அமர்த்திச் சென்ற அந்த குறைஷி முதலாளி (மக்காவிற்குத்) திரும்பி வந்தபோது அவரிடம் அபூதாலிப் வந்து, “(கூலிக்காரரான) எங்கள் ஆள் என்ன ஆனார்?” என்று கேட்டார். “அவர் நோய்வாய்ப்பட்டார். அவரை நல்ல முறையில் நான் கவனித்துவந்தேன். (ஆனாலும் அவர் இறந்துவிட்டார்.) அவரை அடக்கம் செய்யும் பொறுப்பையும் நானே ஏற்றுக்கொண்டேன்” என்று கூறினார். “உம்மிடமிருந்து (இந்த உதவிகளைப் பெறுவதற்கு) அவர் தகுதியானவரே” என்று அபூதாலிப் கூறினார். பின்னர் சிறிது காலம் கழிந்தது. தன்னைப் பற்றிய செய்தியைத் தெரிவித்து விடும்படி அந்தக் கூலிக்காரர் இறுதி உபதேசம் செய்து அனுப்பிய (யமன் நாட்டைச் சேர்ந்த) அந்த மனிதர் ஹஜ் பருவத்தில் (ஹஜ்ஜுக்கு) வந்தார். அவர், “குறைஷிக் குலத்தாரே!' என்று அழைத்தார். “(சிலரைக் காட்டி) இவர்கள்தான் குறைஷியர்” என்று மக்கள் கூறினார்கள். “பனூ ஹாஷிம் குலத்தாரே!' என்று அவர் அழைத்தார். “இவர்கள்தான் பனூ ஹாஷிம் குலத்தார்” என்று மக்கள் தெரிவித்தனர். அவர், “அபூதாலிப் எங்கே?” என்று கேட்டார். “இவர்தான் அபூதாலிப்” என்று மக்கள் சொன்னார்கள். “ஒரு கயிற்றுக்காக இன்ன மனிதன் என்னைக் கொன்றுவிட்டான் என்ற செய்தியை உங்களிடம் தெரிவித்துவிடும்படி இன்ன மனிதர் எனக்கு உத்தரவிட்டார்” என்று அவர் (அபூதாலிடம்) கூறினார். அந்த முதலாளியிடம் அபூதாலிப் சென்று, “எங்களிடமிருந்து மூன்றில் ஒன்றைத் தேர்ந்தெடுத்துக்கொள்” என்று கூறி(விட்டு அறியாமைக்கால வழக்கப்படி பின்வருமாறு சொன்)னார்: 1. நீ விரும்பி னால், எங்கள் ஆளை நீ கொலை செய்த தற்காக (நமது மரபுப்படி) நூறு ஒட்டகத்தை (நஷ்ட ஈடாகச்) செலுத்தலாம். 2. நீ விரும்பி னால் உன் சமுதாயத்திலிருந்து ஐம்பது பேர் “நீ அவரைக் கொலை செய்யவில்லை' என்று சத்தியம் செய்யலாம். 3. (இந்த இரண்டையும் செய்ய) நீ மறுத்தால் உன்னை நாங்கள் அவருக்குப் பதிலாகக் கொன்றுவிடுவோம்” (என்று கூறினார்.) அந்த குறைஷி (முதலாளி) தம் சமுதாயத்தாரிடம் சென்றார். அப்போது அவர்கள், “நாங்கள் சத்தியம் செய்கிறோம்” என்று கூறினர். அபூதாலிபிடம் பனூ ஹாஷிம் குலத்தைச் சேர்ந்த ஒரு பெண்82 வந்தாள். பனூ ஹாஷிம் குலத்(தில் கொலையாளியின் குடும்பத்)தைச் சேர்ந்த ஒருவருடைய மனைவியாக அவள் இருந்தாள். அவருக்காக ஒரு குழந்தையையும் அவள் பெற்றெடுத்திருந்தாள். அவள் கூறினாள்: “அபூதாலிப் அவர்களே! (சத்தியம் செய்ய வேண்டிய) ஐம்பது பேர்களில் இந்த என் மகனும் ஒருவனாக இருக்க அனுமதிக்க வேண்டும் என விரும்புகிறேன். ஆனால், சத்தியம் மேற்கொள்ளப்படும் (கஅபாவிலுள்ள ருக்ன்- மகாமு இப்ராஹீம் இடையிலான) இடத்தில் இவனைச் சத்தியம் செய்யும்படி கட்டாயப்படுத்தாதீர்கள்.” (அவளது கோரிக்கைப்படி) அபூதாலிப் செயல் பட்டார். அப்போது பனூ ஹாஷிம் குலத்தாரில் (கொலையாளியின் குடும்பத்தைச் சேர்ந்த) இன்னொரு மனிதரும் வந்து, “அபூதாலிப் அவர்களே! (கொலைக் குற்றத்திற்குப் பரிகாரமாகத் தரப்படும்) நூறு ஒட்டகங் களுக்குப் பதிலாக ஐம்பது ஆண்கள் சத்தியம் செய்ய வேண்டுமென்று நீங்கள் விரும்பினீர்கள். ஒவ்வோர் ஆணுக்கும் இரண்டு ஒட்டகங்கள் (விகிதம்) வரும். இதோ, இந்த இரண்டு ஒட்டகங்களை எனக்காக ஏற்றுக்கொள்ளுங்கள். சத்தியம் செய்யுமாறு (அவர்களை) நீங்கள் கட்டாயப் படுத்தும்போது என்னையும் கட்டாயப் படுத்தாதீர்கள்” என்று கூறினார். அந்த இருவரது கோரிக்கையையும் அபூதாலிப் ஏற்றுக்கொண்டார். ஆக, நாற்பத்தெட்டுப் பேர் வந்து, (“எங்கள் குலத்தைச் சேர்ந்த கிதாஷ், கொலை செய்யப்பட்டவரின் உயிரீட்டுத் தொகை யைச் செலுத்த வேண்டிய பொறுப்பிலிருந்து விடுபட்டுவிட்டார்” என்று) சத்தியம் செய்தனர். அறிவிப்பாளர் இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறுகிறார்கள்: என் உயிர் எவன் கையிலுள்ளதோ அவன் மீதாணையாக! (அவர்கள் சத்தியம் செய்து) ஓராண்டுகூடக் கழியவில்லை; அதற்குள் (பொய்ச் சத்தியம் செய்த) அந்த நாற்பத்தெட்டுப் பேரும் மாண்டனர். அத்தியாயம் :