• 1628
  • أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ ؟ قَالَ : الآنَ يَا ابْنَ أَخِي ، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ - يَعْنِي مِنَ الحَنُوطِ - ثُمَّ جَاءَ ، فَجَلَسَ ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ ، انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ القَوْمَ ، " مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ "

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ : - وَذَكَرَ يَوْمَ اليَمَامَةِ - قَالَ : أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ ؟ قَالَ : الآنَ يَا ابْنَ أَخِي ، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ - يَعْنِي مِنَ الحَنُوطِ - ثُمَّ جَاءَ ، فَجَلَسَ ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ ، انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ القَوْمَ ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ ، رَوَاهُ حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ

    حسر: حسر : كشف
    الحنوط: الحنوط : ما يُخْلط من الطِّيب لأكفان الموْتَى وأجْسَامِهم خاصَّة
    انكشافا: انكشف : انهزم وتفرق
    نضارب: نضارب القوم : نقاتلهم
    أقرانكم: القرين : المصاحب الملازم من الملائكة والجن والشياطين
    مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [2845] قَوْلُهُ عَنْ مُوسَى بن أنس أَي بن مَالِكٍ قَوْلُهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَذَا لِلْحَموِيِّ وللباقين وَذكر بِزِيَادَةِ الْوَاوِ وَهِيَ لِلْحَالِ قَوْلُهُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَيْ حِينَ حَاصَرَتِ الْمُسْلِمُونَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ وَأَتْبَاعَهُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ قَوْلُهُ أَتَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ كَذَا قَالَ لَمْ يَقُلْ عَنْ أَنَسٍ وَأَخْرَجَهُ الْبُرْقَانِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فَقَالَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قُلْتُ وَصله الطَّبَرِيّ والإسماعيلي من طَرِيق بن أبي زَائِدَة عَن بن عون وَقَالَ بن سعد فِي الطَّبَقَات حَدثنَا الْأنْصَارِيّ حَدثنَا بن عَوْنٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ جِئْتُ إِلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فَذَكَرَهُ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ الْأَنْصَارِيِّ كَذَلِكَ قَوْلُهُ وَقَدْ حَسَرَ بِمُهْمَلَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ أَيْ كَشَفَ وَزْنُهُ وَمَعْنَاهُ قَوْلُهُ يَا عَمُّ إِنَّمَا دَعَاهُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ أَسَنَّ مِنْهُ وَلِأَنَّهُ مِنْ قَبِيلَةِ الْخَزْرَجِقَوْلُهُ مَا يَحْبِسُكَ أَيْ يُؤَخِّرُكَ وَفِي رِوَايَةِ الْأَنْصَارِيِ فَقُلْتُ يَا عَمُّ أَلَا تَرَى مَا يَلْقَى النَّاسُ زَادَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنِ بن عَوْنٍ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَلَا تَجِيءُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ خَلِيفَةُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ مُعَاذٍ وَقَالَ فِي جَوَابه بلَى يَا بن أَخِي الْآنَ قَوْلُهُ أَلَّا بِالتَّشْدِيدِ وَتَجِيءَ بِالنَّصْبِ قَوْلُهُ وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ يَعْنِي مِنَ الْحَنُوطِ كَذَا فِي الْأَصْلِ وَكَأَنَّ قَائِلَهَا أَرَادَ دَفْعَ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّهَا مِنَ الْحِنْطَةِ وَلَمْ يَقَعْ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْأَنْصَارِي الْمَذْكُورَةِ قَوْلُهُ فَذَكَرَ مِنَ النَّاس انكشافا فِي رِوَايَة بن أَبِي زَائِدَةَ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِي الصَّفِّ وَالنَّاسُ يَنْكَشِفُونَ أَيْ يَنْهَزِمُونَ قَوْلُهُ فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا أَيِ افْسَحُوا لِي حَتَّى أُقَاتِلَ قَوْلُهُ مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ بَلْ كَانَ الصَّفُّ لَا يَنْحَرِفُ عَنْ مَوْضِعِهِ قَوْلُهُ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي عَوَّدَكُمْ أَقْرَانُكُمْ أَيْ نُظَرَاؤُكُمْ وَهُوَ جَمْعُ قِرْنٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَهُوَ الَّذِي يُعَادِلُ الْآخَرَ فِي الشِّدَّةِ وَالْقِرْنُ بِكَسْرِ الْقَافِ مَنْ يُعَادِلُ فِي السِّنِّ وَأَرَادَ ثَابِتٌ بِقَوْلِهِ هَذَا تَوْبِيخَ الْمُنْهَزِمِينَ أَيْ عَوَّدْتُمْ نُظَرَاءَكُمْ فِي الْقُوَّةِ مِنْ عَدُّوِكُمُ الْفِرَارَ مِنْهُمْ حَتَّى طَمِعُوا فِيكُم وَزَاد معَاذ بن معَاذ الْأنْصَارِيّ وبن أَبِي زَائِدَةَ فِي رِوَايَتِهِمَا فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قتل قَوْله رَوَاهُ حَمَّاد أَي بن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ كَذَا قَالَ وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَصْلِ الْحَدِيثِ وَإِلَّا فَرِوَايَةُ حَمَّادٍ أَتَمُّ مِنْ رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ أنس وَقد أخرجه بن سَعْدٍ والطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ وَلَفْظُهُ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ جَاءَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يُكَفَّنُ فِيهِمَا وَقَدِ انْهَزَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ وَأعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَاعَةً فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَكَانَتْ دِرْعُهُ قَدْ سُرِقَتْ فَرَآهُ رَجُلٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ إِنَّهَا فِي قِدْرٍ تَحْتَ إِكَافٍ بِمَكَانِ كَذَا فَأَوْصَاهُ بِوَصَايَا فَوَجَدُوا الدِّرْعَ كَمَا قَالَ وَأَنْفَذُوا وَصَايَاهُ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ قِصَّةَ الدِّرْعِ وَالْوَصِيَّةِ مُطَوَّلَةً مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ بِنْتِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ الْمَذْكُورَةِ وَفِيهَا أَنَّهُ أَوْصَى بِعِتْقِ بَعْضِ رَقِيقِهِ وَسَمَّى الْوَاقِدِيُّ فِي كِتَابِ الرِّدَّةِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مَنْ أَوْصَى بِعِتْقِهِ وَهُمْ سَعْدٌ وَسَالِمٌ وَأَفَادَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ رَائِيَ الْمَنَامِ هُوَ بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ قَالَ الْمُهَلَّبُ وَغَيْرُهُ فِيهِ جَوَازُ اسْتِهْلَاكِ النَّفْسِ فِي الْجِهَادِ وَتَرْكِ الْأَخْذِ بِالرُّخْصَةِ وَالتَّهْيِئَةِ لِلْمَوْتِ بِالتَّحَنُّطِ وَالتَّكْفِينِ وَفِيهِ قُوَّةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ وَصِحَّةُ يَقِينِهِ وَنِيَّتِهِ وَفِيهِ التَّدَاعِي إِلَى الْحَرْبِ وَالتَّحْرِيضُ عَلَيْهَا وَتَوْبِيخُ مَنْ يَفِرُّ وَفِيهِ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا كَانَ الصَّحَابَةُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّجَاعَةِ وَالثَّبَاتِ فِي الْحَرْبِ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْفَخِذَ لَيْسَتْ عَوْرَةً وَقَدْ مَضَى الْبَحْثُ فِيهِ فِي أَوَائِل كتاب الصَّلَاة (قَوْلُهُ بَابُ فَضْلِ الطَّلِيعَةِ) أَيْ مَنْ يُبْعَثُ إِلَى الْعَدُوِّ لِيَطَّلِعَ عَلَى أَحْوَالِهِمْ وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الْوَاحِدَ فَمَا فَوقَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الشُّرُوطِ فِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ الطَّوِيلِ بَيَانُ ذَلِكَ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ قَوْلُهُمَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ فِي رِوَايَةِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ عِنْدَ النَّسَائِيِّ لَمَّا اشْتَدَّ الْأَمْرُ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِهِمْ الْحَدِيثَ وَفِيهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ تَوَجَّهَ إِلَى ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَمِنْهُ يَظْهَرُ المُرَاد بالقوم فِي رِوَايَة بن الْمُنْكَدِرِ وَسَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي الْمَغَازِي وَأَنَّ الْأَحْزَاب من قُرَيْش وَغَيرهم لما جاؤوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَحَفَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ بَلَغَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنَ الْيَهُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَوَافَقُوا قُرَيْشًا عَلَى حَرْبِ الْمُسْلِمِينَ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى شَرْحِ الْحَوَارِيِّ فِي الْمَنَاقِبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (قَوْلُهُ بَابُ هَلْ يُبْعَثُ الطَّلِيعَةُ وَحْدَهُ) ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ جَابِرٍ الْمَذْكُورَ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَقَوْلُهُ نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ قَالَ صَدَقَةُ أَظُنُّهُ يَوْمَ الخَنْدَق صَدَقَة هُوَ بن الْفَضْلِ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ فِيهِ وَمَا ظَنَّهُ هُوَ الْوَاقِع فقد رَوَاهُ الْحميدِي عَن بن عُيَيْنَةَ فَقَالَ فِيهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَلَمْ يَشُكَّ وَفِي الْحَدِيثِ جَوَازُ اسْتِعْمَالِ التَّجَسُّسِ فِي الْجِهَادِ وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ لِلزُّبَيْرِ وَقُوَّةُ قَلْبِهِ وَصِحَّةُ يَقِينِهِ وَفِيهِ جَوَازُ سَفَرِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ وَأَنَّ النَّهْيَ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهُ إِنَّمَا هُوَ حَيْثُ لَا تَدْعُو الْحَاجَةُ إِلَى ذَلِكَ وَسَيَأْتِي مَزِيدُ بَحْثٍ فِي ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ الْجِهَادِ فِي بَابِ السَّيْرِ وَحْدَهُ وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ عَلَى أَنَّ طَلِيعَةَ اللُّصُوصِ الْمُحَارِبِينَ يُقْتَلُ وَإِنْ كَانَ لَمْ يُبَاشِرْ قَتْلًا وَلَا سَلْبًا وَفِي أَخْذِهِ مِنْ هَذَا الحَدِيث تكلّف قَوْلُهُ بَابُ سَفَرِ الِاثْنَيْنِ أَيْ جَوَازُهُ وَالْمُرَادُ سَفَرُ الشَّخْصَيْنِ لَا سَفَرُ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ بِخِلَافِ مَا فَهِمَهُ الدَّاوُدِيُّ ثُمَّ اعْتَرَضَ عَلَى الْبُخَارِيِّ ورده بن التِّينِ بِأَنَّ الْبُخَارِيَّ أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أَذِّنَا وَأَقِيمَا وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمَا ذَلِكَ حِينَ أَرَادَا السَّفَرَ إِلَى قَوْمِهِمَا فَيُؤْخَذُ الْجَوَازُ مِنْ إِذْنِهِ لَهُمَا قُلْتُ وَكَأَنَّهُ لَمَّحَ بِضَعْفِ الْحَدِيثِ الْوَارِدِ فِي الزَّجْرِ عَنْ سَفَرِ الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ قُلْتُ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ وَقَدْ صَححهُ بن خُزَيْمَةَ وَالْحَاكِمُ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة وَصَححهُ وَترْجم لَهُ بن خُزَيْمَةَ النَّهْيُ عَنْ سَفَرِ الِاثْنَيْنِ وَأَنَّ مَا دُونُ الثَّلَاثَةِ عُصَاةٌ لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ شَيْطَانٌ أَيْ عَاصٍ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ هَذَا الزَّجْرُ زَجْرُ أَدَبٍ وَإِرْشَادٍ لِمَا يُخْشَى عَلَى الْوَاحِدِ مِنَ الْوَحْشَةِ وَالْوَحْدَةِ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ فَالسَّائِرُ وَحْدَهُ فِي فَلَاةٍ وَكَذَا الْبَائِتُ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ لَا يَأْمَنُ مِنْ الِاسْتِيحَاشِ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ ذَا فِكْرَةٍ رَدِيئَةٍ وَقَلْبٍ ضَعِيفٍ وَالْحَقُّ أَنَّالنَّاسَ يَتَبَايَنُونَ فِي ذَلِكَ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الزَّجْرُ عَنْ ذَلِكَ وَقَعَ لِحَسْمِ الْمَادَّةِ فَلَا يَتَنَاوَلُ مَا إِذَا وَقَعَتِ الْحَاجَةُ لِذَلِكَ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ أَيْ سَفَرُهُ وَحْدَهُ يَحْمِلُهُ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ أَوْ أَشْبَهَ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ وَقِيلَ إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْوَاحِدَ لَوْ مَاتَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَقُومُ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ إِذَا مَاتَا أَوْ أَحَدُهُمَا لَمْ يَجِدْ مَنْ يُعِينُهُ بِخِلَافِ الثَّلَاثَةِ فَفِي الْغَالِبِ تُؤْمَنُ تِلْكَ الْخَشْيَةُ قُلْتُ وَسَيَأْتِي الْإِلْمَامُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا بَعْدَ أَبْوَابٍ كَثِيرَةٍ فِي بَابِ السَّيْرِ وَحْدَهُ وَمَضَى شَرْحُ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ فِي كِتَابِ الصَّلَاة (قَوْلُهُ بَابُ الْخَيْلِ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) هَكَذَا تَرْجَمَ بِلَفْظِ الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ مَزِيدٍ وَقَدِ اسْتَنْبَطَ مِنْهُ مَا يَأْتِي فِي الْبَابِ بَعْدَهُ وَذَكَرَ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَحَادِيث الأول حَدِيث بن عُمَرَ

    باب التَّحَنُّطِ عِنْدَ الْقِتَالِ(باب التحنط) أي استعمال الحنوط وهو ما يطيب به الميت (عند القتال).
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2717 ... ورقمه عند البغا: 2845 ]
    - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ: "أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ: يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ؟ قَالَ: الآنَ يَا ابْنَ أَخِي، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ -يَعْنِي مِنَ الْحَنُوطِ- ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ". رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.وبه قال: (حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب) أبو محمد الحجبي البصري قال: (حدّثنا خالد) بن الحرث الهجيمي بضم الهاء وفتح الجيم قال (حدّثنا ابن عون) عبد الله (عن موسى بن أنس) أي ابن مالك أنه (قال: وذكر) بواو الحال ولأبي ذر عن الحموي ذكر بإسقاطها (يوم) وقعة (اليمامة)
    التي كانت بين المسلمين وبين بني حنيفة أصحاب مسيلمة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر واليمامة بتخفيف الميم مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف سميت بامرأة زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام (قال: أتى) أبي (أنس) بالرفع على الفاعلية (ثابت بن قيس) هو ابن شماس بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم آخره سين مهملة الخزرجي خطيب الأنصار (وقد حسر) بمهملتين مفتوحتين أي كشف (عن فخذيه) بالذال المعجمة واستدلّ به على أن الفخذ ليس بعورة(وهو يتحنط) يستعمل الحنوط في بدنه والواو للحال (فقال) أي أنس لثابت (يا عم) دعاه بذلك لأنهكان أسنّ منه ولأنه من قبيلته الخزرج (ما يحبسك) أي ما يؤخرك (ألا تجيء) بتشديد اللام وتجيءبالنصب (قال: الآن يا ابن أخي) أجيء (وجعل يتحنط يعني من الحنوط) بفتح الحاء، (ثم جاء) زادالطبراني وقد تحنط ونشر أكفانه (فجلس فذكر) أنس (في الحديث انكشافًا) أي نوع انهزام (من الناس)وعند ابن أبي زائدة عن ابن عون عند الطبراني فجاء حتى جلس في الصف والثاني ينكشفون (فقال:هكذا عن وجوهنا) أي افسحوا لنا (حتى نضارب القوم)، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالقومبزيادة حرف الجر (ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بل كان الصف لا ينحرف عن موضعه(بئسما عوّدتم أقرانكم) من الفرار من عدوّكم حتى طمعوا فيكم. وزاد ابن أبي زائدة فتقدم فقاتل حتى قتل. وأقرانكم بالنصب على المفعولية جمع قرن بكر القاف وهو الذي يعادل الآخر في الشّدة، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: بئسما عوّدكم أقرانكم بالرفع فاعل عوّدكم.(رواه) أي الحديث (حماد) هو ابن سلمة (عن ثابت) هو البناني (عن أنس) هو ابن مالك ولفظه فيما رواه الطبراني: أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين تكفن فيهما وقد انهزم القوم فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ثم قال: بئسما عوّدتم أقرانكم منذ اليوم خلوا بيننا وبينهم ساعة فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال: إنها في قدر تحت أكاف بمكان كذا وكذا فأوصاه بوصايا فوجدوا الدرع وأنفذوا وصاياه، وعند الحاكم أنه أوصى بعتق بعض رقيقه.

    (بابُُ التَّحَنُّطِ عِنْدَ القِتَالِ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان اسْتِعْمَال الحنوط عِنْد الْقِتَال، وَقد مر تَفْسِير الحنوط فِي بابُُ الْجَنَائِز، وَهُوَ عطر مركب من أَنْوَاع الطّيب، يطيب بِهِ الْمَيِّت.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2717 ... ورقمه عند البغا:2845 ]
    - حدَّثنا عبدُ الله بنُ عبدِ الوَهَّابِ قَالَ حدَّثنا خالِدُ بنُ الحَارِثِ قالَ حدَّثنا ابنُ عَوْنٍ عنْ مُوسَى بنِ أنَسٍ قَالَ وذَكَرَ يَوْمَ اليَمَامَةِ قَالَ أتَى أنَسٌ ثابتَ بنَ قَيْسٍ وَقد حَسَرَ عنْ فَخِذَيْهِ
    وهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أنْ لاَ تَجِيءَ قَالَ الآنَ يَا ابنَ أخِي وجَعَلَ يتَحَنَّطَ يَعْنِي مِنَ الحُنُوطِ ثُمَّ جاءَ فَجَلَسَ فذَكَرَ فِي الحَدِيثِ انْكِشَافاً مِنَ النَّاسِ فَقَالَ هَكَذَا عنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نضَارِبَ القَوْمَ مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكُمْ.مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَهُوَ يتحنط) ، و (جعل يتحنط يَعْنِي: من الحنوط) .ذكر رِجَاله وهم سِتَّة: الأول: عبد الله بن عبد الْوَهَّاب أَبُو مُحَمَّد الحَجبي الْبَصْرِيّ. الثَّانِي: خَالِد بن الْحَارِث الهُجَيْمِي، بِضَم الْهَاء وَفتح الْجِيم، مر فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة. الثَّالِث: ابْن عون، بِفَتْح الْعين: وَهُوَ عبد الله بن عون، مر فِي الْعلم. الرَّابِع: مُوسَى بن أنس بن مَالك. الْخَامِس: أنس بن مَالك. السَّادِس: ثَابت بن قيس بن شماس، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمِيم وَفِي آخِره سين مُهْملَة: الخزرجي خطيب الْأَنْصَار، قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.ذكر لطائف إِسْنَاده فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: العنعنة فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: القَوْل فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع. وَفِيه: أَن شَيْخه من أَفْرَاده. وَفِيه: أَن رِجَاله كلهم بصريون مَا خلا ثَابتا. وَفِيه: رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن التَّابِعِيّ، وهما ابْن عون ومُوسَى، وَابْن عون رأى أنس بن مَالك وَلم يثبت لَهُ سَماع مِنْهُ. وَفِيه: إثنان من الصَّحَابَة وهما: أنس وثابت. وَفِيه: أَتَى أنس ثَابت بن قيس، وَفِي رِوَايَة البرقاني من وَجه آخر، فَقَالَ: عَن مُوسَى بن أنس عَن أَبِيه، قَالَ: أتيت ثَابت بن قيس، وَفِي رِوَايَة ابْن سعد فِي (الطَّبَقَات) : حَدثنَا الْأنْصَارِيّ حدثناابن عون أخبرنَا مُوسَى بن أنس عَن أنس بن مَالك، قَالَ: لما كَانَ يَوْم الْيَمَامَة جِئْت إِلَى ثَابت بن قيس بن شماس ... فَذكره، وَهَذَا الحَدِيث من أَفْرَاده.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (وَذكر يَوْم الْيَمَامَة) ، الْوَاو فِيهِ للْحَال، وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ بِلَا وَاو، و: الْيَمَامَة، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَتَخْفِيف الْمِيم: وَهِي مَدِينَة من الْيَمين على مرحلَتَيْنِ من الطَّائِف، سميت باسم جَارِيَة زرقاء كَانَت تبصر الرَّاكِب من مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الْيَمَامَة بِلَاد، وَكَانَ اسْمهَا: الجو، فسميت باسم هَذِه الْمَرْأَة لِكَثْرَة مَا أضيف إِلَيْهَا. أَو ذكر الجاحظ أَن الْيَمَامَة كَانَت من بَنَات لُقْمَان بن عَاد، وَأَن اسْمهَا عنز، وَكَانَت زرقاء، وَقَالَ المَسْعُودِيّ: هِيَ يمامة بنت رَبَاح بن مرّة، وَيَوْم الْيَمَامَة هُوَ الْيَوْم الَّذِي كَانَت فِيهِ الْوَقْعَة بَين الْمُسلمين وَبَين بني حنيفَة أَصْحَاب مُسَيْلمَة الْكذَّاب، وَكَانَت فِي ربيع الأول من سنة اثْنَتَيْ عشرَة من الْهِجْرَة فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَقيل: كَانَت فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى عشرَة، وَالْجمع بَين الْقَوْلَيْنِ: أَن ابتداءها كَانَ فِي السّنة الْحَادِيَة عشرَة وانتهاءها فِي السّنة الثَّانِيَة عشرَة، وَقتل فِيهَا جمَاعَة من الْمُسلمين وهم أَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ من حَملَة الْقُرْآن وَمن الصَّحَابَة، مِنْهُم: ثَابت بن قيس ابْن شماس، وَكَانَت راية الْأَنْصَار مَعَ ثَابت هَذَا، وَكَانَ رَأس الْعَسْكَر خَالِد بن الْوَلِيد، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَكَانَ بَنو حنيفَة نَحوا من أَرْبَعِينَ ألفا والمسلمون نَحوا من ...... وَقتل من بني حنيفَة نَحْو من إِحْدَى وَعشْرين ألفا، وَفِيهِمْ مُسَيْلمَة الْكذَّاب، قَتله وَحشِي بن حَرْب قَاتل حَمْزَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، رَمَاه بِحَرْبَة فأصابته وَخرجت من الْجَانِب الآخر، وسارع إِلَيْهِ أَبُو دُجَانَة سماك بن حرثة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فَسقط. قَوْله: (أَتَى أنس ثَابت بن قيس) ، وارتفاع: أنس، بالفاعلية وانتصاب: ثَابت، بالمفعولية. قَوْله: (وَقد حسر) ، الْوَاو فِيهِ للْحَال، وَكَذَلِكَ فِي قَوْله: (وَهُوَ يتحنط) وحسر، بمهملتين مفتوحتين مَعْنَاهُ: كشف. قَوْله: (يَا عَم) ، إِنَّمَا دَعَاهُ بذلك لِأَنَّهُ كَانَ أسن مِنْهُ، وَلِأَنَّهُ من قَبيلَة الْخَزْرَج. قَوْله: (مَا يحبسك؟) أَي: مَا يؤخرك. قَوْله: (أَن لَا تَجِيء؟) ، بِالنّصب. قَالَ الْكرْمَانِي: لَا، زَائِدَة، وبالرفع وَتَخْفِيف اللَّام، وَفِي رِوَايَة الْأنْصَارِيّ: (فَقلت: يَا عَم! أَلا ترى مَا يلقى النَّاس؟) وَعند الْإِسْمَاعِيلِيّ: أَلا تَجِيء؟ وَكَذَا فِي رِوَايَة خَليفَة فِي (تَارِيخه) . وَقَالَ فِي جَوَابه: بلَى يَا ابْن أخي الْآن. قَوْله: (وَجعل يتحنط) ، أَي: جعل يسْتَعْمل الحنوط. قَوْله: (يَعْنِي من الحنوط) ، إِنَّمَا فسر بِهَذَا حَتَّى لَا يتصحف بِمَا يشتق من الْخياطَة، أَو من شَيْء آخر. وَقَالَ بَعضهم: وَكَأن قَائِلهَا أَرَادَ دفع من يتَوَهَّم أَنَّهَا من
    الْحِنْطَة. قلت: هَذَا الْوَهم بعيد وَلَا معنى يُفِيد أَن يتحنط من الْحِنْطَة، وَهَذِه اللَّفْظَة لم تقع فِي رِوَايَة الْأنْصَارِيّ، وَلكنهَا مَوْجُودَة فِي الأَصْل.وروى الطَّبَرَانِيّ عَن عَليّ بن عبد الْعَزِيز وَأبي مُسلم الكبشي، قَالَا: حَدثنَا حجاج بن منهال (ح) وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْمُؤَدب حَدثنَا عَفَّان أخبرنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَن ثَابت بن قيس بن شماس جَاءَ يَوْم الْيَمَامَة وَقد تحنظ وَنشر أَكْفَانه، وَقَالَ: أللهم إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ، وأعتذر مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ، فَقيل: وَكَانَت لَهُ درع فسرقت، فَرَآهُ رجل فِيمَا يرى النَّائِم، فَقَالَ: إِن دِرْعِي فِي قدر تَحت كانون فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا، وأوصاه بوصايا، فطلبوا الدرْع فوجدوها وانفذوا الْوَصَايَا. وَعند التِّرْمِذِيّ: قَالَ أنس: لما انْكَشَفَ النَّاس يَوْم الْيَمَامَة، قلت لِثَابِت ... فَذكر الحَدِيث. وَفِيه: وَكَانَ عَلَيْهِ درع نفيسة، فَمر بِهِ رجل من الْمُسلمين فَأَخَذُوهَا. وَفِيه: لما رأى فِي الْمَنَام وَدلّ على الدرْع، قَالَ: لَا تقل هَذَا مَنَام، فَإِذا جِئْت أَبَا بكر فَأعلمهُ أَن على من الدّين كَذَا وَكَذَا، وَفُلَان من رقيقي عَتيق، وَفُلَان ... فأنفذ أَبُو بكر وَصيته، وَلَا يعلم أحد أجيزت وَصيته بعد مَوته سواهُ. وَفِي كتاب (الرِّدَّة) لِلْوَاقِدِي بِإِسْنَادِهِ عَن بِلَال أَنه رأى سَالم مولى أبي حُذَيْفَة، وَهُوَ قافل إِلَى الْمَدِينَة من غَزْوَة الْيَمَامَة: أَن دِرْعِي مَعَ الرّفْقَة الَّذين مَعَهم الْفرس الأبلق تَحت قدرهم، فَإِذا أَصبَحت فَخذهَا وأدِّها إِلَى أَهلِي، وَإِن عَليّ شَيْئا من الدّين فمرهم أَن يقضوه عني، فَأخْبرت أَبَا بكر بذلك، فَقَالَ: نصدق قَوْلك ونقضي عَنهُ دينه الَّذِي ذكرته. وَفِيه: أَن عَبدِي سَعْدا وسالما حران. وَقَالَ الْكرْمَانِي: قَالَ أنس: لما انْكَشَفَ النَّاس يَوْمئِذٍ: أَلا ترى يَا عَم؟ فَقَالَ: مَا هَكَذَا نُقَاتِل مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بئْسَمَا عودتم أَقْرَانكُم. ثمَّ قَاتل حَتَّى قتل، وَكَانَ عَلَيْهِ درع نفيسة، فَمر بِهِ رجل من الْمُسلمين فَأَخذهَا، فَرَآهُ بعض الصَّحَابَة فِي الْمَنَام، فَقَالَ: إِنِّي أوصيك بِوَصِيَّة فَلَا تضيعها، إِنِّي لما قتلت أَخذ رجل دِرْعِي، ومنزله فِي أقْصَى النَّاس، وَعند خبائه فرس، وَقد كفا على الدرْع برمة وَفَوق البرمة رَحل، فأتِ خَالِدا، وَكَانَ أَمِير الْعَسْكَر وَقل لَهُ يَأْخُذ دِرْعِي مِنْهُ، فَإِذا قدمت الْمَدِينَة فَقل لخليفة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَعْنِي: أَبَا بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن عَليّ من الدّين كَذَا وَكَذَا، وَفُلَان من رَقِيق عَتيق. فَأتى الرجل خَالِدا، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَأخْبرهُ، فَبعث إِلَى الدرْع فَأتى بهَا، وَحدث أَبَا بكر فَأجَاز وَصيته، وَلَا نعلم أحدا أجيزت وَصيته بعد مَوته غير ثَابت، وَهُوَ من الغرائب.قَوْله: (فَذكر فِي الحَدِيث انكشافاً) أَي: فَذكر أنس فِي حَدِيثه نوعا من الانهزام، أَي: أَشَارَ إِلَى الْفرج بَين وُجُوه الْمُسلمين والكافرين بِحَيْثُ لَا يبْقى بَيْننَا وَبينهمْ أحد، وقدرنا على أَن نضاربهم بِلَا حَائِل بَيْننَا وبينم، فَقَالَ ثَابت: مَا كُنَّا نَفْعل كَذَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بل كَانَ الصَّفّ الأول لَا ينحرف عَن مَوْضِعه، وَكَانَ الصَّفّ الثَّانِي مساعداً لَهُم، وَفِي رِوَايَة ابْن أبي زَائِدَة: فجَاء حَتَّى جلس فِي الصَّفّ وَالنَّاس منكشفون، أَي: منهزمون. قَوْله: (بئس مَا عودتم أَقْرَانكُم) ، هَكَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي: عودكم أَقْرَانكُم. قلت: فعلى الأول: أَقْرَانكُم، بِالنّصب، لِأَنَّهُ مفعول: عودتم، وعَلى الثَّانِي: بِالرَّفْع، لِأَنَّهُ فَاعل: عودكم. والأقران: النظراء، وَهُوَ جمع قرن، بِكَسْر الْقَاف، وَهُوَ الَّذِي يعادل الآخر فِي الشدَّة، والقرن، بِفَتْح الْقَاف: من يعادل فِي السن، وَأَرَادَ ثَابت، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بِهَذَا الْكَلَام توبيخ المنهزمين، أَي: عودتم نظراءكم فِي الْقُوَّة من عَدوكُمْ الْفِرَار مِنْهُم حَتَّى طمعوا فِيكُم؟ وَفِي رِوَايَة الْأنْصَارِيّ وَابْن أبي زَائِدَة، ومعاذ بن معَاذ: فَتقدم فقاتل حَتَّى قتل، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ: فِيهِ: دلَالَة على الْأَخْذ بالشدة فِي اسْتِهْلَاك النَّفس وَغَيرهَا فِي ذَات الله، عز وَجل، وَترك الْأَخْذ بِالرُّخْصَةِ لمن قدر عَلَيْهَا. وَفِيه: أَن التَّطَيُّب للْمَوْت سنة من أجل مُبَاشرَة الْمَلَائِكَة للْمَيت. وَفِيه: التداعي لِلْقِتَالِ، لِأَن أنسا قَالَ لِعَمِّهِ: مَا يحبسك أَن لَا تَجِيء؟ وَفِيه: قُوَّة ثَابت بن قيس وَصِحَّة يقينه وَنِيَّته. وَفِيه: التوبيخ لمن نفر من الْحَرْب. وَفِيه: الْإِشَارَة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ الصَّحَابَة فِي عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الشجَاعَة والثبات فِي الْحَرْب.رَوَاهُ حَمَّادٌ عنْ ثَابِتَ عنْ أنَسٍأَي: روى الحَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله البرقاني عَن أبي الْعَبَّاس ابْن حمدَان بِالْإِسْنَادِ عَن قبيصَة بن عقبَة عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس بِلَفْظ: انكشفنا يَوْم الْيَمَامَة فجَاء ثَابت بن
    قيس بن شماس، فَقَالَ: بئس مَا عودتم أَقْرَانكُم مُنْذُ الْيَوْم، وَإِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْقَوْم، وَأَعُوذ بك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ، وخلوا بَيْننَا وَبَين أقراننا سَاعَة، وَقد كَانَ تكفن وتحنيط، فقاتل حَتَّى قتل. قَالَ: وَقتل يَوْمئِذٍ سَبْعُونَ من الْأَنْصَار فَكَانَ أنس يَقُول: يَا رب سبعين من الْأَنْصَار يَوْم أحد، سبعين يَوْم مُؤْتَة، سبعين يَوْم بِئْر مَعُونَة، سبعين يَوْم الْيَمَامَة ... وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَان.

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، قَالَ وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ قَالَ الآنَ يَا ابْنَ أَخِي‏.‏ وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ، يَعْنِي مِنَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ‏.‏ رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ‏.‏

    Narrated Ibn `Aun:Once Musa bin Anas while describing the battle of Yamama, said, "Anas bin Malik went to Thabit bin Qais, who had lifted his clothes from his thighs and was applying Hunut to his body. Anas asked, 'O Uncle! What is holding you back (from the battle)?' He replied, 'O my nephew! I am coming just now,' and went on perfuming himself with Hunut, then he came and sat (in the row). Anas then mentioned that the people fled from the battle-field. On that Thabit said, 'Clear the way for me to fight the enemy. We would never do so (i.e. flee) in the company of Allah's Messenger (ﷺ). How bad the habits you have acquired from your enemies

    Telah bercerita kepada kami ['Abdullah bin 'Abdul Wahhab] telah bercerita kepada kami [Khalid bin Al Harits] telah bercerita kepada kami [Ibnu 'Aun] dari [Musa bin Anas] berkata, lalu dia bercerita tentang peperangan Yamamah, katanya; [Anas] menemui [Tsabit bin Qais] dimana kedua pahanya terbuka ketika dia sedang mengoleskan wewangian. Lalu Anas bertanya kepadanya: "Wahai paman, apakah yang menghalangimu sehingga kamu tidak datang (pada peperangan)? ' Pamannya berkata: "wahai kemenakanku aku baru saja datang", lalu dia melumuri tubuhnya dengan hanuth (minyak wangi yang biasa dioleskan kepada mayyit) kemudian masuk dalam barisan, setelah itu Anas bercerita bahwa orang-orang melarikan diri dari pertempuran, maka Tsabit bin Qais berkata" begitu? menyingkirlah, lapangkan jalanku hingga dapat menyerang musuh, bersama Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam kami tidak pernah seperti ini (lari dari musuh) alangkah buruknya perilaku yang kalian ambil dari musuh". Diriwayatkan oleh [Hammad] dari [Tsabit] dari [Anas]

    Musa İbn Enes'ten nakledilmiştir: "Yemame savaşının olduğu günlerdi. Enes İbn Malik, Sabit İbn Kays'ın yanına gelmişti. Sabit uyluklarını açmış vücuduna hanut sürüyordu. Enes ona: "Amcacığım, seni bizimle birlikte gelmekten alıkoyan nedir ki?!" dedi. O da vücuduna hanut sürmeye devam ederek: "Hemen yeğenim, şimdi görürsün!" dedi. Sonra gelip oturdu. Bir süre sonra Enes'in anlattığına göre İslam ordusunda bir gerileme / dağılma oldu ve düşmanla karşı karşıya gelindi. Bunun üzerine Sabit İbn Kays şöyle dedi: "Çekilin önümden, yıkılın! Bırakın da düşmanla çarpışalım. Biz Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem ile birlikte iken asla böyle yapmazdık. Siz rakiplerinizi ne kötü alıştırmışsınız böyle

    ہم سے عبداللہ بن عبدالوہاب نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے خالد بن حارث نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے ابن عون نے بیان کیا ‘ ان سے موسیٰ بن انس نے بیان کیا جنگ یمامہ کا وہ ذکر کر رہے تھے ‘ بیان کیا کہ انس بن مالک رضی اللہ عنہ ثابت بن قیس رضی اللہ عنہ کے یہاں گئے ‘ انہوں نے اپنی ران کھول رکھی تھی اور خوشبو لگا رہے تھے۔ انس رضی اللہ عنہ نے کہا چچا! اب تک آپ جنگ میں کیوں تشریف نہیں لائے؟ انہوں نے جواب دیا کہ بیٹے ابھی آتا ہوں اور وہ پھر خوشبو لگانے لگے پھر ( کفن پہن کر تشریف لائے اور بیٹھ گئے ) مراد صف میں شرکت سے ہے ) انس رضی اللہ عنہ نے گفتگو کرتے ہوئے مسلمانوں کی طرف سے کچھ کمزوری کے آثار کا ذکر کیا تو انہوں نے فرمایا کہ ہمارے سامنے سے ہٹ جاؤ تاکہ ہم کافروں سے دست بدست لڑیں ‘ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ ہم ایسا کبھی نہیں کرتے تھے۔ ( یعنی پہلی صف کے لوگ ڈٹ کر لڑتے تھے کمزوری کا ہرگز مظاہرہ نہیں ہونے دیتے تھے ) تم نے اپنے دشمنوں کو بہت بری چیز کا عادی بنا دیا ہے ( تم جنگ کے موقع پر پیچھے ہٹ گئے ) وہ حملہ کرنے لگے۔ اس حدیث کو حماد نے ثابت سے اور انہوں نے انس رضی اللہ عنہ سے روایت کیا۔

    মূসা ইবনু আনাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি ইয়ামামার যুদ্ধ সম্পর্কে বলেন, তিনি সাবিত ইবনু কায়সের নিকট গিয়ে দেখতে পেলেন যে, তিনি তার উভয় উরু থেকে কাপড় সরিয়ে সুগন্ধি ব্যবহার করছেন। আনাস (রাঃ) জিজ্ঞেস করলেন, ‘হে চাচা! যুদ্ধে যাওয়া থেকে আপনাকে কিসে বিরত রাখল?’ তিনি বললেন, ‘ভাতিজা, এখনই যাব।’ অতঃপর তিনি সুগন্ধি মালিশ করতে লাগলেন। অতঃপর তিনি বসলেন এবং যুদ্ধ ক্ষেত্র থেকে লোকদের পালিয়ে যাওয়া নিয়ে আলোচনা করলেন। তিনি বললেন, ‘তোমরা আমাদের সম্মুখ থেকে সরে যাও। যাতে আমরা শত্রুর মুখোমুখি লড়তে পারি। আল্লাহর রাসূল (সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম)-এর সঙ্গে আমরা কখনো এরূপ করিনি। কত নিকৃষ্ট তা যা তোমরা তোমাদের শত্রুদেরকে অভ্যস্ত করেছ।’ হাম্মাদ (রহ.) সাবিত (রহ.) সূত্রে আনাস (রাঃ) থেকে হাদীসটি বর্ণনা করেছেন। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ২৬৩৫, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    மூசா பின் அனஸ் (ரஹ்) அவர்கள் யமாமா போரை நினைவு கூர்ந்து கூறியதாவது:30 (என் தந்தை) அனஸ் பின் மாலிக் (ரலி) அவர்கள் ஸாபித் பின் கைஸ் (ரலி) அவர்களிடம் வந்தார்கள். ஸாபித் பின் கைஸ் (ரலி) அவர்கள் தம் தொடைகளைத் திறந்து நறுமணம் பூசிக்கொண்டிருந்தார்கள். அனஸ் (ரலி) அவர்கள், ‘‘என் தந்தையின் சகோதரரே! நீங்கள் (அறப்போருக்கு) ஏன் வரவில்லை?” என்று கேட்டார்கள். அதற்கு அவர்கள், ‘‘இதோ! இப்போது வருகின் றேன்; என் சகோதரர் மகனே!” என்று கூறிவிட்டு நறுமணம் பூசத் தொடங்கி விட்டார்கள். பிறகு வந்து (அறப்போர் வீரர்களுடன்) உட்கார்ந்துவிட்டார்கள். லிஅப்போது மக்கள் தோற்றுப் பின்வாங்கியதாக (என் தந்தை) கூறினார்கள்லி (மக்கள் தோற்றுப் பின் வாங்குவதைக் கண்ட) ஸாபித் (ரலி) அவர்கள், ‘‘எமக்கு விலகி வழிவிடுங்கள். நாம் எதிரிகளுடன் போரிடுவோம். நாங்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களுடன் இருந்தபொழுது இப்படிப் பின்வாங்கி (ஓடி)யதில்லை. நீங்கள் உங்கள் எதிரிகளுக்குப் பழக்கப்படுத்தும் இந்த விஷயம் (நீங்கள் பின்வாங்கியோட, அவர்கள் உங்களை விரட்டி வரும் இந்த குணம்) மிக மோச மானது” என்று கூறினார்கள். இந்த ஹதீஸ் இரு அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :