صَحِبَ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ , فَخَرَجَ مَعَهُ , فَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْضُلَهُ فِي عَمَلٍ إِنْ عَجَنَ جَاءَ سَلْمَانُ فَخَبَزَ ، وَإِنْ هَيَّأَ الرَّجُلُ عَلَفَ الدَّوَابَّ ذَهَبَ سَلْمَانُ فَسَقَاهَا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَطِّ دِجْلَةَ وَهِيَ تَطْفَحُ , فَقَالَ سَلْمَانُ لِلْعَبْسِيِّ " انْزِلْ فَاشْرَبْ " ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : " ازْدَدْ " فَازْدَادَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : " كَمْ تُرَاكَ نَقَصْتَ مِنْهَا ؟ " ، فَقَالَ الْعَبْسِيُّ : وَمَا عَسَى أَنْ أَنْقُصَ مِنْهَا ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ : " كَذَلِكَ الْعِلْمُ تَأْخُذُ مِنْهُ وَلَا تُنْقِصُهُ فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ " قَالَ : ثُمَّ عَبَرْنَا إِلَى نَهَرِ دَنٍّ فَإِذَا الْأَكْدَاسُ عَلَيْهِ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ , فَقَالَ سَلْمَانُ : " يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ أَمَا تَرَى إِلَى فَتْحِ خَزَائِنِ هَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ . قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى جَلُولَاءَ . قَالَ : فَذَكَرَ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِهَا وَمَا أَصَابُوا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ , أَمَا تَرَى الَّذِي فَتَحَ خَزَائِنَ هَذِهِ لِهَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : صَحِبَ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ , فَخَرَجَ مَعَهُ , فَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْضُلَهُ فِي عَمَلٍ إِنْ عَجَنَ جَاءَ سَلْمَانُ فَخَبَزَ ، وَإِنْ هَيَّأَ الرَّجُلُ عَلَفَ الدَّوَابَّ ذَهَبَ سَلْمَانُ فَسَقَاهَا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَطِّ دِجْلَةَ وَهِيَ تَطْفَحُ , فَقَالَ سَلْمَانُ لِلْعَبْسِيِّ انْزِلْ فَاشْرَبْ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : ازْدَدْ فَازْدَادَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : كَمْ تُرَاكَ نَقَصْتَ مِنْهَا ؟ ، فَقَالَ الْعَبْسِيُّ : وَمَا عَسَى أَنْ أَنْقُصَ مِنْهَا ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ : كَذَلِكَ الْعِلْمُ تَأْخُذُ مِنْهُ وَلَا تُنْقِصُهُ فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ قَالَ : ثُمَّ عَبَرْنَا إِلَى نَهَرِ دَنٍّ فَإِذَا الْأَكْدَاسُ عَلَيْهِ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ , فَقَالَ سَلْمَانُ : يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ أَمَا تَرَى إِلَى فَتْحِ خَزَائِنِ هَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ . قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى جَلُولَاءَ . قَالَ : فَذَكَرَ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِهَا وَمَا أَصَابُوا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ , أَمَا تَرَى الَّذِي فَتَحَ خَزَائِنَ هَذِهِ لِهَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ