بَعَثَ عُمَرُ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَى جَيْشٍ ، وَسَارَ مَعَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَطُلَيْحَةُ الْأَسَدِيُّ ، فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَهَزَمُوهُمْ ، وَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً ، فَلَمَّا قَفَلَ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ غَنَائِمَهُمْ ، وَأَمَرَ بِالْخَيْلِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ يُسْهِمُهَا ، وَلَا يُسْهِمْ فِيهَا إِلَّا لِكُلِّ عَتِيقٍ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَرَسٌ لِعَمْرٍو فِيهِ غِلَظٌ ، فَقَالَ سَلْمَانُ : إِنَّهُ لَهَجِينٌ ، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُسْهِمَهُ ، فَغَضِبَ عَمْرٌو فَقَالَ : أَجَلْ مَا يَعْرِفُ الْهَجِينَ إِلَّا الْهَجِينُ فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَشْتَرِ ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهُ , ثُمَّ قَالَ : يَا عَمْرُو مَا تَرَاكَ بِتَثْلِيثٍ لِلْمَاءِ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ بِالْبَادِيَةِ ، وَأَمَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْإِسْلَامَ ، وَأَنَّ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ اضْمَحَلَّ ؟ أَمَا لَوْ أُمِرْنَا بِكَ لَأَخَذْنَاكَ لَهُ ، فَقَالَ عَمْرٌو : وَكُنْتَ فَاعِلًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ ، فَقَالَ عَمْرٌو : الْيَوْمَ عَرَفْتُ الذُّلَّ فَبَلَغَ أَمْرُهُمَا عُمَرَ ، فَكَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ بَلَغَنِي صَنِيعُكَ بِعَمْرٍو ، وَإِنَّكَ لَمْ تُحْسِنْ بِذَلِكَ ، وَلَمْ تَجْمُلْ ، فَإِذَا كُنْتَ بِمِثْلِ مَكَانِكَ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ ، فَانْظُرْ عَمْرًا وَطُلَيْحَةَ وَذَوِيهِمْ فَقَرِّبْهُمْ مِنْكَ وَاسْتَمِعْ مِنْهُمْ ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عِلْمًا بِالْحَرْبِ وَتَجْرِبَةً ، فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَمِصْرِهِمْ ، فَأَنْزِلْهُمَا مَنْزِلَهُمَا الَّتِي أَنْزَلَاهَا أَنْفُسَهُمَا ، وَقَرِّبْ مِنْكَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ وَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ بَلَغَنِي إِفْحَامُكَ لِأَمِيرِكَ ، وَشَتِيمَتُكَ لَهُ ، وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ سَيْفًا تُسَمِّيهِ الصَّمْصَامَةَ ، وَإِنَّ لِي سَيْفًا أُسَمِّيهِ مُصِيبًا ، وَإِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ وَضَعْتُهُ عَلَى هَامَتِكَ أَلَّا أَرْفَعَهُ حَتَّى أَقُدَّكَ بِهِ فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ : أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَئِنْ هَمَّ لَيَفْعَلَنَّ
الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ مُوسَى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ : بَعَثَ عُمَرُ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَى جَيْشٍ ، وَسَارَ مَعَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَطُلَيْحَةُ الْأَسَدِيُّ ، فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَهَزَمُوهُمْ ، وَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً ، فَلَمَّا قَفَلَ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ غَنَائِمَهُمْ ، وَأَمَرَ بِالْخَيْلِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ يُسْهِمُهَا ، وَلَا يُسْهِمْ فِيهَا إِلَّا لِكُلِّ عَتِيقٍ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَرَسٌ لِعَمْرٍو فِيهِ غِلَظٌ ، فَقَالَ سَلْمَانُ : إِنَّهُ لَهَجِينٌ ، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُسْهِمَهُ ، فَغَضِبَ عَمْرٌو فَقَالَ : أَجَلْ مَا يَعْرِفُ الْهَجِينَ إِلَّا الْهَجِينُ فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَشْتَرِ ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهُ , ثُمَّ قَالَ : يَا عَمْرُو مَا تَرَاكَ بِتَثْلِيثٍ لِلْمَاءِ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ بِالْبَادِيَةِ ، وَأَمَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْإِسْلَامَ ، وَأَنَّ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ اضْمَحَلَّ ؟ أَمَا لَوْ أُمِرْنَا بِكَ لَأَخَذْنَاكَ لَهُ ، فَقَالَ عَمْرٌو : وَكُنْتَ فَاعِلًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ ، فَقَالَ عَمْرٌو : الْيَوْمَ عَرَفْتُ الذُّلَّ فَبَلَغَ أَمْرُهُمَا عُمَرَ ، فَكَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ بَلَغَنِي صَنِيعُكَ بِعَمْرٍو ، وَإِنَّكَ لَمْ تُحْسِنْ بِذَلِكَ ، وَلَمْ تَجْمُلْ ، فَإِذَا كُنْتَ بِمِثْلِ مَكَانِكَ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ ، فَانْظُرْ عَمْرًا وَطُلَيْحَةَ وَذَوِيهِمْ فَقَرِّبْهُمْ مِنْكَ وَاسْتَمِعْ مِنْهُمْ ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عِلْمًا بِالْحَرْبِ وَتَجْرِبَةً ، فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَمِصْرِهِمْ ، فَأَنْزِلْهُمَا مَنْزِلَهُمَا الَّتِي أَنْزَلَاهَا أَنْفُسَهُمَا ، وَقَرِّبْ مِنْكَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ وَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ بَلَغَنِي إِفْحَامُكَ لِأَمِيرِكَ ، وَشَتِيمَتُكَ لَهُ ، وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ سَيْفًا تُسَمِّيهِ الصَّمْصَامَةَ ، وَإِنَّ لِي سَيْفًا أُسَمِّيهِ مُصِيبًا ، وَإِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ وَضَعْتُهُ عَلَى هَامَتِكَ أَلَّا أَرْفَعَهُ حَتَّى أَقُدَّكَ بِهِ فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ : أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَئِنْ هَمَّ لَيَفْعَلَنَّ