عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : بَعَثَ زِيَادٌ مَسْرُوقًا عَامِلًا عَلَى السِّلْسِلَةِ فَلَمَّا خَرَجَ مَسْرُوقٌ خَرَجَ مَعَهُ قُرَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُشَيِّعُونَهُ فَكَانَ فِيهِمْ شَابٌّ عَلَى فَرَسٍ ، فَلَمَّا رَجَعَ وَبَقِيَ مَسْرُوقٌ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ دَنَا مِنْهُ الْفَتَى فَقَالَ : إِنَّكَ سَيِّدُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَقَرِيعُهُمْ ، إِنْ قِيلَ : مَنْ أَفْضَلُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنْ قِيلَ : مَنْ أَعْلَمُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنْ قِيلَ : مَنْ أَفْقَهُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ ، وَإِنَّ شَيْنَكَ لَهُمْ شَيْنٌ ، وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَوْ قَالَ : " أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تُحَدِّثَ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ أَوْ بِطُولِ أَمَلٍ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ : أَلَا تُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْضَى لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ ، فَكَيْفَ أُعِينُكَ عَلَيْهِ ؟ انْصَرِفْ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْفَتَى قَالَ مَسْرُوقٌ : مَا بَلَغَتْ مِنِّي مَوْعِظَةٌ مَا بَلَغَتْ مَوْعِظَةُ هَذَا الْفَتَى ، قَالَ سُفْيَانُ : فَلَمَّا رَجَعَ مَسْرُوقٌ مِنْ عَمَلِهِ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبُو وَائِلٍ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ : مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَنَا مِنْهُ أَخْوَفُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِي هَذَا ، وَمَا ظَلَمْتُ فِيهِ مُسْلِمًا وَلَا مُعَاهَدًا وَلَكِنِّي مَا أَدْرِي مَا هَذَا الْحِمْلُ الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ ؟ قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَقُلْتُ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : اكْتَنَفَنِي شُرَيْحٌ ، وَابْنُ زِيَادٍ وَالشَّيْطَانُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : بَعَثَ زِيَادٌ مَسْرُوقًا عَامِلًا عَلَى السِّلْسِلَةِ فَلَمَّا خَرَجَ مَسْرُوقٌ خَرَجَ مَعَهُ قُرَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُشَيِّعُونَهُ فَكَانَ فِيهِمْ شَابٌّ عَلَى فَرَسٍ ، فَلَمَّا رَجَعَ وَبَقِيَ مَسْرُوقٌ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ دَنَا مِنْهُ الْفَتَى فَقَالَ : إِنَّكَ سَيِّدُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَقَرِيعُهُمْ ، إِنْ قِيلَ : مَنْ أَفْضَلُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنْ قِيلَ : مَنْ أَعْلَمُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنْ قِيلَ : مَنْ أَفْقَهُهُمْ ؟ قِيلَ : مَسْرُوقٌ ، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ ، وَإِنَّ شَيْنَكَ لَهُمْ شَيْنٌ ، وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَوْ قَالَ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تُحَدِّثَ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ أَوْ بِطُولِ أَمَلٍ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ : أَلَا تُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْضَى لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ ، فَكَيْفَ أُعِينُكَ عَلَيْهِ ؟ انْصَرِفْ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْفَتَى قَالَ مَسْرُوقٌ : مَا بَلَغَتْ مِنِّي مَوْعِظَةٌ مَا بَلَغَتْ مَوْعِظَةُ هَذَا الْفَتَى ، قَالَ سُفْيَانُ : فَلَمَّا رَجَعَ مَسْرُوقٌ مِنْ عَمَلِهِ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبُو وَائِلٍ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ : مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَنَا مِنْهُ أَخْوَفُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِي هَذَا ، وَمَا ظَلَمْتُ فِيهِ مُسْلِمًا وَلَا مُعَاهَدًا وَلَكِنِّي مَا أَدْرِي مَا هَذَا الْحِمْلُ الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ ؟ قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَقُلْتُ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : اكْتَنَفَنِي شُرَيْحٌ ، وَابْنُ زِيَادٍ وَالشَّيْطَانُ