قَدِمَ عَلَى عُمَرَ أَحْمَالٌ مِنْ فَتْحِ تُسْتَرَ مَعَهَا الْهُرْمُزَانُ أَسِيرًا ، بَعَثَ بِهِ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ، فَشَاوَرَ فِيهِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالُوا : نَرَى أَنْ يُوضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، قَالَ : مَا هُوَ بِالَّذِي يَأْوِي لِي سَقْفٌ حَتَّى أُقْسِمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانُوا يَسْتَشِيرُونَهُ وَيَتَيَمَّنُونَ بِرَأْيِهِ ، وَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ بِمَكَانٍ ، فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَرْقَمَ أَنْ يَحْرُسَاهُ وَمَنْ أَتَاهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ وَبَزَغَتِ الشَّمْسُ ، قَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَشَطَ ، فَحَارَتْ أَبْصَارُهُمْ ، فَبَكَى عُمَرُ ، لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا يَوْمُ فَرَحٍ ، وَهَذَا يَوْمُ فَتْحٍ ؟ قَالَ : بَلْ هَذَا يَوْمُ شِدَّةٍ ، وَهَذَا يَوْمُ حُزْنٍ ، إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمٍ إِلَّا أَوْرَثَهُمْ عَدَاوَةً وَشَحْنَاءَ . ثُمَّ دَعَا بِحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَحَثَا فِي حُجُورِهِمَا حَتَّى مَا أَطَاقَا حَمْلَهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفَضَّلَ عَائِشَةَ ، ثُمَّ قَالَ : " " عَلَيَّ بِالْبَدْرِيِّينَ ، فَأَعْطَاهُمْ ، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ " "
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَى عُمَرَ أَحْمَالٌ مِنْ فَتْحِ تُسْتَرَ مَعَهَا الْهُرْمُزَانُ أَسِيرًا ، بَعَثَ بِهِ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ، فَشَاوَرَ فِيهِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالُوا : نَرَى أَنْ يُوضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، قَالَ : مَا هُوَ بِالَّذِي يَأْوِي لِي سَقْفٌ حَتَّى أُقْسِمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانُوا يَسْتَشِيرُونَهُ وَيَتَيَمَّنُونَ بِرَأْيِهِ ، وَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ بِمَكَانٍ ، فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَرْقَمَ أَنْ يَحْرُسَاهُ وَمَنْ أَتَاهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ وَبَزَغَتِ الشَّمْسُ ، قَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَشَطَ ، فَحَارَتْ أَبْصَارُهُمْ ، فَبَكَى عُمَرُ ، لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا يَوْمُ فَرَحٍ ، وَهَذَا يَوْمُ فَتْحٍ ؟ قَالَ : بَلْ هَذَا يَوْمُ شِدَّةٍ ، وَهَذَا يَوْمُ حُزْنٍ ، إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمٍ إِلَّا أَوْرَثَهُمْ عَدَاوَةً وَشَحْنَاءَ . ثُمَّ دَعَا بِحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَحَثَا فِي حُجُورِهِمَا حَتَّى مَا أَطَاقَا حَمْلَهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفَضَّلَ عَائِشَةَ ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ بِالْبَدْرِيِّينَ ، فَأَعْطَاهُمْ ، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ