جَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَأَنَا أُونِسُ مِنْ نَفْسِي شَبَابًا وَقُوَّةً وَلَوْ قَتَلْتُ الْقِتَالَ , فَخَرَجْتُ أَحْضَرُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالرَّبَذَةِ إِذَا عَلِيٌّ بِهَا , فَصَلَّى بِهِمُ الْعَصْرَ , فَلَمَّا سَلَّمَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ فِي مَسْجِدِهَا وَاسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ , قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَلِّمُهُ وَهُوَ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : " تَكَلَّمْ وَلَا تَحِنَّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ " , قَالَ : أَمَرْتُكَ حِينَ حَصَرَ النَّاسُ هَذَا الرَّجُلَ أَنْ تَأْتِيَ مَكَّةَ فَتُقِيمَ بِهَا فَعَصَيْتنِي , ثُمَّ أَمَرْتُكَ حِينَ قُتِلَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْعَرَبِ غَوَارِبُ أَحْلَامِهَا , فَلَوْ كُنْتَ فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَضَرَبُوا إِلَيْكَ آبَاطَ الْإِبِلِ حَتَّى يَسْتَخْرِجُوكَ مِنْ جُحْرِكَ فَعَصَيْتنِي , وَأُنْشِدُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَتُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ , قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : " أَمَّا قَوْلُكَ : آتِي مَكَّةَ , فَلَمْ أَكُنْ بِالرَّجُلِ الَّذِي تُسْتَحَلُّ لِي مَكَّةُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ : قَتَلَ النَّاسُ عُثْمَانَ , فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ النَّاسُ قَتَلُوهُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ : آتِي الْعِرَاقَ , فَأَكُونُ كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ لِلدَّمِ "
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : جَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَأَنَا أُونِسُ مِنْ نَفْسِي شَبَابًا وَقُوَّةً وَلَوْ قَتَلْتُ الْقِتَالَ , فَخَرَجْتُ أَحْضَرُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالرَّبَذَةِ إِذَا عَلِيٌّ بِهَا , فَصَلَّى بِهِمُ الْعَصْرَ , فَلَمَّا سَلَّمَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ فِي مَسْجِدِهَا وَاسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ , قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَلِّمُهُ وَهُوَ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : تَكَلَّمْ وَلَا تَحِنَّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ , قَالَ : أَمَرْتُكَ حِينَ حَصَرَ النَّاسُ هَذَا الرَّجُلَ أَنْ تَأْتِيَ مَكَّةَ فَتُقِيمَ بِهَا فَعَصَيْتنِي , ثُمَّ أَمَرْتُكَ حِينَ قُتِلَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْعَرَبِ غَوَارِبُ أَحْلَامِهَا , فَلَوْ كُنْتَ فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَضَرَبُوا إِلَيْكَ آبَاطَ الْإِبِلِ حَتَّى يَسْتَخْرِجُوكَ مِنْ جُحْرِكَ فَعَصَيْتنِي , وَأُنْشِدُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَتُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ , قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : أَمَّا قَوْلُكَ : آتِي مَكَّةَ , فَلَمْ أَكُنْ بِالرَّجُلِ الَّذِي تُسْتَحَلُّ لِي مَكَّةُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ : قَتَلَ النَّاسُ عُثْمَانَ , فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ النَّاسُ قَتَلُوهُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ : آتِي الْعِرَاقَ , فَأَكُونُ كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ لِلدَّمِ