بَعَثَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَسُولًا ، قَالَ : فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ : إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، يَقُولُ لَكَ : اتَّقِ اللَّهَ وَحَقَّ النَّاسِ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : " مَالِي وَلِلنَّاسِ ، وَقَدْ تَرَكْتُ لَهُمْ بَيْضَاءَهُمْ وَصَفْرَاءَهُمْ " ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّسُولِ : " انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ " ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، قَالَ : " فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ إِذَا طُعَيْمٌ فِي عَبَاءَةٍ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ ، وَقَدِ انْتَشَرَ بَعْضُهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ أَبُو ذَرٍّ يَكْنِسُهُ وَيُعِيدُهُ فِي الْعَبَاءَةِ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ رِفْقَهُ فِي مَعِيشَتِهِ " ، قَالَ : ثُمَّ جِيءَ بِطُعَيْمٍ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : " كُلْ " ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَكْرَهُ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ لِمَا يَرَى مِنْ قِلَّتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : " ضَعْ يَدَكَ ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِكَثْرَتِهِ أَخْوَفُ مِنِّي بِقِلَّتِهِ " ، قَالَ : فَطَعِمَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أَبَا ذَرٍّ
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : بَعَثَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَسُولًا ، قَالَ : فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ : إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، يَقُولُ لَكَ : اتَّقِ اللَّهَ وَحَقَّ النَّاسِ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : مَالِي وَلِلنَّاسِ ، وَقَدْ تَرَكْتُ لَهُمْ بَيْضَاءَهُمْ وَصَفْرَاءَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّسُولِ : انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ إِذَا طُعَيْمٌ فِي عَبَاءَةٍ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ ، وَقَدِ انْتَشَرَ بَعْضُهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ أَبُو ذَرٍّ يَكْنِسُهُ وَيُعِيدُهُ فِي الْعَبَاءَةِ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ رِفْقَهُ فِي مَعِيشَتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ جِيءَ بِطُعَيْمٍ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : كُلْ ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَكْرَهُ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ لِمَا يَرَى مِنْ قِلَّتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : ضَعْ يَدَكَ ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِكَثْرَتِهِ أَخْوَفُ مِنِّي بِقِلَّتِهِ ، قَالَ : فَطَعِمَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أَبَا ذَرٍّ