عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ قَالَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ : " يُجَرَّدُ وَيُوضَعُ عَلَى تَخْتٍ ، وَيُجْعَلُ عَلَى عَوْرَتِهِ خِرْقَةٌ ، ثُمَّ يُبْدَأُ بِوَضُوئِهِ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ، يُبْدَأُ بِمَيَامِنِهِ ، وَلَا يُمَضْمَضُ وَلَا يُنَشَّقُ ، وَيُغْسَلُ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ بِالْخِطْمِيِّ ، وَلَا يُسَرَّحُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ، فَيُغْسَلُ بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ ، حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، وَقَدْ أَمَرْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِالْمَاءِ فَأُسْخِنَ هُوَ وَالسِّدْرُ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سِدْرٌ فَحُرُضٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَجْزَأَكَ الْمَاءُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ، فَيُغْسَلُ بِذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، ثُمَّ يُقْعِدُهُ فَيُسْنِدُهُ إِلَيْهِ ، فَيَعْصِرُ بَطْنَهُ ، فَإِنْ سَالَ عَنْهُ شَيْءٌ مَسَحَهُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ لِشِقِّهِ الْأَيْسَرِ فَتَغْسِلُهُ أَيْضًا بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ ، حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، ثُمَّ تُنَشِّفُهُ فِي ثَوْبٍ ، وَقَدْ أَمَرْتَ بِأَكْفَانِهِ وَسَرِيرِهِ فَأُجْمِرَ وِتْرًا ، ثُمَّ تَجْعَلُ الْحَنُوطَ فِي لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ ، ثُمَّ تَجْعَلُ الْكَافُورَ إِنْ كَانَ عَلَى مَوَاضِعِ السُّجُودِ ، ثُمَّ تُلْبِسُهُ قَمِيصًا إِنْ كَانَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَتَبْسُطُ رِدَاءَهُ ، وَتَبْسُطُ إِزَارَهُ فَوْقَ الرِّدَاءِ ، ثُمَّ تَعْطِفُ عَلَيْهِ الْإِزَارَ مِنْ قِبَلِ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ ، ثُمَّ تَعْطِفُهُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ كَذَلِكَ وَتَعْطِفُ الرِّدَاءَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ تَعْقِدُ عَلَيْهِ أَكْفَانَهُ إِنْ خِفْتَ أَنْ يَنْتَشِرَ عَنْهُ كَفَنُهُ ، وَلَا يُتَّبَعُ بِنَارٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ آخِرَ زَادِهِ مِنَ الدُّنْيَا نَارٌ يُتَّبَعُ بِهَا . وَذَكَرَ أَنَّ الْمَرْأَةَ يُسْدَلُ شَعْرُهَا ، وَيُسْدَلُ عَلَيْهِ خِمَارُهَا كَهَيْئَةِ الْقِنَاعِ ، وَتُكَفَّنُ الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَإِزَارٍ وَلِفَافَةٍ وَخِمَارٍ وَخِرْقَةٍ ، تُرْبَطُ فَوْقَ الْأَكْفَانِ " . قَالَ : " وَسَأَلْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ الْقُطْنِ يُحْشَى بِهِ الْفَمُ وَالسَّمْعُ وَالْأَنْفُ وَالْفَرْجُ " ، فَقَالَ : حَسَنٌ ، وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ لَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا . وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ : فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْقَبْرِ فَلَا يَضُرُّكَ كَمْ دَخَلَهُ شَفْعٌ أَوْ وِتْرٌ ، وَحُلَّ الْعُقْدَةَ إِنْ كُنْتَ عَقَدْتَهَا ، وَيَقُولُ الَّذِي يَضَعُهُ فِي الْقَبْرِ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ قَالَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ : يُجَرَّدُ وَيُوضَعُ عَلَى تَخْتٍ ، وَيُجْعَلُ عَلَى عَوْرَتِهِ خِرْقَةٌ ، ثُمَّ يُبْدَأُ بِوَضُوئِهِ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ، يُبْدَأُ بِمَيَامِنِهِ ، وَلَا يُمَضْمَضُ وَلَا يُنَشَّقُ ، وَيُغْسَلُ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ بِالْخِطْمِيِّ ، وَلَا يُسَرَّحُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ، فَيُغْسَلُ بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ ، حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، وَقَدْ أَمَرْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِالْمَاءِ فَأُسْخِنَ هُوَ وَالسِّدْرُ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سِدْرٌ فَحُرُضٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَجْزَأَكَ الْمَاءُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ، فَيُغْسَلُ بِذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، ثُمَّ يُقْعِدُهُ فَيُسْنِدُهُ إِلَيْهِ ، فَيَعْصِرُ بَطْنَهُ ، فَإِنْ سَالَ عَنْهُ شَيْءٌ مَسَحَهُ ، ثُمَّ يُضْجَعُ لِشِقِّهِ الْأَيْسَرِ فَتَغْسِلُهُ أَيْضًا بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ ، حَتَّى تُنْقِيَهُ ، وَتَرَى أَنَّ الْمَاءَ قَدْ خَلُصَ إِلَى مَا يَلِي التَّخْتَ مِنْهُ ، ثُمَّ تُنَشِّفُهُ فِي ثَوْبٍ ، وَقَدْ أَمَرْتَ بِأَكْفَانِهِ وَسَرِيرِهِ فَأُجْمِرَ وِتْرًا ، ثُمَّ تَجْعَلُ الْحَنُوطَ فِي لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ ، ثُمَّ تَجْعَلُ الْكَافُورَ إِنْ كَانَ عَلَى مَوَاضِعِ السُّجُودِ ، ثُمَّ تُلْبِسُهُ قَمِيصًا إِنْ كَانَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَتَبْسُطُ رِدَاءَهُ ، وَتَبْسُطُ إِزَارَهُ فَوْقَ الرِّدَاءِ ، ثُمَّ تَعْطِفُ عَلَيْهِ الْإِزَارَ مِنْ قِبَلِ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ ، ثُمَّ تَعْطِفُهُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ كَذَلِكَ وَتَعْطِفُ الرِّدَاءَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ تَعْقِدُ عَلَيْهِ أَكْفَانَهُ إِنْ خِفْتَ أَنْ يَنْتَشِرَ عَنْهُ كَفَنُهُ ، وَلَا يُتَّبَعُ بِنَارٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ آخِرَ زَادِهِ مِنَ الدُّنْيَا نَارٌ يُتَّبَعُ بِهَا . وَذَكَرَ أَنَّ الْمَرْأَةَ يُسْدَلُ شَعْرُهَا ، وَيُسْدَلُ عَلَيْهِ خِمَارُهَا كَهَيْئَةِ الْقِنَاعِ ، وَتُكَفَّنُ الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَإِزَارٍ وَلِفَافَةٍ وَخِمَارٍ وَخِرْقَةٍ ، تُرْبَطُ فَوْقَ الْأَكْفَانِ . قَالَ : وَسَأَلْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ الْقُطْنِ يُحْشَى بِهِ الْفَمُ وَالسَّمْعُ وَالْأَنْفُ وَالْفَرْجُ ، فَقَالَ : حَسَنٌ ، وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ لَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا . وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ : فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْقَبْرِ فَلَا يَضُرُّكَ كَمْ دَخَلَهُ شَفْعٌ أَوْ وِتْرٌ ، وَحُلَّ الْعُقْدَةَ إِنْ كُنْتَ عَقَدْتَهَا ، وَيَقُولُ الَّذِي يَضَعُهُ فِي الْقَبْرِ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ