حديث رقم: 161

حَدَّثَنَي أَبِي ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْحَرِيرِيِّ قَالَ : فَقُلْنَا : هَذَا سَعِيدٌ الْحَرِيرِيُّ قَالَ : كَانَ يَبِيعُ الْجِرَارَ ، ثُمَّ صَارَ يَبِيعُ الْحَرِيرَ فَقُلْنَا : هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي جُرَيْرٍ فَقَالَ : فَعَلَ اللَّهُ بِالْعَرَبِ ، مَا أَقْبَحَ أَسْمَاءَهَا سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الشَّعِيرِيَّ يَقُولُ : اطَّلَعْتُ فِي كِتَابِ رَجُلٍ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ جَمَعَ حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، فَإِذَا قَدْ صَدْرَ بِمَا رَوَى يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقُلْتُ : إِنَّ يُونُسَ لَمْ يَرْوِ عَنِ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا ، وَإِذَا هُوَ قَدْ غَلَطَ بِيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، وَظَنَّ أَنَّهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ

حديث رقم: 162

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ ، يَقُولُ : جَاءَ رَجُلٌ وَافِرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الْأَعْمَشِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الصَّلَاةِ يُحَفِظُّهَا الصِّبْيَانَ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الْأَعْمَشُ ، فَقَالَ : انْظُرُوا لِحْيَةً تَحْتَمِلُ حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلَافِ حَدِيثٍ ، وَمَسْأَلَتُهُ مَسْأَلَةُ الصِّبْيَانِ

حديث رقم: 163

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الْبَهِيَّ لَيْسَ عِنْدَهُ - يَعْنِي حَدِيثًا - اشْتَهَيْتُ أَنْ أَصْفَعَهُ

حديث رقم: 164

حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ ، وَلَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ فَاصْفَعْهُ ، فَإِنَّهُ مِنْ شُيُوخِ الْقَمَرَاءِ قُلْتُ لِابْنِ عُقْبَةَ مَا مَعْنَى شُيُوخِ الْقَمَرَاءِ ؟ قَالَ : شُيُوخٌ دَهْرِيُّونَ يَجْتَمِعُونَ فِي لَيَالِي الْقَمَرِ فَيَتَحَدَّثُونَ بِأَيَّامِ الْخُلَفَاءِ ، وَلَا يُحْسِنُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ

حديث رقم: 165

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ يَخْتَلِفُ شَيْخٌ مَعَنَا إِلَى مَسْرُوقٍ ، وَكَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ فَيُخْبِرُهُ ، فَلَا يَفْهَمُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي مَا مَثَلُكَ ؟ مِثْلُكَ مِثْلُ بَغْلٍ هَرِمٍ حَطِمٍ جَرَبٍ ، دُفِعَ إِلَى رَائِضٍ ، فَقِيلَ لَهُ : عَلِّمْهُ الْهَمْلَجَةَ قَالَ الْقَاضِي : فَهَذَا بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ جَسِيمٌ ، مَقْصُورٌ عِلْمُهُ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ نَشَؤُوا فِيهِ ، وَعَنُوا بِهِ صِغَارًا ، فَصَارَ لَهُمْ رِيَاضَةٌ ، وَلَا يَلْحَقُ بِهِمْ مَنْ يَتَكَلَّفُهُ عَلَى الْكِبَرِ ، وَإِنَّكَ لَتَرَى الْبَهِيَّ مِنَ الرِّجَالِ ، الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَضُرُوبٍ مِنَ الْأَدَبِ ، يَتَصَرَّفُ فِي أَيِّهَا شَاءَ بِعِبَارَةٍ ، وَبَيَانٍ وَذَكَاءٍ وَلَسِنٍ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ فِي رُوَاءٍ وَشَيْبَةٍ ، وَلِبَاسِ مُرُوَءَةٍ ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى إِسْنَادِ حَدِيثٍ تَسْتَولِي الْحِيرَةُ عَلَيْهِ ، فَلَا يَدْرِي أَيُّ طَرِيقٍ يَرْكَبُ فِيهِ ، فَيُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ ، وَيُصَحِّفُ وَيُحَرِّفُ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَقْبَحُ مِنْ شَيْخٍ لَنَا يَتَصَدَّرُ مُنْذُ زَمَانٍ ، كَتَبَ بِخَطِّهِ : وَكِيعٌ عَنْ شُقَيْقٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ حَدِيثًا ، يَفْتَحُ الْقَافَ فِيهَا كُلَّهَا ، وَيُنْقِطُهَا ، وَيُحَلِّقُهَا ، وَلَا يَعْرِفُ سُفْيَانَ مِنْ شَقِيقٍ ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ عَصْرَيْهِمَا ، وَلَا يُمَيِّزُ عَصْرَ وَكِيعٍ مِنْ عَصْرِ كُبَرَاءِ التَّابِعِينَ وَالْمُخَضْرَمَةِ ، ثُمَّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ إِذَا تَكَلَّمَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ ، وَإِذَا أَفْتَى فِي بَلْوَى أَغْمَضَ تَكَبُّرًا عَيْنَيْهِ ، فَهَذَا يُسْتَقْبَحُ مِنْ حَيْثُ اسْتَقْبَحَ تَحَيُّرَ أَبِي خَيْثَمَةَ وَالنَّفَرَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَهُ عَلَى الْمُذَاكَرَةِ حِينَ سُئِلُوا عَنِ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى ، وَإِنْ كَانَ مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي مُوسَى حَقًّا ، وَأَنَّهُ سُئِلَ كَمَا زَعَمُوا عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي بِئْرٍ فَقَالَ : الْبِئْرُ جُبَارٌ ، فَهُوَ أَقْبَحُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ

حديث رقم: 166

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ ، ثَنَا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَضَرْتُ شُعْبَةَ وَسُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي صِحْنَاةٍ ، فَلَمْ يُحْسِنْ يُجِيبُ عَنْهَا قَالَ الْقَاضِي : وَلَيْسَ لِلْرَاوِي الْمُجَرَّدِ أَنْ يَتَعَرَّفَ لَمَّا لَا يَكْمُلُ لَهُ ، فَإِنَّ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ أَوْلَى بِهِ وَأَعْذَرُ لَهُ ، وَكَذَلِكَ سَبِيلُ كُلِّ ذِي عِلْمٍ وَكَانَ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرْجَانِيُّ ، قَدْ أَكْثَرَ مِنَ السَّمَاعِ وَأَغْفَلَ الِاسْتِبْصَارَ ، فَعَمِلَ رِسَالَةً سَمَّاهَا السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ تَعَجْرَفَ فِيهَا ، وَاعْتَرَضَ عَلَيْهَا بَعْضُ الْكَتَبَةِ مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ يُتَعَاطَى الْكَلَامَ ، وَيُذْكَرُ بِالرِّيَاسَةِ فِيهِ وَالتَّقَدُّمِ ، فَصَنَّفَ فِي ثَلْبِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ كِتَابًا تَلَفَّظَ فِيهِ مِنْ كَلَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَابْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَمِنْ كِتَابِ التَّدْلِيسِ لِلْكَرَابِيسِيِّ ، وَتَارِيخِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَالْبُخَارِيِّ ، مَا شَنَعَ بِهِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ الْعِلْمِ ، خَلَطَ الْغَثَّ بِالسَّمِينِ ، وَالْمَوْثُوقَ بِالظَّنِينِ ، وَادَّعَى دَعَاوَى لَمْ يُضْبِطْ أَكْثَرَهَا ، وَلَا عَرَفَ وُجُودَ التَّصَرُّفِ فِيهَا ، وَتَسَاخَفَ فِي حِكَايَاتٍ أَوْرَدَهَا ، وَرِوَايَاتٍ أَسْنَدَهَا إِلَى رِجَالٍ لَهُ ، مِمَّنْ لَا يُعَدُّ كَلَامُهُ مِنْ عَمَلِهِ ، وَلَا لَهُ وَاعِظٌ يَزْجُرُهُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَلَوْ أَنْصَفَ لَأَيْقَنَ أَنَّ الْغَامِزَ عَلَى حِزْبِهِ أَكْثَرُ ، وَالْخِلَافَ الْوَاقِعَ بَيْنَ كُبَرَاءِ أَهْلِ مَقَالَتِهِ أَوْسَعُ ، وَمَا يَلْحَقُ بِهِ وَبِهِمْ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّنَاعَةِ أَعْظَمُ ، وَلَقَادَهُ الْإِنْصَافُ إِلَى أَنْ يَحْكُمَ عَلَى نَفْسِهِ بِمِثْلِ مَا حَكَمَ بِهِ عَلَى خَصْمِهِ ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ ، فِيمَنْ ذَكَرَهُ ، وَعَيَّرَهُ بِتَقْلِيدِ الْأَعْمَالِ ، وَأَنَّهُ عَزَّرَ رَجُلًا فَمَاتَ ، وَهُوَ مَعَ هَذَا الْقَوْلِ فِي ابْنِ شِهَابٍ ، حَامِلُ سَيْفٍ تَارَةً ، وَصَاحِبُ قَلَمٍ أُخْرَى ، يَمْضِيَانِ عَلَى غَيْرِ مُرَادَهُ ، وَيَعْصِيَانِ اللَّهَ فِي عِبَادِهِ ، عَلَى أَنَّ مَا حُكِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ نَادِرٌ شَاذُّ ، وَأَمْرُهُ حَاضِرٌ مُشَاهَدَةٌ ، وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا بَيَّنَ مِنْ دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ ، وَعَظَّمَ مِنْ شَأْنِ الْوَعِيدِ ، لَكَانَ كَأَحَدِ الْمُتَكَلِّفِينَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ وَلَا يَأْتَمِرُونَ ، وَيَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَجَدِيرٌ أَنْ يَعْقِلَ اللِّسَانُ عَنِ الْخَطْلِ ، وَيُقْرِنُ الْعِلْمَ بِصَالِحِ الْعَمَلِ ، مَنْ كَانَ ذَا فَهْمٍ ثَاقِبٍ ، وَلِسَانٍ بَيِّنٍ ، لِيَكُونَ الْعَمَلُ دَاعِيًا ، وَالْعِلْمُ هَادِيًا ، وَاللِّسَانُ مُعَبِّرًا ، وَلَوْ كَانَ حَرْبٌ مُؤَيِّدًا مَعَهُ الرِّوَايَةَ بِالْفَهْمِ لَأَمْسَكَ مِنْ عَنَانِهِ ، وَدَرَى مَا يَخْرُجُ مِنْ لِسَانِهِ ، وَلَكِنَّهُ تَرَكَ أُولَاهَا ، فَأَمْكَنَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِالْعِلْمِ ، وَلَا يَجْعَلْنَا مِنْ حَمَلَةِ أَسْفَارِهِ ، وَالْأَشْقِيَاءِ بِهِ ، إِنَّهُ وَاسِعٌ لَطِيفٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ