حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي بَكْرَةَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ , عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَعْنِي الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْجَوْزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ حَمَّادٌ : قَالَ هِشَامٌ : قَالَ الْحَسَنُ : فَرَآهُمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ فِي الْحَدِيدِ , فَقَالَ : اضْرِبْ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ فِي مُلْكٍ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ , عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى , عَنْ رَبَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ وَفَاةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَخَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ كُلَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ , وَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوَاقِعٌ , مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ , وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ , وَإِنِّي مَا أُحِبُّ أَنْ أَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا يَزِنُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ , يُهَرَاقُ فِيهِ مُحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ , قَدْ عَرَفْتُ مَا يَنْفَعُنِي مِمَّا يَضُرُّنِي , فَالْحَقُوا بِطِيبَتِكُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَسَدٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَوْ نَظَرْتُمْ مَا بَيْنَ جَابِرْسَ إِلَى جَابَلْقَ مَا وَجَدْتُمْ رَجُلًا جَدُّهُ نَبِيُّ غَيْرِي وَأَخِي , أَرَى أَنْ تَجْتَمِعُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ , وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ , وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ قَالَ مَعْمَرٌ : مَعْنَى جَابِرْسَ وَجَابِلْقَ : الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : انْظُرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَمَيِّزُوا فِعْلَ الْحَسَنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ , أَخِي الْكَرِيمِ ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ , مُهْجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي قَدْ حَوَى جَمِيعَ الشَّرَفِ , لَمَّا نَظَرَ إِلَى أَنَّهُ لَا يُتِمُّ مُلْكٌ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا إِلَّا بِتَلَفِ الْأَنْفُسِ , وَذَهَابِ الدِّينِ , وَفِتَنٍ مُتَوَاتِرَةٍ , وَأُمُورٍ يَتَخَوَّفُ عَوَاقِبَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ , صَانَ دِينَهُ وَعِرْضَهُ , وَصَانَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَلَمْ يُحِبَّ بُلُوغَ مَا لَهُ فِيهِ حَظٌّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا , وَقَدْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا , فَتَرَكَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَقْدِرَةِ مِنْهُ عَلَى ذَلِكَ , تَنْزِيهًا مِنْهُ لِدِينِهِ , وَلِصَلَاحِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلِشَرَفِهِ , وَكَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ , وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ , وَعَنْ أَبِيهِمَا , وَعَنْ أُمِّهِمَا , وَنَفَعَنَا بِحُبِّهِمْ