حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ : وَفَدْتُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ الَّذِي يَعْمَلُ فِي حَوَائِجِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَلَمَّا قَضَيْتُ حَوَائِجِي أَتَيْتُهُ فَوَدَّعْتُهُ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , ثُمَّ مَضَيْتُ , فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ بِهِ , لِمَا أَوْلَانِي مِنْ قَضَاءِ حَوَائِجِي , فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ , فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : لَقَدْ رَدَّ الشَّيْخَ حَاجَةٌ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ قَالَ : مَا رَدَّكَ ؟ أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ حَوَائِجَكَ ؟ قُلْتُ بَلَى , وَلَكِنَّ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي , سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ بِهِ لِمَا أَوْلَيْتَنِي قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قُلْتُ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُثِّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا , فَيَذْهَبُ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا , وَيَبْقَى أَهْلُ التَّوْحِيدِ , فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا تَنْتَظِرُونَ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ لَنَا رَبًّا كُنَّا نَعْبُدُهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ نَرَهُ قَالَ : وَتَعْرِفُونَهُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيُقَالُ : وَكَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ ؟ قَالُوا : إِنَّهُ لَا شِبْهَ لَهُ فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ , فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا , وَيَبْقَى قَوْمٌ فِي ظُهُورِهِمْ مِثْلُ صَيَاصِي الْبَقَرِ , فَيُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ , فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ }} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ , فَقَدْ جَعَلْتُ بَدَلَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي النَّارِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ لَحَدَّثَكَ أَبُوكَ هَذَا الْحَدِيثَ , سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَحَلَفَ لَهُ ثَلَاثَةَ أَيْمَانٍ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : مَا سَمِعْتُ فِيَ أَهْلِ التَّوْحِيدِ حَدِيثًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ : نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيِّ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ , فَإِذَا بَدَا لَهُ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ مَثَّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ , فَيَتْبَعُونَهُمْ حَتَّى يُقْحِمُوهُمُ النَّارَ , ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَنَحْنُ عَلَى مَكَانٍ رَفِيعٍ , فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَنَقُولُ : نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ : مَا تَنْتَظِرُونَ ؟ : قَالُوا : نَنْتَظِرُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيَقُولُ : كَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ , فَيَتَجَلَّى لَهُمْ ضَاحِكًا فَيَقُولُ : أَبْشِرُوا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَا جَعَلْتُ مَكَانَهُ فِي النَّارِ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ , عَنْ أَبِي مُرَايَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : بَيْنَا هُوَ يُعَلِّمُهُمْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ : إِذْ شَخَصَتْ أَبْصَارُهُمْ فَقَالَ : مَا أَشْخَصَ أَبْصَارَكُمْ ؟ قَالُوا : نَظَرْنَا إِلَى الْقَمَرِ قَالَ : فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَهْرَةً