حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ قَالَ : قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : اكْتُبْ هَذَا الْحَدِيثَ , فَإِنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ قَالَ : فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَقْتُولٌ السَّاعَةَ قَالَ : فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذْتُ بِوَسَطِهِ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ , فَقَالَ : خَلِّ , لَا أُمَّ لَكَ قَالَ : فَأَتَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الدَّارَ , وَقَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَى دَارَهُ فَدَخَلَهَا وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ , فَأَتَاهُ النَّاسُ فَضَرَبُوا عَلَيْهِ الْبَابَ , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَقَالُوا : إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ , وَلَابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ خَلِيفَةٍ , وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَا مِنْكَ , فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا تَزِيدُونَ , فَإِنِّي أَكُونُ لَكُمْ وَزِيرًا خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ قَالُوا : لَا , وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَا مِنْكَ , قَالَ : فَإِنْ أَبِيتُمْ عَلَيَّ فَإِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ سِرًّا , وَلَكِنْ أَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُبَايِعَنِي بَايِعَنِي . قَالَ : فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَايَعَهُ النَّاسُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ , . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذَا مَذْهَبُنَا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ الْخَلِيفَةُ الرَّابِعُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَقَدْ رُوِيَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا أَبَا بَكْرٍ فَزَاهِدٌ فِي الدُّنْيَا , رَاغِبٌ فِي الْآخِرَةِ , وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عُمَرَ فَقَوِيُّ أَمِينٌ , لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ , وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيًّا فَهَادٍ مَهْدِيُّ , يُقِيمُكُمْ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَمَا قَالَ حُذَيْفَةُ : لَمْ يَزَلْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُنْذُ نَشَأَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , ثُمَّ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَايَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَكَانَ مَعَهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَايَعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ مَعَهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ظُلْمًا بَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْ قَتْلِهِ , وَكَانَ قَتْلُهُ عِنْدَهُ ظُلْمًا مُبِينًا , ثُمَّ وَلِيَ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , مُتَّبِعًا لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُتَّبِعًا لَسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , مُتَّبَعًا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَمْ يُغَيِّرْ مِنْ سُنَّتِهِمْ , وَلَمْ يُبَدِّلْ , زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ , مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِهِ , رَفِيعًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا , لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَأَخْزَاهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ , عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَطَعَ قَمِيصًا سُنْبُلَانِيًّا , فَأَتَى بِهِ فَلَبِسَهُ , فَكَأَنَّهُ جَاوَزَ كُمَّاهُ أَصَابِعَهُ , فَقَطَعَ مَا جَاوَزَ الْأَصَابِعَ مِنَ الْكُمَّيْنِ
وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ , عَنْ أَبِيهِ , : أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَعْطَى النَّاسَ فِي عَامٍ وَاحِدٍ ثَلَاثَ عَطِيَّاتٍ قَالَ : ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ خَرَاجُ أَصْبَهَانَ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , اغْدُوا إِلَى الْعَطَاءِ الرَّابِعِ فَخُذُوهُ , فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا لَكُمُ بِخَازِنٍ , فَقَسَمَهُ فِيهِمْ , ثُمَّ أَمَرَ بَيْتَ الْمَالِ فَكَسَحَ وَنَضَحَ , فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنٍ , ثُمَّ قَالَ : يَا دُنْيَا , غُرِّي غَيْرِي
أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ , عَنْ عَبْدِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ قَرَّبْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الْوَزِّ وَالْبَطِّ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَكْثَرَ الْخَيْرَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا قَصْعَتَانِ : قَصْعَةٌ يَأْكُلُ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ , وَقَصْعَةٌ لِأَصْحَابِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : قَدْ ذَكَرْتُ مِنْ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخَلِيفَةِ الرَّابِعِ مَا فِيهِ الْكِفَايَةُ لِمَنْ عَقَلَ ؛ لِيُزِيدَ الْمُؤْمِنِينَ مَحَبَّةً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِي لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ , وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى قَالَا : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ , عَنْ أَبِي دَاوُدَ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جَنْبِهِ , إِذْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ , وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ }} قَالَ : فَارْتَعَدَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمْسَكَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَلِيٌّ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ , فَخَشِيتُ أَنْ أُبْتَلِيَ بِهَا , فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي , فَأَصَابَنِي مَا رَأَيْتَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ : جَاءَنِي جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ فَسَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْدَلٌ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو , مَوْلَى بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }} قَالَ : لَا تَلْقَى مُؤْمِنًا إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ وُدٌّ لَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَهْلِ بَيْتِهِ