حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَارُودِ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّهَا النَّفْرُ جَمِيعًا أَفِيكُمْ أَخٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ عَمٌّ مِثْلُ عَمِّي حَمْزَةَ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْرُ الشُّهَدَاءِ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ الْمُزَيَّنِ بِالْجِنَاحَيْنِ بِالْجَوْهَرِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ زَوْجَتِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ مَنْ لَهُ مِثْلُ سِبْطَيَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ يَأْخُذُ الْخُمْسَ غَيْرِي وَغَيْرُ زَوْجَتِي فَاطِمَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ يَأْخُذُ سَهْمَيْنِ ؛ سَهْمًا فِي الْخَاصَّةِ وَسَهْمًا فِي الْعَامَّةِ غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَوَدَّتِهِ مِنَ الْسَّمَاءِ غَيْرِي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ }} ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَتَلَ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ عِنْدَ كُلِّ شَدِيدَةٍ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَعْظَمَ غَنَاءً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَيْثُ جِئْتُ أَضْطَجِعُ فِي مَضْجَعِهِ أَقِيهِ بِنَفْسِي وَأَبْذُلُ لَهُ مُهْجَةَ دَمِي غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَفِيكُمْ أَحَدٌ أَخَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ : أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَلِيَ غُمْضَ عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّهْشَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : إِنِّي لَجَالِسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذْ أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ , فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّينَا هَؤُلَاءِ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : بَلْ أَقُومُ مَعَكُمْ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَحِيحُ الْبَصَرِ قَالَ : فَانْتَبَذُوا فَتَحَدَّثُوا , فَلَا أَدْرِي مَا قَالُوا قَالَ : فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ وَيَقُولُ : أُفٍّ وَتُفٍّ وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ , وَقَعُوا فِي رَجُلٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا يُخْزِيهِ اللَّهُ أَبَدًا , يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنِ اسْتَشْرَفَ , فَقَالَ : أَيْنَ عَلِيٌّ ؟ فَقَالُوا : هُوَ فِي الرَّحْلِ يَطْحَنُ قَالَ : وَمَا كَانَ أَحَدُكُمْ لِيَطْحَنَ ؟ قَالَ : فَجَاءَ وَهُوَ أَرْمَدُ , لَا يَكَادُ يُبْصِرُ قَالَ : فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ , فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَ : ثُمَّ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسُورَةِ التَّوْبَةِ , ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَعَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ : لَا , وَلَكِنْ لَا يَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ لِبَنِي عَمِّهِ : أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَأَبَوْا فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ : وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ : {{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }} قَالَ : وَشَرَى عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ فِي مَكَانِهِ قَالَ : وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَائِمٌ , وَأَبُو بَكْرٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمُونٍ فَأَدْرِكْهُ قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ , وَجَعَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْمِي بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يَرْمِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَهُوَ يَتَضَوَّرُ قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِي الثَّوْبِ لَا يُخْرِجُهُ حَتَّى أَصْبَحَ , ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ , فَقَالُوا : كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِيهِ فَلَا يَتَضَوَّرُ , وَأَنْتَ تَتَضَوَّرُ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ قَالَ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالنَّاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَخْرُجُ مَعَكَ , فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ نَبِيًّا , إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَذْهِبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي قَالَ : وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنْتَ وَلِيِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي قَالَ : وسَدَّ الْأَبْوَابَ مِنَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ , وَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ قَالَ : وَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ يَعْنِي أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ , فَهَلْ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَخِطَ عَلَيْهِمْ ؟ وَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَالَ لَهُ فِي حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ : ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ قَالَ : وَكُنْتُ فَاعِلًا : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّهْشَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْكَرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو , أَخُو مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَدَّادٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَقَدْ كَانَتْ لِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ مَنْقَبَةً , لَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا وَاحِدَةٌ مِنْهَا نَجَا بِهَا , وَلَقَدْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَا كَانَتْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا نَزَلَتْ آيَةٌ {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }} إِلَّا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأْسُهَا وَشَرِيفُهَا وَأَمِيرُهَا , وَلَقَدْ عَاتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَيْرِ آيٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَا ذَكَرَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا بِخَيْرٍ