سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، يَقُولُ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ مِمَّنْ يُقَالُ إِنَّهُ مُسْتَجَابُ الدَّعْوَةِ وَكَانَ رَئِيسًا فِي عِلْمِ التَّصَوُّفِ صَنَّفَ فِي هَذَا الْمَعْنَى كُتُبًا حِسَانًا رَأَيْتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ قَالَ : اعْلَمْ أَنَّ قُلُوبَ الْعُمَّالِ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ عَلَى أَرْبَعِ مَنَازِلَ : قَلْبٌ مَعَ اللَّهِ وَقَلْبٌ فِي مِلْكِ اللَّهِ وَقَلْبٌ فِي التَّمْيِيزِ ، وَقَلْبٌ فِي الْمُكَابَدَةِ ، فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي مَعَ اللَّهِ فَعَلَامَتُهُ الْمُنَاجَاةُ وَالِاشْتِغَالُ بِاللَّهِ ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِي مِلْكِ اللَّهِ فَمَرَّةً يَجُولُ فِي الْجَنَّةِ وَمَرَّةً يَجُولُ فِي النَّارِ وَأَمَّا القَلْبَ الَّذِي فِي التَّمَيُّزِ فَيَرَى الصِّرَاطَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ وَالْعَرْضَ ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِي الْمُكَابَدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَرُدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ خَوْفَ الْفَقْرِ وَهُوَ مَشْغُولٌ بِتَصْحِيحِ الْكَبِيرَةِ ، فَهَذِهِ الْأَرْبَعُ الْمَنَازِلِ مَنَازِلَ الْعُقَلَاءِ ، وَالْخَامِسُ قَلْبُ النِّقْمَةِ الشَّيْطَانُ
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ هَانِئٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ ، يَقُولُ : أَسْبَابُ الْمَعْرِفَةِ أَرْبَعَةٌ : حَصَافَةُ الْعَقْلِ وَكَرَمُ الْفِطْنَةِ ، وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الْخِبْرَةِ ، وَشِدَّةُ الْعِنَايَةِ ، وِبِسَبَبِ هَذِهِ الْأُمُورِ الْأَرْبَعَةِ الرَّحْمَةُ ، وَمِنْ أَقْرَبِ الْأُمُورِ إِلَى الرَّحْمَةِ التَّبَرُّؤُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ، وَالْمَعْرِفَةُ بِأَنَّ التَّبَرُّؤَ مِنْهُ ، وَالْمَعْرِفَةَ أَيْضًا هِبَةٌ ، وَمِنْ أَفْضَلِ الْأَشْيَاءِ الْعِلْمُ ، وَالْمُبْتَغَى مِنَ الْعِلْمِ نَفْعُهُ فَإِذَا لَمْ يَنْفَعْكَ فَحَمْلُ تَمْرَةٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَمَلِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اسْتَعَاذَ مِنْهُ فَقَالَ : أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُكَ ، وَقَالَ : خَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ ، وَالْعِلْمُ يُصَابُ مِنْ عِنْدِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَالنَّفْعُ لَا يُصَابُ إِلَّا بِاللَّهِ وَمِنْ عِنْدِهِ ، وَمَنْفَعَةُ الْعِلْمِ طَاعَتُهُ وَطَاعَتُهُ مَنْفَعَتُهُ ، وَالْعِلْمُ النَّافِعُ هُوَ الَّذِي بِهِ أَطَعْتَهُ وَالَّذِي لَا يَنْفَعُ هُوَ الَّذِي بِهِ عَصَيْتَهُ وَكَانَ يَقُولُ : قُلُوبُ الْعَارِفِينَ مَسَاكِنُ الذِّكْرِ وَأَفْضَلُ الْأَعْمَالِ رِعَايَةُ الْقَلْبِ ، وَالذِّكْرُ غِذَاءُ الْقَلْبِ وَقَالَ : هِمَمُ الْعَارِفِينَ تَعَالَتْ عَمَّا فِيهِ لَذَّةُ نُفُوسِهِمْ وَاتَّصَلَتْ هُمُومُهُمْ بِمَا فِيهِ الْمَحَبَّةُ لِسَيِّدِهِمْ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَغْنَاهُمْ وَلَدَى اللَّهِ مَثْوَاهِمْ وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ آمَنَ بِالْقَدُومِ عَلَى مُعْطِي الْخَزَائِنِ وَالْهَدَايَا قَبْلَ مُلَاقَاتِهِ مَلَّكَهُ اللهُ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَقَالَ : إِذَا كَسَى اللَّهُ الْقَلْبَ نُورَ الْمَعْرِفَةِ قَلَّدَهُ قَلَائِدَ الْحِكْمَةِ وَمَنْ كَانَ الصِّدْقُ وَسِيلَتَهُ كَانَ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ جَائِزَتَهُ ، وَقَالَ : إِنَّ مِنَ التَّوْفِيقِ تَرْكُ التَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَاتَ ، وَالِاهْتِمَامَ بِمَا هُوَ آتٍ ، وَمَنْ أَرَادَ تَعْجِيلَ النِّعَمِ فَلْيُكْثِرْ مِنْ مُنَاجَاةِ الْخَلْوَةِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْدَانَ الصُّوفِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ الْأَسَدِيُّ بِطَرَسُوسَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثنا مُحَمَّدٌ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلَامٍ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيوتِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْدَانَ ، ثنا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ فِكَاكُكُمْ مِنَ النَّارِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْدَانَ ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا أَبُو ظِلَالٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَخِلَ النَّاسُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِمَ بَخِلَ النَّاسُ ؟ قَالَ : بِالسَّلَامِ