سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الدَّيْنَوَرِيُّ : مُكَاشَفَاتُ الْأَعْيَانِ بِالْأَبْصَارِ ، وَمُكَاشَفَاتُ الْقُلُوبِ بِالِاتِّصَالِ وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ أَدْنَى الذِّكْرِ أَنْ يَنْفِيَ مَا دُونَهُ وَنِهَايَةَ الذِّكْرِ أَنْ يَغِيبَ الذَّاكِرَ فِي الذِّكْرِ عَنِ الذِّكْرِ ، وَيَسْتَغْرِقَ بِمَذْكُورِهِ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَى مَقَامِ الذِّكْرِ وَهَذَا حَالُ فَنَاءِ الْفِنَاءِ وَكَانَ يَقُولُ : لِلَّهِ عِبَادٌ لَمْ يَسْتَصْلِحْهُمْ لِمَعْرِفَتِهِ فَشَغَلَهُمْ بِخِدْمَتِهِ وَلَهُ عِبَادٌ لَمْ يَسْتَصْلِحْهُمْ لِخِدْمَتِهِ فَأَهْمَلَهُمْ ، وَكَانَ يَقُولُ : لَا بَلَاغَ إِلَى مَرَاتِبِ الْأَخْيَارِ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَكُلُّ وَقْتٍ وَحَالٍ خَلَا عَنِ الصِّدْقِ فَبَاطِلٌ وَكَانَ يَقُولُ : الْمُحِبُّ اخْتَارَ الْمَكْرُوهَ وَالْأَثْقَالَ لِرِضَا مَحْبُوبِهِ يَبْتَغِي لِذَلِكَ رِضَاهُ وَهُوَ غَايَةُ الْمُنَى وَأَنْشَدُوا : رَأَيْتُكَ يُدْنِينِي إِلَيْكَ تَبَاعُدِي فَبَاعَدْتُ نَفْسِي لِابْتِغَاءِ التَّقَرُّبِ