سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ ، بِبَغْدَادَ يَقُولُ : قَدِمَ مَعَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي مِنْ مَكَّةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الزَّجَّاجِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ النَّاسُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّبِعُونَ مَا تَسْتَحْسِنُهُ الْعُقُولُ وَالطَّبَائِعُ فَرَدَّهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى اتِّبَاعِ الشَّرَائِعِ فَالْعَقْلُ الصَّحِيحُ مَا يَسْتَحْسِنُ مَحَاسِنَ الشَّرِيعَةِ ، وَيَسْتَقْبِحُ مَا تَسْتَقْبِحُهُ
وَسُئِلَ أَبُو عَمْرٍو عَنِ الْحَمِيَّةِ ، فَقَالَ : الْحَمِيَّةُ فِي الْقَلْبِ تَصْحِيحُ الْإِخْلَاصِ وَمُلَازَمَتُهُ ، وَالْحَمِيَّةُ فِي النُّفُوسِ تَرْكُ الدَّعْوَى ، وَمُجَانَبَتُهُ وَكَانَ يَقُولُ : قَسَمَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ لِمَنِ اهْتَمَّ لِأَمْرِ دِينِهِ