سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ الدَّيْنَوَرِيَّ ، بِمَكَّةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ ، يَقُولُ : الْمُتَعَطِّلُ مَنْ لَزِمَ الرُّخَصَ مُعْتَنِقًا لِلْمَلَاذِ وَالْمَلَاهِي وَأَخْلَى قَلْبَهُ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحَذَرِ لِأَنَّ الْخَوْفَ يَدْفَعُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَيَقْطَعُ عَنِ السُّلُوِّ وَالْغَفَلَاتِ
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَحْمَدَ الطَّرَسُوسِيَّ ، بِمَكَّةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ ، يَقُولُ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ، مَعْدُودًا فِي الْأَحْرَارِ مَذْكُورًا عِنْدَ الْأَبْرَارِ فَلْيُخْلِصْ عِبَادَةَ رَبِّهِ فَإِنَّ الْمُتَحَقِّقَ فِي الْعُبُودِيَّةِ مُسَلَّمٌ مِنَ الْأَغْيَارِ وَكَانَ يَقُولُ : الْفَنَاءُ وَالْبَقَاءُ مَدَارُهُ عَلَى إِخْلَاصِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَالتَّحَقُّقِ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَكُلُّ عِلْمٍ يَعْدُو هَذَا وَيُخَالِفُهُ فَمَرْجِعُهُ إِلَى الْأَغَالِيطِ وَالْأَبَاطِيلِ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِخْلَاصِ وَلَمْ يَقْتَضِ مِنْ نَفْسِهِ حَقَيِقَتَهُ ؛ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِهَتْكِ سِتْرِهِ وَافْتِضَاحِهِ عِنْدَ أَقْرَانِهِ وَإِخْوَانِهِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْقَصِيرَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَيْبَانَ ، يَقُولُ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ، تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِآدَابِ الظَّاهِرِ ، وَاسْتَعْمِلِ الْوَرَعَ لِآدَابِ الْبَاطِنِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَشْغَلَكَ عَنِ اللَّهِ شَاغِلٌ فَقَلَّ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ