أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَبِي أَيُّوبَ الْحَمَّالِ قَالَ : فَلَمَّا دَخَلْنَا الْبَادِيَةَ وَسِرْنَا مَنَازِلَ إِذَا بِعُصْفُورٍ تَحُومُ حَوْلَنَا فَرَفَعَ أَيُّوبُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ : قَدْ جِئْتَ إِلَى هَاهُنَا فَأَخَذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ فَفَتَّهُ فِي كَفِّهِ فَانْحَطَّ الْعُصْفُورُ وَقَعَدَ عَلَى كَفِّهِ يَأْكُلُ مِنْهَا ثُمَّ صَبَّ لَهُ مَاءً فَشَرِبَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اذْهَبِ الْآنَ ، فَطَارَ الْعُصْفُورُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَجَعَ الْعُصْفُورُ فَفَعَلَ أَبُو أَيُّوبَ مِثْلَ فِعْلِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ فَلَمْ يَزَلْ كُلَّ يَوْمٍ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ السَّفَرِ ثُمَّ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ : تَدْرِي مَا قِصَّةُ هَذَا الْعُصْفُورِ ؟ كَانَ يَجِيئُنِي فِي مَنْزِلِي كُلَّ يَوْمٍ فَكُنْتُ أَفْعَلُ بِهِ مَا رَأَيْتَ فَلَمَّا خَرَجْنَا تَبِعَنَا يَقْتَضِي مِنِّي مَا كُنْتُ أَفْعَلُ بِهِ فِي الْمَنْزِلِ
وَحَكَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ ، يَقُولُ : عَقَدْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَمْشِيَ غَافِلًا وَلَا أَمْشِيَ إِلَّا ذَاكِرًا فَمَشَيْتُ مِشْيَةَ غَفْلَةٍ فَأَخَذَتْنِي عَرْجَةٌ فَعَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيتُ فَبَكَيْتُ وَاسْتَغَثْتُ فَتُبْتُ فَزَالَتِ الْعِلَّةُ وَالْعُرْجَةُ فَرَجَعْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي غَفَلْتُ فِيهِ فَرَجَعْتُ إِلَى الذِّكْرِ فَمَشَيْتُ سَلِيمًا