سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الصَّرَّامَ الْهَرَوِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ ، يَقُولُ : قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ : شُغْلُ الْعَارِفِ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : بِالنَّظَرِ إِلَى مَعْبُودِهِ مُسْتَأْنِسًا بِهِ مُلَاحِظًا لِمِنَّتِهِ وَفَوَائِدِهِ شَاكِرًا لَهُ مُعْتَرِفًا بِهِ وَمُنِيبًا تَائِبًا إِلَيْهِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ : مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ طَمِعَ فِي عَفْوِهِ وَرَجَا فَضْلَهُ وَقَالَ : الْفُتُوَّةُ مِنْ طِبَاعِ الْأَحْرَارِ وَاللُّؤْمُ مِنْ شِيَمِ الْأَنْذَالِ ، وَمَا تَعَبَّدَ مُتَعَبِّدٌ بِأَكْثَرَ مِنَ التَّحَبُّبِ إِلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بِمَا يُحِبُّونَ لِأَنَّ مَحَبَّةَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَدِّيَ أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ ، يَقُولُ : كَانَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ بْنُ شُجَاعٍ حَادَّ الْفِرَاسَةِ وَقَلَّمَا أَخْطَأَتْ فِرَاسَتُهُ وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ شَخَصَ بَصَرُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَأَمْسَكَ عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَعَمُرَ بَاطِنُهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ وَظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَعَوَّدَ نَفْسَهُ أَكْلَ الْحَلَالِ لَمْ تُخْطِئُ فِرَاسَتُهُ قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ نَظَرَ إِلَى الْخَلْقِ بِعَيْنِهِ طَالَتْ خُصُومَتُهُ مَعَهُمْ وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اللَّهِ عَذَرَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ وَقَلَّ اشْتِغَالُهُ بِهِمْ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مَحْفُوظًا ، يَقُولُ : كَانَ شَاهُ يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ أَنْ يُظْهِرُوا لَهُ مَا يَجْرِي عَلَى سِرِّهِمْ ثُمَّ كَانَ يُدَاوِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِدَوَائِهِ وَيَقُولُ : لَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنْ كَتَمَ الطَّبِيبَ عِلَّتَهُ
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ الْهَرَوِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ النُّجَيْدِ ، يَقُولُ : قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ : مَنْ صَحِبَكَ وَوَافَقَكَ عَلَى مَا تُحِبُّ وَخَالَفَكَ فِيمَا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا يَصْحَبُ هَوَاهُ وَمَنْ صَحِبَ هَوَاهُ فَهُوَ يَطْلُبُ رَاحَةَ الدُّنْيَا
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ ، يَقُولُ : قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ : عَلَامَةُ الرُّكُونِ إِلَى الْبَاطِلِ التَّقُرُّبُ إِلَى الْمُبْطِلِينَ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْفَارِسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ شَاهَ بْنَ شُجَاعٍ ، يَقُولُ : الْفَضْلُ لِأَهْلِ الْفَضْلِ مَا لَمْ يَرَوْهُ فَإِذَا رَأَوْهُ فَلَا فَضْلَ لَهُمْ ، وَالْوِلَايَةُ لِأَهْلِ الْوِلَايَةِ مَا لَمْ يَرَوْهَا فَإِذَا رَأَوْهَا فَلَا وِلَايَةَ لَهُمْ ، وَقَالَ : الْمُعْجَبُ بِنَفْسِهِ مَحْجُوبٌ عَنْ رَبِّهِ
ذَكَرَ لِي أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَالِسًا فَسَقَطَتْ بَيْنَنَا حَمَامَةٌ فَجَعَلْتُ أُنَحِّيهَا فَقَالَ سَهْلٌ : أَطْعِمْهَا وَاسْقِهَا فَقُمْتُ فَفَتَّتُ لَهَا خُبْزًا وَوضِعَتْ لَهَا مَاءَ فَلَقَطَتِ الْخُبْزَ وَسَقَطَتْ عَلَى الْمَاءِ فَشَرِبَتْ وَمَضَتْ طَائِرَةً ، فَقُلْتُ لِسَهْلٍ : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا الطَّيْرُ ؟ فَقَالَ لِي : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَاتَ أَخِي بِكَرْمَانَ فَجَاءَتْ هَذِهِ تُعَزِّينِي بِهِ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَأَظُنُّهُ ذَكَرَ شَاهَ بْنَ شُجَاعٍ وَكَانَ مِنَ الْأَبْدَالِ ، فَكَتَبْتُ تَارِيخَ الْيَوْمِ وَالْوَقْتَ فَقَدِمَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ كَرْمَانَ فَعَزَّوْنَا فِيهِ وَذَكَرُوا أَنَّهُ مَاتَ فِي الْيَوْمِ وَالْوَقْتِ الَّذِي سَقَطَتْ عِنْدَنَا الْحَمَامَةُ
وَأَنْشَدَ أَبُو عَامِرٍ قَالَ : أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْأَفْرُقُوهِيُّ لِشَاهِ بْنِ شُجَاعٍ : وَاللَّهِ مَا اللَّهُ يَبْدُو لَكُمْ وَبِكُمْ وَاللَّهِ وَاللَّهِ مَا هَذَا هُوَ اللَّهُ فَهَذِهِ أَحْرُفٌ تَبْدُوَ لَكُمْ وَبِكُمْ إِذَا تَمَعَّنْتَ مَعْنَاهَا هُوَ اللَّهُ