حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَخِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ خَيْرًا النَّسَّاجَ يَقُولُ : كُنْتُ مَعَ مُحَارِبِ بْنِ حَسَّانَ الصُّوفِيِّ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا غُلَامٌ جَمِيلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فَرَأَيْتُ مُحَارِبًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا أَنْكَرْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ أَنْ قَامَ إِنَّكَ حَرَامٌ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ وَيَوْمٍ حَرَامٍ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ فِي مَشْعَرٍ حَرَامٍ فِي مَسْجِدٍ حَرَامٍ وَقَدْ رَأَيْتُكَ تَنْظُرُ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ نَظَرًا لَا ينْظُرُهُ إِلَّا الْمَفْتُونُونَ , فَقَالَ : إِلَيَّ تَقُولُ هَذَا يَا شَهْوَانِيَّ الْقَلْبِ وَالطَّرْفِ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنْ قَدْ مَنَعَنِي عَنِ الْوقُوعِ فِي شَرَكِ إِبْلِيسَ ثَلَاثٌ ؟ قُلْتُ : وَمَا هُنَّ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ سِتْرُ الْإِيمَانِ وَعِفَّةُ الْإِسْلَامِ , وَأَعْظَمُهَا عِنْدِي وَأَجَلُّهَا فِي صَدْرِي وَأَكْبَرُهَا فِي نَفْسِي حُسْنُ الْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيَّ وَأَنَا جَاثِمٌ عَلَى مُنْكَرٍ نَهَانِي رَبِّي عَنْهُ ، ثُمَّ صمقَ حَتَّى اجْتَمَع النَّاسُ عَلَيْنَا