حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ فُضَيْلٍ الْعَكِّيُّ , قَالَ : غَزَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ فَحَصَرَ الْمُسْلِمُونَ حِصْنًا فِيهِ عِلْجٌ لَا يَرْمِي حَجَرًا لِإِنْسَانٍ إِلَّا أَصَابَهُ , فَشَكَوْا إِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ ، فَقَرَأَ : {{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }} . اشْتَرُونِي مِنْهُ فَلَمَّا وَقَفَ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُونَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، قَالَ : الْمَذَاكِيرُ , فَقَالْ : أَيْ رَبِّ سَمِعْتَ مَا سَأَلُونِي فَأَعْطِنِي مَا سَأَلُونِي بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ رَمَى الْمَذَاكِيرَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَمَرَّ السَّهْمُ حَتَّى إِذَا قَرُبَ مِنْ حَائِطِ الْحَرَسِ ارْتَفَعَ حَتَّى إِذَا أَخَذَ الْعِلْجُ فِي مَذَاكِيرِهِ فَوَقَعَ وَقَالَ : شَأْنُكُمْ بِهِ
قَالَ : وَمَرَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ يَوْمًا فَوَجَدَ خَمْسَ عَشْرَةَ حَبَّةَ فُولٍ يَعْنِي بَاقِلًا مَسْلُوقًا ، قَالَ : فَلَقَطَهَا ثُمَّ وَلَّى وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيْ رَبِّ ارْزُقْنِي شُكْرَ مَا رَزَقْتَنِي فَإِنِّي لَوْ حَمَدْتُكَ مِنْ يَوْمِ خَلَقْتَ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مَا أَدَّيْتُ شُكْرَ هَذَا الْيَوْمِ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ , قَالَ قُلْتُ لِأَبِي مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ : يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَا أَعْظَمَ النِّعْمَةَ عَلَيْنَا فِي التَّوْحِيدِ , نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْلُبَنَاهُ , قَالَ : يَحِقُّ عَلَى الْمُنْعِمِ أَنْ يُتِمَّ عَلَى مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ وَدِيعٍ , يَقُولُ : قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ : إِخْوَانِي كُلُّهُمْ خَيْرٌ مِنِّي , قِيلَ لَهُ : كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : كُلُّهُمْ يَرَى الْفَضْلَ لِي عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ فَضَّلَنِي عَلَى نَفْسِهِ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ , سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ , لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلٍ خَرَجَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ مِنْ طَرْسُوسَ إِلَى مَكَّةَ يُعَزِّي أَبَاهُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَلَمْ يَحُجَّ حَتَّى رَجَعَ ، فَقَالَ فُضَيْلٌ : مَا وَافَى مَكَّةَ رَجُلٌ أَغْبَطُ عِنْدِي مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَلَكَلْبٌ مَيْتٌ يُجَرُّ بِرِجْلِهِ أَغْبَطُ عِنْدِي مِنْهُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ الْفَقِيهُ الْبَغْدَادِيُّ ، إِمْلَاءً , ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمَوَيْهِ , ثنا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ ، ح . وَحَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَا : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنَانَ الْعَوْفِيُّ ، سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ , يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ : مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ طَالَ غَدًا فِي الْقَبْرِ غَمُّهُ وَمَنْ خَافَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ضَاقَ ذَرْعُهُ ، وَمَنْ خَافَ الْوَعِيدَ لَهَى فِي الدُّنْيَا عَمَّا يُرِيدُ , يَا مِسْكِينُ ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ فَلَا تَنَامَنَّ اللَّيْلَ إِلَّا الْقَلِيلَ اقْبَلْ مِنَ الدِّينِ النَّاصِحَ إِذَا أَتَاكَ بِأَمْرٍ وَاضِحٍ لَا تَهْتَمَّ بِأَرْزَاقِ مَنْ تُخَلِّفُ فَلَيْسَتْ أَرْزَاقُهُمْ تُكَلِّفُ ، وَطِّنْ نَفْسَكَ لِلْمَقَالِ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ لِلسُّؤَالِ ، قَدِّمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ , بَادِرْ ثُمَّ بَادِرْ , قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ إِذَا بَلَغَتْ رُوحُكَ التَّرَاقِيَ وَانْقَطَعَ عَنْكَ مَنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُلَاقِيَ كَأَنِّي بِهَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ مَغْمُومٌ ، إِذَا انْقَطَعَتْ حَاجَتُكَ إِلَى أَهْلِكَ , وَأَنْتَ تَرَاهُمْ حَوْلَكَ وَقَدْ بَقَيْتَ مُرْتَهِنًا بِعَمَلِكَ , فَالصَّبْرُ مِلَاكُ الْأَمْرِ وَفِيهِ أَعْظَمُ الْأَجْرِ , فَاجْعَلْ ذِكْرَ اللَّهِ مِنْ أَجَّلِّ شَأْنِكَ وَامْلِكْ فِيمَا يَنْوِي ذَلِكَ لِسَانَكُ ثُمَّ بَكَى أَبُو مُعَاوِيَةَ بُكَاءً شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ : أَوْهِ مِنْ يَوْمٍ يَتَغَيَّرُ فِيهِ لَوْنِي وَيَتَلَجْلَجُ فِيهِ لِسَانِي وَيَقِلُّ فِيهِ زَادِي . فَقِيلَ : يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ الْحَسَنَ الْجَمِيلَ ؟ قَالَ : حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ . الْمَسَاقُ لِعَلِيِّ بْنِ الْفُضَيْلِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو مَعْبَدٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ , حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَارِفِيُّ , قَالَ : كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَسْتَقِي الْمَاءَ يَقُولُ : مَا ضَرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا جَبْرَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ مُصِيبَةٍ بِالْجَنَّةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ , إِمْلَاءً ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرِ بْنِ صَالِحٍ , ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ , يَقُولُ : مَا ضَرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ جَبَرَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ مُصِيبَةٍ بِالْجَنَّةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ , سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ نُصَيْرَ بْنَ الْفَرَجِ وَكَانَ خَادِمَ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ يُقَالُ لَهُ : أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَتَمَثَّلُ , فَقَالَ : كَانَ يَجِيءُ وَيَذْهَبُ وَيَقُولُ : مَا ضَرَّهُمْ مَا نَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا , جَبَرَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ مُصِيبَةٍ بِالْجَنَّةِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُوسَى بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَسْلَمَ ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ , قَالَ : شَمَّرُوا طُلَّابًا وَشَمَّرُوا هُدَّابًا , لَمْ يَضُرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا جَبَرَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ مُصِيبَةٍ بِالْجَنَّةِ
حَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ , حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ : الْخَلْقُ كُلُّهُمْ بَرُّهُمْ وَفَاجِرُهُمْ يَسْعَوْنَ فِي أَقَلِّ مِنْ جُنَاحِ ذُبَابٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا أَقَلَّ مِنْ جُنَاحِ ذُبَابٍ , قَالَ : الدُّنْيَا
حَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ , يَقُولُ : الْقَلْبُ الْمَعْنِيُّ بِأَمْرِ اللَّهِ فِي عُلُوٍّ مِنَ اللَّهِ