حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ : أُفٍّ أُفٍّ أُفٍّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي ، فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ : صَاحِبُ هَذِهِ الْحُفْرَةِ اسْتَعْمَلْتُهُ عَلَى بَنِي فُلَانٍ فَخَانَ فِي بُرْدَةٍ ، فَأُرِيتُهَا عَلَيْهِ تَلْتَهِبُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَا : ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، َثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، قَالُوا : ثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سُلَيْمٍ ، مَوْلَى أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا رَافِعٍ إِذَا افْتَقَرْتَ ؟ ، قُلْتُ : أَفَلَا أَتَقَدَّمُ فِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : مَا مَالُكَ ؟ قُلْتُ : أَرْبَعُونَ أَلْفًا ، وَهِيَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : لَا ، أَعْطِ بَعْضًا وَأَمْسِكْ بَعْضًا ، وَأَصْلِحْ إِلَى وَلَدِكَ ، قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَهُمْ عَلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَقٌّ كَمَا لَنَا عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُعَلِّمَهُ الْكِتَابَ ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالرَّمْيَ وَالسِّبَاحَةَ . زَادَ يَزِيدُ : وَأَنْ يُوَرِّثَهُ طَيِّبًا ، قَالَ : وَمَتَى يَكُونُ فَقْرِي ؟ قَالَ : بَعْدِي . قَالَ أَبُو سُلَيْمٍ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ افْتَقَرَ بَعْدَهُ ، حَتَّى كَانَ يَقْعُدُ ، فَيَقْعُدُ فَيَقُولُ : مَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَى الشَّيْخِ الْكَبِيرِ الْأَعْمَى ؟ مَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَى رَجُلٍ أَعْلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَفْتَقِرُ بَعْدَهُ ؟ مَنْ يَتَصَدَّقُ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ، وَيَدَ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ، وَيَدَ السَّائِلِ السُّفْلَى ، وَمَنْ سَأَلَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى كَانَ لَهُ شَيْبَةٌ يُعْرَفُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ ؟ قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِنْهَا دِرْهَمًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تُرَدَّ عَلَيَّ صَدَقَتِي ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهَانِي أَنْ أَكْنِزَ فُضُولَ الْمَالِ ، قَالَ أَبُو سُلَيْمٍ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ اسْتَغْنَى حَتَّى أَتَى لَهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ . وَكَانَ يَقُولُ : لَيْتَ أَبَا رَافِعٍ مَاتَ فِي فَقْرِهِ - أَوْ وَهُوَ فَقِيرٌ - قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ يُكَاتِبُ مَمْلُوكَهُ إِلَّا بِثَمَنِهِ الَّذِي اشْتَرَاهُ بِهِ