حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، قَالَا : ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، ثنا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : خَرَجْنَا وَمَعَنَا مَسْرُوقٌ وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ وَمَعْضِدٌ غَازِينَ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا مَاسَبَذَانَ وَأَمِيرُهَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ ، فَقَالَ لَنَا ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ : إِنَّكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ عَلَيْهِ صَنَعَ لَكُمْ نُزُلًا ، وَلَعَلَّهُ أَنْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ قِلْنَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَأَكَلْنَا مِنْ كِسَرِنَا ، ثُمَّ رَجَعْنَا فَفَعَلْنَا ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْأَرْضَ قَطَعَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ جُبَّةً بَيْضَاءَ فَلَبِسَهَا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، أَنْ تَحْدُرَ لِيَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ لَحَسَنٌ . فَرُمِيَ فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَتَحَدَّرُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ، فَمَاتَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي جَيْشٍ فِيهِمْ عَلْقَمَةُ ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ ، وَمَعْضِدٌ الْعِجْلِيُّ قَالَ : فَخَرَجُ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ جَدِيدَةٌ بَيْضَاءُ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ الدَّمَ يَتَحَدَّرُ عَلَى هَذِهِ . قَالَ : فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَشَجَّهُ . قَالَ : فَتَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَيْهَا ، فَمَاتَ مِنْهَا ، فَدَفَنَّاهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ : ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ : سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ الثَّالِثَةَ ؛ سَأَلْتُهُ أَنْ يُزْهِدَنِي فِي الدُّنْيَا ، فَمَا أُبَالِي مَا أَقْبَلَ مِنْهَا وَمَا أَدْبَرَ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى الصَّلَاةِ ، فَرَزَقَنِي مِنْهَا ، وَسَأَلْتُهُ الشَّهَادَةَ ، فَأَنَا أَرْجُوهَا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : نَزَلْنَا فِي مَرْجٍ حَسَنٍ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ : مَا أَحْسَنَ هَذَا الْمَرْجِ ، مَا أَحْسَنَ الْآنَ لَوْ أَنَّ مُنَادِيًا نَادَى : يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي . فَخَرَجَ رَجُلٌ فَكَانَ فِي أَوَّلِ مَنْ لَقِيَ فَأُصِيبَ ثُمَّ جِيءَ بِهِ فَدُفِنَ فِي هَذَا الْمَرْجِ . قَالَ : فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ نَادَى مُنَادٍ : أَنْ يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي فَخَرَجَ عَمْرٌو فِي سَرَعَانِ النَّاسِ فِي أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ ، فَأَتَى عُتْبَةَ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : عَلَيَّ عَمْرًا ، عَلَيَّ عَمْرًا ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ ، فَمَا أُدْرِكَ حَتَّى أُصِيبَ ، قَالَ : فَمَا أُرَاهُ دُفِنَ إِلَّا فِي مَرْكَزِ رُمْحِهِ ، وَعُتْبَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ . قَالَ : وَقَالَ غَيْرُ السُّدِّيِّ : أَصَابَهُ جُرْحٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّكَ لِصَغِيرٌ ، دَعُونِي فِي مَكَانِي هَذَا حَتَّى أُمْسِيَ ، فَإِنْ أَنَا عِشْتُ فَارْفَعُونِي . قَالَ : فَمَاتَ فِي مَكَانِهِ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : قَالَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ لِعَبْدِ اللَّهِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَلَا تُعِينُنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ يُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلٍ ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : يَا عَمْرُو ، أَطِعْ أَبَاكَ . قَالَ : فَنَظَرَ إِلَى مِعْضَدٍ وَهُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ لَهُ مِعْضَدٌ : لَا تُطِعْهُمْ ، وَاسْجُدْ ، وَاقْتَرِبْ . فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَبَتِ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ أَعْمَلُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي . قَالَ : فَبَكَى عُتْبَةُ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ ، حُبًّا لِلَّهِ ، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ . قَالَ عَمْرُو : يَا أَبَتِ ، إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي بِمَالٍ قَدْ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا ، فَإِنْ كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَهُوَ ذَا فَخُذْهُ ، وَإِلَّا فَدَعْنِي فَأُمْضِيَهُ . قَالَ لَهُ عُتْبَةُ : فَأَمْضِهِ . قَالَ : فَأَمْضَاهَا فَمَا بَقَّى مِنْهَا دِرْهَمًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ فَاشْتَرَى فَرَسًا بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَعَنَّفُوهُ يَسْتَغْلُونَهُ ، فَقَالَ : مَا مِنْ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا يَتَقَدَّمُهَا إِلَى عَدُوٍّ إِلَّا وَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ لَاحِقٍ ، عَنْ مَنْ ذَكَرَهُ قَالَ : كَانَ لَهُ ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ ، كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفَانِ ، يَتَسَحَّرُ بِأَحَدِهِمَا ، وَيُفْطِرُ بِالْآخَرِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خُوطُ بْنُ رَافِعٍ : أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ كَانَ يَشْتَرِطُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يَكُونَ خَادِمَهُمْ ، قَالَ : فَخَرَجَ فِي الرَّعْيِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ ، فَأَتَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ ، فَإِذَا هُوَ بِالْغَمَامَةِ تُظِلُّهُ وَهُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا عَمْرُو . فَأَخَذَ عَلَيْهِ عَمْرُو أَنْ لَا يُخْبِرَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ حَوْلَهُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يَحْمِيهِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : اسْتَيْقَظْنَا يَوْمًا حَارًّا فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ ، فَطَلَبْنَا عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ فَوَجَدْنَاهُ فِي جَبَلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ وَغَمَامَةٌ تُظِلُّهُ ، وَكُنَّا نَخْرُجُ إِلَى الْعَدُوِّ فَلَا نَتَحَارَسُ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ ، وَرَأَيْتُهُ لَيْلَةً يُصَلِّي ، فَسَمِعْنَا زَئِيرَ الْأَسَدِ فَهَرَبْنَا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلَّى لَمْ يَنْصَرِفْ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَمَا خِفْتَ الْأَسَدَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَخَافَ شَيْئًا سِوَاهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ صَاحِبُ الشَّامَةِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَسُوقُ ، أَوْ يَزُودُ رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةٌ تُظِلُّهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةٌ تُظِلُّهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ الْمُثَنَّى ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ لَا يَزَالُ رَجُلًا يَتَشَبَّهُ بِهِ قَدْ صَحِبَهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً فِي فُسْطَاطٍ يُصَلِّي خَارِجًا مِنَ الفُسْطَاطِ إِذْ جَاءَهُ أَسْوَدُ حَتَّى مَرَّ فِي قِبْلَةِ صَاحِبِ عَمْرٍو فَلَمْ يَنْصَرِفْ ، ثُمَّ أَتَى الْفُسْطَاطَ فَجَاءَ حَتَّى انْطَوَى عَلَى رِجْلِ عَمْرٍو فَلَمْ يَنْصَرِفْ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ جَاءَ حَتَّى انْطَوَى فِي مَوْضِعِ سُجُودِهِ فَسَجَدَ عَلَيْهِ ، أَوْ قَالَ : فَنَحَّاهُ ثُمَّ سَجَدَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَاحِبُ عَمْرٍو دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَرِّ الْأَسْوَدِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَّهُ لَمْ يَنْصَرِفْ ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ شَيْئًا ، فَأَرَاهُ عَمْرٌو وَأَثَرَهُ عَلَى رِجْلِهِ ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا صَنَعَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أُخْتِهِ ، فَقَالَ : أَخْبِرِينَا عَنْهُ . فَقَالَتْ : قَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ حم ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرَ كَاظِمِينَ }} فَمَا جَاوَزَهَا حَتَّى أَصْبَحَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرٍ ، قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلًا فَيَقِفُ عَلَى الْقُبُورِ فَيَقُولُ : يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْأَعْمَالُ . ثُمَّ يَبْكِي وَيَصُفُّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ ، فَيَرْجِعَ فَيَشْهَدَ صَلَاةَ الصُّبْحِ . قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ مِنْ كِبَارِ تَابِعِي أَهْلِ الْكُوفَةِ ، مَشْهُورٌ بِالتَّعَبُّدِ وَالزُّهْدِ ، شَغَلَتْهُ الْعِبَادَةُ عَنِ الرِّوَايَةِ ، ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ فِي تَارِيخِهِ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ لَهُ مُسْنَدًا