حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبٍ ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَيَانَ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْعَامِرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَا : ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : ثنا مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ : ادْنُ فَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَتَرْكَهَا فِيهِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ : فَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَأَنِّي أَقُولُ لَهُ : أَنْتَ يُوسُفُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهِمَّ لَفْظُ وَكِيعٍ
وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْكِنْدِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ الْكِلَابِيُّ ، حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ حَتَّى نَزَلُوا بِالْأَبْوَاءِ فَقَامَ رَفِيقُهُ فَأَخَذَ السُّفْرَةَ وَانْطَلَقَ إِلَى السُّوقِ يَبْتَاعُ لَهُمْ وَقَعَدَ سُلَيْمَانُ فِي الْخَيْمَةِ وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَرْوَعِ النَّاسِ فَبَصُرَتْ بِهِ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ قُلَّةِ الْجَبَلِ وَهِيَ فِي خَيْمَتِهَا فَلَمَّا رَأَتْ حُسْنَهُ وَجَمَالَهُ انْحَدَرَتْ وَعَلَيْهَا الْبُرْقُعُ وَالْقُفَّازَانِ فَجَاءَتْ فَوَقَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَسْفَرَتْ عَنْ وَجْهٍ لَهَا كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ فَقَالَتْ : أَهَبْتَنِي ؟ فَظَنَّ أَنَّهَا تُرِيدُ طَعَامًا فَقَامَ إِلَى فَضْلِ السُّفْرَةِ لِيُعْطِيَهَا ، فَقَالَتْ : لَسْتُ أُرِيدُ هَذَا ، إِنَّمَا أُرِيدُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ : جَهَّزَكِ إِلَيَّ إِبْلِيسُ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ كُمَّيْهِ فَأَخَذَ فِي النَّحِيبِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ سَدَلَتِ الْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِهَا وَرَفَعَتْ رِجْلَيْهَا بِأَكْوَابٍ حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى خَيْمَتِهَا ، فَجَاءَ رَفِيقُهُ وَقَدِ ابْتَاعَ لَهُمْ مَا يَرْفُقُهُمْ فَلَمَّا رَآهُ وَقَدِ انْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَانْقَطَعَ حَلْقُهُ قَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : خَيْرٌ ذَكَرْتُ صِبْيَتِي قَالَ : لَا ، إِنَّ لَكَ قِصَّةً ، إِنَّمَا عَهْدُكَ بِصِبْيَتِكَ مُنْذُ ثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِهَا ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ رَفِيقُهُ حَتَّى أَخْبَرَهُ بِشَأْنِ الْأَعْرَابِيَّةِ ، فَوَضَعَ السُّفْرَةَ وَجَعَلَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : أَنْتَ مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : أَنَا أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ مِنْكَ ، قَالَ : فَلِمَ ؟ قَالَ : لِأَنِّي أَخْشَى لَوْ كُنْتُ مَكَانَكَ لَمَا صَبَرْتُ عَنْهَا ، قَالَ : فَمَا زَالَا يَبْكِيَانِ قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ وَطَافَ وَسَعَى أَتَى الْحِجْرَ وَاحْتَبَى بِثَوْبِهِ فَنَعَسَ فَإِذَا رَجُلٌ وَسِيمٌ جَمِيلٌ طُوَالٌ شَرْجَبٌ لَهُ شَارَةٌ حَسَنَةٌ وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ : يوسُفُ الصِّدِّيقُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : إِنَّ فِي شَأْنِكَ وَشَأْنِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ لَشَأْنًا عَجِيبًا فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ : شَأْنُكَ وَشَأْنُ صَاحِبَةِ الْأَبْوَاءِ أَعْجَبُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَسْنَدَ الْكَثِيرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ
مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ أَخُو أَهْلِ الشَّامِ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ ، رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ : رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأَتَى بِهِ اللَّهُ وَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ : كَذَبْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَتَى بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَعَلَّمْتُهُ فِيكَ قَالَ : كَذَبْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلَانٌ عَالِمٌ وَفُلَانٌ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى النَّارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ فَأَتَى بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ : مَا عَمِلْتَ مَا فِيهَا ؟ فَقَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهِ إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ قَالَ : كَذَبْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُعَدِّلُ ، قَالَ : ثنا هَانِئُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، قَالَ : ثنا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ قَالَ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَأَنْ أَتَفَقَّهُ سَاعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَةً أُصَلِّيهَا حَتَّى أُصْبِحَ ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ ، وَدِعَامَةُ الدِّينِ الْفِقْهُ رَوَاهُ هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ نَحْوَهُ تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ صَفْوَانَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : ثنا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ ، قَالَ : ثنا أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ النَّخَعِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْإِيمَانُ ثَلَاثَةٌ وَالْأَمَانَةُ ثَلَاثٌ : مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ وَعَلِمَ أَنَّهُ مَبْعُوثٌ ، وَالْأَمَانَةُ ائْتَمَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَبْدَ عَلَى الصَّلَاةِ إِنْ شَاءَ قَالَ صَلَّيْتُ وَلَمْ يُصَلِّ وَائْتَمَنَهُ عَلَى الْوضُوءِ إِنْ شَاءَ قَالَ تَوَضَّأْتُ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَائْتَمَنَهُ عَلَى الصِّيَامِ فَإِنْ شَاءَ قَالَ صُمْتُ وَلَمْ يَصُمْ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ