حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ وَهِيَ تُصَلِّي فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ ، تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ }} فَاسْتَعَاذَتْ فَقُمْتُ وَهِيَ تَسْتَعِيذُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ أَتَيْتُ السُّوقَ ثُمَّ رَجَعْتُ وَهِيَ فِي بُكَائِهَا تَسْتَعِيذُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا مِنْجَابٌ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَنَعْتُ سُفْرَتَهُ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ابْغِينِي مِعْلَاقًا لِسُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعِصَامًا لِقِرْبَتِهِ فَقُلْتُ : مَا أَجِدُ إِلَّا نِطَاقِي قَالَ : فَهَاتِيهِ قَالَتْ : فَقَطَعْتُهُ بِاثْنَيْنِ فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا للسُّفْرَةِ وَالْأُخْرَى للْقِرْبَةِ فَلِذَلِكَ سُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ خَمْسَةَ آلَافٍ أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ قَالَتْ : فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ قَالَتْ : قُلْتُ : كَلَّا يَا أَبَةِ إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا قَالَتْ : فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا فَوَضَعْتُهَا فِي كَوَّةٍ فِي الْبَيْتِ كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ ثُمَّ وَضَعَتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ : ضَعْ يَدَكَ يَا أَبَتِ عَلَى هَذَا الْمَالِ قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ : لَا بَأْسَ إِنْ كَانَ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ فَفِي هَذَا لَكُمْ بَلَاغٌ قَالَتْ : وَلَا وَاللَّهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُسَكِّنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحُدِّثْتُ ، عَنْ أَسْمَاءَ ، قَالَتْ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ أَتَانَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا : أَيْنَ أَبُوكِ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : لَا أَدْرِي وَاللَّهِ أَيْنَ أَبِي قَالَتْ : فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَكَانَ فَاحِشًا خَبِيثًا فَلَطَمَ خَدِّي لَطْمَةً خَرَّ مِنْهَا قُرْطِي قَالَتْ : ثُمَّ انْصَرَفُوا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَوْدُودٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَلَى أَسْمَاءَ قَبْلَ قَتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِعَشْرِ لَيَالٍ وَإِنَّهَا وَجِعَةٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كَيْفَ تَجِدِينَكِ ؟ قَالَتْ : وَجِعَةٌ قَالَ : إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةً قَالَتْ : لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي فَلِذَلِكَ تَتَمَنَّاهُ فَلَا تَفْعَلْ فَالْتَفَتُّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَضَحِكْتُ ، وَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ أَحَدُ طَرَفَيْكَ إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرُّ عَيْنِي عَلَيْكَ وَإِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ خُطَّةٌ فَلَا تُوَافِقُ فَتَقْبَلَهَا كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا عَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يُقْتَلَ فَيَحْزُنَهَا ذَلِكَ وَكَانَتِ ابْنَةَ مِائَةِ سَنَةٍ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ ، ثنا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَسْمَاءَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ : بَلَغَنِي أَنَّهُمْ صَلَبُوا عَبْدَ اللَّهِ مُنَكَّسًا فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَا أَمُوتُ حَتَّى يُدْفَعَ إِلَيَّ فَأُغَسِّلَهُ وَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ ثُمَّ أَدْفِنَهُ فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَأُتِيَ بِهِ أَسْمَاءَ فَغَسَّلَتْهُ وَطَيَّبَتْهُ ثُمَّ حَنَّطَتْهُ ثُمَّ دَفَنْتُهُ قَالَ أَيُّوبُ : فَحَسِبْتُ قَالَ : فَعَاشَتَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ الثَّقَفِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : جَاءَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ جِوَارٍ لَهَا وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا فَقَالَتْ : أَيْنَ الْحَجَّاجُ ؟ قُلْنَا : لَيْسَ هَاهُنَا قَالَتْ : فَمُرُوهُ فَلْيَأْمُرْ لَنَا بِهَذِهِ الْعِظَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ قُلْنَا : إِذَا جَاءَ قُلْنَا لَهُ ، قَالَتْ : إِذَا جَاءَ فَأَخْبَرُوهُ أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا