أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ , قَالَ : سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ , يَقُولُ : لَمْ أُخَاصِمْ بِعَقْلِي كُلِّهِ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ غَيْرَ أَصْحَابِ الْقَدَرِ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنِ الظُّلْمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا هُوَ قَالَ : أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مَا لَيْسَ لَهُ قُلْتُ : فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ : الظُّلْمُ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ فِعْلُ مَا لَيْسَ لِلْفَاعِلِ فِعْلُهُ , وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ فَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا وَلَهُ فِعْلُهُ أَلَا تَرَى أَنَّهُ فَعَلَ بِالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ وَالْبَهَائِمِ مَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ فَقَالَ : {{ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا }} فَأَغْرَقَهُمْ صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ وَقَالَ : {{ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ }} وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْوَارِدَةِ فِي تَعْذِيبِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ بِأَنْوَاعِ الْبَلَاءِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ , أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الزُّبَيْرِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ بِأَصْبَهَانَ وَلَقَبُهُ حَمْشَاذٌ , أنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ , أنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ , أنا يَحْيَى بْنُ عَقِيلٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ , قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ذَاتَ يَوْمٍ : أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ فِيهِ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ شَيْءٌ قُدِّرَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرِ قَدْ سَبَقَ أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ مِمَّا جَاءَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَاتُّخِذَتْ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْحُجَّةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا , بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ . فَقَالَ : فَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ ظُلْمًا ؟ قَالَ : فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا وَقُلْتُ : إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ خَلْقُ اللَّهِ وَمِلْكُ يَمِينِهِ : {{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }} قَالَ : سَدَّدَكَ اللَّهُ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَ عَقْلَكَ , إِنَّ رَجُلًا أَتَى مِنْ جُهَيْنَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عُلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَاتُّخِذَتْ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْحُجَّةُ ؟ قَالَ : لَا بَلْ شَيْءٌ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ , وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ قَالَ : فَفِيمَ يَعْمَلُونَ إِذًا ؟ قَالَ : مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِوَاحِدَةٍ مِنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ هَيَّأَهُ لِعَمَلِهَا , وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }} أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَزْرَةَ كَمَا مَضَى
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , إِمْلَاءً قَالَ : أنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى , أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , أنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ , أنا سُفْيَانُ , عَنْ حَنْظَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }} قَالَ : أَلْزَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ , أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي , أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ , أنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ , أنا وَرْقَاءُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }} قَالَ : عَرَّفَهَا شَقَاءَهَا وَسَعَادَتَهَا {{ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }} قَالَ : أَغْوَاهَا وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَلَمْ يُجَاوِزْهُ مُجَاهِدٌ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ : {{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }} عَرَّفَهَا الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ وَقَالَ : فِي قَوْلِهِ : {{ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }} يَعْنِي خَابَ مَنْ أَغْوَاهُ اللَّهُ وَاخْتِلَافُ اللَّفْظَتَيْنِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَمْلَاهُ , عَنْ غَيْرِ التَّفْسِيرِ , وَكَأَنَّهُ فِي نُسْخَةِ آدَمَ مَرْفُوعٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ , أنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ , أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }} يَقُولُ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ , وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّ اللَّهُ نَفْسَهُ , فَأَضَلَّهُ اللَّهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرْفِيُّ , بِبَغْدَادَ , أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ , أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ , أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ , أنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ حَدَّثَهُ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ , عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ , أَنَّهُ لَقِيَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ أَمْرِ الْقَدَرِ , فَحَدِّثْنِي لَعَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ لِي عِنْدَكَ فَرَجًا قَالَ : نَعَمْ يَا بُنَيَّ حَقٌّ لَوْ عَذَّبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُو غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ , وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ , وَلَوْ أَنَّ لِامْرِئٍ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَنْفَدَ , ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ , وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ . فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَةِ سَعْدٍ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ مِثْلَ مَقَالَةِ صَاحِبِهِ , فَقَالَ أُبَيٌّ : وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ . فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ أَمْرِ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ لِي عِنْدَكَ مِنْهُ فَرَجًا , قَالَ زَيْدٌ : نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ , وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ , وَلَوْ أَنَّ لِامْرِئٍ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَدَ وَلَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ دَخَلَ النَّارَ وَرَوَاهُ أَيْضًا أَبُو الْأَسْوَدِ الدِّيلِيُّ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ , ثُمَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنْ قَوْلِهِمْ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي , أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ , أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فَذَكَرَهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ ؟ قَالَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَتَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ لَهُمَا , فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ . وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ عَدْلًا مِنْهُ , وَكُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا فُرِغَ مِنْهُ , صَائِرًا إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِيمَا مَضَى بِطُولِهِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ السَّامِرْدِيُّ , أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْقُرَشِيُّ بُسَرَّ مَنْ رَأَى , أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ , أنا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا قَالَ عَبْدٌ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحُزْنٌ اللَّهُمَّ إِنِي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ , مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ , عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ , أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ , أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ , أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ , أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي , وَنُورَ صَدْرِي , وَجَلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي , إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ قَالَ : أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَعْلَمَهُنَّ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي قَالَا : نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , نا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ , نا بَقِيَّةُ , نا أَبُو الْحَجَّاجِ , عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي حَمْزَةَ الْمِصْرِيِّ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُقَدِّرُ اللَّهُ عَلَيَّ أَمْرًا ثُمَّ يُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ , فَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَمْ تُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , لَمْ يَنْفَعْكَ ذَلِكَ شَيْئًا
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ , أنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ , نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ , نا حَمَّادٌ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , فَلَمَّا أَتَى عَلَى مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , وَالْجَاثَلِيقُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ بِقَمِيصِهِ : بركست بركست فَقَالَ عُمَرُ : مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ ؟ قَالُوا : لَمْ يَقُلْ شَيْئًا . ثُمَّ أَعَادَهَا فَتَشَهَّدَ فَقَالَ : مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ فَقَالَ : الْجَاثَلِيقُ بِقَمِيصِهِ : بركست بركست . فَقَالَ عُمَرُ : مَا يَقُولُ ؟ قَالُوا : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي وَلَا يُضِلُّ قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ , وَهُوَ أَضَلَّكَ , وَهُوَ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْثُ عَهْدِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ قَالَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ بِمَعْنَاهُ وَذَكَرَ فِي آخِرِهِ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ , فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهُ , وَخَلَقَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ , فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهُ فَقَالَ : هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ , وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ قَالَ : فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَدَرِ
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ , أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّصْرَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا فِي الْأَرْضِ قَوْمٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ قَوْمٍ يُخَاصِمُونَ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - : قُدْرَةَ اللَّهِ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }}
وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَمَّنْ حَدَّثَهُ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَكَرَ الْقَدَرِيَّةَ , فَقَالَ : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ : {{ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ }}
أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرِ , وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبِرِّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ , قَالَ : وَسَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ رَبِّ إِنَّكَ عَظِيمٌ لَوْ شِئْتَ أَنْ تُطَاعَ لَأُطِعْتَ , لَوْ شِئْتَ أَنْ لَا تُعْصَى مَا عُصِيتَ , وَأَنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَاعَ , وَأَنْتَ فِي ذَلِكَ تَعْصِي فَكَيْفَ هَذَا أَيْ رَبِّ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ