حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ سَيَّارٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ فَتَخَلَّفَ بِشْرٌ فَلَقِيَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَمَا لَنَا عَلَيْكَ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ ؟ فَقَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِي شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا . قَالَ : فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَئِيبًا حَزِينًا فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : مَالِي أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا ؟ قَالَ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ كَئِيبًا حَزِينًا وَسَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا . قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا . قَالَ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بِهِ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَهِيَ سَوَادٌ مُظْلِمَةٌ فَأَيُّ الْحَدِيثَيْنِ أَوْجَعَ قَلْبَكَ ؟ قَالَ : كِلَيْهِمَا قَدْ أَوْجَعَ قَلْبِي فَمَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ : يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ مَنْ سَلَتَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ أَمَا إِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَعَسَى إِنْ وَلَّيْتُهَا مَنْ لَا يَعْدِلُ فِيهَا أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْ إِثْمِهَا