حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُثْمَانَ بِكُورَةِ لُدٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي خَالِدُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِي ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَفْنَا وَقَالُوا لِي : تَقَدَّمْ أَنْتَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ فَإِنْ رَأَيْتَ مَا تُحِبُّ رَجَعْتَ إِلَيْنَا حَتَّى نَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ ، وَإِنَّ لَمْ تَرَ مِمَّا تُحِبُّ شَيْئًا انْصَرَفْتَ إِلَيْنَا حَتَّى نَنْصَرِفَ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ : أَنْعِمْ صَبَاحًا يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَيْسَ هَذَا بِسَلَامِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ . فَقُلْتُ لَهُ وَكَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : إِذَا أَتَيْتَ قَوْمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قُلْتَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . قُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا اسْمُكَ وَمَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : بَلْ أَنْتَ أَبُو رَاشِدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَكْرَمَنِي وَأَجْلَسَنِي إِلَى جَانِبِهِ وَكَسَانِي رِدَاءَهُ وَأَعْطَانِي جَدَاهُ وَدَفَعَ إِلَيَّ عَصَاهُ وَأَسْلَمْتُ . فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ جُلَسَائِهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرَاكَ قَدْ أَكْرَمْتَ هَذَا الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا شَرِيفُ قَوْمِهِ فَإِذَا أَتَاكُمْ شَرِيفُ قَوْمِهِ فَأَكْرِمُوهُ . فَقَالَ أَبُو رَاشِدٍ وَكَانَ مَعِي عَبْدٌ لِي يُقَالُ لَهُ سَرْحَانُ فَأَسْلَمَ مَعِي فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا أَبَا رَاشِدٍ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا عَبْدٌ لِي يُقَالُ لَهُ سَرْحَانُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَلْ لَكَ يَا أَبَا رَاشِدٍ أَنْ تَعْتِقَهُ فَيَعْتِقُ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْكَ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ أَبُو رَاشِدٍ : فَأَعْتَقْتُهُ وَقُلْتُ : اشْهَدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّهُ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، وَانْصَرَفْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَدْرَكْتُ مِنْهُمْ قَوْمًا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا . سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَهْلٍ يَقُولُ : وَمِنْ كُورَةِ لُدٍّ : أَبُو رَاشِدٍ الْأَزْدِيُّ ، كَانَ يُكْنَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ