حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ : ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ قَالَ : رَأَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَطُفْنَ بِالْبَيْتِ وَعَلَيْهِنَّ ثِيَابٌ حُمْرٌ لَيْسَ بِمِشَقٍ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَكِّيُّ قَالَ : ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مُوَرَّدَيْنِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ : كَانَتِ الثِّيَابُ الْمُوَرَّدَةُ لِبَاسَ أَهْلِ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ ، وَإِنَّمَا كَانَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ ثَوْبَيْهِ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ فَيَصْبِغُهُمَا بِبَعْضِ الْأَصْبَاغِ ثُمَّ يَرُوحُ فِيهِمَا وَيَغْدُو ، وَلَرُبَّمَا رَأَيْتُ حَلْقَةَ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ ، وَإِنَّهَا لَمِثْلُ التُّفَّاحَةِ مِنَ الثِّيَابِ الْمُلَوَّنَةِ . وَيُقَالُ إِنَّ هِشَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيَّ أَوْ غَيْرَهُ مِنَ الْقُرَشِيِّينَ ، كَانَ يَمْشُقُ ثَوْبَهُ ثُمَّ يَرُوحُ فِيهَا إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَإِنَّ هَذَا اللِّبَاسَ لَمْ يَكُنْ يُزْرَى بِالنَّاسِ ، وَلَا بِبَعْضِهِمْ عَنْ حَالِ الْمُرُوءَةِ عِنْدَهُمْ ، وَلَا يُنْكِرُونَهُ ، وَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ سَبِيلَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الرِّفْقَ فِي الْمَعَاشِ ، وَقَدْ مَضَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُمَحٍ عَلَى مَكَّةَ وَهُوَ يَلْبَسُ هَذِهِ الثِّيَابَ
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ : سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ ، مِنَ الْمَكِّيِّينَ يَقُولُ : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ كَانَ أَمِيرَ مَكَّةَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ قَاضِيًا ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى الْمَدِينَةِ يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَسْتَقْضِيهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ سَنْدَلٌ فَأَتَاهُ فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَسْتَقْضِيَ عَلَيْنَا مِنْهَا إِنْسَانًا ، فَكَيْفَ تَفْعَلُ هَذَا وَعِنْدَنَا مَنْ يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ ؟ قَالَ : وَمَنْ هَذَا ؟ قَالَ : كُلُّ مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ يَصْلُحُ ، فَإِنْ شِئْتَ فَاجْلِسْ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَوَّلُ فَتًى يَطْلُعُ عَلَيْكَ فَاسْتَقْضِهِ فَهُوَ يَصْلُحُ ، فَقَالَ لَهُ : تَعَالَ الْعَشِيَّةَ حَتَّى تَجْلِسَ مَعِي ، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ جَلَسَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ ، وَجَلَسَ مَعَهُ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ فَطَلَعَ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحَ عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ الْجُمَحِيُّ ، وَهُوَ شَابٌّ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ ، وَلَهُ جُمَّةٌ قَدْ رَطَّلَهَا وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَأْسٌ ، فَقَالَ لَهُ : هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ هَذَا يَصْلُحُ ، قَالَ : فَأَسْتَقْضِيهِ فِي دِينِكَ وَفِي رَقَبَتِكَ إِثْمُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ الْقَضَاءَ فَتَوَلَّهُ ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ وَهُمَا حَيَّانِ ، فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّ الْأَمِيرَ قَدْ وَلَّانِي الْقَضَاءَ ، وَلَيْسَ يَسْتَقِيمُ أَمْرِي إِلَّا بِخَصْلَةٍ إِنْ أَجَبْتُمَانِي إِلَيْهَا وَلِيتُ وَإِلَّا تَرَكْتُ الْوِلَايَةَ ؟ قَالَا : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لَا تَسْأَلَانِي عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِي ، وَلَا تَذْكُرُونَ لِي إِنْسَانًا يُخَاصَمُ عِنْدِي ، وَلَا تَشْفَعَانِ عِنْدِي فِي شَيْءٍ ، فَإِنْ ضَمَنْتُمَا لِي هَذَا دَخَلْتُ ؟ قَالَ : فَأَوْثَقَاهُ أَنْ لَا يُكَلِّمَاهُ فِي شَيْءٍ ، فَوَلِيَ وَجَلَسَ ، فَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ : لَمْ نَرَ قَاضِيًا مِثْلَهُ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَفَاضِلِ بَنِي هَاشِمٍ مِمَّنْ وَلِيَ مَكَّةَ ، كَانَ وَلِيَهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ثُمَّ الْمَهْدِيِّ : أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ بَعْضِ ، أَشْيَاخِهِ , قَالَ : كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , يَقُولُ لَهُ : بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ فِيمَا قِبَلَكَ , فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَارْفَعْهُ إِلَيَّ , فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَخْفَاهُ أَيَّامًا , وَكَانَ سُفْيَانُ يَخْرُجُ فِي اللَّيْلِ فَيَطُوفُ فَتَحَيَّنَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنَ اللَّيْلِ , وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَقْتٌ مِنَ اللَّيْلِ يَطُوفُ وَيُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ , فَلَصِقَ بِسُفْيَانَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {{ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }} فَعَرَفَ سُفْيَانُ مَا أَرَادَ فَخَرَجَ مِنْ لَيْلَتِهِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَظْهَرَ الْكِتَابَ فِي النَّاسِ , وَأَمَرَ بِطَلَبِهِ فَلَمْ يُوجَدْ
وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَافِيَ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي فِي أَيَّامِ الْمَوْسِمِ بِلَا جُنْدٍ وَلَا أَعْوَانٍ
وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ , قَالَ : ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ : خَرَجْتُ , وَابْنُ جُرَيْجٍ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِرَأْسِ الْمَرْوَةِ إِذَا بِفِتْيَانٍ مِنْ فِتْيَانِ مَكَّةَ , وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ يُرَطِّلُونَ شُعُورَهُمْ وَيَلْبَسُونَ الثِّيَابَ الْمُمَشَّقَةَ وَالْمُثَلَّثَةَ , قَالَ : فَقَالَ : صِلْ بِي إِلَيْهِمْ , قَالَ : فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : اللَّهَ اللَّهَ يَا فِتْيَانُ ، أَنْ تَذْهَبُوا بِهَيْئَاتِكُمْ هَذِهِ أَوْ صُوَرِكُمْ إِلَى مَا يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ فَاطْلُبُوا إِلَى النِّكَاحِ سَبِيلًا , وَإِيَّاكُمْ وَذَوَاتِ الْأَزْوَاجِ ، فَإِنَّهُ الزِّنَا الْمَحْضُ , وَلَيْسَ تُجِيبُ امْرَأَةٌ إِلَى أَنْ تَفْجُرَ وَتَتْرُكَ النِّكَاحَ بَلِ النِّكَاحُ أَحَبُّ إِلَيْهَا إِذَا أُعْلِمَتْ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : لَا تُمَسُّ الْكَعْبَةُ إِلَّا عَلَى وُضُوءٍ