حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا عَلَى قُزَحَ ، ثُمَّ دَفَعَ فَجَعَلَ يَحْرُسُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ حَتَّى انْكَشَفَتْ فَخِذُهُ وَقُزَحُ أُسْطُوَانَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ مُدَوَّرَةٍ تَدْوِيرُهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَهِيَ شِبْهُ الْمَنَارَةِ ، وَفِيهَا خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً ، وَهِيَ عَلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ كَانَ يُوقَدُ عَلَيْهَا فِي خِلَافَةِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّمْعِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُوقَدُ عَلَيْهَا بِالْحَطَبِ ، فَلَمَّا مَاتَ هَارُونُ كَانُوا بَعْدَهُ يَضَعُونَ عَلَيْهَا مَصَابِيحَ كِبَارًا يُسْرَجُ فِيهَا بِفَتِيلٍ جِلَالٍ ، فَكَانَ ضَوْؤُهَا يَبْلُغُ مَكَانًا بَعِيدًا ، ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ يُوقَدُ عَلَيْهَا بِمَصَابِيحَ صِغَارٍ ، وَقِيلَ : أَدَقُّ مِنَ الْأُولَى لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ النَّفَاطَاتِ بَيْنَ الْمَأْزِمَيْنِ لَيْلَةَ النَّحْرِ فِي الدَّفْعَةِ الْمُعْتَصِمُ بِاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , أَمَرَ بِهَا لِطَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ حَجَّ ، ثُمَّ هِيَ تُجْعَلُ إِلَى الْيَوْمِ