حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِبَعْضِ أَهْلِ الْوَادِي يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ فَأَقَامَ وَقُمْنَا إِذْ خَرَجَ حِمَارٌ مِنْ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ شِعْبِ أَبِي مُوسَى فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَلَمْ يُكَبِّرْ وَأَجْرَى إِلَيْهِ يَعْقُوبَ بْنَ زَمْعَةَ أَخَا بَنِي زَمْعَةَ حَتَّى رَدَّهُ . وَعَلَى بَابِ الشِّعْبِ بِئْرُ لُبْغَا مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَتْ قَدْ دُثِرَتْ وَانْدَمَكَتْ حَتَّى نَثَلَهَا بُغَا الْكَبِيرُ وَأَحْكَمَهَا وَبَنَى بِحِذَائِهَا سِقَايَةً يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ وَاتَّخَذَ عِنْدَهَا مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ وَكَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَزَلَ الشِّعْبَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْحَكَمَيْنِ .
فَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ طَاوُسًا ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ تَفَرَّقَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُكْمِ الْحَكَمَيْنِ فَطَافَ هُوَ وَطَاوُسٌ فَزَعَمَ طَاوُسٌ أَنَّ رَجُلًا اعْتَرَضَ لِأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى ، أَهَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي كَانَتْ تُذْكَرُ ؟ قَالَ : مَا هَذِهِ إِلَّا حَيْضَةٌ مِنْ حَيْضَاتِ الْفِتَنِ وَبَقِيَتِ الرَّدَاحُ الْمُطْبِقَةُ ، مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفَتْ لَهُ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَالصَّامِتُ خَيْرٌ مِنَ الْمُتَكَلِّمِ ، وَالنَّائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْتَيْقِظِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : ثنا الْقَدَّاحُ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : كَانَ فُلَانٌ الْأَعْمَى يَسْكُنُ فِي شِعْبِ الْجَزَّارِينَ وَكَانَتْ لَهُ فِيهِ زَوْجَةٌ فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ أَطَافَ بِبَيْتِهِ فَقَالَ لِقَائِدِهِ : صَلِّ بِيَ الْجُمُعَةَ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ أَخَذَ بِحَاشِيَةِ ثَوْبِ عُمَرَ ثُمَّ صَاحَ : أَلَا مَنْ يَشْتَرِي جَارًا نَئُومًا بِجَارٍ لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيمُ وَيَلْبَسُ بِالنَّهَارِ ثِيَابَ إِنْسٍ وَتَحْتَ اللَّيْلِ شَيْطَانٌ رَجِيمُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَقِلْنِيهَا فَهِيَ التَّوْبَةُ فَأَرْسَلَهُ وَقَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِي هَذَا الشِّعْبِ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَبْرُهَا فِي دَارِ رَائِعَةَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ قَبْرُهَا بِالْأَبْوَاءِ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : ثنا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثنا سَلَمَةُ قَالَ : قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِمَا : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : مَاتَتْ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ : وَكَانَتْ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ عَلَى أَخْوَالِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تُزِيرُهُ إِيَّاهُمْ ، فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى مَكَّةَ وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يُقَالَ : مَاتَتْ بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ الْحَدِيثِ .