حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَوَّلُ بَابٍ بُوِّبَ بِمَكَّةَ دَارُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَهَذِهِ الدَّارُ الْيَوْمَ تُنْسَبُ إِلَى صَدَقَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ
فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ ، حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : تَزَوَّجَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، صَفِيَّةَ بِنْتَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيِّ ، قَتِيلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، وَكَانَتْ تَحْمُقُ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ عَمْرَو بْنَ سُهَيْلٍ فَأَنْجَبَتْ ، ثُمَّ وَلَدَتْ أَنَسَ بْنَ سُهَيْلٍ فَأَحْمَقَتْ ، فَبَيْنَا سُهَيْلٌ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ ، يَعْنِي بِمَكَّةَ ، وَمَعَهُ أَنَسٌ ، وَهُوَ شَابٌّ يَوْمَئِذٍ ، إِذْ مَرَّ بِهِ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَنَسُ ؟ قَالَ : لَيْسَ أُمِّي فِي الْبَيْتِ ، هِيَ فِي بَيْتِ حَنْظَلَةَ تَطْحَنُ سَوِيقًا لَهَا ، فَقَالَ أَبُوهُ : أَسَاءَ سَمْعًا ، فَأَسَاءَ إِجَابَةً ، ثُمَّ قَامَ مُغْضَبًا فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَ : وَيْحَكِ ، وَقَفَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ عَلَى أَنَسٍ فَقَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ أُمِّي فِي الْبَيْتِ ، ذَهَبَتْ تَطْحَنُ سَوِيقًا لَهَا ، فَقَالَتْ : أَفَلَا أَخْبَرْتَهُ أَنَّهُ صَبِيٌّ لَا عَقْلَ لَهُ ؟ فَتَعَجَّبَ سُهَيْلٌ مِنْ حُمْقِهَا فَقَالَ : أَشْبَهَ امْرَأً بَعْضُ بَزِّهِ ، فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهَا وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ هِنْدًا اسْتَأْذَنَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي تَبْوِيبِ بَابِهَا عَلَى دَارِهَا ، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَنْهَى أَنْ تُتَّخَذَ الْأَبْوَابُ عَلَى دُورِ مَكَّةَ ، فَقَالَتْ لَهُ هِنْدٌ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَحْفَظَ مَتَاعَ الْحَاجِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُحْرِزَهُ مِنَ السَّرَقِ ، فَأَثْبَتَ الْبَابَ عَلَى حَالِهِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : بَوَّبَتْهُ قَبْلَ عُمَرَ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ ، وَقَدْ جَاءَ حَدِيثٌ يَشُدُّ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتْ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ عَلَى دَارِهِ بَابًا بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، اسْتَأْذَنَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ السَّرَقِ وَلِدَارِ هِنْدٍ يَقُولُ الْقَائِلُ : أَلَا يَا دَارَ هِنْدٍ أَلَا حُيِّيتِ مِنْ دَارِ فَقَدْ قَضَّيْتُ مِنْ هِنْدٍ لُبَانَاتِي وَأَوْطَارِي لَيَالِيَّ أَنْتِ رَوَاحَاتِي وَأَبْكَارِي وَلَهَا يَقُولُ أَيْضًا : أَلَا يَا دَارَ هِنْدٍ لَا يَغْشَكِ الْبِلَى وَلَا زَالَ مَمْطُورُ جَنَابِكَ سَالِمَا كَأَنِّي لَمْ أَجْلِسْ بِفَيْئِكِ بِالضُّحَى وَلَمْ أَكُ مَسْرُورًا بِمَنْ فِيكِ نَاعِمَا وَلَهُمْ دَارُ ابْنُ الْحُوَارِ بِسُوقِ اللَّيْلِ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَسَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى بْنَ أَبِي مَسَرَّةَ ، غَيْرَ مَرَّةٍ يُحَدِّثُ بِهِ ، قَالَا : ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ ، قَالَ : أَتَيْنَا الزُّهْرِيَّ فِي دَارِ ابْنِ الْحُوَارِ ، فَخَيَّرَنَا بَيْنَ عِشْرِينَ حَدِيثًا وَبَيْنَ حَدِيثِ السَّقِيفَةِ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ ، فَحَدَّثَنَا بِهِ وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِلْغِطْرِيفِ أَسْفَلَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ ، وَكَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، ثُمَّ صَارَتْ لِابْنِ حُوَيْطِبٍ وَأَسْفَلُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَبِئْرُهُ بَيْنَ يَدَيْ دَارِهِ إِلَى الْيَوْمِ وَكَانَ حُوَيْطِبٌ خَرَجَ عَنْ مَكَّةَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَتَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ بِمَكَّةَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى وَسُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو حَضَرُوا بَابَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخَّرَ إِذْنَهُمْ ، فَكَلَّمُوهُ ، فَقَالَ : لَيْسَ إِلَّا مَا تَرَوْنَ , دُعِيَ الْقَوْمُ فَأَجَابُوا ، وَدُعِيتُمْ فَأَبْطَأْتُمْ ، فَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ يُجَاهِدُونَ حَتَّى مَاتُوا وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْعَبَّاسِيَّةِ ، الَّتِي كَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ الْمَهْدِيُّ ، كَانَتْ لِمَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَخِي حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَهُمْ أَيْضًا رَبْعٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الشَّيْرَقِ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِدَارِ أَبِي ذِئْبٍ وَلَهُمْ أَيْضًا حَقٌّ عِنْدَ الْعَطَّارِينَ