حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْأَزْدِيُّ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَهُ كُلَّهُ وَقَامَ مِنْهَا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ؛ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ ، وَكَتَبَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلَّ يَوْمٍ حِمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكُلَّ يَوْمٍ حَسَنَةً ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً
وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ السَّدُوسِيُّ قَالَ : ثنا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَبُو الْحَسَن ِ هُوَ جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُنَجَّدُ وَتُزَخْرَفُ مِنَ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَإِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ ، تُصَفِّقُ وَرَقَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ وَحِلَقَ الْمَصَارِيعِ ، فَيُسْمَعُ لِذَلِكَ طَنِينٌ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ أَحْسَنَ مِنْهُ ، وَتَجِيءُ الْحُورُ الْعِينُ حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْ شُرَفِ الْجَنَّةِ فَيُنَادِينَ : هَلْ مِنْ خَاطِبٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُزَوِّجَهُ ؟ ثُمَّ يَقُلْنَ : يَا رِضْوَانُ ، مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ ؟ فَيُجِيبُهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ، هَذِهِ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ لِلصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا رِضْوَانُ ، افْتَحْ بَابَ الْجِنَانِ ، يَا مَالِكُ ، أَغْلِقْ أَبْوَابَ النَّارِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ ، يَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ فَصَفِّدْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَغُلَّهُمْ بِالْأَغْلَالِ ، ثُمَّ اقْذِفْ بِهِمْ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ حَتَّى لَا يُفْسِدُوا عَلَى أُمَّةِ حَبِيبِي صِيَامَهُمْ قَالَ : وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ مَنْ يُقْرِضِ الْمَلِيءَ غَيْرَ الْمُعْدِمِ ، وَالْوَفِيَّ غَيْرَ الْمَظْلُومِ ؟ قَالَ : وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ أَعْتَقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ الْعَذَابَ ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِقَدْرِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَهْبِطُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى الْأَرْضِ وَمَعَهُ لِوَاءٌ أَخْضَرُ ، فَيَرْكِزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ ، وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ ، مِنْهَا جَنَاحَانِ لَا يَنْشُرُهُمَا إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَيَنْشُرُهُمَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَيُجَاوِزَانِ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ ، وَيَبُثُّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَلَائِكَةَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ، فَيُسَلِّمُونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ ، مُصَلٍّ وَذَاكِرٍ ، وَيُصَافِحُونَهُمْ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ ، الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ فَيَقُولُونَ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا صَنَعَ اللَّهُ فِي حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَعَفَا عَنْهُمْ وَغَفَرَ لَهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ : مُدْمِنُ خَمْرٍ ، وَعَاقٌّ وَالِدَيْهِ ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ ، وَمُشَاحِنٌ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْمُشَاحِنُ ؟ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْمُصَارِمُ فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ سُمِّيَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الْجَائِزَةَ ، فَإِذَا كَانَ غَدَاةُ الْفِطْرِ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ فَيَمْضُونَ فِي الْأَرْضِ ، فَيَقُومُونَ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ ، فَيُنَادُونَ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ جَمِيعُ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ، يَقُولُونَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، اخْرُجُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ وَيَغْفِرُ الْعَظِيمَ فَإِذَا بَرَزُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ : يَا مَلَائِكَتِي ، مَا جَزَاءُ الْأَجِيرِ إِذَا عَمِلَ عَمَلَهُ ؟ قَالَ : تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا ، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ قَالَ جَلَّ وَعَلَا : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي وَيَقُولُ : يَا عِبَادِي ، سَلُونِي ، فَوَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا فِي جَمْعِكُمْ لَآخِرَتِكُمْ إِلَّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ ، وَلَا لِدُنْيَاكُمْ إِلَّا نَظَرْتُ لَكُمْ ، وَعِزَّتِي لَأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَثْرَتَكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي ، وَعِزَّتِي لَا أُخْزِيكُمْ وَلَا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِ الْحُدُودِ ، انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ ، قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي وَرَضِيتُ عَنْكُمْ قَالَ : فَتَفْرَحُ الْمَلَائِكَةُ وَتَسْتَبْشِرُ بِمَا يُعْطِي اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ إِذَا أَفْطَرُوا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ
وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَوْ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَبَشَّرَتَا مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ