حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : ثنا سَلَّامٌ أَبُو عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ مَوْلَى عِيسَى قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : صَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ تَحْتَ الظِّلَالِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ وَلَقِيَهُ , فَقَالَ : إِنَّكَ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ ، وَمَنْ يَرَاكَ تُصَلِّي تَحْتَ الظِّلَالِ ظَنَّ أَنَّهَا سُنَّةٌ فَيَأْتَمُّ بِكَ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ : إِنِّي أَجِدُ صُدَاعًا , فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : فَاخْرُجْ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ رَجَوْتُ أَنْ يُذْهِبَ اللَّهُ عَنْكَ الصُّدَاعَ , فَخَرَجَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِلَى مُقَدَّمِ الصُّفُوفِ ، فَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي كَانَ يَجِدُ فِي رَأْسِهِ
وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ : عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ : صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَجَلَسْتُ فِيهِ طَوِيلًا , ثُمَّ انْقَلَبْتُ فَأَمُرُّ مِمَّا يَلِي الظِّلَالَ الَّتِي تَلِي دَارَ النَّدْوَةِ , فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي وَهُوَ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ {{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }} يُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي , فَمَكَثْتُ لَيْلًا طَوِيلًا أَسْمَعُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَنِمْتُ , حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ قَائِمًا وَهُوَ يُرَدِّدُ الْآيَةَ {{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }} وَيَبْكِي ، حَتَّى إِذَا قُلْتُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ أَوْ قَرُبَ طُلُوعُهُ , قَالَ : {{ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }} , فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ مَعَهُ الصُّبْحَ , فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ هَذَا ، أَوْ نَحْوُ هَذَا , وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ , وَفِي ثَلَاثِ أَسَاطِينَ مِنَ الْعَدَدِ كَرَاسِيُّهَا حُمْرٌ , وَهِيَ فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِنْهَا مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ كُرْسِيَّانِ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ وَاحِدَةٌ ، وَفَوْقَ رُءُوسِ الْكَرَاسِيِّ الَّتِي عَلَى الْأَسَاطِينِ مَلَابِنُ سَاجٍ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ , وَفِي الْأَسَاطِينِ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ أُسْطُوَانَةً مَبْنِيَّةً بِالْحِجَارَةِ فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ سِتٌّ وَعِشْرُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ , وَعَلَى سِتَّ عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةً مِنْ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ كَرَاسٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ بِالْجَصِّ , مِنْهَا وَاحِدَةٌ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ , وَمِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ , أَرْبَعٌ تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ فِي الظِّلَالِ , وَمِنَ الْأَسَاطِينِ الرُّخَامِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ , كَرَاسِيُّهَا الَّتِي تَلِي الْأَرْضَ حِجَارَةٌ , وَهِيَ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهَا فِي شِقِّ دَارِ النَّدْوَةِ سَبْعٌ , وَمِنْهَا فِي شِقِّ بَنِي جُمَحٍ عِشْرُونَ , وَعَدَدُ الْأَسَاطِينِ الَّتِي تَلِي أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَخَمْسُونَ , مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ , وَمِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ثَلَاثُونَ , وَمِمَّا يَلِي الْوَادِيَ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ , وَمِمَّا يَلِي الْمَسْعَى اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ , وَفِي الْأَسَاطِينِ أُسْطُوَانَتَانِ حَمْرَاوَانِ مُخَطَّطَتَانِ بِبَيَاضٍ , وَأُسْطُوَانَتَانِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ , إِحْدَاهُمَا بَنَفْسَجِيَّةٌ ، وَالْأُخْرَى حَمْرَاءُ , وَفِي شِقِّ بَابِ شَيْبَةَ الْكَبِيرِ أُسْطُوَانَتَانِ بَيْضَاوَانِ مُلَوَّنَتَانِ مُحَدَّدَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ أَيْضًا أُسْطُوَانَتَانِ عَدَسِيَّتَانِ بُرْشَاوَانِ وَعَلَى بَابِ الْمَسْعَى أُسْطُوَانَتَانِ خَضْرَاوَانِ مُسَيَّرَتَانِ , وَهُمَا عَلَى بَابِ الْعَبَّاسِ , وَأُسْطُوَانَةٌ غَبْرَاءُ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَسْجِدَ , وَهِيَ أَغْلَظُ أُسْطُوَانَةٍ فِي الْمَسْجِدِ , خَضْرَاءُ وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي أُسْطُوَانَتَانِ مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ إِلَى أَنْصَافِهِمَا , وَهُمَا عَلَى بَابِ الصَّفَا , وَأُسْطُوَانَتَانِ أَيْضًا عَلَى بَابِ الصَّفَا بِحِذَائِهِمَا مِمَّا يَلِي السُّوقَ مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ بَيْنَهُمَا طَرِيقُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الصَّفَا , وَفِي وَجْهِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الصَّفَا أُسْطُوَانَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ شَارِعَتَانِ فِي الْمَسْجِدِ ، إِحْدَاهُمَا فِي أَعْلَى هَذَا الشِّقِّ ، وَالْأُخْرَى فِي أَسْفَلِهِ