عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَيْلَةَ بْنِ حُرَّةَ أَبُو الْحَسَنِ يُعْرَفُ مُحَمَّدٌ بِمَاشَاذَة كَانَ مِنْ شُيُوخِ الْفُقَهَاءِ , أَحَدُ الْأَعْلَامِ الصُّوفِيَّةُ , صَحِبَ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ وَاضِحٍ , وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ وَغَيْرَهُمَا , زَادَ عَلَيْهِمَا فِي طَرِيقِهِمَا خُلُقًا وَفُتُوَّةً , جَمَعَ بَيْنَ عِلْمِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ , لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ , كَانَ يُنْكِرُ عَلَى الْمُتَشَبِّهَةِ بِالصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْجُهَّالِ فَسَادَ مَقَالَتِهِمْ فِي الْحُلُولِ وَالْإِبَاحَةِ وَالتَّشْبِيهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ ذَمِيمِ أَخْلَاقِهِمْ وَقَبِيحِ أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ فَعَدَلُوا عَنْهُ لَمَّا دَعَاهُمْ إِلَى الْحَقِّ جَهْلًا وَعِنَادًا , تَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ بِالرِّوَايَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْأَبْهَرِيِّ , وَأَبِي عَمْرِو بْنِ حَكِيمٍ , وَالْمَصَاحِفِيِّ , وَالْأَسْوَارِيِّ وَغَيْرِهِمْ , تُوُفِّيَ يَوْمَ الْفِطْرِ , يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ , وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ الطَّوِيلُ , قَدِمَهَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَخَرَجَ مِنْهَا إِلَى فَارِسَ , سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْجِعَابِيَّ يَقُولُ : كَانَ الْمَنْصُورُ يُلَقَّبُ فِي أَيَّامِ أَبِيهِ بِمُدْرِكِ التُّرَاثِ , أَتَتْهُ الْبَيْعَةُ بِمَكَّةَ فَصَارَ إِلَى الْكُوفَةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَهُمْ , كَانَتْ خِلَافَتُهُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَأَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا وَثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا , تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ بِبِئْرِ مَيْمُونِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَخِي الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَلَهُ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً , تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ فِي ذِي الْحِجَّةِ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمَيْنِ , أُمُّهُ بَرْبَرِيَّةٌ اسْمِهَا سَلَّامَةُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ ، مُخْتَلَفٌ فِي مَوْلِدِهِ ، فَقِيلَ : مَوْلِدُهُ بأَصْبَهَانَ بِرُسْتَاقْ فَرِيذِينَ وَذَاكَ أَنَّ وَالِدَهُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ قَدِمَ مَعَ مَعْقِلِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْعِجْلِيِّ مِنَ الْكُوفَةِ ، فَسَكَنَ مَعْقِلٌ فَائِقَ ، وَعُثْمَانُ فَرِيذِينَ ، فَوُلِدَ لَهُ بِهَا أَبُو مُسْلِمٍ ، وَرَوَى عَنِ السُّدِّيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، حَدَّثَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ ، وَإِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَهُوَ الَّذِي أَقَامَ دَوْلَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ إِذَا حُوسِبْتَ فِي إِنْفَاقِكَ الْمَالَ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ؟ فَقَالَ : لَوْلَا ذُنُوبِي فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَطَمِعْتُ فِي خِفَّةِ الْمُحَاسَبَةِ عَلَى تَبْذِيرِ الْمَالِ
عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ وَيُعْرَفُ بِعَطَاءٍ الْخَشْكِ يُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ وَجَدُّهُ يُكْنَى أَبَا جُعْدُبَةَ ، قَدِمَ عَطَاءٌ خُرَاسَانَ قَائِدًا مِنْ قُوَّادِ الْعَبَّاسِيَّةِ كَانَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ دَشْتُ عَطَاءٍ ، وَبَابُ عَطَاءٍ ، وَعَقِبُهُ بِمَرْوَ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ خَالِدَةُ تَحْتَ حَفْصِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ذَكْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحُسَيْنَ بْنَ حَفْصٍ ، وَمَنْ عَقِبِهِ بأَصْبَهَانَ الصَّبَّاحُ بْنُ عَطَاءٍ ، وَشَاذُوَيْهِ بْنُ عَطَاءٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَةَ فِي كِتَابِ أَصْبَهَانَ تَصْنِيفَهُ أَنَّ عَطَاءً هَذَا هُوَ ابْنُ الَّذِي شَارَكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَبْعَثِهِ ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ السَّائِبَ الَّذِي شَارَكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ السَّائِبُ الْمَخْزُومِيُّ وَلَيْسَ لِلسَّائِبِ ابْنٌ يُسَمَّى عَطَاءَ وَعَطَاءُ هَذَا هُوَ مَوْلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ وَلَيْسَ بِابْنِهِ ، وَلَهُ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ فِي مَسْحِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَ السَّائِبِ فَاسْوَدَّ وَبَقِيَ مُسْوَدًّا ، وَسَائِرُ شَعْرِهِ أَبْيَضُ إِلَّا مَا مَسَحَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *