ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ , قَالَ : ثنا أَبُو سُفْيَانَ , عَنْ جَبْرٍ , عَنْ سُفْيَانَ , قَالَ : مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ كَرِهَ دِينَهُ , وَمَنْ كَرِهَ دِينَهُ كَرِهَ رَبَّهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَبِيبٍ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , قَالَ : ثنا النُّعْمَانُ , قَالَ : ثنا مُحَدِّثٌ يَعْنِي جَبْرًا , عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ , يَعْنِي النَّحْوِيَّ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ }} قَالَ : نَجْعَلُكَ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ , كَيْ يَنْظُرُوا فَيَعْرِفُوا أَنَّكَ مُتَّ
حَكَى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ , قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ , وَكَانَ شَيْخًا فَاضِلًا مِنْ خِيَارِ مَنْ كَانَ هَاهُنَا , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ صَالِحَ بْنَ مِهْرَانَ , يَحْكِي , عَنْ عِصَامٍ جَبْرٍ , صَاحِبِ سُفْيَانَ قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ , يَقُولُ : لَقَدْ غَيَّرَ الدِّينَ , وَبَدَّلَ السُّنَّةَ , أَوْ قَالَ : تَرَكَ الدِّينَ , وَغَيَّرَ السُّنَّةَ , وَأُرَاهُ حَلَفَ عَلَيْهِ , يَعْنِي أَبَا حَنِيفَةَ وَبَلَغَنِي أَنَّ جَبْرًا كَانَ مِنْ بُرْخُوَارَ مِنْ قَرْيَةِ بُلُومِيَةَ , وَسَبَى الدَّيْلَمُ عَجْلَانَ , فَلَمَّا وَقَعَ أَصْحَابُ أَبِي مُوسَى عَلَى الدَّيْلَمِ فَسَبَوْهُمْ سَبَوْا هَؤُلَاءِ مَعَهُمْ , فَوَقَعَ فِي سَهْمِ مُرَّةَ بْنِ هَمْدَانَ , فَأَسْلَمَ مَعَهُمْ , وَتَبَنَّكَ بِالْكُوفَةِ , فَوَلَدَ يَزِيدَ , وَمَزِيدًا , جَمِيعًا بِالْكُوفَةِ , ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى بَلَدِهِ وَنِعْمَتِهِ , وَكَانَتْ نِعْمَتُهُ بَاقِيَةً , وَسَمِعَ بِالْكُوفَةِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَزَائِدَةَ , وَشَرِيكٍ , وَأَبِي الْأَحْوَصِ , وَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ , وَيَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ , وَالْفَرْجِ بْنِ فَضَالَةَ , وَيُقَالَ : إِنَّهُ صَحِبَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَبَعَثَ بِهِ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْمَهْدِيِّ فِي رِسَالَةٍ , فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَهْدِيُّ تِبْرًا فَلَمْ يَقْبَلْهُ , وَكَانَ مِنْ أَجِلَّةِ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ , وَكَانَ لِعِصَامٍ امْرَأَةٌ يُقَالَ لَهَا عَافِيَةُ , وَكَانَتْ تُحَدِّثُ وَتَقُولُ : هَذَا مِمَّا أَهْدَاهُ إِلَيَّ سُفْيَانُ بِيَدَيْ زَوْجِي عِصَامٍ جَبْرٍ , وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَبْرٍ , يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي , يَقُولُ : لَمَّا أَرَادَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الْمَهْدِيِّ قَالَ لِي : احْمِلْ كِتَابِي , قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَنَا رَجُلٌ جَبَلِيُّ , وَلِعَلِيِّ أَسْقُطُ بِحَرْفٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْكَ مِنْ ذَاكَ , فَقَالَ لِي : لَا تَقُلْ إِلَّا بِمَا تَعْلَمُ , فَرَأَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بِحَوْلِي , يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ , يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنِّي وَجَّهْتُهُ , فَيَرَى أَنِّي قَدْ أَسْدَيْتُ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا , قَالَ : فَكَتَبَ الْكِتَابَ فَحَمَلْتُهُ , فَصِرْتُ إِلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ , فَقُلْتُ : صَاحِبُ سُفْيَانَ , فَقَالُوا : كَذَبْتَ , سُفْيَانُ مَطْلُوبًا فِي الدُّنْيَا , لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ , قَالَ : فَجَاءَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَنْزَلَنِي وَسَأَلَ عَنِّي حَتَّى عُرِفْتُ , ثُمَّ جَاءَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ : أَجِبْ , قَالَ : فَأَدْخَلَنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ , وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ , فَقَالَ لِي : اقْرُبْ , وَقَالَ لِي : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : مِنْ هَمْدَانَ , فَقَالَ : مِنْ أَنْفُسِهِمْ , أَمْ مِنْ مَوَالِيهِمْ ؟ , فَقُلْتُ : أَمَّا مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمِنْ أَنْفُسِهِمْ , قَالَ : فَجَرَى كَلَامٌ , ثُمَّ قَالَ : لَوْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَاءَ بِالْكِتَابِ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ , وَارْتَدَى بِأُخْرَى , فَأَضَعُ كَفِّي فِي كَفِّهِ , ثُمَّ خَرَجْنَا نَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ , ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَوَعَظُونِي فَاتَّعَظْتُ , وَبَكَوْا فَبَكَيْتُ مَعَهُمْ , فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ أَخْرَجَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رُقْعَةً : حَاجَتِي كَذَا وَكَذَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَزَادَنِي غَيْرُهُ , قَالَ لِسُفْيَانَ : لَوْ أَتَيْتَهُمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا يَعَلَمُوا , فَإِذَا عَمِلُوا بِمَا تَعَلَّمُوا لَمْ يَسَعْنِي إِلَّا أَنْ آتِيَهُمْ , ثُمَّ قَالَ لِي : أَتَرَى أَنِّي أَخَافُ هَوَانَهُمْ , إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُمْ , قَالَ : ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى سُفْيَانَ بِالْبَصْرَةِ , فَقَالَ لِي : الْحَقْ بِأَهْلِكَ , وَالْحَقْنِي بِالْكُوفَةِ , فَقَدِمْتُ أَصْبَهَانَ , فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنِ اسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ فَقَالَ : آجَرَكَ اللَّهُ فِي سُفْيَانَ