حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَّوَيْهِ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ الْقَطَّانُ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ ، أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ ، قَالَتْ : بَكَيْتُ ، فَقَالَ : وَمَا يُبْكِيكِ ؟ فَقَالَتْ : قُلْتُ : وَمَا لِي لَا أَبْكِي ، وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَا بُدَّ لِي بِتَغْسِيلِكَ ، وَلَيْسَ مَعَنَا ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا لِي وَلَا لَكَ قَالَ : لَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ ، فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ إِلَّا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ ، وَإِنِّي أَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِالْفَلَاةِ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كَذَبْتُ ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ قَالَتْ : فَقُلْتُ : أَنِّي وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ ، وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ ، فَقَالَ : انْظُرِي ، فَكُنْتُ أَشْتَدُّ إِلَى الْكَثِيبِ ، فَأَقُومُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَأُمَرِّضُهُ قَالَتْ : فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ ، إِذْ أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ ، كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ ، فَأَلَحْتُ بِثَوْبِي ، فَاحْتَبَلُونِي ، فَأَسْرَعُوا إِلَيَّ ، وَوَضَعُوا السِّيَاطَ فِي نُحُورِهَا ، يَسْتَبِقُونَ إِلَيَّ ، فَقَالُوا : مَا لَكِ يَا أَمَةَ اللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ ، تُكَفِّنُونَهُ ، قَالُوا : وَمَنْ هُوَ ؟ قُلْتُ : أَبُو ذَرٍّ ، قَالُوا : صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَتْ : فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، فَرَحَّبَ بِهِمْ ، وَقَالَ : أَبْشِرُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ ، فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ ، فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا ، وَسَمِعْتُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ : لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ ، وَإِنِّي أَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ ، وَلَا كَذَّبْتُ ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا ، أَوْ لِامْرَأَتِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لَهَا ، وَإِنِّي أَنْشُدُكُمُ بِاللَّهِ أَنْ لَا يُكَفِّنِّي مِنْكُمْ رَجُلٌ ، كَانَ أَمِيرًا وَلَا عَرِيفًا ، أَوْ بَرِيدًا ، أَوْ نَقِيبًا قَالَ : فَلَيْسَ مِنَ الْقَوْمِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : أَنَا أُكَفِّنُكَ ، لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا ، وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَبِيبَتِي ، مِنْ غَزْلِ أُمِّي قَالَ : أَنْتَ فَكَفِّنِّي فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ ، وَدَفَنَهُ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ هُمْ مَعَهُ مِنْهُمْ : حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ ، وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ ، فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ