قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْعَنْسِيُّ ، مِنْ أَهْلِ دَارِيَّا قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ ، يَقُولُ : لَوْلَا الذُّنُوبُ لَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقِيمَ الْقِيَامَةَ ، وَلَكِنْ إِذَا ذَكَرْتُ الْخَطِيئَةَ قُلْتُ : أَبْقَى لَعَلِّي أَتُوبُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَلَّاسٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَطِيَّةَ : يَا عَمِّ ، لِمَ تُشَدِّدُ عَلَيْنَا وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : {{ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }} ؟ قَالَ : اقْرَأْ ، فَقَرَأْتُ : {{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ }} ثُمَّ قَالَ : اقْرَأْ ، فَقَرَأْتُ : {{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }} ، {{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }} ، {{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }} ، {{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }} فَأَقَمْتُ أَيَّامًا ثُمَّ قَرَأْتُ مَا يَتْلُو هَذَا : {{ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }} فَقُلْتُ لَهُ : يَا عَمِّ ، قَالَ اللَّهُ : {{ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }} ، فَأَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ لَمْ أُكَذِّبْ بِآيَاتِ رَبِّي وَلَا اسْتَكْبَرْتُ عَنْ عِبَادَتِهِ ، وَمَا أَنَا مِنَ الْكَافِرِينَ ، فَمَسَحَ - يَعْنِي رَأْسَهُ - وَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، اتَّقِ اللَّهَ وَخَفْهُ وَارْجُهُ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِشَامٍ الدَّارَانِيَّ ، قَالَ : قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ سُورَةَ : هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ : {{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا }} ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : بِمَا صَبَرُوا عَلَى تَرْكِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ : وَأَنْشَدَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ لِبَعْضِهِمْ : كَمْ قَتِيلٍ لِشَهْوَةٍ وَأَسِيرِ أُفٍّ لِلْمُشْتَهِي خِلَافَ الْجَمِيلِ شَهَوَاتُ الْإِنْسَانِ تُورِثُهُ الذُّ لَّ وَتُلْقِيهِ فِي الْبَلَاءِ الطَّوِيلِ