حديث رقم: 781

وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الدِّهْقَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سُدَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُدَيْفٌ الْمَكِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَمَا رَأَيْتُ مُحَمَّدِيًّا قَطُّ يُشْبِهُهُ ، أَوْ قَالَ : يَعْدِلُهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ، إِنَّمَا احْتَجَزَ بِذَلِكَ مِنْ سَفْكِ دَمِهِ ، وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِي أَسْمَاءَ أُمَّتِي كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ، وَمَثَّلَ لِي أُمَّتِي فِي الطِّينِ ، فَمَرَّ بِي أَصْحَابُ الرَّايَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ قَالَ حَنَانٌ : فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَهُ أَبِي بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : مَا كُنْتُ أَرَى أَبِي حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحَدًا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ يَعْنِي نَافِعَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْعَبَّاسِيُّ ، وَكَانَ أَمِيرَ مَكَّةَ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْمَدِينَةِ ، مَالَ إِلَيْهِ سُدَيْفٌ وَبَايَعَهُ ، وَكَانَ مِنْ خَاصَّتِهِ ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَيَقُولُ فِيهِ وَيَمْتَدِحُ بَنِي عَلِيٍّ وَيَتَشَيَّعُ بِهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ يَوْمًا وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ ، يُرِيدُ أَبَا جَعْفَرٍ : أَسْرَفْتَ فِي قَتْلِ الْبَرِيَّةِ جَاهِدًا فَاكْفُفْ يَدَيْكَ أَظَلَّهَا مَهْدِيُّهَا فَلَتَأْتِيَنَّكَ غَارَةٌ حَسَنِيَّةٌ جَرَّارَةٌ يَجْتَثُّهَا حَسَنِيُّهَا وَيُشِيرُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى يُصَبِّحَ قَرْيَةً كُوفِيَّةً لَمَّا تَغَطْرَسَ ظَالِمًا حَرَمِيُّهَا تَغَطْرَسَ : تَكَبَّرَ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ : قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أُسْرِفْ فِي قَتْلِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَتَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ : إِنْ ظَفِرَ بِسُدَيْفٍ أَنْ يَقْتُلَهُ ، فَظَفِرَ بِهِ عَلَانِيَةً عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، وَكَانَ يَحْفَظُ لَهُ مَا كَانَ مِنْ مَدَائِحِهِ إِيَّاهُمْ قَبْلَ خُرُوجِهِ ، فَقَالَ لَهُ : وَيْحَكَ يَا سُدَيْفُ ، لَيْسَ لِي فِيكَ حِيلَةٌ ، وَقَدْ أَخَذْتُكَ ظَاهِرًا عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، وَلَكِنْ أُعَاوِدُ فِيكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ يُخْبِرُهُ بِأَمْرِهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ ، فَجَعَلَ يُدَافِعُ عَنْهُ وَيُعَاوِدُهُ فِي أَمْرِهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ لَأَقْتُلَنَّكَ ، فَلَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُكَ : أَنَا عَمُّهُ ، فَدَافَعَ بِقَتْلِهِ حَتَّى حَجَّ الْمَنْصُورُ ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْحَرَمِ أَخْرَجَ عَبْدُ الصَّمَدِ سُدَيْفًا مِنَ الْحَرَمِ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ لِلِقَاءِ الْمَنْصُورِ ، فَلَمَّا لَقِيَهُ دَنَا مِنْهُ وَهُوَ فِي قُبَّتِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ : مَا فَعَلْتَ فِي أَمْرِ سُدَيْفٍ ؟ قَالَ : قَتَلْتُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا عَمِّ ، يَا غُلَامُ أَوْقِفْ ، فَأَوْقَفَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَعَادَ لَهُ ، يَعْنِي فِي الْمَحْمَلِ