قَالَ أَبُو غَسَّانَ : فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ ، هَكَذَا قَالَ أَبُو غَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : قَدِمَتْ أَشْجَعُ فِي سَبْعِمِائَةٍ يَقُودُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ ، فَنَزَلُوا شِعْبَهُمْ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ أَشْجَعَ ، مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جِئْنَاكَ لِقُرْبِ دِيَارِنَا مِنْكَ ، وَكَرِهْنَا حَرْبَكَ ، وَكَرِهْنَا حَرْبَ قَوْمِنَا لِقِلَّتِنَا فِيهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : {{ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ سَبِيلًا }} الْآيَةَ . وَاتَّخَذَتْ أَشْجَعُ فِي مَحَلَّتِهَا مَسْجِدًا قَالَ أَبُو غَسَّانَ : وَنَزَلَتْ بَنُو جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسٍ ، مَحَلَّتُهَا الَّتِي يُقَالُ لَهَا : بَنُو جُشَمَ ، وَهِيَ مَا بَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : زُقَاقُ سُفْيَانَ ، إِلَى الْأَسَاسِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : أَسَاسُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْوَلِيدِ ، إِلَى خَوْخَةِ الْأَعْرَابِ ، إِلَى دَارِ زَكْوَانَ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ . وَنَزَلَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَمَّادٍ وَبَنُو زَنِيمٍ وَبَنُو سِكِّينٍ مِنْ فَزَارَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ ، الْمَحَلَّةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : بَنُو فَزَارَةَ ، وَهِيَ قُبَالَةَ خَشْرَمٍ ، إِلَى حَمَّامِ الصَّعْبَةِ ، إِلَى سُوقِ الْحَطَّابِينَ الَّذِي بِالْجَبَّانَةِ ، وَلَمْ يَنْزِلْهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ فَزَارَةَ